لماذا زار السيد رئيس الجمهورية شكري القوتلي قرية (جرنة) الكردية بعد الاستقلال
التاريخ: الخميس 03 ايلول 2009
الموضوع: اخبار



  سيامند إبراهيم

برزت أهمية الأرشيف عندما امتدت سلطة الإمبراطوريات شرقاً وغرباً, وأمام الحاجة الملحة للإطلاع على سخونة الأحداث السياسية والعسكرية التي تجري من قبل القوى التي تتحرك ضمن  هذه الإمبراطوريات, لذا اقتضت حاجة هذه الممالك والإمبراطوريات إلى بث العيون في كل مكان, وتمد المركز بالتقارير المهمة, تقارير عن تحركات المعارضين والذين يحيكون المؤامرات والدسائس لهذه السلطات في نظرهم.


ويعتبر الأرشيف البريطاني من أغنى الوثائق التي دونت حوادث العالم, نظرا لاتساع إمبراطوريتها التي لم تغيب الشمس عنها, وأيضاً الأرشيف الفرنسي, والروسي ثم العثماني الضخم الذي سمي ب (السالنامة) وفيها سجلت جميع أحداث الإمبراطورية العثمانية من تقارير الولاة في الولايات العثمانية من مؤامرات, ودسائس خطط لها المعارضون, وفيها تقارير عيون الليل والنهار الذين كانوا يمدون الآستانة بكل شيء يجري في البلاد, ونقلها للقناصل التي كانت تراقب بحذر كل حركات السلطنة العثمانية والدول الأخرى التي تحيك المؤامرات ضدها, والأرشيف العثماني "هو مجموعة المصادر التاريخية التي تعود إلى العهد العثماني. وهي تضم وثائق تهم 39 بلدا مختلفا من بينها 19 بلدا في منطقة الشرق الأوسط، و11 بلدا في البلقان، وثلاث بلدان في القوقاز، وبلدين في وسط آسيا، وقبرص بالإضافة إلى تركيا ذاتها بطبيعة الحال". (الويكبيديا) , ومنذ عقود مضت  قامت العديد من الدول العربية بالاطلاع على الأرشيف العثماني  الذي يحيط بكل شيء, من الأراضي الأميرية, والزراعية الوقفية وحوادث الانتفاضات التي جرت ضد السلطنة العثمانية .
وعندما كتب (وليم إيغلتن) تاريخ جمهورية مهاباد الكردية, حجبت السلطات الأمريكية العديد من وثائق تلك الحقبة عن الكاتب لأسباب سياسية وغيرها, مما حجبت عن المهتمين الكثير من الحقائق, وملابسات سقوط تلك الجمهورية!
 وقد رأيت وتصفحت العديد من وثائق الأرشيف البريطاني, ومن الأرشيف العثماني لدى عدد من الباحثين من أصدقائي في دمشق.  
وفي عالم الصحافة العربية برز الأستاذ الصحافي (محمد حسنين هيكل) في مصر كأغنى صحافي "يملك أرشيفاً ضخماً من الوثائق والمراسلات الحكومية بين مصر وبريطانيا, وأمريكا وغيرها, وهو يملك أطنان من الوثائق  التي تفتقدها دول بضخامتها وقد صور نسخ من هذه الوثائق بحكم قربه من الحكم المصري, وأخبرني أحد أصدقائي بأن أحد الشباب الأكراد يعمل عنده في هذا الأرشيف من ترجمة, ومتابعة, بأن لديه تسعون شخصاً يعملون عنده على هذا الأرشيف وهم يذهبون في مهمات إلى شتى الجهات ومراكز الوطنية في مختلف أنحاء العالم" وقد كان هو الصحافي المقرب من جمال عبد الناصر, فقد نسخ مئات الآلاف من الوثائق", وها هو يعرض, ويشرحها في حلقات متتابعة كل خميس في قناة (الجزيرة الفضائية).
ولابد من تذكر الحكومة العراقية التي اشترت جميع وثائق الأرشيف البريطاني المتعلق في فترة العشرينيات من  القرن الماضي, بغية الاطلاع على مجريات ثورة الشيخ محمود الحفيد البرزنجي, بحسب (زهيرعبدالرحمن جريدة الزمان)  2009/06/17
وقد أخبرني  صديقي المهندس سليم بدرخان بأنه دخل الأرشيف البريطاني وقد دفع  آلاف الجنيهات بغية الحصول على جميع الأرشيف المتعلق في أحداث ومجريات الانتفاضات  الكردية في جزيرة بوطان, من ثورة بدرخان بك إلى فترة الصراع بين بدرخان بك ويزدان شير لاتهام البدرخانيين ليزدان شير بالتواطؤ مع الأتراك ضد ثورتهم  والوثائق التي حصل عليها الأستاذ سليم بدرخان ما تفند و تضحد تلك الادعاءات وقد ضم هذه الوثائق إلى ملحق في كتاب اسمه (بدرخانيو جزيرة بوطان) لمؤلف الكتاب (مالميسانج) المقيم الآن في السويد, وقد ادعى السيد دلاور زنكي بأنه مترجم الكتاب من اللغة التركية إلى العربية وطبع هذا الكتاب في دمشق بمساعدة مالية ضخمة من الأستاذ سليم بدرخان, وقد أطلعني السيد سليم بدرخان على جميع هذه الوثائق باللغة الانكليزية مع ترجمة لها إلى العربية .
وفي باريس يقوم الأستاذ (خالد ولي عيسى) المقيم في فرنسا على استخراج جميع الوثائق الفرنسية الممتدة منذ العشرينيات من القرن الماضي, وهو مستمر في ترجمة هذا الأرشيف ووصل إلى فترة الأربعينيات من القرن الماضي وهي وثائق ذو قيمة ثمينة, بحيث اطلعنا على مجريات الأحداث منذ دخول الفرنسيين إلى سوريا, وإلى ثورة الشيخ سعيد, وثورة آغري, وديرسم, وثورة بياندور والصراع العشائري في المنطقة, لكن لا توجد تفصيلات كثيرة كالأرشيف الانكليزي الذي يعطينا تفصيلات ودقائق أكثر, بحيث يجعلك تتطلع بشكل مسهب على الأحداث, وما جعلني أن أكتب هذه المادة ما ينشره الأستاذ خالد ولي عيسى من الأرشيف الفرنسي ويترجمه إلى اللغة العربية, وما تعرض له من قدح ونقد من قبل السيدة أفين عباس من دفاع عن جدها (حسين أسعد), لذا رأيت أن أبين الحقائق التاريخية وأكون محايداً وأبين وجهة نظر الطرفين نحو هذه الوثائق, مبتغين الحقيقة, ولابد في هذه العجالة أن أذكر بأن السيد خالد ينتمي إلى عائلة وطنية من منطقة (الدرباسية) وهو خريج كلية الحقوق من جامعة دمشق, وكان الأول في جميع دراساته العليا في قسم الحقوق, وهو "منتسب الى جمعية أصدقاء الأرشيف الدبلوماسي الفرنسي منذ أكثر من عشرين عاماً، وهو مسجل على قائمة الخبراء القضائيين كترجمان محلف باللغة الكردية أمام محكمة الاستئناف الفرنسية و ذلك منذ 15 عاماً، و أن المدرسة العليا لإدارة الأعمال والشركات (أدفانسيا) لدى غرفة تجارة باريس، ويستعان به كمحاضر للتأهيل المهني لأساتذة جامعيين من عدة جنسيات، و ذلك منذ عامين،  وهو حالياً  يدير شركة إدارة الأعمال (بارادي أفير) التي أسسها بإمكانياته الشخصية".
  وهو مواظب على إيجاد المزيد من هذه الوثائق القيمة من أرشيف وزارة الدفاع الفرنسية, ووزارة الخارجية", ويترجم ما تقع عيناه عليه من الأرشيف بدقة وأمانة, وهذا جهد مشكور ويسجل له, وقبل أشهر ترجم وثيقة تحت عنوان (الأكراد في وثائق الحرب العالمية الثانية - 3- فقد أثارت بعض اللغط حول هذه الوثيقة وخاصة في اتهام الوجيه "حسين أسعد بالعمالة للعرب" وها نحن نقدم هذه الوثيقة كما كتبها ونقلها الأستاذ خالد ونشرها في موقعي (كميا كردا, وموقع سبوبارو) الالكترونيين, وتقول الوثيقة:
 " في صيف 1945 تعرضت العديد من القرى الكردية في الجزيرة إلى غزوات بعض العشائر العربية البدوية, على أن هذه الغزوات كانت مبرمجة ومدعومة في البداية من قبل السلطات العربية في دمشق وبغداد.
بيروت في 23 تشرين الأول 1945
"معلومات الجزيرة, لقد توفي رئيس العشيرة المللية محمود بك ابراهيم باشا. خلفه ابنه خليل بك ابراهيم باشا, يستمر المحافظ في السياسة التي يهدف إلى التصالح مع الأكراد عقب الغزوات التي جرت على عشائر الزركان من قبل البدو.....
إلا أنه في هاكولة (المقصود قرية (عاكولة) وفي كرمسين, نشبت حوادث جديدة بين البدو والأكراد. كل فلاح كردي يعمل على مرافقته برجل مسلح ببندقية دوريات السيارات المصفحة العائدة للجندرمة السورية التي تتجول في عموم الجزيرة بهدف إنهاء غزوات البدو, يسود حالياً تفاهماً جيداً بين مختلف الزعماء الكرد في الجزيرة. الوحيد الذي يستثنى من ذلك هو حسين أسعد زعيم البينار علي الذي يعتبر عميل عربي").
وقبل أن ندخل في هذا الموضوع الإشكالي في موضوع الوثائق التي تبقى حبيسة المصنفات حتى يطلق سراحها وترى النور من قبل الباحثين, لابد من النظر إلى دراسة تاريخية  لتلك الفترة بدقة, وعدم الحكم حسب منظار اليوم, كما يقول البعض, ولابد من عدم التسرع في إطلاق الأحكام جزافاً ودرس الظرف التاريخي لتلك المرحلة بدقة متناهية, وكذلك الأمر في الصراع العشائري في المنطقة والتحالفات الكردية العربية المتشابكة, وعلى العكس من ذلك, أي لماذا تحالفت العشيرة الكردية الفلانية مع تلك العشيرة العربية فهذه رؤيا, ومصالح ومسألة عداوات وحيف وثأر بين بعض العشائر. وبالنسبة للجملة الأخيرة بحق المرحوم حسين أسعد وعمالته للعرب فيرد على هذه المسألة السيد كاظم حسين أسعد نجل المرحوم حسين أسعد,
ويقول في هذا الصدد:
 
والدي السيد حسين أسعد (1895- 1980)  رئيس عشيرة (بينارعلي), وتتألف قرى هذه العشيرة وتوابعها حوالي 52 قرية في الجزيرة وتمتد من قرية (خراب كورت) إلى (كرمسين).
وكان لهذا الوجيه دور وطني مشرف حيث كان من المناهضين للاستعمار الفرنسي في سوريا,  . وكان قبله عمي الوجيه (طاهر آغا) رئيساً للعشيرة الذي كان أيضاً من الوطنيين السوريين الأكراد (توفي سنة 1942) وقد برز دور الوجيه حسين أسعد  في سنة 1942 وحتى الاستقلال بشكل كبير في المنطقة, فقد كان يشتري الأسلحة ومن ضمنها الرشاشات, ويرسلها إلى المقاومة الوطنية السورية, وكان يمد الدرك السوري المحاصرين من قبل الفرنسيين في مخافر القامشلي بالأرزاق والطعام, وفي الليل كان يسوق هذه الأرزاق تحت جنح الليل خوفاً من الفرنسيين.
وجدير بالذكر القول إن المستشار الفرنسي استشاط غضباً من نشاطات الوجيه حسين أسعد في القامشلي ودعمه سراً للوطنيين فاستدعاه إلى مكتبه, وطلب منه الرجوع عن هذا الخط, الذي ينتهجه, فرفض السيد حسين أسعد طلبه وخرج من مكتبه غاضباً, ثم جاء الطلب هذه المرة من 
الكولينيل في الحسكة, وجدد أيضاً في الرجوع عن هذا الخط المسيء بحسب نظره, فرفض ثانية".
وقد كان شاهد عيان على هذه الأحداث حيث" رأى بأم عينيه كميات من الأرزاق تساق إلى مخافر الدرك طوال مدة الحصار سنة 1945 وحتى خروج الفرنسيين في 17 نيسان 1946م
ويقول السيد كاظم حسين أسعد عن وقائع ومشاهدته على أحداث تلك الفترة:
ففي أثناء استعدادات الفرنسيين للرحيل من الجزيرة طلب الوطنيين السوريين بمختلف انتماءاتهم الأثنية من حسين أسعد الحماية لهم ولعائلاتهم من الفرنسيين وأعوانهم, ويقول :" اجتمع والدي مع أركان العائلة وهم (شيخموس درويش, غالب درويش, فرحان سليمان, جميل ابراهيم, علي داوود, بحري, وحاج عزيز, حسن عبد الرحمن, مجيد إبراهيم, أسعد سليمان, إبراهيم سليمان, أي أركان عائلة (محو تزة)  .
وقد شكلوا مجموعات مسلحة لحماية المواطنين في القامشلي ومنهم (داود حداد, عبد الرزاق جلبي كنجو, ومحسن جلبي كنجو, مختار القامشلي كامل الخطيب, علي قنجي), وكانت الدوريات التي شكلتها عشيرتنا تقوم بالدوريات الليلة, وكل دورية كانت تتألف من شخصين مسلحين".


 الرئيس شكري القوتلي مواليد دمشق 1891 – 1967 خريج الآستانة

 
الوجيه حسين أسعد


السيد كاظم حسين أسعد



السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية في الجزيرة:

نظراً للدور الوطني التي قامت بها العشائر, والقوى الوطنية الكردية في سوريا, والجزيرة بشكل خاص فقد زار الرئيس شكري القوتلي جميع المحافظات, ومن " ضمنها محافظة الجزيرة , ومن الحسكة توجه مباشرة إلى قرية حسين أسعد (جرنة) حيث يرافقه وفد رفيع المستوى من دمشق ضم عدد من الوزراء وكبار مسئولي الدولة السورية (فخري بك البارودي) ومحافظ الحسكة عبد القادر الميداني, وعدد من النواب العرب, والأكراد, (حسن حاجو, سعيد آغا الدقوري, دهام الهادي, عبد الباقي نظام الدين, وسعيد اسحق" من عامودا الذي أصبح رئيس الجمهورية لفترة محدودة)    
وقبيل وصول رئيس الجمهورية فقد أعد لهم استقبال حافل يليق بزيارة رئيس الجمهورية للجزيرة, حيث اصطفت صفوف رجال العشائر على طول طريقٍ يمتد نحو أربع كيلو مترات أي من قرية كرزير الخاتونية إلى قرية (جرنة) أي مكان الاحتفال بالاستقلال الوطني, حيث فرشت السجاجيد الفاخرة, وقدمت الأغاني والدبكات الشعبية الكردية, وقرعت الطبول, وأطلقت الأعيرة النارية من البنادق والمسدسات, والأغاني التي تهتف لحياة سوريا, وللوطنيين الذين بذلوا الغالي والرخيص في سبيل هذا الوطن, وانبهر الوفد الدمشقي بهذه الحفاوة وكان من عداد المستقبلين للوفد وشاركوا في الاحتفال كل من الحاج كنعان وليكا, ومجموعة من عشيرة المرسينية وهم آل جمعة ( شيخموس جمعة, إبراهيم جمعة), ومن العشائر العربية التي حضرت الاحتفال عشيرة (البوخطاب الجبورية, صالح المجيدل, عثمان الهلوش, حاج خلف قادو, وحاج مفرد) .
 ويكمل السيد كاظم حسين أسعد حديثه عن تفاصيل هذا الاحتفال" الذي كان حاضراً فيه حيث كان يحمل بندقية عجمية, وأطلق الرصاص على مقربة من الرئيس شكري القوتلي مرحباً به, وتساءل النائب حسن حاجو آغا عن هذا الشاب الشهم والنشيط "؟
فقالوا له إنه: ابن الوجيه (حسين أسعد).
وبعد كلمة الرئيس شكري القوتلي الذي أشاد بدور الكرد والعرب في الدفاع والجهاد عن الوطن, وعن الدعم الذي قدمه الكرد لسورية, وإنه فخور في هذا اليوم, وقد رحل الاستعمار الفرنسي عن ربوع الوطن, وشكر الوجيه (حسين أسعد) على هذه الحفاوة التي استقبلوا بها.
ثم ألقى الملا (رشيد) إمام القرية كلمة ترحيبية بالرئيس والوفد المرافق له وثمن دور الكرد في دعم ومساندة الثورات السورية والوطنيين السوريين".
هذا وجدير بالذكر أن رئيس الجمهورية دعا الوجيه حسين أسعد إلى زيارته في دمشق, وقد ذهب حسين أسعد برفقة الملا رشيد إلى دمشق وكانوا بضيافة شكري القوتلي, وبقي خمس وعشرين يوماً في دمشق.
ومن دمشق ذهب الوجيه حسين أسعد والملا رشيد إلى زيارة آل الأطرش التي كانت تربطه بهم علاقات وطيدة, ومع آل الأطرش في جبل العرب, وبقي في قرية (القريّا) وقابل سلطان باشا الأطرش, وبالأخص ضيفاً عزيزاً على (إبراهيم بك الأطرش) ابن أخ (سلطان باشا الأطرش) وعرج هناك على الشخصية الوطنية (أبو الخير) وبقي في ضيافتهم عشرة أيام.
ويقول السيد كاظم حسين أسعد في رده على الوثيقة:"
إذا كان الكاتب يقصد بكلامه (عميلاً للعرب) تضامناً وتآزرا مع إخواننا العرب من أجل النضال ضد المستعمرين الفرنسيين, فلنا شرف أن نكون عملاء لوطننا سورية, وليس للعرب كما جاءت في الوثيقة الفرنسية؟!  لأننا نحن الكرد نعتبر أنفسنا موالين لهذا الوطن وشركاء مع إخواننا العرب في هذا الوطن, ونعتبر الدفاع عن الوطن شرف, وأخلاق, وواجب على كل مواطن شريف".
أما إذا كان الكاتب يقصد بكلامه إقامة علاقات من أجل الحصول على مصالح أو مكاسب شخصية, فقد أجحف الكاتب بحق شخص بغنى عن الكتابة عنه, وهو الشخصية الوطنية المعروفة, والوجيه حسين أسعد مشهود له بوفائه للوطن السوري ولم يحيد عن الخط الوطني وبذل الغالي والنفيس من ماله, ووقته في سبيل كرامة سوريا الحرة".
أما موضوع العمالة للعرب, فهو كلام مرفوض جملة وتفصيلاً لأن التحالفات وقتئذٍ كانت تحالفات عشائرية محضة, فالكيكان والشمر والشرابيين, تحالفوا معاً ضد البكارة, وتحالفت (البينارعلي) مع (الجبور) ضد المرسينية, ولم تكن النزعة القومية العروبية قد استشرت في الوطن".
وعندما اتصلت بالأستاذ خالد ولي عيسى واستفسرت منه عن هذه الوثائق, وبالأخص هذه الوثيقة المتعلقة (بحسين أسعد) فرد عليّ برسالة الكترونية بتاريخ 12 آب و يقول فيها:"     

عزيزي الغالي سيامند
ترجمت النص كما جاء في الوثيقة وفقط كما جاء في الوثيقة المرفقة بالترجمة، ولم أكن أعرف السيد حسين أسعد و لا السيدة أفين قبل أن تكتب ما كتبته عليّ. لا شك بأنك تدري بأنه ليست لي أية خصومات مع أي شخص أو جماعة كردية، و ليست لي أية ارتباطات تبعية لأي شخص أو أية جهة، فخصمي الوحيد هو من ينكر على شعبي حقه في الوجود و الحقوق المشروعة. و العمل المتواضع الذي أقوم به على حساب وقتي و قوت أولادي هو للمساهمة في التعريف بتاريخ شعبنا كما يرد في الوثائق التي أطلع عليها، إنني أريد أن يشاركني المثقفون في الاطلاع على مضمون ما تمكنت من جمعه من وثائق، لذا أترجمها و بمجرد عن أية أفكار مسبقة،، و لا ابغي لا تجريح أحد أو استلطاف أحد، و أنا مرتاح الضمير و البال، و أولادنا سيحكمون علينا غداً" .
مع كل حبي و تقديري
أخوك خالد

ولابد هنا من التذكير مرة أخرى إلى ظهور العديد من القادة الأكراد الذين انتفضوا وقادوا الثورات السورية في عموم سورية ومنها ثورة جبل الزاوية, وثورة قطنا, وثورة بياندور, وثورة عامودا وثورة الأكراد في الساحل وقد برز في هذه الثورات العشرات من القادة والثوار الذين قدموا الغالي والرخيص في سبيل هذا الوطن, ومن بعض هؤلاء إبراهيم هنانو, احمد بارافي, وسليمان عباس, سعيد آغا الدقوري, حاجو آغا  , الشيخ حنيف في عفرين, ولا ننسى الثائر محمود برازي الذي أطلق النار على الجنرال غورو في القنيطرة.
 

siyamendbrahim@gmail.com  
 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=6028