وكـأن الوطـن في حالـة طـوارئ !؟
التاريخ: الأحد 06 ايلول 2009
الموضوع: اخبار



ديـار سـليمان

هل تعتبر سوريا حقآ أمآ حنونة لأكرادها؟ وهل الكورد أبنـاء عاقون يقابلون أفضال هذه الأم بالنكران والجحود؟ وهل الكتابات التي تحمل تواقيع كتاب كورد والتي تصطبغ بالمرارة بعيـدة كل البعد عن الواقع الكوردي المثالي الجميل في سوريا وهي ليست سوى إنعكاس للأحقاد الشخصية والعقد المرضية؟ وهل حقآ إن المواقع الكوردية قد تحولت الى رأس حربة في تشويه اللوحـة الجميلة في سوريا وما تنشره ليس سوى قلب للوقائع وتـزوير للحقائق لتصفية حسابات شخصية لاصحابها وتنفيذ أجندات مشبوهة؟
ثم هل يتم حقآ و دون داعٍ حشر أسم سوريا في كل حـينٍ (ومـين) في متن قصص مختلقة حتى لو جاء ذلك على شكل جملٍ إعتراضية أو خارج سياق الموضوع أو كإضافاتٍ ممجوجة وذلك بغرض الإساءة لها ولنظامها؟ ولماذا يتم بالمقابل حذف هذا الأسم حتى إذا كان من الضروري وروده في سياق إيجابي؟


وإذا كان ذلك صحيحآ، إذا كان صحيحآ أن المثقفين الكورد يخطأون الهدف، فمن المسؤول إذآ عن كل هذا الشـرور الذي تأنون تحت وطأته أيها الكورد؟ هل هي أيادٍ سوداء خفية تتلاعب بمصيركم كما يروج البعض؟ هل هو العقاب الإلهي أو ربما هي حكمة إلهية السبب في كل ما ينزل عليكم كما يروج البعض الآخر؟ لماذا لا تفكرون مثلآ بالجفاف كعبرة في هذا الشأن؟ لماذا ينكر كل واحد منكم مسؤوليته، وقبل ذلك أو بعده ماذا عن دور مسؤوليكم و رؤساء عشائركم؟ أليس الموضوع ربما بمجمله وببساطة: على نفسها جنت براقش.
هذه الأسئلة وغيرها تحاول أن تثيرها سلسلة من المقالات لمجموعة من الكتاب غايتها التعمية على الحقيقة الكوردية مسبباتٍ وحلول، حيث بدأت كتاباتهم تشكل ما يشبه جدار صد لإمتصاص ما تنشره المواقع الكوردية من أخبار الكورد ومن ثم إثارة زوابع من الأتربة والأغبرة حولها وبعد ذلك تشكيل تحويلة تقود الى نقطة  الصفر لتبقى الكرة في الحالتين في الملعب الكوردي للحيلولة دون خدش شعور الوطن.
فقد سبق أن كتب أحدهم، وهو يستنكر المبالغة في وصف ما يجري للكورد في سوريا: (أما بعد فأنني عندما اقلب صفحات الانترنيت و انقر على عناوين المقالات تظهر لي صورة الوطن و كأن جيش احتلال او مستعمر شرس اشرس من الهجمة الامريكية على العراق او اعنف مما تقوم به العدوان الاسرائيلي على اطفال الحجارة في غزة فعندما اقرأ يخيل لي سيارة جيب واقفة هناك تعتقل افراد عائلة و سيارة اخرى أفرادها يضربون شخص وهو يزحف لكي يركب (  الزيل ) و عويل نساء و اطفال يبكون على اختفاء عميد اسرتهم و كأن الوطن في حالة حرب او حالة طوارىء و انقلاب و القيادة الجديدة تنتقم من القيادة السابقة).
وهنا أتساءل: أليس الوطن حقآ في حالة طوارئ رسميآ وفعليآ بإعتراف الحاكم العرفي نفسه، أم أن الموضوع مجرد كذب وإفتراء؟ أليست الأحكام العرفية مفروضة في سوريا منذ ستينات القرن الماضي ولما تلغى بعد، أم إنها إلغيت ولم نسمع بالأمر؟ نعم صحيح القيادة الجديدة لا تنتقم من القيادة االسابقة لإنها إمتدادٌ لها، ولكنها تكمل ما  بدأته، ألا تعتبر كلمة الشراسة ألطف بكثير ولا تعبر على هولها عن الهجمة التي تعرض لها أطفال القامشلي وفتيانها في إنتفاضة قامشلو2004 وما تلاها من قتلٍ بدم بارد عشية نوروز2009، أليس خطف االشيخ محمد معشوق الخزنوي من قبل جهة أمنية رسمية وتعذيبه وقتله حقيقة واقعة أم هو محض خيال؟ وهنا أليس من حق المرء أن يتساءل عن هؤلاء الذين ظهروا وهم يدلون وبكل أريحية بإعترافات وينسبون الجريمة لأنفسهم، إذ لم نسمع شيئآ عن تقديمهم للمحاكمة والحكم عليهم. ألا يعتبر المرسوم التجويعي 49/2008 وصمة عار على جبين من أصدره أم هو مرسوم ذو غايات إنسانية حيث عالج مشكلة الجفاف وخفف بالتالي من موجة الهجرة الكوردية الى مدن الداخل؟ ألا يعتبر هذا المرسوم أسوأ من الجفاف بكثير، ألم يشد من أزر الجفاف ويدمر ما عجز عنه؟ وهل هناك مواطن سوري واحد من مجموع عشرين مليون مواطن هم عدد سكان سوريا راضٍ عن هذا المرسوم؟ وما هي القصة الخفية لهذه النعوش الطائرة التي تتساقط كالصاعقة على المدن  والقرى الكوردية في سوريا من قطعات الجيش الموزعة في كل حدبٍ وصوب وقد وصل العدد اليوم الى 28 وسوريا ليست في حالة حرب، ألا يشق عويـل النساء وصراخ الأطفال بسبب الجنود الكورد المغدورين عنان السماء، ألا يحق للمرء أن يتساءل عن الموت الذي ينتقي وعلى مدى الأعوام الماضية ضحاياه من المجندين الكورد فقط؟ ألا يحق للمرء أن يتعجب من عدم وجود تحقيق وقد تجاوزت الجرائم حدود المجزرة، ثم لماذا هذا الحرص الرسمي على الإسراع في دفن الضحايا وعدم الكشف على أجسادهم، ولماذا ظهرت آثار التعذيب على من أمكن مشاهدة جسده من هؤلاء الذين أدعي إنتحارهم؟ هل يقوم المنتحر بتعذيب نفسه قبل أن  يقم على الإنتحار؟ ألا تشهد (سيارات الجيب) نشاطآ غير عادي وهي تنصب الكمائن وتنقل المعتقلين والمختطفين ومنهم من هو عميد أسرته ومعيلهـا من كل الجهات الى حيث المعتقلات والسجون.
ولكن الكاتب ومع عدم تصديقه لهذه الوقائع فهو يلقي السبب على بعضها إن وجد في على أمور أخرى، فالضحية هي المذنبة في عدم سقوط المطر، ويراها مذنبة بحق نفسها وحق الوطن بسبب عدم (تحررها من العصبية النتينة)، كما يدعو كأحد الحلول الى إطاعة ولي الأمر على شكل دعوة صريحة الى الإستسلام لحرب الإبادة القومية.
ولكن الأدهى من ذلك هو إلقاء المسؤولية على عاتق مسؤولي الأحزاب وحتى رؤساء العشائر وذلك  بسبب عدم تعرفهم على هموم الفقراء ومشاكلهم، وكأن هؤلاء المسؤولين يمتلكون من السلطات و الصلاحيات الرسمية ما يتمكنون به من حل مشاكل المواطنين ولكنهم يقصرون في ذلك، متناسيآ أن الأحزاب الكوردية غير مرخص لها ومسؤوليها ممنوعون حتى من العمل الإجتماعي.       
دأبت السلطة على الزج بالمواطنين الكورد في سجونها بتهمٍ من قبيل إضعاف الشعور الوطني والسعي لإقتطاع جزء من الأراضي السورية لإلحاقها بدولة مجاورة.. وهذه التهم هي تعبير مخفف عن كلمة الخيانة، لذلك فمن الطبيعي أن يلجأ الكورد الى إستغلال كل مناسبة سواءٌ أمام المحاكم أو خارجها للدفاع عن أنفسهم ونفي هذه التهمة عنهم، ونفي التهمة لا يعني إلصاقها بأنفسهم كما يذهب الى ذلك هؤلاء الكتاب الذين ينكرون حق الدفاع عن النفس، لأن السلطة هي التي تحاول إلصاق التهمة بالمواطنين الكورد.
لماذ يطلب منا البعض أن نكذب ما نراه بأعيننا ونسمعه بآذاننا ونصدق فقط إدعائهم حتى لو كانت مجافية المنطق؟ لماذا يختار البعض الإتجار بعذابات الناس لتحقيق غايات شخصية يترفع المقام عن وصفها؟ يستطيع هؤلاء البعض بيع رصيده، لكنهم سيفشلون حتمآ في الإتجار بآلام شعبنا وفي الإبحار في دموع ودماء هذا الشعب الى حيث يتخيلونه بر الأمان.

06.09.09
diarseleman@hotmail.de
    






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6041