عندما نحوّل الضحية إلى جلاد ـ مقال الأستاذ سلمان حسو نموذجا ـ
التاريخ: السبت 21 اب 2010
الموضوع: اخبار



وليد حاج عبد القادر

نشر موقع ـ ولاتي مه ـ نقلا عن مجلة / المثقف التقدمي / العدد 29 مقالا للأستاذ سلمان حسو وبصراحة تامة ـ أقر شخصيا ـ بسذاجة الرد ـ حتى مجرد الرد ـ على هكذا طروحات ومواقف فما بالك بالتعليق عليها أو مناقشتها ولكن كونها صادرة من شخصية لها وزنها السياسي ـ استوجب الرد هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد مسّ الأستاذ بوعي أو خلافه ثوابت نضالية إن في خطاب الوعي السياسي الكردي وغالبية احزابها من جهة وعملية التشهير المغلفة بتعبيرات سلطوية تبريرية لفعلها ومسلكيات أجهزتها القمعية حيال المناضلين الكرد , هذا إن لم يكونوا في الأصل منفذين لتعليمات أوساطها الشوفينية .


وهنا لابد من الإقرار بأن المقال قد عاد ـ بي ـ سنينا طويلة الى الوراء .. حتى ـ خلت في نفسي بأنني لربما مازلت ذاك الطفل / الشاب و عفديكو ـ يي ـ ملا صبري وذاك الطريق الترابي بين ـ ديركا حمكو ـ و ـ كرزرك ـ والسؤال ـ الذي ما زلتم تصرون على مماهاة الإجابة عليها استاذ سلمان ـ هل نحن شعب أم أقلية ؟؟ .. ذاك السؤال بجوابه الهزيل مازلنا ندفع غاليا ضريبتها ـ انظر مشروع النهضوي العروبي ومسألة الأقليات ..الخ ـ .. أجل لقد خلت نفسي لربما أننا قد عدنا أو مازلنا في أجواء الحرب الباردة .. ولكنها الحقيقة استاذ سلمان فالحرب الباردة انتهت ومعها السوفييت رحلوا .. ومازال هناك من يحن الى اطلال ويصر أن يبكينا معه بالرغم من ثقته كونها ـ الأطلال ـ قد هوت وهكذا المقولات والطروحات الغامضة بمجمل مواقفها المرتبكة والحائرة وهي سجينة دائرة الطباشير لا تدري أترضي السلطة ؟ !! أم الشعب ... وهنا ـ وبكل ثقة ـ أنوه ولا أتهم ...
فإذا كانت محتويات المقال هي طروحات حزب ـ كان منذ عقود ـ فقد عفى الله عما مضى .. أما إذا كانت طروحات ـ سياسي من الطراز الأول وفي النسق القيادي الأول أيضا  ـ مثل الأستاذ سلمان وحزبه الذي ما نزال ـ شخصيا ـ نعتبرها في فضاءات الحركة الوطنية الكردية وفصيل رئيسي فيها أيضا  فللحق والتاريخ أنها مدعاة للتأمل !! خاصة وهذه المرحلة وأحب التأكيد ـ شخصيا ـ مستندا على بعض من جملك / .. فإذا كانت الحركة السياسية الكردية لم تطرح بعد خطابها السياسي ولم تتوضح بعد آلية العمل .. / والتي حددها الأستاذ سلمان بالنضال السياسي السلمي ..وكم نحن بحاجة الى تعريف النضال السياسي السلمي وأساليبها كون انتفاضة قامشلو ..عفوا ـ أحداث القامشلي / كما يحب صديقنا أن يسميها / لربما كان كفاحا مسلحا أو لربما توزيع المناشير والإعتصامات أو التظاهرات ثورات مسلحة !! .. أستاذ سلمان : المسيح عليه السلام لم يكن يذهب الى الآخرين ويقول لهم هاكم خدي اليمين فاضربوني مهيئا اليسار لتلقي الضربة الثانية وشهداء انتفاضة قامشلو لم يذهبوا الى الملعب وكذلك لم يطلقوا الرصاص من بنادق أجهزة السلطة على صدورهم وأظنك تجزم بأن الجماهير لم تصرخ في المحافظ ـ كبول ـ طالبين منه أن يأمر قوات الأمن برشهم الكلاب ـ!! ـ وأرتال المعتقلين على مرّ السنين  أيضا لم يذهبوا هكذا !! الى المعتقلات بمحض ارادتهم أو لأدوار ـ ربما ـ تمثيلية !! ـ .. قضية اخرى جدلية وهامة في مقال الأستاذ سلمان : المماهاة في موضوعة الشعب وبالتالي تعويمها .. يقول / .. ومعلوم أن الأوساط الشوفينية .. نسجت سياسة الإضطهاد القومي ضد الشعب الكردي وطبقت بحقه مشاريع عنصرية ... أدت الى حرمان الكرد في سورية ... / وتتالى كلمات الكرد .. الكرد السوريون .. فهل هو الطرح القديم وقد تجدد ؟؟ !! أم استمرارية وعمرها ما تغيرت !!؟ ويتابع الأستاذ سلمان قائلا : / .. وطرح الحزب في وقت مبكر مسألة أن للقضية الكردية في سورية خصائص تختلف عن خصائص القضية الكردية في الأجزاء الأخرى ـ العراق , تركيا , ايران ـ .. / .. حيث سيبدو للقارئ وكأن الأستاذ سلمان يعني العوامل الجغرافية الطبيعية التي قد تساعد على القيام بثورات مسلحة وطبيعي أن لا نختلف معه هنا .. أجل استاذ سلمان كلنا يتذكر مقولة الأستاذ عبدالحميد درويش للقائد الخالد الراحل مصطفى البرازاني ـ إن الحل هو في أبو رمانة ـ وليس في ـ هولير ـ أو السليمانية ولكن هلاّ توقفنا لحظة لجرد حساب .. الأجهزة الأمنية في أبو رمانة ومنذ عام 1964 .. كم جيلا من المناضلين ـ عفوا المتطرفين المغامرين ـ من ابناء الشعب الكردي في سورية قادتهم الى سجونها .. أم لعلنا نسينا !! أن الطلقة الغادرة التي استقرت في صدر الشهيد سليمان آدي كان مصدرها من أبو رمانة !! .. والتي كان لي شرف المشاركة في جنازته والتي سار في مقدمتها الأستاذ حميد والراحل كمال والقيادات الكردية الأخرى !! مصيبة كبرى عندما ينبري ـ البعض ـ من أبناء هذا الشعب للدفاع عن النظام وممارساته بحق بني جلدته لا بل والسعي لإيجاد مبررات ومسوغات لإستمرارية حالة الإضطهاد والقمع والنكران وبالتالي تبرأته ـ النظام ـ من مجمل تلك الممارسات و ـ بعقدة ذنب ـ غير حقيقة يتبدى أن الشعب الكردي وزيادة وتيرة نضاله الديمقراطي السلمي هي من العوامل الرئيسية في ديمومة الأحكام العرفية وحالة الطوارئ !! وبالتالي إطالة أمد الممارسات التي لا يطيقها إنسان !! ونتناسى جميعا أن عصر الفجاءات ـ من فجأة ـ قد تجاوزتها العولمة فالنظام عمره ما خطى خطوة لحل أية مظلمة كردية وـ وفجأة ـ قام المغامرون .. والمتهورون ..الخ .. ما يفسد او فسد ذاك الأمر !! ... حقا أنها شراكة رائعة وتوزيع درامي سلس كما المسلسلات الرمضانية هذه !! قلب الأدوار بين الضحية والجلاد .. ولكن : اذا ما كانت الحالة النضالية والمستندة الى مواقف مبدأية على أرضية برنامجية سياسية واضحة ورؤية ترتكز على الفعل المقاوم ـ بمفهومه المدني السلمي من مظاهرات واحتجاجات سلمية ..الخ ـ هذه الحالات التي تتصدى بصدور عارية للممارسات القمعية وبالتالي تكشف حقيقة السلطة وممارساتها الشوفينية تجاه الشعب الكردي فنحن مقتنعون بها وأدينا ومازلنا على استعداد لدفع ضريبة ممارستها ايضا ومع هذا حز في نفسي كثيرا وأنا أقرا عبارات ومصطلحات ـ جلد الذات الكردية واتهامها ـ وبالعذر من صاحب عبارة جلد الذات / فقد دققت كثيرا في عبارات الخطاب المغالي .. الأوساط الشوفينية ..في تمويه ذكي لمن يجب ـ وبقناعتي ـ إن كانت  للسلطة او الحكومة حددها كما تشاء .. استاذ سلمان : ثبت بالقاطع أن الكرة الأرضية كروية ... وهناك عوالم ومجرات لا تحصى .. ومضى الزمن الذي كنا نقول فيه : ..أن هذه الممارسات والتصرفات محلية ..ودمشق ـ ابو رمانة ـ لاعلم لهم بكل هذا .. وأنه .. لولا .. لكان ..ولو لم .. لانتهى ... عبارات غابت عن الخطاب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي لفترة لا بأس بها .. الأوساط الشوفينية ..الخطاب المغالي .. الكرد السوريون ..ـ وانت ما قصّرت ـ استخدمتها الآن وبجرعة واحدة ..و ـ أعذرني ـ فقد أفرطت في القول وأمسست المناضلين تتهمهم كأدوات بيد تلكم ـ الأوساط الشوفينية ـ لا السلطة .. وللعلم فمنذ سايكس بيكو وحتى لحظته نعلم ان الحل في دمشق كما هو القرار وللأسف أن العنوان عمره ما وصل الى أبو رمانة لابل ولم تتجاوز ساحة المرجة .. ولن يجيزوها لأبعد من ذلك .. ونتناسى أن العالم قد تغير وتطور كثيرا ـ وأنا هنا أجزم بأنني لا أتهم ـ فالأوراق والملفات هي في أدراج سعادة اللواء .. فالقضية الكردية كما تتصورونها ليست بتلك الأهمية ليتصدى لها سيادة رئيس الجمهورية ...سؤال بسيط وملاحظة أخيرة .. هذا الموضوع ؟؟ لماذا الآن .. وبالتالي المقال بأكمله أليس هو ضخ للماء في طاحونة النظام في تبرير واضح لممارساته القمعية ؟؟ وانت تقول في معرض مقالك / ... تصر على رسم صورة مرتبكة للقضية الكردية ووضعها دون ... /   .. جملة أخيرة وبجرأة ـ يعرفها كل من زاملني ـ أقول ... إن هذا الرد هو دعوة صادقة لخطوة إلى الأمام وبإصرار ـ أقول ـ ألاّ تليها خطوتان الى الوراء .. ولا محازبة فيها على الإطلاق !! ...
  walidhjabdlkadr@yahoo.com







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7323