بوضوح أكبر .. حول وحدة البارتي ووحدة الحركة
التاريخ: الجمعة 03 ايلول 2010
الموضوع: اخبار



عبد الرحمن آلوجي
 سكرتير البارتي الديمقراطي الكوردي – سوريا

لا مندوحة عن كون الوحدة من أكبر ضرورات العمل السياسي , و بخاصة في الأطراف و التجمعات السياسية المتجانسة و المتقاربة نهجا و فكرا و قرابة رحم .. البارتي منذ 1972م و إلى يومنا هذا كان عرضة للكثير من الضربات و العراقيل التي تحول دون معافاته , في وقت كان تصديه للنضال ـ مع فصائل الحركة ـ ملفتا للنظر و جامعا للكلمة و مثار استقطاب للجماهير , إلا أن عوامل متعددة ـ سبق أن فصلنا في شرحها ـ ذاتيا و موضوعيا ,حالت دون تمتعه بمكانته اللائقة , و دوره الريادي , وسياسته النضالية المعتدلة المرنة , وحس جماهيري فعال ... و قد كان للضربات الموجعة التي سددت لمسيرته , و العراقيل التي واجهته كان لها الأثر الأكبر في تفتيت صفه ,وبروز الأدوار الانتهازية و الوصولية فيه, وتنحية المئات من كوادره ,وممن رفضوا الانخراط في تعويق هذه المسيرة .


وقد سعت أطراف خيرة و قوى وطنية فاعلة ,في رأب الصدع , وتحديد إطار وحدوي مرتين : الأولى في 7/3/2004 بين طرفين من أطراف البارتي, لتتحقق الوحدة خلال واحد وثلاثين شهرا , والثانية في 16/4/2007 , بين الطرفين الآخرين , إذ باءت العمليتان بفشل لا نريد الخوض في أسبابها وملابساتها , بقدر ما ينبغي الاستفادة من عبرتهما , حرصا على إنجاح أي مسعى جاد وخير , ولئلا نقع في إثارة ما هو كامن ومعقد ومؤسف .. لتكون درسا وتراثا لما تبذله القوى الوطنية الخيرة والصادقة من محاولات إعادة اللحمة, والتي تجسدت أخيرا في مشروع وحدوي تقدم به الكادر الحزبي المتقدم " محمد سعيد آلوجي " , والشخصية الوطنية المعروفة " جان كورد ", واللذين عقدا ندوة واسعة على البالتوك في " kocka rojavaye kurditane " , حضرها أكثر من مئة شخصية وطنية ومثقفة , من ضمنهم شخصيات كردستانية, وقد دار الحديث حول المشروع المقدم المذكور, وحضر الندوة طرفا البارتي بشخص المسؤول الأول من كل طرف , مع غياب طرف الدكتور حكيم, كان ذلك في 14/8/2010 , وقد دار نقاش مستفيض من طرفي البارتي ومن المشاركين , وكان تركيزنا ولا يزال على نقاط جوهرية وهامة معللة ومدروسة رغم قبولنا المبدئي بالمشروع المقدم وما فيه من برنامج عمل , وأبرز ما رأيناه ونراه في هذه العملية الوحدوية الهامة بوضوح ودون تردد هو ما يأتي :

1- ضرورة الاستفادة من تجارب الماضي وإخفاقاته ومحاولة تلافيها .
2- أن تكون الوحدة حقيقية ومتوازنة , وبعيدة عن المناورة والدعاية الإعلامية, ومحاولة كسب الوقت ,, وتحقيق مآرب حزبية ضيقة , باعتماد أكثر الأساليب عملية , وأكثرها قربا من الواقع .
3- اعتماد المشروع الوحدوي المقدم من قبل " محمد سعيد وجان كورد " كورقة عمل مقبولة, ومناقشته مناقشة إيجابية, بغية تعميق نقاطه وتوضيح كل نقطة , ووضع خطة عمل بإشراف لذلك .
4-, توثيق كل خطوة من خطوات العمل المذكور, بشكل عملي وميداني مع كل مرحلة تنجز للانتقال إلى ما يليها , وبشكل مبرمج .
5- إشراف من الوطنيين المشهود لهم بالحياد والاطلاع وقوة الرأي , ولا بأس أن يختار حلفاؤنا الطريقة التي تناسبهم في هذا المجال أيضا , وبرمجة وتوثيق هذا الإشراف .
6- الشمول والإحاطة بأطراف البارتي الثلاثة .

7- البناء على قواعد وأسس سليمة وصادقة ونوايا حسنة تختبر من خلال الممارسة العملية والمباشرة , ولدور الإشراف أهمية بالغة في تقييم العمل الصادق والآخر المتردد من أي طرف , و ما يبديه كل منها من الاستعداد الكامل لترجمة النوايا إلى تضحيات وتنازلات حقيقية , أو التردد وعدم الصدق .

تلكم أبرز النقاط التي طرحناها ونطرحها لضمان نجاح أي عمل وحدوي حقيقي , وقد وجدنا الرغبة العامة في إنجاح مثل هذا المسعى الحيوي من خلال تلك الندوة التي استغرقت نحو ثلاث ساعات , مع إصرار الغالبية على ضرورة المتابعة العملية وعدم الاكتفاء بالأمنيات والرغبات والكلام النظري العام والمجاملات , لتكون هذه الوحدة نواة لعمل وحدوي أوسع وأكبر للحركة ومرجعيتها, بالانطلاق إلى تطوير الأطر القائمة , وقد ركزنا على أهمية الحفاظ على ما أنجز في هذا المجال من تقدم حاصل ومن أطر قائمة , ولكنها ناقصة وغير كافية لأداء الدور الحقيقي والمتوخى , وما ينبغي تطويره وإنجازه بالدعوة إلى التفاهمات حول برنامج عمل يقود إلى المؤتمر الوطني المرتقب والذي يتبناه المجلس السياسي والمجلس العام والأطراف خارج الإطارين , والقوى الوطنية المؤثرة على الساحة , كل أولئك لتلتئم كل الجهود في التلاقي والتآلف , وإنجاز مشروع المؤتمر الوطني بمشاركة الجميع دون إقصاء أو استثناء أو تهميش , ودون محاولة لخلق أطر جديدة وتحالفات تقود إلى كتل متصارعة , وأطر متناقضة , تعتمد ردات الفعل الآنية , ورغبات تشهيرية وانتقامية , لا تكاد تخدم الإطار الجديد الذي ينبغي أن يسعى إليه الجميع لصياغة قرار سياسي يشارك فيه الوطنيون,ومختلف الأطراف , وفق آلية عمل مدروسة تقوم على خدمة هذا الاتجاه وترجمته إلى واقع عملي يوحد الكلمة ويجمع المبعثر , ويعيد للحركة قوتها وفاعليتها وهيبتها , ليأتي موقفنا هذا واضحا لا غبار عليه وهو ما أكدنا عليه من خلال ندواتنا ولقاءاتنا , وتحاورنا مع وفدي التحالف والمجلس السياسي في حينه وكل على حدا , وهو ما نكون أشد حرصا عليه , وتوضيح ملابساته , بحيث يغدو العمل من أجله من الضرورات النضالية الملحة , بعيدا عن الضجيج الإعلامي والدعاية الانتقائية, والمزايدة على أمر لا يمكن أن يتحقق ما لم تتحد وتتلاقى الإرادات الخيرة, لتصوغ الموقف الوحدوي في البارتي والحركة من خلال ضمير حي يقظ ومتحرك يدرك معاناة شعبنا وواقعه الأليم ومراراته وهو يجد لذعة الفقر والهجرة والبطالة والتمييز, والواقع الموازي في الرهق والانقسام والتشتت في الحركة والابتعاد التدريجي عن استحقاقات المرحلة ومنعطفاتها الدقيقة , ومحاولة قفز البعض فوق الواقع وادعاء القوة والشموخ والاقتدار في هذا الطرف أوذاك , مع افتقار الواقع للحد المقبول والمرضي من التوجه الوحدوي الحقيقي الخالي من الهواجس والأهواء والنزعات الحزبية والذاتية الضيقة , للوصول إلى المطلوب والمرجو من رفع المبادرة في كل عمل جاد ومثمر إلى المستوى اللائق والمتقدم , وسعي مبرمج , وواضح الخطوات من الوطنيين والنشطاء والمثقفين لممارسة الضغط المؤول والضروري للخروج ببرنامج نتلاقى عليه جميعا في قواسمنا المشتركة وتفاهماتنا ومناقشاتنا المشبعة السابقة , لإنجاز ما هو ممكن وغير بعيد المنال مع الحسم والمبادرة الصادقة واليقين الذي لا تردد فيه .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7360