(روج تي في) ليست قناتي المُفضلة، و أنا أتضامن مع الحكومة الألمانية
التاريخ: الخميس 10 تموز 2008
الموضوع: اخبار



ديـــار ســـليمان
 
أرسـل لي موقـع الكـتروني كوردي ينظم حملـة للتضامـن مع قنـاة (روج تي في) ـ الناطقـة باسـم حزب العمـال الكوردستاني التركي والتابعة له ـ ضد قـرار الحكومـة الالمانية بممارسـة عمل من أعمال السيادة و القاضي باغـلاق المكاتب و المؤسسات التابعة لهـذه القنـاة على أراضي جمهورية المانيا الاتحادية، أرسل لي لاضيـف توقيعي الى حملتـه التضامنية هذه و لكني أهملت الإستجابة لتلك الرسالة و لم أوقع على العريضـة التضامنية الى جانب الموقعين عليها الذين احـترم رأيهم الذي عـبروا عنه بالتوقيع الذي لا أشــك أنه جاء بعد قـراءة متأنيــة للقـرار الالماني و حيثياتــه، و كذلك نتيجـة معرفـة أكيـدة بالمؤسسـات موضوع القــرار و طبيعـة عملها


و بما اني افتقد لهذه المعلومات التي اطلع عليها الزملاء الموقعون فاني آثرت عدم التوقيع لاني وجـدت في هـذه الحملة ـ والحال على ما ذكـرت ـ مساهمـة جديدة في سـياسة خلـق أعـداء جــدد للقضيـة الكورديـة من خـلال التحريـض على ألمانيا التي لم تكـن يومـآ عـدوة للكـورد في وقت نحتـاج فيه الى مزيـد من الأصدقاء، فلقد استقبلت هذه الدولة مثلها مثل غيرها من الدول الاوربية عشرات آلاف اللاجئين الكـورد و قدمت لهم المساعدات المختلفة، فاذا كان لنـا مشكلة مع (زيمبابوي) فعندها يمكن التصديق ان لنا مشاكل مع الدول الاوربية، مـشكلتنا إذآ ليست مع الألمـان أو حتى مع اليهـود الذين يوحـي البعـض لا بل يصـرح بأن هـؤلاء القـوم قد تركـوا أشغالهم و مشاكلهم و تفرغـوا لتحـريض الأتـراك الطيبين على الأكـراد و قتل كل نيـة لديهم لأعطـاء بعض حقـوق الكـورد لديهم.. كـذا! و لمـن يستغرب موقفي هذا فاني أحيلـه الى بعض العبـارات العدائيـة التي دونها بعض المتضامنين مع القنـاة موضوع حديثنـا على معـروض التضامـن و التي لا نعرف الى اين ستصل.
 لم أشـعر يومـآ و لشـديد الأسـف أن قنـاة (روج تي في) تمثلنـي، لذلك لم أعـد أتابـع برامجها منذ مـدة طويلـة، فهي في الحقيقة ليست سـوى صوتـآ لنفسهـا يصب في اتجـاهٍ واحـد، فأنا لم أشـعر خـلال متابعاتي تلك أن العاملـين فيها (سـيبذلون آخـر قطـرة من دمهـم أو من عرقهم) ليقـول الأخـر الكـوردي المختلـف معهم في الـرأي رأيه، إذ باسـتثناء عـدة شخصيات حافظـت على احـترامها مثل (سيد خـان) كان وضع القنـاة كارثيـآ، فهناك مثلآ برنامج صباحي (صباح الخير أو طاب نهارك كوردستان) اظن ان المقدم يدعـى (اجدر)، يقـوم هذا الأجـدر بفتح برنامجه للاتصالات الهاتفية الواضح من لغتهـا انها مبرمجة، و هي في الحقيقة ليست سوى وسيلة للتنفيس عن الطرفـين بالسب و الشتم في جميع الاتجاهات، فحتى من كانت نيته غير ذلك كان المذيع يحرضه و يقـرأ له بنفسـه معجم الألفاظ السوقية.
 كما اني لم اشاهد مثـلآ أية أغنية للفنـان الكوردي العالمي شـفان بـرور الذي يختلف معهم في الخـط الفكـري، إذ انهم يشطبـون على المخالف وهم ليسوا سوى مجرد وسيلة اعلامية بعد، أم ان شفان برور بهذا السـوء، و لعل جريمته الكـبرى هي دعوتـه في احدى اغانيه (وربما كانت نبـوءة حيث تحققت بعد سـنين) الى محاربة الترك و لكن مع عدم المراهنة على جعل الشام ظهـيرآ. بالمناسبة ردت زوجة الفنان شفان في احدى حلقات برنامجها (حديقة الأزهار) على الحـاح احدى المشاهدات باذاعة أغنيـة لـه بأنهم و ببساطة لا يذيعـون له.. انتهى ردهـا!
 أما نشـرات الأخبـار فهي تتحـدث عن أحـــداث لا يتحـدث عنها غيرهم، اذ لم نرى أخبـار وصـور النشاطات والاحتجاجات و التظاهرات و الاجتماعات الثورية التي لا تنتهي وتجـري على مـدار الساعة! و التي يسجلون فيها السبق الصحفي، لم نشاهدها على شـاشة أية قنـاة تلفزيونية أخرى و كأنها تنتـج لهـذه القنـاة فقط، فخارج استوديوهاتها التي تـدور فيها الزوابع الساخنة جدآ، تبـدو الأجـواء هادئـة تمامـآ إن لم تتمـيز ببـرودة شـديدة.
أما الديكـورات الباذخـة و البهرجـة الغير عاديـة و الصـرف الكـبير فهي بعيـدة تمامـآ عن الواقع الكوردي الفقير شديدآ، حتى يثـور التسـاؤل عن مصـدر كل هذه الأمـوال.
مـاذا أضافت هذه القنـاة الى المشهد الإعـلامي الكوردي وماذا حققت للقضيـة الكـوردية باسـتثناء الحفاظ على الوجـود الاعلامي للحزب الذي أنشأها ؟ وهل كلف أحدٌ ما نفسه عنـاء السؤال عن محصـول هذه القناة.
هناك جيل نشيط مُسـقف يوازي بنشاطاته فعاليات قناتنا هذه وتستهويه هو الآخر ليس فقط جمع القـصص والطوابع  بل أسـماء المشهورين من أدبـاء و علمـاء عله يرضي بذلك جهله و فقـره العلمي، (جيل العطـب و الخـراب) هذا خريــج كليـة التدخل السـوري في لبنـان، عندما كان النظـام السوري يعـين رؤسـاء لبنـان و يغـير حكومـات فيه و يوظف وزراء و يفـرض أزلامه كصحافيين على مؤسسات صحفية محـترمة فقط من خلال التمني فكانت أمنياته تتحقق بكل بساطة، فبـرزت شخصيات عملاقة يحسـد لُبنـان نفسه عليها من أمثـال شارل ايوب و وئام وهاب و(حيـط الممانعة الواطي) الجنرال عـون وكذلك (المرتفع) الجنرال نصرالله، وكما ذكرت نالنا أيضآ من الطيب نصيب، ونصيبنا كان فقهاء يشعـرون بعدوانية شديدة تجـاه أصحـاب التحصيل العلمي الأكاديمي، حيث ينظر (الفقـة) منهم الى حامـل الشـهادة و كأنه حامل بين يديـه عـاره و شـناره أو طفـلآ غير شرعي لا يعـرف كيف سـيتخلص منه، إضافة الى مقارنة مستواه الضحل ببعض المبدعين الذين كانت المدارس نادرة أو غير موجودة في أيامهم وليس مثل هذه الايام التي يتعثر فيها المرء بمدرسة في كل شارع و زقـاق، متناسـين أن شـيخ الكتـاب أو ما يعادله كان يعـادل أيـام هؤلاء العمـالقة ـأن لم يتفـوق ـ على أستاذ بأعرق الكليات العلمية، و جاهـلآ أن (دار عبلـــةَ) كانت تعـادل جامعة السـوربون حيث تخـرج منها عمـلاق بحجم عنتـرة جعلنا نقف اعجابـآ كلما سمعنا قوله:
 يـا دار عبلة بالجـواء تكلم    وعمي صباحآ دار عبلة و اسلم
عمتِ صباحـآ كوردستان.. دون شتائم أو أضغـان. 

  10.07.08
diarseleman@hotmail.de

 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=4131