حزب يكيتي الكردي في مرمى نيران تيار المستقبل فماذا عن خلفيات هذا القصف ..؟؟
التاريخ: الجمعة 23 تشرين الاول 2009
الموضوع: اخبار



 كادار حسين

لقد استوقفتني بيان تيار المستقبل الكردي ومن بعدها تصريحات الآنسة الناعمة عضوة مكتب العلاقات هيرفين أوسي بشأن المظاهرة التي كانت من المقرر تنظيمها من جانب حزب يكيتي الكردي في يوم الثاني عشر من تشرين الأول في القامشلي وجاء البيان الصادر قبل يوم من موعد المظاهرة ليؤكد تأجيلها على خلفية اتفاق مع السلطة على عقد لقاء على مستوى قيادي رفيع بين الطرفين للوقوف على سبل حل القضية الكردية كما جاء في البيان, واستغربت لحجم الهجوم الذي شنه التيار على حزب يكيتي والذي يصل إلى حد الغمز من قناة التشكيك في قرار التظاهرة من أصله ليحيله إلى أجندات النظام


وهذا اتهام من العيار الثقيل يستحق الوقوف عنده والبحث في خلفياته وإن كان يستند إلى وقائع يملكها التيار أم أنه مجرد ردة فعل صبيانية وغير مسؤولة على قرار يكيتي بالخروج إلى التظاهرة منفرداً وتهميشه لمشاركة التيار, وبما أن بيان التيار وتصريحات المناضلة الناعمة هيرفين لم تستند إلى أية معطيات وكان مجرد تحليل ساذج وعبثي بشأن ما وصف بتزييف الذاكرة تناغماً مع أجندات النظام, فأن المنطق والحدود الدنيا من العقلانية السياسية وأياً أي كانت الذرائع والمبررات يجب لا تسمح لنا بالوصول إلى هذا المستوى من الاتهامات السوقية اللامسؤولة, لان التيار حتى الأمس كان من اقرب المقربين لحزب يكيتي, فما الذي تبدل ليستحق يكيتي مثل هذه الاتهامات الخطيرة دون وجود أية معطيات أو مؤشرات تدعم مثل هذه الاتهامات..؟؟! مما يعني أنها مجرد تصريحات صبيانية لإناس يفتقدون أدنى مستويات المسؤولية الأخلاقية وأساليب التعاطي السياسي, فليس من شيم من عركته السياسة أن ينحدر انطلاقا من ردة الفعل عابرة إلى هذا الدرك من البيانات والتصريحات العبثية الرخيصة, لأنهم قد يعودون في الغد للتعامل مع هذا الحزب, ويجب أن يتوقعوا أن يسألوا لماذا عادوا إلى التحالف مع من يتهمونه بتنفيذ أجندات سلطوية. بينما الكثيرين الذي لا يزالون يتهمون يكيتي بأن تيار المستقبل كانت صنيعتهم ليخوضوا بها لعبة الأرقام والكيانات التي رسخها البعض عن سابق قصد وتصور للإساءة إلى الحركة الكردية. 
الموقف الجديد من يكيتي الذي يتبناه التيار ليس ظاهرة جديدة عليه بل تكاد مثل هذه المواقف المستفزة تكون منهجاً سياسياً عاماً يحاول التيار عبثاً أن يثبت من خلاله تمايزه عن الأحزاب الكردية ويبدو انه لا يملك غير هذا الرصيد المدمر ليثبت هذا التمايز. فمن يقرأ بيانات وتصريحات أعضاء مكتب العلاقات في تيار المستقبل الكردي حول الموقف من عموم الحركة الكردية والقضايا المختلفة التي يقحم نفسه عبر الخطب والمواعظ الأنترنيتية النشاز التي لا صدى لها في الواقع الكردي, يعتقد للوهلة الأولى أن هؤلاء يتحدثون باسم الآلاف من البشر وأن خطبهم وبياناتهم تملا كل الأزقة والشوارع في الساحات الكردية, وأنهم يمتلكون جيشاً جراراً من المنتسبين والأنصار يستطيعون أن يقارعوا اعتى النظم الاستبدادية, وأن الحراك الكردي الذي شاهدناه في السنوات الأخيرة هم يقفون وراءه وكانوا داينمو الإقلاع فيه, أو أنهم مناضلين فعليين وليسوا مجرد أتباع ومقلدين في لعبة أرقام الكيانات الدارجة هذه الأيام, أو انهم بقاماتهم المتواضعة يمكن أن يؤسسوا لحزب أو تيار أو سمه ما شئت يدخلون به بوابة النضال.. وما إلى غير ذلك من تهيئات يمكن أن تشتط إليها المخيلة الخصبة لمن لا يعرف هذا التيار وحدود فعله وإمكاناته الحقيقية والتي هي أقل بكثير من متواضعة لأنه ليس سوى جوقة متناهية في الصغر محشورين قيادة وقواعد في ما يسمى بمكتب العلاقات الذي لا يزيد عدد أعضائه عن أصابع اليدين في طول البلاد وعرضه بعد أن هجرهم كل الأنصار ولم يبقى من الجوقة إلا المتربصين, ومعظمهم من المستهلكين أو المبعدين من الأحزاب الكردية لأسباب مختلفة بعضها أمنية بامتياز وظيفتها تنصيب الكمائن والفخاخ للناشطين أو ما يسميهم النظام بالمتطرفين, ربما كان السيد مشعل التمو ضحية إحداها, وهم اعجز من أن يحركوا ساكناً مثلما كانوا بالأمس واليوم, وإلا ماذا ينتظرون ولماذا لم يحاولوا الدفاع عن " ذاكرة الزمان والمكان التي أراد الآخرين تزييفها لصالح رغبات النظام كما تدعي بياناتهم وتصريحاتهم" ولماذا ضاقت بهم الساحات الكردية على اتساعها حتى يملؤها بجحافل جيوشهم الجرارة, وهل يستطيعون الإقدام يوماً على مثل هذه المواقف التي تستدعي الكثير من الشجاعة ونكران الذات.. بدل نثر المواعظ على الانترنيت وتسويق بضاعتهم الفاسدة التي لا يجدون من يشتريها سوى بعض المواقع الانترنيتية..؟ أم أنهم أدمنوا اختطاف تضحيات الآخرين ليتربعوا على عرش المواقف ينفشون برياشهم المتهتكة كما طير الحبش الهزيل, ويبدو إنهم صدقوا أنفسهم بأنهم قد يصبحوا بالكذب والمخاتلة يوماً حزباً يحسب له حساب, رغم أن كل من يعيش في الدائرة الضيقة جداً للحركة الكردية يعلم هذه الحقيقة ويعرف كم هو عدد هؤلاء الأشاوس وما هي عدتهم في مواجهة الاستبداد والتي لا تتجاوز سيل الشعارات الرنانة الجوفاء ظناً منهم بأنهم بالشعارات وحدها يمكن يغيروا في الواقع وأن يقطعوا أوصال الاستبداد ويدكوا مرتكزاته.؟!!, ويبدو أن أعضاء الجوقة التي تسمى بالتيار هم فقط وحدهم غافلون عن هذه الحقيقة الأليمة, أو تستهويهم لعبة خداع الذات قبل خداع الناس, وصدقوا أنفسهم بأنه بالكذب والشعارات الجوفاء التائهة الضائعة الممرغة في الجهالة والصبيانية والعدمية السياسية وحدها يستطيعون أن يدخلوا المعترك السياسي الكردي وان يتحولوا إلى رقم من الأرقام.
22/10/2009








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6240