الى التقدمي: العقلية البعثية لا تصلح في كردستان الديمقراطية
التاريخ: الأحد 15 حزيران 2008
الموضوع: اخبار



محمد حمو

عادة التهديدات تأتي من عقلية الاحزاب الشمولية، وليس من أحزاب تدعي الديمقراطية.
في عام 2000 عندما كنت في مدينة حلب، دعا السيد حميد حاج درويش المثقفين المقيمين في حلب الى ندوات خاصة، وكنت أحد الحضور في الندوتين، الأولى في حي الاشرفية والثانية في حي الشيخ مقصود في منزل أحد رفاق التقدمي, حيث تحدث عن اوضاع الحركة الكردية وتطرق درويش الى مفهوم حزب البعث للديمقراطية وناقشنا حول ذلك بهدوء وموضوعية، ومن يوم انتهاء الندوة والى اليوم ارتحت ، وقلت ان مفهوم الديمقراطية لديهم يختلف عن حزب البعث.


وبعد افساح المجال للمداخلات والأسئلة، سالت السيد حميد: أنتم تدعون الى ندوات خاصة للمثقفين، ما الغاية من ذلك، في رأيكم؟.
جاوبني الأستاذ حميد: هو سؤال جيد، وغايتنا هو اني أطلب من المثقفين المستقلين أن تضغطوا على الحركة الكردية لكي تتقارب، فقاطعته وسالته: وهل الحركة أبقت على شخصية المثقف حتى يضغط المثقف على الحركة، فسألني: كيف؟.
جاوبته: لقد خرجت من سجن النظام قبل أيام بسبب نشري للكتب الكردية وعدت الى عملي بافتخار واكثر اصراراً على نشر الكتب الكردية الممنوعة لاني أعرف أن النظام عندما يعتقلني لايقتلني ولا يهين اهلي، فقط يسجنني بشكل جائر، وبعد ذلك سأقضي حكمي وأخرج من السجن وساكون مرفوع الرأس بين اهلي واحبابي وجماهير شعبي، أما أي مثقف ينقدكم، او ينقد شخصك، غداً سيصبح عميلاً للدولة او ستصبح أحد أفراد عائلته من المشبهوين وداعرين وهذا غبن يلحق بالمثقف نتيجة العقلية التي تتملكونها.
رد السيد حميد درويش علي بكل احترام وقال هذا ليس من سلوك حزبنا بل من سلوك بعض الاحزاب الاخرى، كذلك نحن نعاني من نفس المشكلة، وللأسف البعض أيضاً يتهموننا مثل هذه الاتهامات، وقال مجال النقد واسع لدينا نحن نحترم النقد، ووقتها كبر حميد درويش في عيني كثيراً وزاد من احترامي له، ولكن بعد سبع سنين، عندما احتفل حزب حميد باليوبيل الذهبي للحركة الكردية في سوريا وتلاعب رفاقه هنا في السليمانية بالتاريخ الكردي انتقدت ذلك التاريخ المزيف عبر قناة روزهلات تفي، ومنذ ذلك التاريخ والى اليوم أصبح مكتبهم في السليمانية يعاديني بشكل كبير، ولم يرتاحوا حتى  كتبوا عني مقالة باسم مستعار في موقع ولاتيمه واتهموني فيها بالعمالة للنظام السوري، واتهموني بان الأمن السوري يطبع لي الكتب في سوريا، علماً اني في كردستان لاكثر من سبع سنين ولم يصدر لي كتبا في سوريا منذ ذلك الوقت، وانا راضي بأن هذا اول اتهام لا يلامس الشرف، ثم نشرت بعدها مقالة بعنوان "التقدمي وقرصنة تاريخ الحركة الكردية في سوريا" في موقع ولاتيمه، فتفاجأت بهاتف ياتيني من مكتب السليمانية لحزب التقدمي وباسم الحزب يهددني ويتفوه بكلمات غير اخلاقية، تشبه كلام العصابات لا كلام الاحزاب، ومن شخص يعد مسؤولاً في المكتب، وهذا من اعمال الأحزاب الشمولية، مع العلم اني انتقدت كثيراً حزب كبير بحجم الاتحاد الوطني الكردستاني ونحن نعيش معهم ولديهم، ولم يضغطوا علينا ولو مرة واحدة، أما أعضاء مكتب السليمانية لحزب التقدمي فلا يحترمون لا الصحافة ولا الراي الحر، ويسيرون سياسة كم الأفواه، وينسون أني صحفي وعضو فعال في نقابة صحفيي كردستان وعضو في نقابة الصحافيين العالميين، ولا يجوز تهديدي بأي شكل كان، وهذا المكتب يظل مسؤولاً عن تصرفات الشخص الثاني في المكتب والكل يعرفه.
منذ سنوات يعيش مكتب السليمانية لحزب التقدمي حالة اتهامات كبيرة، وفصلوا بعضهم البعض وجمدوا بعضهم البعض واتهموا بعضهم البعض بسرقة رواتب الطلاب الكرد ولم نقترب من هذه المسائل لا من قريب ولا من بعيد، لاننا اعتبرنا تلك التصرفات شؤون داخلية تنظيمية تهم الحزب فقط، ولكن المكتب بات يتدخل في كل شئ، وهذا امر مرفوض بتاتاً، ولا نقبل بان يتلاعب هؤلاء الذين يعيشون في ذلك المكتب بتاريخ الحركة الكردية وتاريخ الشعب الكردي لان التاريخ يهمنا جميعا، والتاريخ ملكنا جميعاً وليس ملك اولئك الذين يهددون، بكلام فارغ، ومن حق أي كردي ان يدافع عن تاريخه عندما يتعرض هذا التاريخ الى التزوير والزيف.
لا أريد من حزب التقدمي ان يفكر ان المثقف بعيد عن الحصانة، واراد عشرات المثقفين في كردستان وخارجها ادانة هذا التصرف اللامسؤول من مكتب التقدمي في السليمانية، الا أني رفضت حالياً، لان هذه الادانة ستكسر ظهر البعير للمكتب، فأريد من الحزب ان يفكر بمصير مكتبه في السليمانية، فهنا كل الصحافة حرة، وكل الصحافة تنتقد رئيس حكومة الاقليم ونائبه وكل المسؤولين الكبار ولا احد يعترض طريق قلمهم، ولا يوجد صحفي واحد في سجون اقليم كوردستان، فما بالكم لو كانت السلطة بيد حزب التقدمي، لكان قلنا على الاقليم السلام، وهنا أتساءل اين كلام الأستاذ حميد حاج رويش من كل ما يجري، وأذكره بكلامه في تلك الندوتين ، عنما قال نحن حزب ديمقراطي ونقبل النقد.


 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=3987