جريدة الأمل في حوار مع الدكتور أحمد بركات*
التاريخ: الأثنين 21 اب 2006
الموضوع: اخبار


حاوره: رئيس التحرير
 
((-  الاعلان عن احزاب او تيارات جديدة داخل المجتمع الكردي اضحى ظاهرة غير صحية بل مرضية بكل معنى الكلمة.
-  عانت الحركة الكردية والشعب الكردي على مدار نصف قرن من التاريخ من مشكلة الشعارات))

 بداية نود أن نسالكم عن الحدث الأبرز في المنطقة الذي يشغل بال العالم برمته ، ألا وهو الحرب الدائرة على الأرض اللبنانية بين اسرائيل وحزب الله ، ما هي الأسباب الحقيقية التي أدت الى اشتعالها ؟


نعم تعتبر الحرب الدائرة حالياً بين اسرائيل وحزب الله حدثاً مهماً على الصعيدين الاقليمي والدولي ، ونظراً لأهمية المنطقة التي تجري فيها الحرب من جهة، ولحجم القضايا العالقة والتي تنتظر حلولاً عاجلة من جهة أخرى ، فهذه الحرب ولو انها جاءت إثر قيام حزب الله بأسر جنديين اسرائيليين ، إلا أنها تعتبر في واقع الأمر جزءاً من مجمل مشاكل منطقة الشرق الأوسط التي تعيش حالة من اللاحرب واللاسلم نتيجة تعثر مفاوضات السلام على المسار الاسرائيلي – الفلسطيني ، وتوقف المحادثات على المسار السوري – الاسرائيلي منذ عدة سنوات وتصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية والأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة في مناطق السلطة الفلسطينية ، كما ان تراجع دور الدول العظمى وخاصة اللجنة الرباعية في تحريك عملية السلام على كافة المسارات أدى الى بروز قواعد جديدة للعبة السياسية في المنطقة ، تختلف توجهها وأدوارها عن دور القوى المؤثرة في السياسة الدولية في الشرق الأوسط . أن السبيل الوحيد لوقف هذه الحرب وإنهاء الصراع الدائر في الشرق الأوسط الممتد لأكثر من ستة عقود من الزمن ، هو الاحتكام الى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والعودة الى طاولة المفاوضات على كافة المسارات وتطبيق مبدأ الأرض مقابل السلام حتى يتحقق السلام العادل والشامل في هذه المنطقة الحيوية من العالم.
 
 في تصريح للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا الذي أنتم احد اطرافه الأساسية ، دعوتم الى أن تبسط الحكومة اللبنانية سيادتها كاملة على لبنان ، هل قصدتم بذلك تجريد حزب الله من سلاحه ؟
 
نعم لقد أصدر حزبنا الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا تصريحاً في هذا الشان ، كما أصدر التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا هو الآخر تصريحاً مماثلاً ، وفي التصريحين دعونا الى تنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة بلبنان والى تعاون الحكومة اللبنانية مع الأسرة الدولية لحماية الاستقرار السياسي الهش في لبنان . أما فيما يخص تجريد حزب الله من سلاحه فهذا شان لبناني ، لكن عملية بسط الحكومة اللبنانية لسيادتها على كامل أراضيها حق قانوني ودستوري لكل دولة عضو في الأمم المتحدة.
 
هل هذه الحرب اقليمية كما يحلو للبعض تسميتها ، و هل للحكومة اللبنانية دور فيها، ام تفردت بها حزب الله بحجة الاسرى اللبنانين ؟
 
هذه الحرب ليست اقليمية من جهة مشاركة عدد الدول المعنية بالصراع الدائر في المنطقة اي بالصراع الاسرائيلي – العربي ، لكن مسوغات قيامها سواء من قبل اسرائيل او من قبل حزب الله يعتبر جزء من مجمل الصراع القائم في المنطقة . فالحكومة اللبنانية لم تعلن مسؤوليتها الرسمية عن اندلاع هذه الحرب ، كما ان حزب الله نفسه لم يحمل المسؤولية للحكومة اللبنانية ، الا ان هذه الحرب في واقع الامر مرتبط بفحوى الصراع العربي الاسرائيلي ، و اية خطوة بعد انتهاء العدوان الاسرائيلي مع لبنان يجب ان تكون باتجاه ايجاد حل سلمي و عادل لكافة قضايا الشرق الاوسط حتى تنعم هذه المنطقة بالامن و الاستقرار و ذلك عبر تنفيذ قرارات الامم المتحدة المتعلقة
بهذا الصراع.
 
 بتنا بين فينة و اخرى نقرأ تصريحات وبيانات جديدة لتكتلات او تيارات او احزاب كردية جديدة تحت مسميات شتى ، الا تشوش تلك الاسماء و الاصوات على الاصوات الكردية الحقيقية التي تتحرك فعليا بشكل سياسي داخل البلاد ؟
 

 اجل ان الاعلان عن احزاب او تيارات جديدة داخل المجتمع الكردي اضحى ظاهرة غير صحية بل مرضية بكل معنى الكلمة ، فالمجتمع الكردي ككل مجتمعات العالم فيه شرائح و فئات اجتماعية مختلفة هذه الفئات و الشرائح يمكن تصنيفها في ثلاثة تيارات : اليسار – الوسط – اليمين كما هو عليه سائر المجتمعات الاخرى . لكن وجود مجموعة من الاحزاب و الكروبات ضمن كل فئة اجتماعية يعتبر شيئا غير طبيعيا و يخلق حالة من الياس والاحباط في الشارع الكردي في سوريا نتيجة لحالة التشرذم والانقسام هذه . هناك اطارين للحركة السياسية الكردية متمثلين في التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا و الجبهة الديمقراطية الكردية ، و هناك هيئة العمل المشترك بين الاطارين وهذا يمثل بتصورنا جزءا لا يستهان به بل يمكن القول بانه جسم الحركة الكردية الاساسي . كما ان هناك مشروع للتحالف و الجبهة يهدف الى ايجاد مرجعية كردية تحت اسم المجلس الكردي او المؤتمر الوطني الكردي الذي هو الان قيد المناقشة ، ونرى في التحالف والجبهة بضرورة اشراك كافة الاحزاب دون استثناء في صياغة و بلورة هذا المشروع وبالتالي انجازه لان المصلحة الكردية تستدعي الوجود المؤثر و الفاعل في الساحة السورية عبر التعاون مع القوى الوطنية و الديمقراطية في البلاد . ان وجود مثل هذه الاصوات وفي هذه المرحلة بالذات لا يصب في مصلحة الكرد ، بل يضعف من التاثير السياسي الكردي من جهة ويهدف الى خلق حالة من الاحباط و الياس في الشارع الكردي في سوريا و يؤثر بلا شك على دور وفاعلية القوى الاساسية داخل الحركة السياسية الكردية في البلاد.
 
هناك من يقول ان الرؤية المشتركة للجبهة والتحالف قزمت مطاليب الكرد السوريين وكذلك مطاليب الحركة الكردية في سوريا ، كيف تعلقون على ذلك ؟
 
 تعودنا في الحركة الكردية على مثل هذه الاقاويل ولا اقول الشعارات بان هذا الحزب او ذاك او هذا التكتل او ذاك يشوه او يسيء او يقزم الحركة الكردية او يساوم على مطاليب الكرد وهذا مجرد اقاويل زائفة لا تمت الى الواقع و الحقيقة بصلة . فالرؤية المشتركة للتحالف و الجبهة هي رؤية موضوعية سياسية تستند الى معطيات الواقع الكردي في سوريا ، فالتحالف و الجبهة يعملان على الارض لا على المريخ كما يعيش البعض ثم ان هذه الرؤية و الرؤى الاخرى التي صدرت عن يكيتي و ازادي لا تختلفان في النقاط الاساسية بل استطيع القول بان رؤية التحالف والجبهة ليست اضعف من رؤية الحزبين الاخرين ان لم تكن اقوى هذا من جهة و من جهة اخرى ما الذي يريده منا ان نطرحه اصحاب هذه الاقاويل ، فالطرح السياسي او الشعار السياسي الذي يجب ان تتبناه اي حركة سياسية يجب ان يكون واقعيا اولا و قابلا للتحقيق ثانيا و بالتالي لا تكون له عواقب سياسية سلبية على واقع الشعب الكردي فاذا كانت الحركة الكردية لا تستطيع ان تحقق الحقوق القومية للشعب الكردي المتمثلة في الحقوق السياسية و الثقافية و الاجتماعية في المرحلة الراهنة فعليها ان لا تسعى او تعمل باتجاه الحاق الاذى و الضرر بمصالح الشعب الكردي اوتعطي الذريعة للاوساط الشوفينية بتشديد وتيرة الاضطهاد القومي بحق الكرد . ان السياسة تبنى على الارض و وفق المعطيات المتوفرة و يختلف هذا عن الاحلام و التمنيات و المشاعر القومية . لقد عانت الحركة الكردية و الشعب الكردي على مدار نصف قرن من التاريخ من مشكلة الشعارات ، فالشعار يجب ان يكون واقعيا
قابلا للتحقيق لا ان يكون من بنات احلام الانسان.
 
كلمة اخيرة تود قولها عبر صحيفة الامل ؟
 
كل ما اود ان اقوله لهيئة تحرير جريدة الامل هو ان تكون جريدتكم صوت الواقعية و الموضوعية و ان لا تنشروا اي خبر يؤدي الى فقدان المصداقية بين الجريدة و القارئ.
و اتمنى لكم و لقرائكم الاعزاء كل الخير.

----------
* عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا





أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=692