4. وفي مقال أخر له يؤكد على أن
كوطن للكرد وللعرب ولغيرهم من القوميات، وأن مشاريع الصهر القومي ستنتهي إلى الفشل، حيث يقول في هذا المجال: ((أما المواطن الكردي، الذي كان وسيظل كردياً بقدر ما هو سوري، فلن يكون يوماً معرّباً ومجرداً من خصوصيته القومية التي لا ينتقص التمسك بها من كرامة أحد، ولا يسيء ذلك لمصلحة الوطن، بل بالعكس تماماً: فإنه يضيف لوناً جديداً إلى ألوان الطيف الوطني ويزيد من جمال لوحة سورية ويغني الثقافة الوطنية. وفي الوقت الذي يجب أن يكون فيه كل السوريين، بكافة انتماءاتهم، متساوين أمام القانون، آن الأوان لطي الصفحة السوداء التي يتساوى فيها الأكراد فقط أمام القوانين الاستثنائية، ويتم تعريب أسماء الولادات والمعالم الطبيعية والبشرية في المناطق الكردية. فالتجربة التاريخية للشعوب أثبتت أن مشاريع الصهر القومي لن يكتب لها النجاح، وتغيير المعالم القومية لأي شعب سيكون مصيره الفشل. فالاسم الكردي لقرية، مثلاً، لن يمحى من ذاكرة سكانها مهما بلغت قوة المعرّبين لأنه يرتبط بملاعب الطفولة وبالوجدان والتاريخ.))[8]
5. في رده على أسئلة عامودا كوم حول
اعلان دمشق وفيما يخص بالمسألة الكردية، يرى الاستاذ إسماعيل عمر أنه يترتب على الحركة الكردية العمل في إقناع الأخرين ولا سيما القوى الوطنية العربية داخل سوريا بقضيتهم وبعدالتها إذ يقول: ((أود التأكيد على أن
أي شعار أو هدف لا يستمد شرعيته فقط من عدالته, بل كذلك من إمكانات تطبيقه.)) ثم يستمر قائلاً: ((فإن إخلاصنا للقضية الكردية لا يقاس فقط بمقدار وحجم التضحية من أجلها, بل كذلك بقدرتنا على إقناع الآخرين بها، لرفع سقف ذلك الحد الأدنى المشترك، وتوسيع دائرة الأصدقاء والأنصار حولها , ومن هنا فإن إعلان دمشق، بما جمعه من طيف واسع، وبالصيغة التي أقرها للقضية الكردية، نقل هذه القضية إلى موقع متقدم، حيث دخلت معه إلى كل محفل وتجمّع وطني سوري في مختلف أنحاء البلاد وخارجها,أي أنها أصبحت قضية وطنية سورية، وأصبح النضال من أجل حلها على أساس ديمقراطي عادل، في إطار مجموع الأفكار والتوجهات التي تضمنها الإعلان، مطلباً وطنياً سورياً عاماً , ويعتبر ذلك مكسباً لا يستهان به لشعبنا الكردي في سوريا.. وفي تاريخ 17/1/2005 وافق جميع أطراف الحركة الكردية على بيان تأسيس (لجنة التنسيق الوطني للدفاع عن الحريات الأساسية وحقوق الإنسان ), وأعتبر ذلك البيان، في حينه، برنامجاً للعمل المشترك لجميع الأطراف الموقعة، وتضمن بند(
العمل على إيجاد حل ديمقراطي للمسألة الكردية..) مما يؤكد أن الإقرار بوجود وحل القضية، أو المسألة الكردية، هو مطلب عام لا يمكن المساومة عليه، وهو يعني بالضرورة وجود شعب كردي يعيش على أرضه التاريخية))[9].
6. وفي رده على سؤال أخر بخصوص ع
لاقة الحركة الكردية في سوريا بالحركة الكردية في بقية أجزاء كردستان، يقول: ((إن قيامنا بواجباتنا القومية تجاه أبناء الشعب الكردي في بقية أجزاء كردستان، انطلاقاً من احترام خصوصية كل جزء، لا يخضع لموافقة أحد، ونحن نتفق مع بقية أطراف إعلان دمشق في حدود كل ما من شأنه إحداث التغيير الديمقراطي المطلوب وصيانة وحدة البلاد، وأن تضامننا مع نضال شعبنا الكردي في تلك الأجزاء لا يتعارض مع مبادئ وثيقة الإعلان)).
7. وفي مداخلة له في منتدى جمال الأتاسي بتاريخ 28/12/2004 يطرح
القضية الكردية على أنها قضية وطنية تعني الجميع إذ يقول: ((فالقضية الكردية هي قضية وطنية بدون أي شك، لأنها تهم أكثر من مليوني انسان كردي في سوريا، ولذلك فهي تعني الجميع، وأن المهمة الأساسية لجميع الأطراف الكردية هي إدراجها بين القضايا الوطنية العامة في البلاد التي تتطلب حلولاً عادلة وعاجلة، ولن يكتب النجاح لهذه المهمة ما لم تنجح هذه الحركة في تعريف الشعب السوري بعدالتها من خلال التواصل مع مختلف الأحزاب والقوى الوطنية والفعاليات الاجتماعية والثقافية، والانخراط في النضال العام الديمقراطي للعمل معاً من أجل إيجاد الحلول للقضايا الوطنية الأخرى. وهذا يستدعي ارتقاء مختلف القوى والنخب العربية والكردية إلى مستوى المسؤولية المطلوبة، لوضع أسس متينة
لشراكة وطنية، فسوريا كدولة ، تشكلت بحدودها الحالية وفق تقسيمات سايكس – بيكو، وهذا يعني أن مواطنيها الحاليين من عرب وأكراد وأقليات أخرى، وحّدتهم تلك التقسيمات دون إرادتهم، وربطتهم أواصر التاريخ والإرادة المشتركة، وبالتالي، لم يتم في حينه أن ألحق أحد من مكوّنات هذا الوطن المكوّن الآخر بالقوة، وبذلك، أصبحت سوريا وطن الجميع كأمر واقع ... وفي حين سعى الجانب الكردي لتعزيز وحدة هذا الوطن مقابل الحفاظ على مقوماته والتمتع بحقوقه القومية، كان من المفروض أن يستوعب الطرف الآخر أيضاً هذه الحقيقة ويحترم هذا الحق الطبيعي، لكن قواه السياسية التي تشكلت بعد الاستقلال تصرفت بمنطق الأكثرية ومارست عملية الشطب على كل ما هو غير عربي بهدف صهر القوميات الأخرى، وفي المقدمة منهم الأكراد ... ومع الزمن، تنامت
النزعة الإقصائية التي مارستها الأنظمة المتعاقبة على دست الحكم مما ألحق أفدح الأضرار بمفهوم المواطنة ..وبقضية الوطن، الذي كان ولايزال، يفترض أن يكون للجميع حتى يكون الجميع للوطن، يدينون له بالولاء ويدافعون عنه بكل الإمكانات، ويحافظون في ظله على خصوصيتهم القومية ويصونون وحدته وسيادته، ويتمتعون فيه بحقوقهم المشروعة، التي لا تتعارض مطلقاً مع ولائهم الوطني، بل بالعكس، فهناك
علاقة جدلية وثيقة بين درجة هذا الولاء بالنسبة للمواطن الكردي ،ومدى تمتعه بحقوقه وخصوصيته القومية، فهو بهذه الحالة يكون سورياً بقدر ما هو كردي، لا كما يريد له دعاة التمييز أن يكون معرّباً مجرّداً من خصوصيته القومية، او كرديا" محروما" من حقوقه الوطنية، ليصل الحرمان حتى إلى حق الجنسية ... أي إن تمسكه بانتمائه القومي والوطني السوري معاً لا يعيبه ككردي، ولا ينتقص شيئاً من كرامة الأشقاء العرب وحريتهم، ولا يسيء إلى مصلحة الوطن، بل على العكس تماماً، فإنه يضيف لوناً جديداً إلى ألوان الطيف الوطني ويزيد من جمال اللوحة الوطنية، ويغني الثقافة الوطنية، فالوجه الجميل لا يبرز جماله الا بوجود كافة أجزائه))[10].
وفي نهاية المداخلة يرى ((أن
حل المسألة الكردية في سوريا مسؤولية وطنية يترتب على كافة القوى السياسية أن تعمل على حلها إذ يقول: ((إن الحكمة والمسؤولية الوطنية تقتضيان من كافة القوى الوطنية داخل السلطة وخارجها، والفعاليات الثقافية والاجتماعية في البلاد، البحث عن حل ديمقراطي عادل للقضية الكردية، وذلك من خلال تمكين الشعب الكردي، باعتباره جزءاً أساسياً من النسيج الوطني السوري، من ممارسة حقوقه القومية من سياسية وثقافية واجتماعية وإلغاء المشاريع الاستثنائية المطبقة بحقه، لكي يستطيع مواصلة دوره الوطني والتصدي لكل التحديات الداخلية والخارجية ..
))[11]
في الختام أرى أن الإستاذ إسماعيل عمر بإمكانياته الإسلوبية الفائقة، ونظرته السياسية الصائبة، واحدٌ من ابرز مَن استطاع أن يطرح القضية الكردية برؤية سياسية سليمة، ومعالجة منطقية متفهمة، وبهذا يكون قد أشعل مصباحاً لتنوير طريق النضال السياسي أمام الأجيال القادمة من أبناء الكرد.
[1] عارف جابو، حوار مع الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي
[2] عارف جابو، حوار مع الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي
[3] كلمة الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي( في منتدى الدكتور نورالدين زازا للثقافة في دمشق
[4] إسماعيل عمر، الحركة الوطنية الكردية في سوريا، مسيرة شاقة، وطموحاتٌ تنتظر التحقيق، مجلة "الحوار"- العدد 60-61
[5] مداخلة الاستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) في منتدى جمال الأتاسي –بتاريخ 28/12/2004
[6] مداخلة الاستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) في منتدى جمال الأتاسي –بتاريخ 28/12/2004
[7] عارف جابو، حوار مع الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي
[8] إسماعيل عمر، الحركة الكردية في سورية في عامها الخمسين، عن صحيفة الحياة اللندنية 03.07.2007
[9] أجوبة الأستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا – يكيتي على موقع عامودا كوم
[10] مداخلة الاستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) في منتدى جمال الأتاسي –بتاريخ 28/12/2004
[11] مداخلة الاستاذ إسماعيل عمر رئيس حزب الوحدة الديموقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) في منتدى جمال الأتاسي –بتاريخ 28/12/2004