نـداء إسـتغاثة: الجـزيرة منطقـة منكـوبـة
التاريخ: الأثنين 19 ايار 2008
الموضوع: اخبار



 ديـــار ســـليمان
 
مثلها مثل مناطـق الحـروب و النـزاعات، مناطق الكـوارث الطبيعية من براكـين و زلازل و أعاصـير و فيضانـات، أصبحـت الجزيـرة السـورية و بامتيـاز منطقـة منكـوبة حتى العظـم سـواء تـم الإعـلان عن ذلك أم ووجهـت هذه المحنــة الكُـــبرى بالتجاهــل و الصـمت، فقـد نالهـا من كل ما ذُكـر من كــوارث الجانب الأسـوأ، حتى أصبحـت الريـاح تُصفـر في تلك الأرض التي أصبحت قاحلـة و هي تـودع الفارين بجلـودهم الى المجهــول أو تهـدهـد الباقـين و هم يواجهـون مصـيرآ مجهـولآ أيضـا.


إذآ، هذه الأراضـي التي اكتسبت صفـة الجزيرة بفعـل الأمطـار التي كانت تتلقاهـا سـنويآ و ليس بسبب إحاطـتها بالميـاه من كل الجهـات فقـدت هذا العام خصوصــآ تاجهـا الأخضـر بعد أن سـدت السـموات أبوابها المقابلة لهذه البقعـة الجغرافية، لكننـا لم نـرى رغم ذلك لا طائرات إغاثة و لا قـوافل مساعدات، صحيـح أن الكارثـة لم تأخذ بطريقهـا وبدفعة واحـدة أعـدادآ كبيـرة من البشر لكن أهلنـا أصبحـوا كأوراق الخـريف يتساقطون الواحد تلو الآخـر بعد أن تقطـعت بهم السبل و إنقطعت عنهم الامـدادات و فتكـت بهم الأمـراض و أصبحـوا أسـرى العـوز و الحاجـة، و سـيتكشف الأمـر لاحقـآ عن نتائج كارثية إذا ما قـدر لهـذه (اللاجــزيرة) نصيب من الضـوء في يـومٍ مـا و سيتبين كم الحـال سـيء إن لم يكـن أسـوأ بكـثير من أحـوال أية منطقـة منكـوبة أخـرى.
 لنتناقش إذآ في المشكلة فقد نفلـح سـويةً في إيجـاد بعض الحلـول العاجلة التي قد توقف التدهـور الحـاصل أو تخفف منـه خاصة بعد أن تخلت الدولـة عن واجباتها تجـاه مواطنيها و أدارت لهم ظهـر المجــن يواجهون مصيرهم بأنفسهم عكس ما يحدث في دولٍ أخرى في حالات مشابهة، فالحكـومة تمارس وظيفتها القمعية على أكمل وجـه لكنها تعجز لا بل تتقاعـس عن ممارسة وظيفـة الأبوة إلا في حـدود إيقـاع العقاب على الخارجـين على عصـا الطاعـة، و ليس أدل على ذلك من تقاعسها عن تهيئـة الوسائل لتي تخفف من وقع الكارثة و قبل ذلك إهمالهـا في ايجـاد البدائل التي تخفف من الاعتماد كلية على الطبيعة في كسب الرزق في الوقت الذي تمارس فيه التقتيـل و الاعتقال و السرقة بشكل عشوائي.
 النقاط التالية مطروحة للنقاش:
 1ـ الجـزيـرة منطقـة منكـوبة، أُكـرر: الجـزيرة منطقة منكـوبة و يجب قـرع جـرس الإنـذار لإنقـاذ جميـع سـكانها من مجـاعة محققـة و تجنيبهم ما قـد يترتب عليها من عواقــب على مختلـف الصعـد و خاصـة الصعيد الإجتماعي.
 2ـ على الجميـع، الحركـة السياسية و الجمعيات الثقافية و الحقوقية و الفعاليات الإجتماعية و الدينية تشكيل لجنة أو لجـان محليـة متعـددة  لدراسـة أوضـاع السـكان المادية و وضـع جـداول بأسـماء المحتاجـين للمعـونة بشكل متسلسل على أن يراعى في ذلك أن تكـون الأولوية للذين لا معيـل لهم و يكـاد الإنهيـار يجرفهــم، و يتم وضع هذه القـوائم في المراكـز الحيوية أو منح المشمولين بالمعونة قسائم يتلقـون بموجبها مساعدات صحيـة و غـيرها.
 3ـ تقـديم المساعدات العينيـة للمنكـوبين بطريقة تحفـظ لهم كرامتهم عن طريق مراكز محـددة أو بإيصالها مباشرة الى المحتاجين، و إن أمكـن توزيـع فـرص العمـل الموجودة و تجزأتها على أكـبر قـدر ممكـن من القادرين على العمل ليتمكنـوا من الحصول على لقمة العيش، ثم أن هناك بعض المظاهر لإجتماعية الباذخة التي يمكن إيقافها (ولو مؤقتآ) حتى ينجلي الغبـار عن هذا الصـراع من أجل البقـاء.
 4ـ على الجاليـات الكـوردية و منظمـات الأحزاب و حتى الأفـراد في الغربة التفاعـل بشكل أكـبر مع هذه المحنـة و إرسال المساعدات المادية سـواءّ للمنظمـات أو للأهـل و تقاسم لقمـة الخـبز معهم، هذه الأمـوال التي قد تستثمر في بعض المشاريع كالبنـاء و غـيره والتي قد تساهم في إيجـاد فـرص العمل للكـثيرين.
 5ـ على كل من ينتمي الى هذه الجـزيرة سـواء أكان فـردآ أو منظمة إستخدام مختلف الوسـائل و بـذل الجهـود لإيصـال هذه القضية الى جميع الدول و المنظمات و الأفـراد لاغاثـة المنكـوبين، و لتكـن البداية في مخاطبة أهلنـا في أقليم كوردسـتان حكومة و شـعبآ.
 6ـ الأولوية لعملية الإنقـاذ على ما عـداها، يجب أن نبني الجسـور الى هذه المنطقة المنكوبة و لنبـدأ ببنـاء جسـور المحبـة بيننــا.
هذه الأفـكار الأوليــة ليست نهائية و لا مثالية و هي بحاجة الى الاغنـاء، و الموضوع بمجمله بحاجة الى دراسة على أن يكون التحـرك سـريعآ لأن لكل دقيقة ثمنها، فلقــد ضاقت وسائل النقـل بالمهاجرين (و لحفهـم) و أحـلامهم الى ضـواحي المـدن الكـبرى التي تأخـذ الكـثير و لا تقـدم سوى الأوهـام، كما ضاقت جوانب الطـرق في جديدة عرطوز و غيرها بخيم الباحـثين عن كسـرة الخـبز التي أصبحت باهظـة الثمـن.
 الجـزيرة مهـددة بالضـياع، ينتظـرها شـر مستطير، إنها تغـرق في بحـر الجـوع و الفقـر والأمـراض بمختلـف أشـــكالها، علينـا أن نسـرع لنجدتها و لا ننتظـر و ننظــر الى جسدها و هو يتمزق و يتفتت حيث تتهيأ الكـلاب لنهشـه لكي لا نكـرر مقولة: أُكلتُ يوم أُكل الثور الأبيض، لنلتف حولها كما إجتمعنـا خلف جنازات شهدائنا و لنحاول أن نوقف الإنهيـار..أرجـوكم.

  20.05.2008

  
diarseleman@hotmail.de






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=3838