من سمات القائد الحزبي ــ النموذج الكردي..!
التاريخ: السبت 27 ايلول 2008
الموضوع: اخبار



دهام حسن

إن الحديث والكتابة في مسألة مزايا القائد، تبدو صغيرة في الظاهرعند التناول، لأنها قلما تثار داخل التنظيم الحزبي، ولأنها بالأساس محظور على الرفاق الكلام فيها، بيد أنهاحقا مسألة مهمة وخطيرة، في تداعياتها، لما لها من انعكاسات وآثارسلبية في الحياة الداخلية لأي حزب بوجه عام، وعلى الواقع التنظيمي بشكل خاص، أعني ما يتسم بها القائد الحزبي من مزيايا وصفات... ماهي سمات القائد الناجح ترى.؟ ما هي الخصائص، أو المزايا التي ينبغي توفرها في القائد الأول، الذي يقود تنظيما حزبيا، تنظيما تتنوع مشارب أعضائه، وتتباين مستوياتهم، من حيث السمات العملية، والمستوى الثقافي، والمنبت الاجتماعي، والطبقي.؟..


علينا بداية أن نقر، من أن العيش تحت سقف نظم حكم الحزب الواحد، أو الحكم اللاحزبي، يعكس بالتأكيد سلبا على الحياة الداخلية للأحزاب الأخرى، أيّ حزب كان.! من حيث نشاطها، ودورها، فلسوف تكابد هذه الأحزاب الكثير من المعاناة، وغالبا ما يكون الحزب مكشوفا، أو مخترقا من الداخل.! هذا أولا .. ثم إن الأحزاب كثيرا ما تتشبّه بالحزب الحاكم، من حيث الهرمية التراتبية، في الهيكل التنظيمي، فتأخذ طابع المركزية المشددة، عبادة شخصية القائد، ورفعها فوق ما يستحق، مع ديمقراطية صورية في الحياة الداخلية للتنظيم..
وهنا سوف أتطرق على بعض مزايا القائد الناجح، وأهم السمات التي ينبغي توفرها في شخصيته، ووجوب التحلي ببعض المبادئ والقيم، دون التقيد بالترتيب، من حيث أهمية هذه السمة أو أوليتها على السمات الأخرى...

ــ  على القائد الحزبي، أن يكون على قدر من الثقافة، وعلى اطلاع واسع ومعرفة جيدة بأحوال البلد السياسية، متابعا للأخبار على الصعيد الإقليمي والدولي..
ــ  أن يحظى باحترام وسطه الاجتماعي، ويتمتع بشعبية لدرجة ما،  وأن يكون ذا ماض نظيف، وسيرة وسلوك جيدين..
ــ  أن يكون قادرا على التوغل في الوسط العربي، متفهما للواقع الاجتماعي، وللعلاقات التاريخية في المنطقة، والحالة السياسية للبلاد، متطلعا لبناء علاقات جيدة معهم، يسعى بوعي وجد لكسب ودّهم وتعاطفهم مع ما يطرح، مؤكدا لهم بالعيش المشترك، ولا بد من تذكير الرفاق دوما، وتنبيههم لهذه النقطة الحساسة، وضرورة التواصل معهم ومد جسور التفاهم وزرع الثقة فيما بينهم، والمناضلة السياسية معا، في القضايا التي تهم الجميع كنقاط التقاء، ومواجهة الأخطار التي تحدق بالبلد جميعا، والتركيز على نقاط التقاء كما قلنا، وهي كثيرة إذا حسنت النوايا، وهذه المهمة الجليلة، لا تقتصر على القائد وحده، بل تشمل سائر الهيئات الحزبية، وسائر الكوادر على ترجمة ذلك على صعيد الواقع، وأيضا على استجابة الجانب العربي خصوصا . 
ــ  أن يتحلى بالجرأة اللازمة، واضحا في رؤيته أمام الآخرين، بعيدا عن الشبهات....
ــ  أن يكون نظيف اليد من النواحي المالية، ونظيف السريرة، غير حاقد، يشهد له بذلك كثيرون..
ــ  أن ينحدر من منبت اجتماعي نظيف نسبيا، لا نقاط سوداء في صفحته....
ــ  يتمتع بالمصداقية في حديثه، مرتبط عضويا بمحيطه الاجتماعي، ابن بيئته التي انطلق منها، دون تعال أوتناسي..
ـ  يتصف بالتواضع، لا يتعالى لا على رفاقه، ولا على الأخرين، يحظى بقبولهم  واحترامهم له، لا يكون ناقما على الكوادر النشطة والكفوءة، ممن دونه موقعا..
ــ  أن يتبوأ موقعه، بأصول حزبية، وبسبل شرعية، التزكية من بعض الرفاق، ثم بالانتخابات الديمقراطية، ضمن الهيئات أصولا..
ــ  أن يكون صاحب مبادرات، دون تجاهل الرفاق، أو تخطي المؤسسات الحزبية، أو التعالي على من شرّع له  لتبوء هذا الموقع الرفيع، أي رفاق دربه، فعليه بالتالي أن  ينظر إلى الموقع كمسؤولية لا كامتياز..
ــ  ألا يتشبث بالكرسي ، أي بالمنصب الحزبي الذي يشغله، بحيث يسود نظام، لا يخوّله بالبقاء غير دورة أو دورتين على الأكثر، وسريان مثل هذا النظام يريح الجميع، ويقطع الطريق أمام التزلف والانتهازية والشللية..
ــ  القائد الناجح هو من يعتمد على الرفاق الجيدين، ويسعى لتقديمهم، وفسح طريق الصعود أمامهم، ولا يعتمد على العناصر الانتهازية، والأمعة، والسهل الانقياد، فمثل هؤلاء يتلون بألف لون ولون، فاليوم هو معك، وغدا ضدك...
ــ  ألا يكون متراخيا لدرجة القصف واللي، ولا مجازفا متهورا لدرجة أخرى معاكسة...
ــ  أن يكون وحدويا، رائده جمع شمل سائر الفصائل والتنظيمات في حزب قوي، يسعى لأجل ذلك في بذل كل جهد ومسعى، فمن يتجاهل ذلك، ويلوذ إلى المناداة بالمرجعية، فأقل ما يقال في أمثال هؤلاء من أنهم غير جادين، ولن يخضع المسؤول الأول لهكذا مرجعية ألبتة، لأن مرجعية أي حزب هي، اللجنة المركزية، المؤتمر الأخير، والبرنامج المتمخض عن المؤتمرات، فكيف يأتمر هذا القائد لقرارات مرجعية عناصرها من خارج التنظيم الحزبي الذي  يقوده هو  ...
ــ  أن يكون علمانيا، وديمقراطيا، متحررا من الخرافة, وما إلى ذلك، متحضرا نسبيا، ومنفتحا للآراء المغايرة لأفكاره، ومتفهما للتعددية داخل التنظيم الواحد،  ذا تجربة، وصقل في الشخصية...

هذا ما يحضرني الآن، ومثل هذه المزايا والسمات ليست حكرا على القائد وحده، فلتكن الغاية التي يتطلع إليها كل كادر، ويسمو بنفسه بنشدانها، وإذا قيل هذا ضرب من الخيال والاستحالة، وفيه جانب كبير من المثالية، فلنقل وليكن..! لكن  أليس لزاما علينا أن نرقى بأنفسنا باتجاه السير نحو الكمال، حتى لو استحال الوصول إليه، ونعلم أن هذا غاية لا تدرك، أليس مجرد السير بهذا الاتجاه هو الصواب...فلنمض إذن باتجاه الكمال، ولو أن ذلك سيبقى حلما، لكن الغاية التي نتطلع إليها، والسعي لتجاوز الحالة الراهنة هي ما ننشدها، وهذا ما يبرر لنا  السير  طالما ننشد الأفضل دائما، وما يتحقق خلال هذه المسيرة هو مكسب، وما نرجوه نحن، هو مزيد من المكاسب...!  







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=4480