حسين عيسو وزوبعة المرارة
التاريخ: الثلاثاء 22 ايلول 2009
الموضوع: اخبار



بقلم: محمد سعيد آلوجي

نشر الأستاذ حسين عسيو مقالة "من 68 سطراً" مخصصة كلها للإساءة إلى شخصي لسبب ظاهري واحد لا غير ألا وهو ما أوردته في معرض ردي على الأستاذ عمر خليفة في مقالته الواردة تحت عنوان "في الذكرى الأولى من صدور مرسوم التجريد العرقي رقم 49)" والذي كان قد قال في مقالته تلك "فهو يقول "هو ذا السيد "محمد سعيد ألوجي "في مقالٍِ له نُشر في موقع "ولات مه " في 9/9/2009 تحت عنوان (في الذكرى الأولى من صدور مرسوم التجريد العرقي رقم 49) فقد جاء المكتوب من عنوانه ونعته بالمرسوم العرقي" ثم يتابع ليقول " واليوم وبعد مرور عام على هذا البلاء نجد البيانات المنددة به تهل علينا في المواقع الإلكترونية , منها بيانات صادرة عن أحزاب كردية ومقالات لسياسيين ومفكرين كرد , وبكل أسف نجد أقلام المزاودة والمتاجرة فلا ترد الإبل هكذا, لقد أفرغت غالبية المقالات والبيانات اللبنة الأولى للو حدة الوطنية "


ثم يردف قائلاً " فالسيد ألوجي لا يرى أحداً سوى أبناء الشعب الكردي وهم فقط من أصابهم العوز والجوع ويفصل معاناتهم عن معاناة شركائهم في الوطن , فأحزمة الفقر التي تشكلت حول المدن الكبرى وبيوت الصفيح ليست للكرد وحسب بل سبقهم إليها العشرات من العوائل العربية التي هجرت أرضها بحثاً عن لقمة العيش بعد أن سُدت بوجههم مصادر الرزق في بلادهم وأصبح كافة أبناء المناطق الشرقية في سوريا يمارسون أعمالاً ومهناً يعافها أبناء المدن الكبرى ودول الجوار "...

فوجدت نفسي مضطراً لأن أدافع عن موقفي تجاه ذلك المرسوم وعن اتهاماته الموجهة إلي جزافاً، ومن يقرأ مقالة السيد عيسو عليه أن يقرأ دفاعي الشخصي وأرائي أو بالعكس حتى تتوضح له الحقائق التي كثيراً ما يكون قد زورها بهتانا بحقي لخلفيات ما زلت أجهلها.!؟؟.. وبالتأكيد فقد سارع للدفاع عما كنت قد أوردته في معرض ردي على الأستاذ خليفة في ردة فعل قوية لم يستطع أن يُحَكم فيه لا عقله ولا إداركه  أو "....." .!!. أم أن له صلات بالحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا والذي كثيراً ما قمت بانتقاد القيمين عليه لأسباب تتعلق بمسايرتهم النظام السوري وحتى مساندتهم له في كثير من الأحيان.!!. فيأتي السيد عيسو محاولاً أن يستغل هذه الفرصة ليلفق التهم بحقي وكأنه صاحب القضية ونحن دخلاء عليها "وهو مربط الفرس كما يقال" .. وكأننا لم نضحي بأكثر من ثلثي عمرنا وجهونا في سبيل قضايانا القومية والوطنية وكما حاول أن يُظهر ذلك لقرائنا الكرام والذي سوف أتي عليه لاحقاً لأفند تلفيقه بحقي حيث يقول في هذا الصدد " لست أدري كيف علم السيد سعيد آلوجي أن حاملي العريضة معروفون بتهربهم من الاستحقاقات الشعبية , والكل يعلم أن السيد آلوجي وحين كان يعمل "فنيا بيطريا في وزارة الزراعة" كان من أبعد الناس عن هذه الاستحقاقات الشعبية ومعروفا عنه بعده عن هذه المشاكل , وهو يتذكر ذلك جيدا , ولا أقول رفاقه البيطريين الذين ما زالوا أحياء يرزقون , "..

أما ما كنت قد أوردته في معرض ردي على الأستاذ عمر تحت عنوان "رد على الأستاذ عمر خليفة في مقالته عام مضى على المرسوم 49 وبعد !!؟؟" حول تلك العريضة ومنظميها. والتي كانت قد قامت مجموعة من الوطنيين من مختلف المشارب بحملها وتقديمها إلى المسؤولين في دمشق بعد أن لاقوا ما لاقوه من مصاعب في سبيل إيصال معاناة المتضررين بذلك المرسوم وعلى مدى حوالي سنة وهم يكافحون من أجل إلغاء ذلك المرسوم العنصري. فكنت قد كتبت الآتي..
"لعل أستاذنا "أي الأستاذ عمر" يتكلم عن تلك العريضة التي كان قد وقع هو أيضاً عليها، والتي يستجدون من خلالها حقوق المواطنين من السلطات البعثية القائمة أساساً على قمع وإرهاب المواطنين. طالبين منها الرحمة والرأفة بالضعفاء لإلغاء ذلك المرسوم الذي كانت السلطات قد خططت له بعناية فائقة لتَذُل به الضعفاء وتجعلهم رهينة بيد أجهزتها الأمنية حتى تتمعن في قمعهم وإذلالهم. وليعلم أستاذنا بأن منظمي تلك العريضة ما كانوا سيقومون بتنظيمها إلا من أجل أن يتهربوا من الانخراط في صفوف المعارضة الكردية التي كانت قد أقرت بمجملها القيام بتنظيم مظاهرات واعتصامات ضد ذلك المرسوم حتى إلغائه، وكانت حجة منظمي تلك العريضة وهم معروفون بتهربهم من الاستحقاقات الشعبية أن لا يبدؤوا بالتصعيد ضد السلطات قبل أن ينتهوا من تقديم عرائضهم وأن يقوموا بإرسال وفود من مختلف الانتماءات الفكرية والشعبية للمطالبة بإلغاء المرسوم. على أن يلجؤوا بعد فشل محاولاتهم تلك إلى تنظيم اعتصامات ومظاهرات... وها قد فشلت مساعيهم تلك وخابت آمالهم في استجابة السلطات لمطالبهم. لكنهم بقوا مكتوفي الأيدي من دون أي حراك"..
ومن المعروف أن حسين عيسو هو أحد أعضاء تلك اللجنة التي سعت مشكورة على مدى عام بجهود مضنية دفاعاً عن من شملهم آثار ذلك المرسوم بقصد إلغائه..
جاء رد السيد حسين عيسو والذي لا أتذكر إن كنت قد التقيته ذات مرة داخل الوطن أم لا. جاء رده كسُمٍ زعافٍ ومليءٍ بالمغالطات المفبركة.. ولا أتصور بأن أي إنسان عاقل يستطيع أن يكتب بذلك الأسلوب المتدني بحق شخص آخر إن لم تكن له خلفيات مشكوك فيها. حيث جاءت مقالته كلها للنيل من شخصي بكل عري. حيث أستطيع أن أقول بكل تأكيد عن ما أورده بحقي بأنها لا تصدر عن شخص يكون في ذلك المستوى الذي يستطيع أن يحمل أعباء مسؤولية مواجهة آثار ذلك المرسوم على الإطلاق..


أما بخصوص دفاعي الشخصي والذي أضطر مُكرهاً إلى توضيحه هنا تارك الحكم لقرائنا الكرام..

  1. لم أكن أعني السيد حسين عيسو بما كنت قد أوردته عن منظمي تلك العريضة على الإطلاق حين خاطبت السيد عمر في معرض ردي عليه. وإلا لكنت قد علقت على مقالته التي كنا قد نشرناها له في موقعنا "كردستانا بنختي" تحت عنوان "يوميات رحلة فاشلة بمناسبة مرور عام على المرسوم رقم 49". كذلك لم أكن قد عنيت بردي أي من أعضاء تلك اللجنة أم من حملوها إلى دمشق...، ويتضح ذلك مما كنت قد كتبته. فالفرق شاسع جداً بين منظمي العريضة... أم أعضاء لجنتها أم من حملوها.. حيث كنت قد كتبت ما يلي "وكانت حجة منظمي تلك العريضة "حيث لم أقل أعضاءها ولا حامليها" وهم معروفون بتهربهم من الاستحقاقات الشعبية أن لا يبدؤوا بالتصعيد ضد السلطات قبل أن ينتهوا من تقديم عرائضهم وأن يقوموا بإرسال وفود من مختلف الانتماءات الفكرية والشعبية للمطالبة بإلغاء المرسوم. على أن يلجؤوا بعد فشل محاولاتهم تلك إلى تنظيم اعتصامات ومظاهرات"...
    إذاً كان يتعين على السيد عيسو أن لا يتسرع في الرد هكذا كمن أصبح في حيرة من أمره أو كمن أصبحت تلفه زوبعة خانقة. فلم يعد يفقه ما يقول، أو يقول ما لا يجب أن يقال.. إلا إذا كان هو عضو في أحد الحزبين الذين رفضا الاشتراك في تلك المسيرة التي كانت قد دعت إلى تنظيمها غالبية الأحزاب الكردية في سوريا بحجة عدم البدء بتصعيد الأوضاع ضد السلطات من أجل الاحتجاج على ذلك المرسوم. حيث أتهمُهما بأنهما وراء فتور عزيمة أحزابنا بعد ذلك. فإن كان كذلك فإن كلامي ينطبق عليه دون غيره من أعضاء تلك اللجنة من غير الحزبين.. وأقول بأن من عنيتهم بمنظمي تلك العريضة هم بالتحديد الحزبين الذين رفضا الاشتراك في تلك المسيرة وهناك تسجيل صوتي لأحد من رئيسيهما وهو يرفض عدم اشتراكهم في تلك الفعالية التي اعتبرها استحقاقاً شعبياً. حيث يقول في ذلك التسجيل الصوتي وهو يتحدث في إحدى الغرف على البالتالك بما معناه " أنهم سوف لا يبدؤوا بالتصعيد ضد السلطات قبل أن ينتهوا من تقديم عرائضهم وأن يقوموا بإرسال وفود من مختلف الانتماءات الفكرية والشعبية للمطالبة بإلغاء المرسوم. على أن يلجؤوا بعد أن تفشل كل محاولاتهم تلك إلى تنظيم اعتصامات ومظاهرات.". وأقول بأن ذلك الرئيس يعلم أكثر منا جميعاً بأن تقديم العرائض وإرسال الوفود لا تجدي نفعاً مع سلطات الاغتصاب، وما ذلك إلا مضيعة للوقت، وأن مقالة السيد عيسو تثبت صحة ما أقوله. وما عملهم "أي ما يقوم به الحزبان" إلا تسول بحد ذاته..؟؟. فإن لم يكونوا هم الداعون إلى تنظيم تلك العريضة. فلا بد أن يكون قد التبس علينا الأمر جميعاً في هذا الموضوع. وعندها عليهم أن يتحملوا وزر ما قد وقع علينا وعلى منظميها من تهم وانتقادات. ولا بد أن يتحملوا بعدها ذنب عدم وفائهم بوعودهم التي كانوا قد تعهدوا بها سابقاً ولاحقاً..


  2. أما بخصوص العريضة نفسها وما جاء في وصفي لها والموقعين عليها كما يقول هو" وتسمية العريضة بالاستجداء وسمّانا والموقّعين بالضعفاء والأذلة " فهو محض افتراء. حيث أوردتُ كل ما كنت قد كتبته عن تلك العريضة ومنظميها أعلاه وبإمكان القارئ الكريم أن يعود لقراءة مقالتي ليتأكد من زور أقواله. وأوأكد هنا بأن الحقوق لا تستجدى من الظالمين والشوفينين من أمثال السلطات السورية، والكل يعلم بأنهم ماضون "أي تلك السلطات" عن سابق إصرار وتقصد إلى إذلال المواطنين من مختلف مشاربهم.، وليسوا هم الذين يستجيبون إلى المطالب الشعبية. لا سيما تلك الموجهة إليهم على شكل بيانات أم عرائض ووفود. إلا لتك التي تقلق مضاجعهم... ثم يتابع ليقول " الغريب من السيد آلوجي اضافة الى اتهامنا بشكل جائر هو هذا الصد للآخر من شركائنا في الوطن ومنعهم من العمل معنا في سبيل خدمة مواطنينا مجتمعين " وهو أيضا اتهام باطل ومردود عليه حيث لم يرد في كل مقالتي المذكورة أي شيء من ذلك القبيل ويمكن أن يتأكد القارئ الكريم مما أقوله إن راجع قراءة مقالتي المذكورة. ثم يتابع على هذا المنوال كمن دخل ضمن عاصفة لولبية وأخذ يهذي ويرمي بكلمات لا أساس لها من الصحة. محاولاً أن ينسب إلي ما لم أكتبه وما لم أقصده..
    أما عن ما يقوله" والكل يعلم أن السيد آلوجي وحين كان يعمل فنيا بيطريا في وزارة الزراعة كان من أبعد الناس عن هذه الاستحقاقات الشعبية ومعروفا عنه بعده عن هذه المشاكل, وهو يتذكر ذلك جيدا , ولا أقول رفاقه البيطريين الذين ما زالوا أحياء يرزقون ".فأقول نعم دخلت سلك الوظيفة عام 1969 وعملت في تلك المهنة التي تشرفت بها لمدة حوالي سبعة عشر عاماً بشرف وإخلاص. ولست أدري ما علاقة مهنتي بمقالتي التي اتخذها ذريعة ليتهجم بها على شخصي وكأن تلك المهنة تسيء إلى وطنية صاحبها كما يحاول السيد عيسو أن يوشوش بها على سنين نضالي ويمنع عني التدخل في قضية شعبنا المضطهد، وكأنه قد حمل توكيلاً بذلك..!! ومِنْ مَنْ لست أدري..!! وهو ما لا يستطيع أن يفوز به...
    أما ذكره أبعد الناس عن هذه الاستحقاقات الشعبية. وحتى لا يُصدقَ القارئُ ما يدعيه علي. أضطر هنا إلى أن أعرف القارئ بنفسي لاحقاً حتى ولو أصبح ذلك مستمسكاً علي من قبل أي كان. وفي كل الأحوال لم أستطيع حتى الآن أن أضمن لنفسي سلامة زيارة وطني. لكنه ينام فيه قرير العين هانيها، وأترك تفسير قصده للسادة القراء..

    يتابع السيد عيسو ليقول في مقالته "نعلم جيدا أنك جريء في طروحاتك أكثر منا "اليوم" !, نعترف بذلك , ويبدو أنك لم تسمع أننا كوفد شاركنا الحركة السياسية في وقفتها ضد المرسوم لمدة عشر دقائق وهي تعتبر جريئة عندنا لكنها متواضعة بالنسبة لك كمقيم في كردستان أوربا"...
    أقول له وهنا مربط الفرس يا سيد عيسو.. إن التاريخ القديم والحديث مليء ببطولات الشعوب وتضحياتهم من أجل استعادة حقوقهم وكرامة شعوبهم، وهنا لا أريد أن أورد لك أمثلة عن تضحيات أي شعب قديم كان أم حديثاً. فكلنا على دراية كافية بكل هذا وذاك، ولا أريد أن يُحرج أي إنسان فمن كل حسب طاقته وقدرته، ولكل حسب عمله. أما إن لم تستطع أن تُحرج سلطات بلدك التي تضطهدك وشعبك بكل ما للكلمة من معان أكثر مما تستطيع، فهو لا يعيبك. بشرط أن لا تقف في وجه الذين يسعون لعرقلة مشاريع تلك السلطات. كما وأنه لا يجوز لك أن تتهجم على من لا يرغب لاتخاذك نموذجاً له. كما ولا يجوز لك أن تقلل من شأنه أو أن تستهزئ به طالما يناصر قضيتك ويحاول أن ينال من مضطهديك. فراجع مقولتك الأنفة الذكر.. حيث يتعين عليك أن لا تخرج عن حدود أدب الرد أم المخاطبة..!!!....

    فإن كانت السلطات السورية قد فرضت على شعبنا الكثير الكثير من مشاريعه العنصرية من حزام وإحصاء وتعريب ومنع التكلم بلغته في الدوائر الرسمية وحتى إحياءه لأعياده ويحاول في الوقت نفسه منع الناس من القيام بأية أعمال ونشاطات ضد تلك الأعمال سواءً بالتهديد أم الوعيد وبالاعتقالات والتعذيب والسجن. ويحاول البعض من أبناء شعبنا في الوقت نفسه أن يجعلوا من أنفسهم أوصياء فوق العادة على أبناء شعبنا وكتاباتهم وتحركاتهم في الداخل والخارج. فأرى بأن ذلك ليثير الاشمئزاز والسخرية..!!. فقد طالت تدخلاتهم إلى الساحة الأوربية فأوقفوا نشاطات منظماتنا لا لشيء سوى من أجل أن يزيلوا عنهم حرج السلطات فقط...
    يحاول السيد عيسو أن يسخر من جرأتي التي أبديها تجاه تلك السلطات وأعمالها ألا إنسانية وأنا متواجد على الساحة الأوربية.. فهل يريدنا أن نرتجف منها حتى على هذه الساحة أيضاً. ولعمري إن ذلك لشيء غريب حقاً...


  3. أرى بأن لا أخوض في هذا المجال أكثر من ذلك.. فلا تستطيع لا أنت ولا غيرك من أن تحيدوننا عن قضايانا القومية والوطنية قيد أنملة..فقد كنا أهلاً لها عندما كنا نعيش داخل الوطن ولنا شواهد لا تحصى على ذلك. كما احتضنا هنا أيضاً قضيتنا بكل قوة، ودافعنا عنها بما استطعنا إليه سبيلاً وسنظل نلتزم بواجباتنا تجاه شعبنا الأبي إلى آخر يوم في حياتنا... كما أستطيع أن أقول لك ولمن يساندك بأنكم لا تستطيعون أن تؤثروا علينا سلباً مهما حاولتم أن تظهروننا بشكل سلبي هنا أم هناك زوراً وبهتاناً وكأننا قد جعلنا من قضيتنا مادة للتسلية ولا هم لنا سوى الطعن بالمناضلين وهذا محض افتراء.. فأقول لكم بأن أساليبكم هذه مردودة عليكم.. وأرى هنا بأن أبين لأبناء شعبنا جزء من معاناتنا في كلمات على هذه الساحة..

    أقول بكل مسؤولية وليدوَن علي ما سأرويه:
    ـ لم أستطع الحصول على الإقامة الدائمة في ألمانيا إلا بعد مضي ثلاثة عشر عاماً من تواجدي فيها. حيث عشت تحت تهديد الطرد في كل لحظة ومع ذلك لم أبتعد عن العمل ضمن أية مهنة شريفة إلا وعملت فيها.. عملت في الحدائق والبناء وسائق تكسي وعلى سيارات بريدية خاصة ليلاً ونهاراً. وأجريتْ لي عملية القلب المفتوح.. ووو والحديث لا ينتهي عن معاناتي هنا على هذه الساحة، وبالرغم من كل هذا وذاك، وخلال تلك الفترة كلها كان لا يسمح لي قانونياً أن أغادر مكان إقامتي أبعد من مسافة 30كم فقط، وإلا لكنت سأتعرض لمسائلات قانونية..
    ـ خلال تلك الفترة وفي أيام العطل الأسبوعية أم الرسمية كنت أقطع في كل شهر من ثلاثة آلاف إلى سبعة آلاف كم ذهاباً وإياباً فقط من أجل ضبط الأعمال التنظيمية والتعريف بقضيتنا الكردية وتفعيل العملية السياسية المطلوبة منا كمنظمة البارتي ولخدمة أبناء شعبنا على تلك الساحة، وفي الوقت نفسه كنت أسارع إلى إصدار بيانات وأوامر إدارية وأسارع إلى إعادة طبع نشرات دنكي كرد وإصدار مجلة البارتي وتزويد أعضاء المنظمة وأبناء الجالية الكردية بطبعاتها، وأقوم بتنظيم حفلات ومسيرات ووو.. كنت أقطع كل تلك المسافات بصورة غير قانونية، ليتجاوز ما قطعته من مسافات خلال حوالي 18 عاما ما يزيد على خمسمائة ألف كم ليس في ألمانيا فحسب بل وفي الدول المجاورة لها أيضاً..
    وبناءً عليه وعلى قناعتنا الراسخ بقضايانا القومية والوطنية أستطيع أن أقول لك بهذا الصدد بأنه ليس بإمكانك أو أي كان أن يبيعنا وطنيات أو أن يسلب منا حق الدفاع عن أهلنا على الإطلاق، كما أنه ليس بإمكان من نصبوا من أنفسهم أوصياء غير شرعيين على أبناء شعبنا أن يؤثروا سلباً على مسارنا وقناعاتنا. لكننا في كل الأحوال نكمل بعضنا البعض بإخلاصنا وتعاضننا، وإنا لمنتصرون بإذن الله تعالى ما دمنا نعمل بوعي وإخلاص ووو...
    فما ضاع حق وراءه مطالب..

    هذا وأقف عند هذا الحد لأنني أكره أن أتناول كل تلك المقالة بالرد...


  4. وإليكم مختطفات من التعريف بشخصي وليعرفنا هو بعد ذلك بشخصه وهو ما لا يقدر عليه..

    1. محمد سعيد هو من مواليد عامودا 1945، عمل موظفاً لدى مديرية الزراعة بالحسكة ما بين الاعوام 1970 ـ 1985 كمراقب بيطري والحاصل على شهادتها بدرجة جيد جداً والذي لم يستطيع متابعة دراسته نظراً لضعف إمكاناته المادية. تعرض خلال خدمتي الوظيفية إلى مضايقات أمنية شديدة ومكثفة في الآونة الأخيرة من تواجدي في سوريا ومن قبل ثلاثة فروع أمنية وهم "أمن الدولة، والأمن السياسي، والأمن العسكري" وكان ذلك من أهم الأسباب الوجيهة في ذلك الوقت لأغادر بها وطني.. ولأعيش منذ ذلك الوقت وحتى الآن بألمانيا والتي أعتبرها الآن منفى اختيارياً لي بالرغم من تجنسي فيها.. دون أن أتلقى حتى الآن أية مؤشرات إيجابية تشجعني حتى لزيارة وطني الذي أعيشه بكل جوارحي. حيث نصحني بذلك كل أقربائي وهو ما منعني من حضور تشييع جنازات كل من والدي ووالدتي وأخي الأكبر ووو.
    2. التحقت بالحزب اليساري الكردي في سوريا عام 1967، حيث توليت فيه المسؤولية التنظيمة للطلبة الأكراد كعضو فرعي في فرع الحسكة عام 1970 بالإضافة إلى المسؤولية التنظيمية للطلبة الأكراد في دير الزور إضافة إلى مسؤلياتي السابقة وكنت أحد المرشحين عن الحزب اليساري الكردي في سوريا عن الحسكة لحضور المؤتمر الوطني الذي عقد في ناوبردان في كردستان العراق عام ـ 1970ـ بهدف توحيد الحزب اليساري والحزب اليميني الكرديين في سوريا تحت إشراف مباشر من البارزاني الخالد ونظراً لعدم لتوي في ذلك الوقت في سلك الوظيفية تم ترشيح أحد أعضاء عضو من محلية الحسكة بدلاً مني لحضور ذلك المؤتمر..
    3. انضممت إلى صفوف البارتي عام 1973 والذي ظهر بعد فشل محاولات توحيد الحزبين وبعد أن اعتقل معظم قيادته. لأعمل فيه كمسؤول عن الطلبة في فرع الحسكة مرة أخرى. وغادرت إلى السعودية في عام1976 لأعمل فيها لمدة حوالي السنتين. كمسؤول أول عن مخازن شركة للمصاعد الكهربائية في جدة ومن ثم مديراً لأحد فروعها في ينبع البحر...
    4.انتخبت في ثمانينيات القرن الماضي عضواً في منطقية الجزيرة لأتولى المسؤولية التنظيمية للبارتي عن فرع  الحسكة ودير الزور وسري كاني "المعربة إلى رأس العين" حيث استطعت أن أثبت تنظيم للبارتي فيها بمساعدة المغفور له الشاعر الكردي الكبير يوسف برازي"بي بوهار" وبعض من أقاربه...
    5. التجأت إلى ألمانيا كلاجئ سياسي في نهاية عام 1985 بعد أن تعرضت لاستدعاءات أمنية مكثفة حيث لا سيما في الشهر الأخير من تواجدي في سوريا. فقد تعرضت إلى سبعة تحقيقات شديدة من قبل ثلاثة أجهزة أمنية مختلفة. حيث كلفت في حينها بمهام إعادة تنظيم الحزب وتمثيله وبمهام الناطق الرسمي للبارتي فيها، فقمت ببناء منظمة ألمانيا للبارتي من جديد بمعية عناصر مخلصين وعملنا بتفان منقطع النظير. كما ساهمت في بناء منظمة أوربا للحزب لأصبح عضواً فعالاً عن ألمانيا فيها.
    6. كلفت بمهام تشكيل منظمة التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا على الساحة الأوربية عن البارتي لأتمكن مع أعضاء مكلفين من باقي الأحزاب الكردية من ترسيخ القواعد الأولى للتحالف على هذه الساحة وشاركت في مهام تنظيم أول فعاليات باسمها.
    7. كلفت بمهمة تشكيل قيادة للجبهة الديمقراطية الكردية في سوريا بأوربا عن حزبي.
    8. مثلت البارتي والجبهة الديمقراطية الكردية في مؤتمرات لا يمكننا حصرها على مستوى ألمانيا. واشتركت عن حزبي والجبهة في مؤتمر واشنطن الذي عقد في مقر مجلس الشيوخ الأمريكي وألقيت فيه عنهما كلمة بتلك المناسبة، وكنت قد كلفت قبلها لأمثل حزبي في أول افتتاح لمركز البارزاني الخالد بواشنطن والذي دشنه وقتها رئيس إقليم كردستان الحالي السيد نجيرفان بارزاني. وحضرت عدة مؤتمرات مع السادة دلشاد البارزاني، والمرحوم إبراهيم أحمد والد زوجة الرئيس العراقي مام جلال. والمرحوم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني لكردستان تركيا حمه رش رشو وزبير آيدار وحضرت في أول مؤتمر يعقد بخصوص كردستان سوريا تحت رعاية وزيرة العدل الألمانية وبحضور حوالي 25 منظمة حقوقية من مختلف الدول الأوربية والذي استغرق لمدة يوم أو ثلاثة أيام حيث  لم أتذكر بعد، وحضرت أول مؤتمر يعقد في البرلمان الأوربي عن كردستان بشكل عام وعن كردستان العراق بشكل خاص والذي كان قد حضره وفد رفيع المستوى برئاسة وزير من حكومة كردستان العراق عن حزبي ووو..
    9. قدمت استقالتي من الحزب ومن كافة المهام الموكولة إلي من قبل الحزب بتاريخ 07.01.2007 لأسباب تنظيمية بحتة على إثر نشوب خلافات تنظيمية مع السيد عبد الحكيم بشار الذي كان قد كلف بمهام مسؤولية أوربا للحزب.
    10. أطلقت منذ أكثر من خمس سنوات موقع www.kurdistanabinxete.com الإلكترونية حيث توليت مهمة رئيس التحرير فيها.


  5. أعني بهذا الرد ما قد تظهر من ردود على مقالتي ضمن نفس السياق لاحقاً وبعضاً مما جاء في المقال الأخير للأستاذ عمر خليفة، وأقول له لسنا بأسود كما حاولت أن ترد بتلك العبارة علينا يا أستاذنا في مقالتك الأخيرة. فيكفينا الرد على الرد وبالعكس. وأقول له لا يا أخي فقد هربنا من الأسد وندعو الله أن يعينكم على ما ابتليتم به، ولا تيئس فإن الله معنا وعلينا أن نتكاتف. فلا يستطيع أحد منا أن يستغني عن الآخر على الإطلاق...
    ـ أما بخصوص ما نطلبه زيادة على حقوقنا الوطنية فهو الاعتراف الدستوري بحقوقنا القومية أيضاً ضمن سوريا الدولة الواحدة الموحدة وبوجودنا على أرض آبائنا وأجدانا كشعب كردي ضم قسم من أراضيه إلى سوريا وفق المعاهدات الدولية، وهو لا ينفي على الإطلاق أن نعيش مع إخواننا العرب وغيرهم في سوريا جنباً إلى جنب ونناضل ونكافح معاً من أجل أن نجعل من سوريا دولة ديمقراطية سيد نفسها وبعيدة عن هيمنة أي حزب أو طائفة أو عنصر محدد. فمصيرنا مشترك سواءً شئنا أم أبينا...

محمد سعيد آلوجي
22.09.2009








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6109