أم هي قناعة ثابتة بضرورة تكاتف فصائل الحركة و تتضافر جهودها.
أم هي إيمان راسخ لحاجة الواقع القاسي الذي يعانيه شعبنا الكردي من ظلم و أستبداد النظام الشمولي.
أم هي رد موضوعي على واقع التشتت و التشرذم للحركة و أزمتها الخانقة.
أم هي إرادة جماعية لجماهير شعبنا و قوى حركته لمواجهة السياسة الشوفينية و المؤامرات اللاأنسانية للنظام القمعي.
أم هي ثقة كاملة بكونها أداة نضالية توفر مستلزمات و مقومات القدرة على المواجهة و التغيير الديمقراطي.
المرجعية: إئتلاف وطني ديمقراطي يجمع فصائل الحركة السياسية و الشخصيات الوطنية المستقلة و المنظمات المدنية و الجماهيرية و المثقفين على أساس برنامج سياسي يلبي الحد الأدنى من متطلبات النضال و القاسم المشترك لسياسات- مواقف - فكر- أطرافها.
لا شك أن الشروع لإيجاد المرجعية - الإئتلاف الوطني- لابد من توفر الإرادة السياسية المستقلة و الرغبة الجادة للأنضمام للعملية النضالية و الإيمان الثابت في القضايا الوطنية و القومية التي يناضل من أجلها و القناعة بحاجة الواقع الكردي و ظروف حركته إلى تفاهم وطني يجمع قدراتها و طاقاتها السياسية و الجماهيرية من أجل النهوض إلى مستوى المسؤولية في تحمل أعباء النضال و القدرة على المواجهة لسياسات النظام و أجهزته القمعية.
فأن الحديث عن مرجعية كردية و اطراف الحركة السياسية (الحزبية) تعيش حالة أزمة عميقة فيما بينها, لاتجعل المهة صعبة و عسيرة لا بل معقدة, و كاد أن يكون ضربا من المستحيل, لولا توفر النوايا الجادة و شعور المسؤولية لدى بعض أطرافها في إبداء أستعدادها, و من جديد الدخول في حوارات و نقاشات مكثفة و مسؤولة من أجل تحضير آلية إيجاد المرجعية, و هذا ما يدعو إلى التفاؤول و الغبطة, وعلى الأقل الأن لأننا نجهل ما ستسفر عن هذه الجهود من نتائج غدا, لأنه بقدر ما تبذله الأطراف المخلصة و الجادة من جهود حثيثة لهذه المهمة الوطنية و الحيوية, فأن النظام بخططه العنصرية و أجهزته القمعية و التيارات العربية الشوفينية تبذل جهود مضاعفة لإفشال هذه المساعي الحميدة من خلال الألتفاف على بعض الأطراف الضعيفة في الحركة الكردية لتمرير خططها و مؤامراتها و تنفيذ سياسة فرق - تسد و سياسة العصا و الجزرة, و للأسف أفلحت بذلك و منذ عقود و لاتزال و إلا لما آل إليه وضع الحركة كما نراه اليوم.
لاشك أطلعنا جميعا و سررنا لنبأ شروع معظم أطراف الحركة السياسية الكردية من لجنة التنسيق - الجبهة-التحالف بتياريه البارتي و اليساري على الأتفاق من جديد على الرؤية المشتركة التي كان قد تم الأتفاق حولها سابقا و اعتبارها كمقدمة لأنتخاب لجنة تحضيرية مهمتها التحضير لمؤتمر وطني عام. و أتفاقها على نشر هذه الرؤية على الجماهير و وسائل الأعلام لمعرفة رأيها و للأطلاع من قبلها على ما تقوم به حركتها السياسية ولكن للأسف أصطدم هذا التوجه النبيل بمعارضة بعض قوى الحركة و تحديدا - التقدمي- الوحدة الديمقراطي بذريعة عدم لزومية تعميم الرؤية المشتركة على الجماهير و وسائل الأعلام و طالبت بالحوار و النقاش من جديد حول بعض المواقف التي تدعي بأنها تحمل في مضمونها و جوهرها التطرف و الغلو.
لا ننفي حق كل فصيل أو طرف من طرح أفكاره و أرائه من منطلق الإيمان بمبدأ أن صراع الأفكار و الأراء و تبادل وجهات النظر في القضايا المستجدة هي بمثابة آلية البحث عن خير السبل و أنجح الوسائل لأنجاز المهام و مؤشر أهليته للتطور و التفاعل مع الواقع.
ولكن أن يستغل هذا المبدأ من البعض و بهدف التعامل مع هذا الأئتلاف الوطني من زاوية الخطاب الحزبي الخاص و محاولة أدارة الحوارات و المناقشات مع أطرافها من منطق تبرئة الذمم و التهرب من المسؤولية و أتهام الغير بالتقاعس و عدم الجدية يبقى الأمر موضع التساؤل و الشك.
09 - 09 - 2008
* صحفي كردي - بلغاريا
hazimok57@yahoo.comملاحظة
بقية المقال لوقت لاحق