نقاش هادئ مع الأستاذ مرشد اليوسف
التاريخ: الأربعاء 13 كانون الثاني 2010
الموضوع: اخبار



وليد حاج عبد القادر

بداية اسجل تقديري واعجابي للسيد مرشد اليوسف لكتاباته في الجانب التخصصي .. وكذلك روايته ـ امارجي ـ بجزئيه ... واركز ـ هنا خصوصا ـ على الجهد الرائع الذي بذله في سبيل اثبات الجذر الكردي لكلمات متعددة ومرادفاتها السومرية ومنها انطلاقته في ـ الجذر الكردي انتماءا للسومريين ـ .. أقول أن الأستاذ مرشد يقر بداهة بانتماء الكرد وتشكلهم ـكارث ـ تاريخي ووعي ثقافي متجذر من آفاق ـ ميزوبوتاميا ـ هذا الوعي الذي ارتقى بأبعاده الميثولوجية وعلى ارضيتها تأسست مفاهيم الخلق والتكوين فانعكست في ثقافات المجتمعات الأخرى وبمناطقيتها المتعددة ...


 ولأطمئن السيد مرشد فأنا شخصيا لست بصدد مناقشة تاريخية مسهبة هذا اولا ... وثانيا ..لست من دعاة الحق التوراتي المقدس ولا ـ الطابو ـ على الرغم من ان اجدادنا الكاشيون * هم اول من ابتدعوها ومنها اخذوا اسمهم * ... ولكنني في نفس الوقت لست من دعاة ـ أو أقله ـ متقبلي تلك الرؤية ـ الأنتليجنسية ـ التي تتماهى بنزعة ـ ولربما أكون مخطئا ـ فوقية ممارسة ـ بضم الميم الأولى ـ من ـ بعضنا ـ اتجاه الحركة الوطنية الكردية في سورية ...

في اواخر العام الفائت / 2009 / دعى الأستاذ مرشد اليوسف في مقالة موجزة ومختصرة ـ وبالعذر منه كاختصاره للهم والغم الكرديين ـ وطرحها للنقاش محددا ـ وبقناعتي ـ خطابه وسقف تصوراته ـ للمسألة او المشكلة او القضية الكردية في سورية بحدود المواطنة ـ أقول ـ بسقف اقل مما يجود به علينا احيانا بعض كرماء القومبة العربية او مثقفيها ـ المحامي حسن عبد العظيم نموذجا ـ ويطالبنا مقترحا بتغيير الخطاب السياسي والمثقفين بالابتعاد عن التاريخ والجغرافيا ,,,الخ .... فقط علينا شد الهمم وشحذها للتشبث بحق المواطنة ـ وانا لا أقلل من اهمية هذا الحق المقدس بقدر ما اريد تثبيت طابعها الاثني لطالما نحن في دولة مدسترة على اساس قومي لاوطني ـ الجمهورية العربية السورية وجميع سكانها عرب سوريون ـ وها قد اكمل الأستاذ مرشد ـ مشروعه ـ بمقال آخر  ـ لا يصلح العطار ما أفسدته الأحزاب !!! ـ .. وصدقوني لكانت رائعة حتى في ـسجعها لو ان الأستاذ مرشد قالها ـ ما أفسدته الأنظمة ـ ...وبداية وحسب ما استشفه واسلوب الأستاذ مرشد وكتاباته تخصصه في الجانب التاريخي وهنا وبايجار شديد اقول وما تركته لنا عصارات تجارب الملل على اختلافهم ان ـ من لا أول له لا آخر له ـ ... وان لم يكن التاريخ بفسحته اللامتناهية مهمة وهامة لما افردت لها ـالياذات ـ ولا ملاحم عظيمة كعظمة الطوفان او لا قهرية / جلجاميش وانكيدو ـ .... الخ .... استاذي مرشد : ....
التاريخ واثبات الانتماء الى منطقة او بيئة أو ـ اقليم ببعده الجغرافي لا السياسي ـ هي غاية في الأهمية وهذه اشتققتها من بعض دراساتك ايضا فلما تريدنا نسيان او اهمال لا بل حتى ـ أنه يفهم من صياغتك ـ قطع او محو ذلك من الذاكرة الجمعية للشعب الكردي ..ـ ولربما وقد اكون مخطئا ـ اننا على ارضية التعريف التأريخي للقوميين العرب أننا انما وفدنا الى هذه المنطقة مع احدى المدات الزاحفة ـ بعيد الاسلام ـ السلجوقية مثالا ؟؟ !! .... ولا اريد ان اطيل في هذا الجانب مع قناعتي التامة بأنه من حقي ـ كشعب او امة كردية ـ ان تكون لي تلك الفسحة وان اصارح بالحقيقة وأقول ما جرى لوطني كردستان .. حيث جزء الى اربعة اجزاء ومعها ابناء شعبي الكردي وان ادرس وادرس / بتشديد الراء / هذا التاريخ بمفرداته واسهب في شرح العوامل التي ادت الى ذلك ... وان احدد جغرافيتها كجغرافية بلاد العرب او الترك او الفرس .. اما تحقيق ذلك .. او المطالبة بالعودة الى الأصل .. أو وحدة هذا الوطن المجزأ ... فنحن ايضا اولاد هذا العصر ـ استاذ مرشد ـ نفهم الواقع بعلاته وبما له او عليه .. ولكن ما الضرر في جعل اضعف الحلقات أقواها ـ ألم يجعل فوته في أضعف خلقه ؟ !! ـ والحلقات في هذه الظروف احددها بالحلم .. وأظنه الحلم عمرها ما كانت جريمة بقدر ما أفرزت أو و أوحت بنبوءة أليس كذلك استاذي القدير ؟ !!! ....
في الحركة السياسية الكردية :
قد نتفق ـ او لربما نختلف ـ حول حقيقة ان الحركة الكردية في سورية ونتيجة لصراعاتها البنيوية / الذاتية ان داخلها ـ التنظيمات ـ او فيما بينها ومن ثم انشقاقاتها غير المبررة قد آلت بها الى تنكر او ـ زيادة عيار ـ استهتار بعض من ـمثقفيها ؟!! ـ للنيل او الحط او حتى الطعن فيها ... وهنا أسأل ..من أين اتت هذه الحركة وبمجموع احزابها ؟؟ !! .. ومن يمثلون ؟؟ !! .. وكيف نفهم او ـ الأصح ـ نحدد آلية وطريقة التمثيل .. ووفق أية منظور بجانبيها ـ النفي السلطوي او النرجسي الفوقي ـ  ومن ثم ما هي المعايير التي ستحكم وتحدد هذه المفردة / المطاطة في علم انظمة قمعية على شاكلة النظام السوري !! .. ليعبر الشعب او يحدد الجهة التي تمثله ... وحتمي ان هذه الحركة باعضائها وممثليها لم ينزلوا من الفضاء بسفن فضائية ولم يتم استيرادهم او زحفوا من بقاع وامم اخرى ... ان هذه الحركة ـ بما لها وعليها ـ هي منبسقة من صفوف هذا الشعب ومنها / الشعب / مناضلوها ومعتقلوها وشهداؤها ايضا ولن ننسى حتى جاحديها ... وجميعنا يعلم النفس البشرية والمثل القائل من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ .... والخطأ هنا على طول مسيرة هذه الحركة ـ سلطويا ـ جوبهت بالاعتقالات والملاحقات والحرمانات ... نعم .. نتفق جميعنا على السلبيات وندعو بشدة ـ كمستقلين تنظيميا ـ الى تجاوز عوامل الفرقة .. ولكننا ايضا وكمسؤولية تاريخية تقع على اعتاقنا نقول وبالخط العريض استاذ مرشد : واثقون ان الحركة الوطنية الكردية في سورية وبمجموع احزابها لم ترفع الرايات البيضاء في وجه السلطة بدليل انفعالية السلطة ومن ثم معتقلاتها وسجونها التي لم تخل في اية لحظة من مناضلين كرد من شتى الاتجاهات .. هذا من ناحية .. ومن ناحية ثانية فان الجهات السورية ـ بصغراها وكبراها ـ هي الممارسة الفعلية لسياسة القمع والاضطهاد وعدم الاعتراف بحقوق الشعب الكردي في سورية ... الجهات العليا هي من تقر وهي من تأمر لينفذ ..وكن على ثقة ـ استاذ مرشد ـ هي الأدرى منا جميعا بممارساتها وغاياتها ايضا ... وقد سقط منذ امد طويل ذاك الشعار البراق القائل ان السلطات العليا لا تعرف شيئا عن الممارسات المنفذة بحق الشعب الكردي في سورية ... وبالأخص في هذه المرحلة من عمر البشرية وتطورها ..فهل يعقل ونحن في عصر المعلوماتية أنه من في نيوزيلندة يسمع ومن في بلجيكا يكتب عن حدث في منطقة القامشلي بعد سويعات من حدوثها ...والجهات العليا في دمشق لا تعرف ـ والأصح لم نتمكن نحن ـبعد ـ من ايجاد لربما لغة او وسيلة بعد لافهامها بذاتنا البشرية !!! ـ استاذ مرشد : ....
الحركة الكردية في سورية لم تفشل ـ وهذه قناعتي ـ وان كنا نسعى أو نساهم / بعضنا ببراءة وحس غير مغشوش والبعض يحاول التسرب خدمة للآخرين / .. كلنا يعلم ان صراعها مع سلطة قمعية مستبدة .. ومع بعضها بدرجات متفاوتة وهذا ما نسعى ـومطلوب منا كمثقفين مؤازرين للحركة ـ للحد منها ... والغريب فينا ـ ادعياء الثقافة ـ ان بعضا منا اما انه يركب برجا عاجيا ـ وليته كان اهلا لذاك البرج ـ او نطعن ـ هكذا هباءا ـ بالحركة حتى لا ـ أقولها لغايات أخرى ـ وواثق ـ انا ـ انك لست من ذوي الغايات الأخرى استاذ مرشد ....
منذ سبعينيات القرن الماضي .. كنا نتشدق لا بل نزاود على الحركة ان : .. اخطوا أية خطوة تقارب صفوفكم لبعضكم البعض وها نحن هنا حاضرون ... والغريب وسط تلكم الأرقام الفلكية / التعددية المفرطة وخطوة أقدم عليها ثمانية او لربما تسعة احزاب .. حقيقة لا ادري و لم الحظ فيها ما يغيظ مثقفا بوزن الأستاذ مرشد ومن ثم ليحكم عليها بهذه القسوة !! .. على العكس انها لربما وحدت  واوجدت ارادات مهما بدت ضعيفة لوهلتها .. أقول لربما جمعت المبعثر من الأصوات قد تستطيع تجاوز مرحلة كم الأفواه الى كتمها ومن ثم تتدرج بها الى صوت جل ما نبتغيه هادئا وعاديا لتقف في وجه الممارسات المنفذة بقرارات الجهات العليا في سورية بحق الشعب الكردي ... والأجدر ـ بتصوري ـ ان نطالب البقية ـ خارج المجلس ـ وان نضغط مطالبين بشموليتها على اسس وطنية تصوغ برنامجا سياسيا في حدوده الممكنة / الدنيا لمجمل احزاب الحركة الكردية ومن ثم تؤسس ـ المجلس ـ لمرجعية كردية ـ طال انتظارها ـ للقادمات من الأيام .... استاذ مرشد : ... ـ ومع احترامي الشديد لك ولقناعاتك ـ على هديك وما تطالب به ... سيأتي يوم ما ونقول لبعضنا البعض مخاطبين / بقرا ته لسر حيطي مه نطاند ... / وحينها لن تفيدنا لا الهيروغليفية ولا الميخية / المسمارية حتى وان اعاد السومريون صياغة ـ الأفستا كاملة وبلغتهم من جديد .......
* الكاشيون : سمو ا بهذا الاسم نسبة الى قطعة الرخام / الحجر المصقول الذي كانوا يضعونه كعلامات لتبيان حدود الملكية ..وما زال العراقيون للآن يستخدمون كلمة الكاشي للسيراميك والرخام .......







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6566