ليك..ليك... مين عم يحكي ... رفيق شيوعي
التاريخ: الأثنين 02 اب 2010
الموضوع: اخبار



 أمين عمر

أن عرجت على تاريخ الشيوعيين في سوريا فكأنك تسير في مغامرة خسارة في حقل ألغام كثيف، فأن أصبت الحقيقة وسلمت من ألغام التزييف ، فلابد أن تنفجر بك لغمٌ أو قنبلة صوتية ترمى من الحاضر إلى الماضي ، وهذا ما حدث مع الأستاذ علي ميراني في رحلته . لن يسلم أحد من مفرقعات الشيوعيين إلا إذا كتب لهم قصص فانتازية ، حيث لا زمان ولا مكان ،حيث بطولات لم تكن ..وعدالة لم تحقق ..ومواقف وطنية لم تؤخذ ..ومساواة لم تتم ..وانتصارات لم تُـرى لتروى . وإذا كان ما يقوله ، شيوعيونا، صحيحاً ونهجهم سليماً فأين إنجازات ما يقارب القرن. الشيوعيون الذين مضوا عمراً في الجبهة المسمى الوطنية التقدمية ، ظلماً، جبهة لم تثن على تصفيق الشيوعيين، سنين وسنين ، بفتح مدرسة لكردهم أو تخصيص ساعة للـّغة الكردية لأبناء قسم ٍ من الشيوعيين الكرد على الأقل ، الذين لا يعرفون العربية .هل طالبوا رسميا بفتح مدرسة ما من النوع المذكور وقوبلت بعدم الموافقة ؟ . أم مطلوب من الكرد وغيرهم تحقيق الأممية باللغة العربية .أم أن الاندماج في العربية أقصر طرق الأممية.


يبدو أن الأستاذ عصام حوج  كـُلِـف مؤخراً بكتابة ما يمليه عليه، رفاقه، أو دفعه مخزونه النضالي "الشفوي " باعتبار الكتابة في هكذا حال تأتي ضمن سياق واجبٍ غُـفِل عنه فأحتاج إلى التذكير، بطريقة التحريض الكهراطيسي ، باعتبار طاعة الرفاق في مجال التحريض المذكور ، من طاعة ولي الأمر، أو جاء الأمر على شكل جهدٍ ذاتي ، لثأرٍ مزمن ، نتاج محصلة هزائم حزبه على عدة أصعدة  ، نذكر منها ، الصعيد الوطني والصعيد الدولي والصعيد الإنساني ونستثني الصعيد المصري ؟!  ويكفي نظرة إلى واقع تلك الدول التي تبنت الشيوعية ، فأما تحولت بلدانهم إلى مجموعة مافيات وأسواق الجريمة من صنع وتصدير ، حيث لم تنفع الجرعات الزائدة للنظريات الرأسمالية ، ودول أخريات تحولت دكتاتوريات ، رهن أصنام متحركة . هذان شقان من الاحتمال الأول من دافع الكتابة للأستاذ عصام . أما الاحتمال الثاني ، فيبدو إن شمسه كانت عالية ، في الفترة الماضية ولم ينتبه إلى ما يجري في الساحة ، والمحيط به ، ليس كما رفاقه العمال والفلاحين الذين يضرسون المعول والحصرم مع شعاع الأول من النهار والذين يفترشون الكراتين و يلتحفون أكياس النايلون والخيش في غرف الصفيح والخيام ، وذلك كنتيجة طبيعية حاقت بهم لأفضال نضال الرفاق الشيوعيون الذين يتحملون جزءاً كبير من بؤس طبقاتهم الكادحة ، كونهم لم يدفعوا نشاطاتهم في الاتجاه الحقيقي لخدمة العامل والفلاح ، أم سيتبرؤون من العامل والفلاح لن صوت المطرقة والمنجل الكردي لا يساوي شيئاً أمام صوت المعركة الأبدية مع الاستعمار !؟ يبدو إن الأستاذ عصام لا يدرك الحقيقة المحيطة به وما يحدث حوله ، فإما يعتمد على تيار متناوب من الوقائع والأحداث ، ينقطع لحظة الحاجة والمعلومة الصحيحة أو التي لا تناسبه ، أم انه بقي محصوراً في مجاله ، الكهراطيسي الذي لا يستقبل ترددات إلا من المركز من دون أسلاك وصل، والمجال الكهراطيسي لمن يحتاج المعرفة عنه هو عبارة عن مساحة من الفراغ تدور فيه الشحنات الكهربائية في المجال المغناطيسي حول نواة أو المركز ، والتي لم يستطع الرفاق الشيوعيين الخروج منه وهو المجال  المرسوم لهم حسب متطلبات ، لوحة سلطات بلدانهم والذين يمثلون غالباً وبشكل مباشر نواة ومركز الرأسمالية والبرجوازية التي يزعم الشيوعيين محاربتهم، و يرونه واجباً مقدساً للنيل منهم في كتاتيبهم المتنقلة .
 حين كانت الأحزاب الشيوعية ترى من حق البعير تقرير مصيرها ،  أنكروا هذا الحق على الكرد ، جهارا ، نهارا ، وأعلنوا إن على الكرد - فقط - الانتظار حتى تتم انتصار الأممية لتحقيق دولتهم . أي بالمفهوم الديني إلى يوم القيامة ، أو بالمفهوم الرياضي إلى يوم ونقطة التقاء المستقيمين المتوازيين، اعتقدت من عنوان مرافعة الأستاذ عصام أنه سيتطرق إلى حملات التشويه "المزعومة " بحق أحزابه العديدة وكأن وسائل الإعلام الكردية تملأ الدنيا وتتلاعب بسياسات الدول وتستطيع فرض نظريات على هواها قياساً على ضخامة ماكنتها الإعلامية . هل بسبب هذه الحملات عزفت البشرية عن السباحة في مياههم، التي لم تنفع للنظافة ، وبقيت ساكنة لا تتحرك ، أم إن أعمالهم ونشاطاتهم عكست للكردي صورتهم الحقيقية على ارض الواقع فاعتقدوا أثناء النظر في مرآة نضالهم ، أن هناك من يلعب بكثافة نقاط الرؤية في المرآة لذلك تـُظهر لهم تشويها ، لماذا لا يخطر لهم أنه تشويه خلقي ، جيني، نما وكبر إلى صورته الحالية ، قبل ولادة المواقع الالكترونية الكردية.
إذا ما عدنا إلى أقوال الشيوعيين فستستنتج حجم انزلاقهم، فحسب أقوالهم تفريخ أي حزب إلى أكثر من فرخين  يعني أن لا فرخ عوام بينهم ، كما حال شيوعينا ، اليوم والأمس ، حيث يعتبرون نواة وبيضة نظرية التفريخ . لم يذكر الأستاذ عصام، التشويه ، المسبق الصنع في مطابخ مثقفي الكرد بحق حزبه ، مثلاً كسرقة الأحزاب الكردية أو رجالاتها إنجازاتهم ونسبها لأنفسهم .
اعتقدنا بأن الأستاذ عصام  سيسرد قائمة طويلة من أسماء شهداء ومعتقلي الأحزاب الشيوعية من اجل مسألة كردية حيث الكرد سابقاً وحالياً ، مطابق للمواصفات المثالية ، للنضال من اجلهم وتبني حقوقهم ، وحيث ظرف النضال والتضحية قائم من الاستغلال والاستعباد والظلم على العمال والفلاحين ، كان ولازال مستمرا في خط تصاعدي، وحيث بالمنظار الشيوعي، التضحية فرض عين على كل من يضع نفسه في خدمة العامل والفلاح ، ألا إذا كان بمنطقهم و مجالهم العمفلاحي لا يشمل على العمال والفلاحين الكرد وهو ما تعكسه مرآة تحركاتهم.

توقعنا من العنوان انه سيدحض مقولات ووقائع ، ذكرها الأستاذ ميراني وسطرها واحدة تلو الأخرى مع تاريخ الحدث ومكانه ، عن أحزابه البطلة ، فكان رده أشبه بإضافة نون التوكيد الثقيلة أو الخفيفة لحدوث الحدث فذكر أن الاجتماع الذي عقد في الثلاثينات لم يكن لحزبه فقط ، ولكن بناءاً على طلبٍ من رفاقه، وكان بين الحضور آخرون غير الشيوعيين ، أي لم يستطع نفي الكلام الصادر عنهم ، وهذه هي ميزتهم الوراثية الجدال حول القشور ، فهل غيـّر كلام الأستاذ عصام شيئاً من موقف الشيوعي آنذاك من ذاك البيان . هل يقصد الأستاذ عصام إذ ما قام بعض رفاقه الشيوعيون أو قياداته بعمل ما ، أو بالأحرى ، هل يعني إن قرارات وحركات وبيانات الشيوعيين ليست محسوبة عليهم إن لم يكونوا في اجتماع رسمي عائلي خاص بهم ، وهل يعني إن قراراتهم ومواقفهم تتغير بوجود السلطات و البرجوازيين وأن مبادئهم تندمج تلقائياً مع برامج القوي . لازال بعضهم يظن إن النضال يقاس بنشر مقالتين عن الفلاحين أو غيرهم في جريدتهم المركزية أو الفرعية ، وأخذاً بهذا المبدأ فالشيوعيون الذين ينشرون مقالتين عن الفلاحين الكرد ينشرون أضعافه، من مقالات مسمومة تصيب جد أجداد الكرد في الصميم من تخوين وتبعية لاستعمار لا ينضب ، يرسمه ويحدده بوصلة السلطة.

فان تحدثت لهم عن مشاكل اجتماعية بين عمالنا وفلاحينا و فسيخرجون لك بملاحم وألف نظرية ونظرية فيقول احدهم : "يجب مقاربة الظاهرة المصادرة وفق المنهج الماركسي في قراءة الظواهر الاجتماعية، ومن هنا ننطلق من الربط الجدلي بين البنية التحتية (علاقات الإنتاج) وتأثيرها على البنية الفوقية والتي تمثل الأخلاق جزءا عضويا منها..."
وإن قلت له يا رجل إنتاج ماذا ، وعلاقات ماذا ، وهل بقي هناك إنتاج، أن أراضي الفلاحين تؤخذ وتصادر ، وقد تشرد مصدر الإنتاج الحقيقي، الإنسان ، وأن الفلاح يموت من الجوع ، فيكون جوابهم إن لينين يقول في حالات مشابهة كذا وكذا أو يقول قائلهم فليأكل الفلاح إحدى اصغر نظرية من نظريات ماركس التي تشبع ألف فلاح ومثلهم من العمال دفعة واحدة .
ولكن ماذا تقول لفئة تتغنى بالمساواة والعدالة و قدوتها دكتاتور، ألا يتحمل ستالين مسؤولية القضاء على ما يقارب خمسة مليون فلاح فقط ؟ كانت نتيجة طبيعية لنظرياته بالقضاء على التخلف فرأى إن مكافحة المتخلفين وإبادتهم هي الطريقة المثلى للقضاء على التخلف.
يقول الأستاذ عصام في موضعٍ آخر : " أن الفكر الماركسي هو النقيض الموضوعي للايدولوجيا الرأسمالية، والمهمة التاريخية للمشروع الماركسي هي إنهاء استغلال الإنسان للإنسان، وبالتالي اضطهاد شعب لشعب، أي القضاء على الرأسمالية كنظام استغلالي، ولأن الامبريالية الأمريكية اليوم تمثل رأس حربة الرأسمالية، فإنه لا معنى لوجود الشيوعي إلا إذا كان ضد المشاريع الأمريكية، ومن هنا فلا علاقة لموقف الشيوعيين من الامبريالية الأمريكية، أو من يتعامل معها سواء كانوا كردا، أو عربا، أو أتراكا، أو إيرانيين.. "
وهنا نسأل الأستاذ عصام، بهذا الخصوص، ماذا عن السلطات التي يصفق لها الشيوعيون، السلطات التي تركض وراء أمريكا ليل نهار للشفقة عليها، بسلام أو تحية أو للتصالح معها، ولماذا على الشيوعي أن يكون هو ضد كل المشاريع الأمريكية. هل المشروع الأمريكي للقضاء على الدكتاتور صدام كان يؤرق الأستاذ عصام  وغيره، لأنه حرر ملايين العمال والفلاحين من الدكتاتور؟ هل مشاريع أمريكا بالقضاء على الإرهاب تزعجهم ؟ ألا يجب إن يكون كلامه موجهاً أيضاً، ضد حلفاء وأولياء أحزابنا الشيوعية الذين يقهرون شعوب كاملة ، تعتبر بمجملها  طبقات كادحة.
هل فعلا  إن العمالقة هوكو شافيز وكاسترو ، أصحاب نظريات توريث الحكم ، جديرون بالاقتداء كقدوة صالحة للبشرية ، اللذان لا يتوانيان عن تقبيل جبين البعث وانجازاته في تحطيم العامل والفلاح الكردي وغيره.
معذرة من الأصدقاء الشيوعيون الشرفاء ، ومن عمال وفلاحين كرد، أصحاب مواقف لا تنسى وغيرهم المنضوين تحت راية الأحزاب الشيوعية ولكن صدقهم واندفاعهم ونقاء نياتهم ، لا يبرر قطعاً ولا يجمل ويعدل ولا يضيف صورة أخرى عن نسختها الأصلية للأحزاب الشيوعية السورية ومن الخطأ اشتقاق شهادة حسن السلوك للأحزاب الشيوعية من شهامة و ضمير الفلاحين والعمال الكرد المخلصين.






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=7252