مفاوضات الوضع النهائي في الحركة الكردية
التاريخ: الأربعاء 22 تموز 2009
الموضوع: اخبار



آسو أوسو

إن حقيقة الحنكة السياسية للرعيل الأول والشعبية الكبيرة لساستنا لا بد لها أن تتمثل في طريق واحد وهو طريق الاتفاق على رؤية سياسية موحدة تجمع الفرقاء الذين لا تفرقهم إلا الرغبة في الفرقة "من مبدأ خالف تعرف" وبالتالي تعذيب هذا الشعب المنهك أصلاً بأمور المعيشة والبطالة والمشاريع الاستثنائية وكذلك المراسيم الفرعونية التي أنهكت المجتمع الكردي خاصة والمواطن السوري بشكل عام ...
وإذا ما حضرت ندوة لأكثرهم أقام الدنيا على غيره وأبرز نفسه وحزبه وملأ الجلسة تسابيحا وصلوات لسكرتيره وولي نعمته وإذا خالفه في الجلسة أحد ما واختلف عنه رؤية وفكراً قام عليه وأبرز أنيابه وزاوره بعينيه محاولا قدر الإمكان إهانته وتصغيره  فقط لشيء واحد وهو أن يخرج من تلك الندوة أو الجلسة كالديك يفرد ريشه وليصفق له رفاقه ويهنئوه بالفوز الكبير على بني جلدته واصفا من كان يحاوره في تلك الندوة بالمندسين والغوغائيين مثيري الفتنة في الجلسة


وفي حضورنا لندوة دعينا إليها لفصيل كردي يقول أنه المسيطر على الشارع الكردي وأنه  صاحب القرار وحامي الدار دخل علينا الأستاذ المحامي (م. م) وما أن قدمه احد رفاقه بكلمات متعثرة ومهزوزة كانت الكلمة الكردية الوحيدة فيها هي( سباس ، sipas) وما هي إلا لحظات حتى انهال علينا السيد المحاضر بالدعاية لحزبه بمصطلحات تكاد تصل إلى الخيانة لكل من لا يوافقه الرأي ولا يساير خطه السياسي وأحسست وأن أنظر إليه ببشاعة وجهه وبروز أنيابه ونمو غير طبيعي لقرونه داخل الندوة وسيلان في لعابه جعلني أنكمش على بعضي وأنا جالس أسمعه وأحسست الحضور كلهم منكمشين على بعضهم ويرتجفون خوفا من صاحب السلطة فقط رفاقه كانوا مبتسمين ويهزون برؤوسهم في تأييد له ما يقول حتى وإن كان الموضوع لم يفهم بعد إنها العبودية السياسية بكل حقائقها ووجوهها...
لم يحدثنا الاستاذ المحامي عن جديد سوى ( نحن كذا.. فعلنا كذا... وقررنا كذا.. )
انتهت الندوة الأوليغارشية بمن يريد أن يستفسر أو يطرح سؤالاً وبما أن الأستاذ  لم يتطرق لشيء مهم سوى صفات الجودة والمتانة في حزبه فقد أحرجه الحضور بأسئلتهم رغم بساطتهم وعفويتهم وثقافتهم المتواضعة...
في أمور كثيرة – تصبب عرقاً من جديد وسال لعابه رغم أن الديمقراطية هي اللفظ الرسمي الذي يدل على الحالة السياسية التي كانت تسود أثينا في القرن الخامس الميلادي وكانت تعني حكم الشعب فقد آثر الابتعاد عنها السيد المحامي ونحن في القرن الواحد والعشرين وأصبح أصحابه عفوا رفاقه يتدخلون لمؤازرته والتنفيس عنه .. رغم خوفي الشديد منه تجرأت أخيراً برفع يدي المرتعشة لمداخلة بسيطة حاولت فيها عرض مفهوم الأمة وتكوينها في أمريكا وتبلورها في أوروبا وبروزها لدى العرب وأخيرا نظرتنا نحن الكرد إليها ... قاطعني السيد الأستاذ عدة مرات رغم أنه ممنوع أن يقاطعه أحد استبدنا الأستاذ على كل حال وقطع الطريق لمداخلتنا بزعمه إن المكان لا يناسب هذا الموضوع الذي أعتقد أنه لم يستوعبه أصلا ولم يكن ينتظره أحسست أنني في مبارزة معه ورفضت الاستسلام لعنجهيته بالإضافة إلى دعم الحضور لي وتأييدهم أحسست أنا الثاني أنه قد نما لي قرنان وسال لعابي وبانت أنيابي فرفضت الاستسلام وحاولت ترك الموضوع الأول جانبا ومبارزته بسلاحه عفوا محاورته بنفس أسلوبه وثقافته ..
فاتهمته وحزبه بالتبعية لحزب آخر بأدلة وبراهين ... رغم أنه يمثل التنسيق وذاك يمثل الجبهة وإن معاداته لأحزاب أخرى هو فقط لاسترضاء هذا الطرف الذي حقيقة لا يوازيه ثقافة ًوأرضيةًًًٍََ ولا يحمل في داخله أي ذاك الذي يمثل الجبهة إلا بوادر خلافات ٍدفينة أصبحت تطغى حتى على المواقع الإلكترونية وأردت أن أصارحه بأن أي تنظيم سياسي معتدل وطني يجب أن يقف على حدٍ سواء مع كل أطراف الحركة حتى ينال الثقة والمصداقية في فكره السياسي وشبهته بأنه ليس أفضل من ممثل التحالف الذي اتهمه بالترامي في أحضان السلطة واتهمه كذلك بنسف كل الرؤى المشتركة والمشاريع الوحدوية...  وطال الحديث ولكني لن أطيل عليكم .. فقد خرج صاحبنا وعدم الرضا والنفور بادٍ على رفاقه بعد اتهامه بعض أطراف الحركة الذين كنا نجادله في الجلسة بعد الرواية السياسية واتهامه لأحد الرجال المسنين في الجلسة بالتبعية العمياء لسكرتيره فقط لأن الرجل المسن أراد الدفاع عن موقفه تجاه إعلان دمشق ودفاع آخرٍ من التحالف عن تحفظهم لوثيقة المجلس السياسي و و و... وكانت تلك هي مفاوضات الوضع النهائي للحركة الكردية في ندوتنا فآثرتني مقولة لابرويير في كتابه الطباع
( إنه ليس للناس طباع البتة وإن كانوا اطبعوا على شيء فهو إن لا يكون لهم أي طبع مستمر وثابت )







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=5862