طبعاً سيثير هكذا موضوع، حفيظة كاتبنا، وسوف يقيم الدنيا ولن يقعدها، لأنه أحد "البارزانيستيين" المستفيدين من "مسيارٍ" كهذا، لا بل سينظّر لشرعيته أيضاً، بألف حجة وألف سندٍ ودليل، لأن فسخ مسيارٍ كهذا، سيعني بكل تأكيد، فسخاً لإقامته في "الحرير المسيار" هناك.
نعم.. أنا أنقد هكذا كردستان "المدينة المسيار"، التي بلعت جبلها.
أنقد كردستان تأكل الآن أبناءها.
أنقد فوقاً فاسداً، حوّل كردستان إلى مجرّد مزرعة خاصة لمسيار ثلاث: مسيار الحزب والدين والعشيرة.
أنقد "كردستان الدينية" التي تختزل دستورها في "مبادئ وأصول وشريعة دين الأغلبية".
أنقد الديكتاتور والثقافة الديكتاتورية الواحدة بلا شريك، كردياً وعربياً، وفي سوريا، كما في كردستان، أو خارجهما. لأن الديكتاتور واحد، مهما اختلفت لغته، أو أصله وفصله.
أنقد الدين في كردستان وخارجها، حين يصبح قانوناً إلهياً، يحكم البشر على الأرض.
أنقد الله، حين يصبح جلاداً.
أنقد تسييس الدين؛ كل الدين إذ يؤلب وحوشه ضد الدنيا.
أنقد الدين الحاكم بإلهٍ غائب، إذ يقتل الدنيا في أوج حضورها.
أرفض الدين، وهو يرفض الإنسان بالآلهة، لا بل أدوس على الدين(كل الدين)، إن أصرّ على دوس الإنسان وحقوقه وحرياته.
أكره الدين حين يصبح سياسةً كريهةً لإكراه الآخرين، على الدخول المكروه، إلى الدين أو الدنيا.
أنقد وعاظ الدين المتاجرين ب"آيات الله" أو "آيات الشيطان"، كما أنقد وعاظ السلاطين.
أنقد "إنما الدين عند الله الإسلام"، و"كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس"، و"أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، و"من تكلم العربية فهو عربي، حتى ولو كان أعجمياً"، و"إنا أنزلناكم قرآناً عربياً لعلكم تعقلون"، و"كذلك أنزلنا حكماً عربياً"..إلخ.
أنقد الإيزيدية وآلهتها الميتين الميتين.
أنقد الإيزيديين من أصحاب "السياسات الأمية"، الذين يبحثون عن وطنٍ جديد خارج كردستانهم النهائية، التي سميتها ذات نقدٍ، ب"الوطن النهائي للإيزيديين"، أو يبحثون عن قوميةٍ جديدة، خارج كرديتهم التي خلقهم الله عليها، كما خُلق إلههم نفسه على سنة اللسان الكردي عينه.
أنقد الفوق الإيزيدي "الروحاني"، حين يصبح فوقاً دينياً معطلاً، يشتغل على السياسة أكثر من اشتغاله على الدين.
أنقد الروحانيين الإيزيديين، الذين يموتون على موت آلهتهم.
أنقد الإيزيدية كما الإسلام، وكل الدين الذي آل إلى بضاعة كاسدة على بسطات الأحزاب الحاكمة والمعارضة في كردستان.
أنقد لالش، حين تصبح بازاراً للمزاد العلني على دم الله.
أنقد مكة حين تستحيل، إلى جهةٍ عربية أكيدة، بلسانٍ عربيٍّ أكيد، لصلاةٍ عربيةٍ أكيدة، تنتهي عند قدم إلهٍ عربيٍّ أكيد.
وأنقدك أيضاً، وأنقد فوقك الذي فوق فوقك يا سيد "الخرافات السيارات"، و"النظريات الطيارات"، التي لا مكان لها إلا في حضن "كردستان المسيار".
أما السبب(ربما السريالي) في ارتكاب كل هذا النقد، فهو باختصار شديد جداً، لأني أحبّ كردستان لأولادي لا لنرجسيتي، على طريقتي الخاصة طبعاً، وطناً لكل كردستانييها، بكل قومياتها، أكرادها ولاأكرادها، ولكل الدين وعكسه.
أنا أكره كردستان لوناً واحداً، في حزبٍ واحدٍ، أو دينٍ واحدٍ، أو عشيرةٍ واحدة.
أكرهها "جغرافيةً واحدةً، أو تاريخاً واحداً، ل"قومية واحدةٍ لا شريك لها".
أحبّ كردستان كثيرةً، لا واحدةً كالله الواحد الأحد.
أوَلم يكن الله كثيراً في البدء؟