حول مشروع المرجعية والمجلس السياسي الكردي (3) (بالكرمانجية العارية bi kurmanciya rotik )
التاريخ: الأثنين 03 اب 2009
الموضوع: اخبار



خليل كالو

     بناء على ما سبق والعوامل والأسباب التي تحول دون ولادة هذه الهياكل المقترحة بشكل طبيعي.  هناك مسائل أخرى لا بد من ذكرها وهي أن عملية الاستعداد والترويج والدعاية لها لم تتم بشكل مطلوب وكما ينبغي حتى الآن ولم تمهد الأرضية المناسبة لها من الناحية النفسية والفكرية والسياسية بعيداً عن عيون وأسماع  الشعب الكردي الذي هو صاحب المشروع الحقيقي  وكل ما جرى وما يجري ليست سوى أقاويل وكلام جرائد  وقد يتم التذكير بالمشروع أحياناً عند تبادل أطراف الحديث  في مناسبات معينة بين أربعة حيطان في سهرة أو ربما لقاء بين المغرمين حصل صدفة يشجعهم عليه احتساء الشاي والقهوة أو شرب كأس حتى الثمالة وكل ما يثار حتى الآن لم يخرج من هذا الإطار وهي شذرات ومذرات من أفكار متناثرة غير مترابطة ومتناقضة مع ذاتها حول هذا الموضوع  ولا يغرن أحد ما ينشر أحياناً على صفحات بعض الجرائد الحزبية أو مواقع الانترنت التي تشبه الخواطر والتمنيات.


 إن هذا الكلام ليس تجني وافتراء على أحد بل هو الواقع فلم يبحث أحد من المدعين عن الحلول والمشاكل الداخلية والبينية والعامة التي تحول دون تحقيق ما يزعم فلم يسرع لحلها ولم ينجز شيء مما قاله وما الأسلوب والمنهج في إدارة هذا الملف الحيوي والهام  وكيف هم  مقبلون عليه وما هو المطلوب من الآخرين فما زال الشعار والدعوة قائمة دون جهد وعمل منجز ينتظرون التصفيق والعمل والحل ممن لا احد يعرف. لا نعتقد إن الشعب الكردي سوف يصفق على أمر لم يطرح على الرأي العام للشارع ولا نخبه الوطنية ومع ذلك وبالنيابة عنه يكمن القول أنه يتمنى أن يحدث في اقرب وقت  ولتصبح بعدها كل كلام الفضوليين والسفسطائين وما أثير من شكوك حول جدية القائمين على المشروع  الذي دار حول المشاريع المقترحة هنا أو هناك في مهب الريح لأن الهدف الأساسي للجميع في النهاية  هي المصلحة العامة لا أكثر ولا اقل. وحينها سوف تجد المئات من المثقفين والنخب الاجتماعية والأفراد من عامة الناس حول المشروع بكل مشاعرهم وأحاسيسهم وقدراتهم  و ونحن من جانبنا نجد أن تحقيق تلك الرغبة ليست بعيدة المنال والاستحواذ  إذا وجدت لها رجالها الحقيقيين وبعزيمة مقاتل ولكن الواقع المعاش والمنظور يبدو فيه أن كلامنا هذا لا جدوى منه كمن يدق الماء بالمجن لا للأسباب التي ذكرناها بل لأسباب    أخرى تنظيمية داخلية لم يتم حلها فدخل الداعي في أزمات حقيقية ربما يطيح به ويرميه جانباً . لذا ـ وهذا رأي افتراضي ـ نتمنى ألا يكون صحيحة ربما حاول مبدعو هذه الأفكار القيام بمناورة جديدة للتهرب من مسؤولياتها والاختباء وراء هذا التكتيك كمن يختبأ وراء إصبعه لعل الزمن ينجيهم ويعفيهم من المسائلة والمطالبة أمام الأصوات الداخلية من القواعد والشارع الكردي فإذا كان الأمر كذلك فهي مناورة بارعة والدليل ما ننشغل نحن به الآن هنا وهناك ونمضي الأوقات على الكتابة والتعليق عليها  أما أصحاب الطرح هم متأكدون تمام التأكيد وكمن يعرف اسمه أن تلك المشاريع لن تجد النور على الأقل في القريب المنظور بل سيدفعون المسالة نحو الداخل لتكوين نواة صراع جديد لإلهاء ما تبقى من الكوادر الحزبية لأجل غير مسمى ليدافع كل عن وجه نظره ورأيه كما هم معروف وما سوف يخلق من صراع جديد في الوقت الذي لا يتحمل المجتمع الكردي أكثر مما هو محمول عليه من سلبيات وتراكمات وليس بحاجة لها بالرغم من أن المسالة مازالت في أولها وهي بذرة لم تضع في تربتها الملائمة لكي تنمو حتى يقوم هذا أو ذاك بالتنظير لها ويوضع لها الأسس والمعايير الفنية بطريقة ذاتية وارتجالية غير مقنعة ومتناقضة تكشف عما بداخلهم من نيات غير صادقة وإن سبب طرح مثل هذه المشاريع إلى جانب مؤسسات مازالت قائمة مثل الجبهة و التحالف والتنسيق تثير الريبة والشكوك ولم يبت في أمرها بعد وكيف يكون وضعها ونحن في الحقيقة لا ندري ماذا نقول كون واقع الحال متشابك ومتداخل والآراء التي تتحاور غريبة الأطوار والآراء ونادرة  الوجود والحدوث وفريدة من نوعها على مستوى الكرة الأرضية ولا نعتقد أنها موجودة في مكان آخر ولم يسمع بمثلها حتى هذه اللحظة. أما بصدد الأزمات المزمنة داخل كل تيار صاحب المشروع هي كثيرة ومن أهمها الأزمات التنظيمية الحادة التي كادت أن تعصف بهم إلى الهاوية ودخلوا في متاهات ودوامات لا يعرف الداخل فيها كيف يخرج منها على حد قول المثل الكردي (كان بستان الكرمة سيئاً فتعرض للبرد أيضاً) مما أنساهم ما دعوا إليه وانشغلوا بالتشهير والنقد الناسف المتفجر وصنع الاتهامات حتى وصل بالبعض إلى القذف فلم يعد مسألة المشاريع المطروحة في البال أصلاً الآن ولا أحد يتابعها على الأرض هذا السلوك والتفكير والثقافة لا تمت بصلة إلى الكردايتي والتصرف السوي ؟ فالذي يدري يدري والذي لا يدري يقول كفة عدس هذه هي مصيبة الكرد. فهل وصل الحال بالكرد وبعد نضال مفروض لأكثر من نصف قرن إلى ما هو عليه أليس ذلك كفراً وجريمة بحق التاريح والأمة ؟ فكيف يتخذ الشعب الكردي ممن قسم وشتت وبعثر وفرق ودار ظهره لحقوقه قادة لمستقبله. صحيح أن البعض ما زال يناضل منذ سنين طويلة هم موضع تقدير واحترام فالمسالة ليست شخصية وبعيدة عن المصلحة الذاتية فنحن اليوم أما مسألة وجود وحقوق شعب وليست حقوق أفراد ولكن الذي لا يحترم نفسه ماذا تفعل له. هم لا يسعون إلى المجد والسمو والرفعة وهذا ليس ذنب الشعب الكردي فلم يسجل التاريخ قط بأن شعباً ما قد صنع قادة له بل ينجبهم ولكن القادة الحقيقيون يصنعون الشعوب وفي كل المراحل وفي كل زمان. فمن صنع اليهود ؟ أنبيائهم ومن صنع العرب ؟ نبيهم محمد وأصحابه من بعده ومن صنع الأتراك ؟ . قاداتهم وسلاطينهم ومن صنع الشعب الألماني ؟  بسمارك والشعب اليوناني قديماً ؟  ملوكهم وفلاسفتهم .. هكذا فالشعوب لا تستطيع إدارة ذاتها دون قيادة ومفكرين ومثقفين قادرين على التحليل والنقد والتنوير. أتدرون ما الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة وبهوية ثقافية ؟ قاداتنا الأوائل والمناضلين  بمقاوماتهم وثوراتهم المتلاحقة. أتدرون كم ثورة وانتفاضة قام بها الكرد منذ قرنيين من الزمن وحتى الآن ونحن مدينون ببقائنا ومحافظتنا على وجودنا كأمة لها ؟  هي /34 / ثورة وانتفاضة وليست برامج وخطط الأحزاب التي قسمت وبعثرة الجهود وزرعت اليأس والقنوط بل جهود المناضلين والمضحين ودماء الشهداء واستهتروا بالتاريخ .هناك مسائل لا رأي للشخص فيه أبداً وممنوع أن يدعو إلى أمر مغاير لها أتدرون ما هي  ؟ المسائل القومية والوطنية والمساس بها مهما عظم شأن المرء أو صغر فهي من كبائر الذنوب والمحرمات وتدخل في باب الخيانة العظمى فالوطني الحقيقي والإنسان الحقيقي هو ذاك العاقل الملتزم بأخلاق الأمة ويمد رجله قدر واجبه ودرجة خدمته ؟ أما الوجاهة والشهرة والاحترام  والمناصب سوف تأتي لمن يستحقها ومن تلقاء ذاتها تكريما  من الشعب للجهود المبذولة وهو استحقاق طبيعي للمرء فالشعوب الحية هي ثمرة عقول وأفكار وجهود النخب السياسية والثقافية والاجتماعية والوعي الحقيقي وليست لترهات وهرطقات هذا وذاك من أصحاب الوعي المزيف والتسول السياسي.  
     x.kalo59@hotmail.de  







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=5912