لقاء مع الدكتور لقمان حسين العضو البارز في «حركة الإصلاح»
التاريخ: السبت 24 نيسان 2010
الموضوع: اخبار



د. لقمان حسين : أشعرنا الرد الهزيل للمكتب السياسي وكأننا في زمن الحرب الباردة
- الذين يحاولون وصفنا بأننا خارج الحزب إنما يقصدون عرقلة مشروعنا الإصلاحي


 لقد أصدرتم قبل أيام وباسم حركة الإصلاح، بلاغاً يتحدث عما أسميتموه "اجتماعات موسعة" هل هي ولادة متعثرة لحزب سياسي جديد؟

بداية دعني أؤكد بأننا لم نسميها وإنما وصفناها كما هي فاجتماعاتنا كانت بالفعل موسعة حيث حضرها ممثلون عن الرفاق من مختلف المناطق، أما عما سميته أنت بولادة حزب جديد، فدعني أصحح لك هذه العبارة، بالتأكيد على أنها ولادة جديدة، لكن لأول حركة إصلاحية في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا وليست ولادة حزب جديد كما ذكرتم، فحاجتنا اليوم لإصلاح مفاصل هذا الحزب وترميم بنيانه وتصحيح مساره على الصعيد القومي والوطني قد أصبح من الضرورات التي لايمكن تأجيلها ونحن نعتقد بان حركتنا الإصلاحية في الحزب ستكون بمثابة الخطوة الأولى لدفع الأمور في ذلك الاتجاه.


لكنكم اليوم خارج صفوف الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي وتعتبرون مفصولون من التنظيم حسب ما يعلن عنه الطرف الآخر من الحزب؟

إن حزبنا وأي حزب آخر يعمل وفق نظام داخلي وبرنامج سياسي يقره المؤتمر العام للحزب والنظام الداخلي لحزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا  يسمح لأي عضو في الحزب بإبداء الرأي بحرية كاملة وهناك فقرات واضحة جداً تتحدث عن النقد والنقد الذاتي وإذا كان هناك طرف في الحزب قد قرر الخروج عن قواعد النظام الداخلي فهو جناح التوريث والفساد الذي بدأ يعلن فصل الرفاق هنا وهناك لمجرد تعاطفهم مع الطروحات الإصلاحية وكان الأجدر بهم احترام النظام الداخلي للحزب واحترام الرفاق الذين قضوا سنوات طويلة من عمرهم في خدمة القضية الكردية من خلال هذا الحزب، إلا أنهم للأسف أعلنوا عن توجهاتهم الانشقاقية وبراءتهم من هذا النظام (النظام الداخلي للحزب) وبالتالي تعديله حسب مقاساتهم حيث دفعوا الحزب إلى الحالة الراهنة، ولكن حتى إقدامهم على قطع الصلات معنا لن يثنينا عن التفاعل مع باقي الرفاق و المطالبة بمحاسبة العناصر المفسدة التي أساءت مراراً لحزبنا ونضالنا في الساحة القومية والوطنية.
ودعني أؤكد لك إن الصفة الحزبية لم تأتينا منحة أو هبة من احد وإنما اكتسبناها بنضالنا بين صفوف رفاقنا وبين جماهير شعبنا وإن الطرف الأخر وأعني به جناح التوريث والفساد وخاصة شخص السكرتير لا يملك الحق في شطب تاريخنا النضالي وهو يتحمل مسؤولية ما ألت إليه الأمور والأوضاع في الحزب لعدم تجاوبه مع المطالب الإصلاحية لكوادر الإصلاح وشروعه في تصفية الرفاق وبث الشقاق بينهم.

لماذا طالبتم باستقالة الأستاذ عبد الحميد درويش سكرتير الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا؟

أؤكد لك ولكل القراء بأن الهدف الرئيسي من مطالبتنا باستقالة عبد الحميد درويش هو الحفاظ على وحدة الحزب وتقوية دوره في الساحة القومية والوطنية فالسيد السكرتير مع الأسف اعتاد على شخصنة الخلافات ولديه قلق دائم من أي وجهة نظر مختلفة أو أي انتقاد يوجهه له أي رفيق حزبي في أصغر هيئة حزبية، ويترجم الانتقادات دوماً على أنها تهدف للنيل من شخصه وتحت هذه الذريعة أغلق باب النقد السياسي أمام رفاق الحزب كما عطل صلاحيات هيئة الرقابة والتفتيش وخاصة في أمور مالية الحزب، كما أنه يعتبر دوماً الأحزاب الكردية أحزاب معادية ووضع الحزب في حالة مواجهة معها ولم يكترث السكرتير بانهيار التحالف الديمقراطي الكردي، كما لم يعرض ملف فساد مكتب السليمانية أمام لجان فعالة داخل الحزب، والفساد الذي نتحدث عنه داخل الحزب هو فساد تراكمي طالبنا بالبت فيه منذ المؤتمر العاشر للحزب لكن السيد حميد درويش قابل دعواتنا هذه دوما بالتشكيك والرفض وحاربنا كتيار إصلاحي منذ ذالك المؤتمر، لقد دفع السيد السكرتير حزبنا ومن خلال سلوكه هذا نحو عزلة وطنية وقومية، لذلك فإننا نرى في استقالته حلاً مبدئياً ومدخلاً لمحاسبة العناصر المفسدة في الحزب.

كيف قرأتم تصريح الناطق باسم المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الذي جاء رداً على مطالبتكم باستقالة الأستاذ عبد الحميد درويش؟

 كنا نتوقع بأن يأتي الرد من قبل المكتب السياسي للحزب بهذا الشكل الهزيل إعلاميا وسياسيا، متجاهلاً لجميع أصوات رفاقنا المطالبة بالإصلاح، لان هذا المكتب يفتقر أساسا إلى الجرأة اللازمة للنقاش في هذه القضايا، لذلك لم نعول عليه كثيرا، بل رهاننا اليوم هو استنهاض قواعدنا الحزبية لتطالب من موقعها باستقالة السيد السكرتير، كي ننشر إلى جانب ثقافة الإصلاح ثقافة التنحي، وكي يناقش رفاقنا في القواعد في كل مكان مفهوم الاستقالة وليستسهل الرفاق هذا المطلب وإخراجه من تابو المحرمات في الحزب، كما أن هناك موضوع آخر  يهمنا في هذا الرد وسيتم طرحه للنقاش بين كوادر حركة الإصلاح، وهو يتعلق بسبل الارتقاء بالخطاب الإعلامي الحزبي، فالأسلوب الإعلامي الذي استخدمه الناطق باسم المكتب السياسي للحزب والذي هيمن عليه الفكر البالي الهزيل، أشعرنا وكأننا في زمن الحرب الباردة، فقد بات منهج السكرتير الذي يصف أي نقد وأي دعوى إصلاحية بالمشبوهة منهجاً مستهلكاً لا يجد قبوله عند السياسيين ولا المثقفين المستقلين وهذا الاستسهال في تلفيق التهم أمسى نهجاً عفى عليه الزمن ونربأ رفاقنا والرأي العام من تلقي مثل هذه العبارات الوضيعة في الخطاب الكردي.   

هل ستعانون من مشاكل مع رفاقكم الحزبيين  في حال استقال الأستاذ عبد الحميد درويش  ؟

 هناك اختلافات في الرأي بيننا وبين العديد من الرفاق وهي ليست بالحالة المرضية، فالاختلاف كما تعلمون يفترض أنها سمة مميزة للأحزاب الديمقراطية ،لكن هذه الاختلافات تتحول ببقاء السكرتير إلى أزمات ومشاكل معقدة  يعاني منها الحزب وباستقالة السكرتير، يمكن حلها وتجاوزها بالتشاور والتنسيق مع كافة الرفاق في المناطق وصولاً لعقد مؤتمر استثنائي للحزب يضع الأمور في اتجاهها الصحيح.

اتهمكم أحد الكتاب الكرد في مقال نشر مؤخراً بأنكم بعيدون عن الشفافية التي تطالبون بها وبأنكم لستم صريحين بما فيه الكفاية في بيان مكامن الفساد في الحزب؟

بدايةً دعني أشكر كل الكتاب والمثقفين الكرد الذين شغلوا أقلامهم وأذهانهم بالحديث عن مشكلة الحزب الديمقراطي التقدمي منذ بداية الأزمة وحتى اليوم وهذا برأينا مؤشر ايجابي، وثق تماماً بأننا نتناول كل ما يطرحه مثقفونا في اجتماعاتنا ونقف بجدية عند أي ملاحظة ونتفهم بشكل جيد كل الانتقادات التي توجه لنا في هذه المرحلة وقد طرح الأخ الكاتب "قهار رمكو" مؤخراً خلال مقالته تساؤلات مهمة جداً حول الفساد داخل الحزب وقد أشرت إلى بعض ملامحه في الإجابة عن السؤال السابق، وهنا أؤكد لك وللكاتب الكريم "قهار رمكو" بأن قسم كبير من تساؤلاته تشكل أحد أركان مشروعنا الإصلاحي داخل الحزب وفيما يتعلق بعدم كشف أسماء المفسدين سأوضح نقطة مهمة، إذ كنا قد نشرنا رسالة باسم كوادر الإصلاح والرسالة كانت موجهة إلى عناصر لجنة التحقيق الصورية التي شكلها السكرتير و كلفها باتخاذ قرارات الفصل بحق بعض الرفاق ومنهم الرفيق فيصل يوسف عضو اللجنة المركزية، وكنا قد طالبنا لجنة التحقيق تلك بإبراز الأدلة الإتهامية والتي بناءاً عليها تمت إجراءات الفصل، و أمهلنا عناصر اللجنة مدة أسبوع وفي حال لم يبرزوا البراهين فإن قرارنا كان نشر أسماء عناصر لجنة التحقيق كجوقة فساد أنتجها السكرتير من حوله، لكن ما حصل أن شخصيات وطنية وثقافية وسياسية اتصلت بنا وحذرتنا من أن يتم استغلال نشر الأسماء من قبل أجهزة وجهات معينة وبالتالي الإساءة لنا ولمشروعنا الإصلاحي، لذلك قررنا عدم نشر الأسماء، ومن هنا فإني أدعوا كافة الأصدقاء والمثقفين والكتاب لتفهم هذه النقطة ومسألة المكان والزمان وما قد تنتجه من تأثير على المعلن وغير المعلن في حركتنا.

ألا ترون بأن مهمتكم تزداد صعوبة وأنتم تدعون للإصلاح من خارج الحزب؟

لسنا خارج الحزب بل في إطاره ونعبر عن جوهر مبادئه من خلال سعينا لمعالجة الخلل الحاصل فيه اثر مصادرة السكرتير للقرار الحزبي وتحكمه في مجمل الحياة الحزبية ومحاولته التخلص من الرفاق الذين يعيقون مشروعه في التأبيد والتوريث ويدعون للمؤسساتية وتفعيل عمل الهيئات الحزبية والانشغال بالبرنامج السياسي بديلا عن المهاترات البغيضة...
إن الحالة الإصلاحية التي ندعوا إليها تنطلق من الداخل الحزبي فنحن ننحدر من مختلف الهيئات في القيادة والقواعد، وليس دقيقا مقولة بأننا نطالب بالإصلاح من خارج الحزب بل في إطاره وقد أراد السكرتير عبر اجراءته اللاشرعية البغيضة الفصل بين الرفاق الحزبيين وإيهام الآخرين بشرعية قراراته وهو ما انطلى على بعض القوى المحافظة بتكرار عبارة خارج الحزب ، كل ذلك بغية الإبقاء على الوضع القائم بعطالته دون إصلاح  ومعظم الأخوة الذين يحاولون وصفنا بأننا خارج الحزب يقصدون بدراية أو بدونها عرقلة مشروعنا الإصلاحي والانتقاص من عزيمتنا، وأسأل هنا عن تلك الحدود الفاصلة بيننا وبين الرفاق، ترى ما الذي سيحول بيننا وبين الرفاق في إيصال أطروحاتنا الإصلاحية لهم؟ ليست هناك حدود سياسية أو جغرافية أو نفسية لتفصل بيننا وبين رفاقنا وتجعل بعضنا داخل وبعضنا الآخر خارج. لقد بدأنا مشروعنا الإصلاحي كما سبق لي وأن ذكرت من المؤتمر العاشر للحزب وكان السكرتير دوماً يخلق العراقيل التي من شأنها تعطيل أي طروحات إصلاحية، إلى أن وصلنا المؤتمر الثالث عشر وحينها بدأ السكرتير بإجراءات تصفوية ليست في حقنا كأشخاص وإنما كان يقصد تصفية المشروع الإصلاحي وحوامله، هل علينا إذاً أن نستسلم؟ هل هؤلاء الأخوة الذين يتشدقون بمفهوم الخارج والداخل ويسقطونه على حالتنا، يريدون منا ترك الحبل على الغارب؟ إنهم لا يقدمون لنا البديل و نخشى أن لاتكون دعواتهم سوى دفاعاً مضمراً عن السكرتير وما يعيثه في الحزب فلسنا معنيون باجراءته أبدا وندعو الرأي العام ليكون شريكا معنا في دعوتنا الإصلاحية وهو ما لم يكن متاحا في سنوات سابقة قبل الفورة الإعلامية الراهنة .

هل من إضافة؟

أشكركم على هذا اللقاء المقتضب 

.






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6989