حوار مع عبد الفتاح دهير القيادي السابق في حزب الوفاق الكردي
التاريخ: الأثنين 14 نيسان 2008
الموضوع: اخبار



 اجرى الحوار: آزاد

س- من اين نبدأ

ح- كما تشاء

س - حسنا من هو عبد  الفتاح دهير ؟ اعلم  بانه سؤال ليس ببسيط .

ج- نعم هذا السؤال قد ياخذ الكثير من الصفحات ولكني احاول فقط ذكر المحطات الرئيسية
انا من عائلة متوسطة الحال في المرحلة الاعدادية انخرطت في العمل بالشان العام عملت حينها في منظمة اتحاد الشباب الديمقراطي الشيوعي في عام 1970 انخرطت في العمل الفدائي  الفلسطيني بطلب من منظمة اتحاد شباب. وبايعاز من الحزب الشيوعي السوري بقيت في العمل  الفدائي حتى عام 1971-  بعد احداث ايلول وانسحاب المقاومة الفلسطينية من الاردن وبطلب  من الحزب الشيوعي في عام  1973تركت العمل مع المنظمة الى جانب العديد من الكوادر  المتقدمة حينها في المنظمة –والحزب


وذلك على خلفية موقف الحزب من مشروع الحزام  العربي الذي نفذ في هذا العام وتاييده ومسانتدته لهذا المشروع التوطيني المعروف اليوم لشعبنا   وحرمان الفلاحين الكورد الانتفاع من الاراضي الزراعية في المنطقة التي عرفت بـ  خط العشرة (اي المنطقة التي نفذت فيها مشروع الحزام) وجلب العرب من محافظتي الرقة وحلب
1977ساهمنا بجدية في تكوين نخبة سياسية ثقافية خارج الاطر التنظيمية لغاية 1987
الا ان شنت السلطة انذاك حملة اعتقالات واسعة بين مثقفين مسياسين تحت لافته مكافحة حزب  العمل الشيوعي طالت هذه الحملة العديد من مجموعتنا تلك وزج بهم في المعتقلات وترك  العديد من مجموعتنا تلك البلاد هاجروا الى اوربا ودول الخليج تلك الحملة الحقت الشلل بتلك الجهود واعاق محاولاتنا الرامية الى الارتقاء بدورنا
فرض علينا بعدها نوع من الانكماش السياسي والفكري بسببين - حملة  الاعتقالات تلك
تشتتنا في الهجرة والسجون والبعض الاخر مر في فترة سكون الا من بعض النشاطات الفردية (الكتابة - المثابرة على القراءة)
مع بدايات 2004 تعرفنا على مجموعة من الكوادر التاركين لحزب العمال الكوردستان (pkk) وكانت تعرف بمجموعة كمال شاهين جرى بيننا نقاشات ولقاءات وهم كانوا يصدرون جريدة  في السليمانية باسم الوفاق وكانت تدخل الى سورية عبر طرقهم الخاصة فساهمنا في الكتابة  فيها وارتقت نقاشاتنا وصلت الى تقارب الرؤية والمفاهيم
اغتيل كمال شاهين في السليمانية هذا الاغتيال كان سببا في الاسراع بتوحيد الرؤية واتجهنا الى  بناء تنظيم سياسي جرى الموافقة  والتفاهم على برنامج سياسي ضمن الخطوط الاساسية كما  وضعها كمال شاهين قبيل اغتياله
جرى الاتفاق على ان التنظيم الجديد هو ليس امتدادا لحالة انشقاقية بل هو جسم سياسي جديد وحدتهم الرؤى والافكار والارادة وهم من منابع سياسية وفكرية مختلفة اتحدت ارادتهم في  البرنامج السياسي وفعلا عقد  المؤتمر التاسيس في الشهر الرابع 2005 في دوكان بكوردستان العراق واقر البرنامج السياسي والنظام الداخلي شهد المؤتمر نكسة لم تكن بالحسبان تمثلت  باصرار المجموعة القادمة من  pkk في الحصول على مجموع اعضاء المنسقية بشكل تكتلي متامرين كونهم غطوا مصاريف المؤتمر وحشدوا ما يمكنهم على فرض هذا التوجه جرى  الاعتراض على هذا على ان يتم تصحيح هذا الوضع عبر الممارسة العملية القادمة وللاسف  استهلكنا عامين ونصف من الزمن ولم نتمكن من ايجاد من  يمكن للعمل ان يتقدم ويتطور
بل اصروا وامعنوا في ممارسات عسكرتارية للتنظيم واستخدموا المقدرات المالية التي بين ايديهم في خلق الفوضى بين الرفاق ولم يكتفوا بذلك بل قدموا هدايا ورشاوي لشخصيات متقدمة في احزاب كردية اخرى في مساندتهم لمحاربة معارضيهم داخل الوفاق, التنظيم الذي هم  يقودونها وهذه واقعة مؤلمة ولدينا الوقائع على ذلك وسوف تشاهدون في المستقبل القريب  امتدادات هذه الحالة في هذه الاجواء الداخلية المربكة ولا وجود لهياكل تنظيمية, قاموا بترويج  لانعقاد المؤتمر الثاني وهم على يقين ان المؤتمر يمدهم من جديد مقومات الاستمرارية على  ماهم عليه للاسف تعرض عدد من الرفاق لمحاولات الاغتيال واغتيالات ولم نتمكن من بناء  جسم تنظيمي, عوضوا هذا الفشل بـ الدعاية الزائفة وخلق وقائع وهمية يوحي بوجود ازرع  تنظيمية شبابية ونسائية وهياكل ادارية ويصدروا  مجلات بهذا الخصوص ما امكنهم من كل  هذا هو المقدرات المالية التي بحوذتهم فقط لاغير ولاشيئ غير هذا
في الحقيقة تالمنا وما زلنا  نتالم لهذه الاستهتارات والتصرف بهذه العبثية بتلك المقدرات المالية
في هذه الاجواء. عقدوا المؤتمر الثاني نحن لم نحضر المؤتمر والى جانبنا الغالبية لاعتراضنا  على ممارستهم والية التحضير للمؤتمر الثاني. غالبية من احضروهم هم من خارج الوفاق ولم  تكن لهم علاقة بالتنظيم ويكفي الاشارة الى انا المؤتمر الثاني لم يحضره عضو واحد من الذين  حضروا المؤتمر التاسيسي سوى المجموعة المنسقة لذلك ومن يقيم في المقر التنظيمي في  السليمانية. اثرنا المقاطعة والعودة الى نهجنا السابق
نحن من جانبنا لا مشكلة شخصية مع  قيادة الوفاق وعلى الصعيد الشخصي ربطنا علاقات عمل  على مدار عامين ونصف اذا ما تجاوزنا الاخفاق الذي رافق هذه العلاقة  فلا مشكلة بيننا وبينهم ونحن لسنا قادمين من فعل انشقاقي عملنا جاهدين على انجاح عملية التوحيد بيننا وبين  المجموعة القادمة من (pkk) لم نفلح من انضاج العملية بمعنى ان عملية التوحد عادت الى  بدايته اي  مرحلة قبل التوحد واتمنى عليهم ان يستوعبوا الحالة هم ايضا على هذا النحو..........

س1-  اذا بعد هذا الايضاح من جانبكم لماذا لم تحاول ثانية مع فصيل اخر قريب من رؤيتكم وتطلعاتكم بعد الانشقاق ؟

ج- اولا كما اوضحت سابقا ارفض وصف الوضع الذي أل اليه بالانشقاق بوضوح من البداية  كنا من منابع سياسية مختلفة توحدت ارادتنا مع المجموعة القادمة من pkk في اطار الوفاق لنصل الى نتيجة ايجابية فشلنا في تحقيق الاندماج المطلوب للسير بالتنظيم الى الارتقاء واداء  وظيفته النضالية بسلاسة وصل الى نقطة استحال فيها الاستمرار في ظل الاوضاع والظروف  وملابسات العمل التي ذكرتها عدنا الى البداية اي مرحلة ما قبل المؤتمر التاسيسي للوفاق اما بشان العمل في اطار فصيل اخر بصيغة يتفق عليها قد يحدث هذا مستقبلا, في اللحظة الراهنة  لانجد ما يشجع مجرد بحث عن حالة يمكن تحقيقها في الاتجاه الذي ذكرته.

س2- مالذي سيميزكم عن الوفاق في برامجكم الجديدة وما هي الخطة المستقبلية
؟

ج2 على مستوى البرنامج السياسي وتشخيص الحالة الكردية القائمة في سورية قد لا نختلف  عليها من حيث الجوهر, يمكن التوسع في بعض جوانب الرؤية السياسية ويمكن تقليص دور بعض الجوانب او الغاء البعض الاخ  لكن الجانب الاهم الذي نامل به.
ما يميزنا عن الاخرين تتمثل في الجانب  التنظيمي والخطاب السياسي مع التوسع في اليات  الانشطة التعبوية للتنظيم ونكثف جهودنا في تحقيق هذا التوجه وسوف نعمل جادين على ابداع  ممارسة نوعية متميزة عن الاخرين لاستيعاب الزخم  السياسي المتجدد في الشارع الكردي.

س3- هل هناك من سيتحالف معكم من القوى السياسية الموجودة على الساحة ام انكم  ستواجهونها اذا ما واجهوكم هذه الاطراف السياسية

ج3- نحن نعتير كل اطراف الحركة الكوردية هم حلفاء طبيعيون لنا لاننا جميعا نناضل من اجل  قضية ساميه تجمعنا وهي قضيه شعبنا الكردي في سوريه بغض النظر عن التفاوت في  مستويات الخطاب السياسي المعمول به وكذلك تجمعنا مع كل القوى السياسية الديمقراطية  العاملة في البلاد بمعنى قوى ديمقراطية عربية واشورية ومن مختلف مكونات الشعب السوري تجمع مبادي الممارسة الديمقراطية السياسية وهذا يوجب الاعتراف بالاخر وبحقوقه المدنية  والسياسية والثقافية وانتاج عقد شراكة جامعة والعمل على دستور جديد للبلاد يتوفر فيه كل  المقومات القانونية.
اذا هذه جبهة الحلفاء ونحن جزء من هذه الجبهة, لا يوجد اي  مبرر لمواجهات وخاصة مع  القوى التي تقصدها واعتقد انك تقصد بصورة خاصة القوى الكردية لا نعتقد اننا سنكون في  مواجهة من جانبنا نمارس ضبط النفس لاقص  حدود ونشدد على الالتقاء على القواسم  المشتركة التي تجمعنا ونتمنى وهذا املنا ان يكون الاخرون ايضا يملكون نفس الرؤية البعيدة عن اي متاهات جانبية

س4- تعرف جيدا ان اي رقم جديد يضاف على ما هو قائم لا تلقى الرضى فقط بل سيواجه اتهامات شتى وقد رأينا هذا مع من سبقوكم .

ج4- نعلم جميعا ساحتنا السياسية والقومية والوطنية متلعثمة نتيجة لجملة من العوامل وبعد جوانب هذا التلعثم مرتبط مباشرة بالية الاداء السياسي لمجمل القوى السياسية العاملة على الساحتين والبعض الاخر من صنع النظام السياسي القائم في البلاد واجهزته الامنية ومن حق كل فصيل ومواطن ان يبحث ويفهم ماهية اي قوى تبرز على الساحة وممارسة هذا الحق عبر المراقبة والتيقظ لاداء هذا الفصيل الجديد الناشىء بخلاف ذلك يحدث بلبلة لامصلحة لاحد فيه ومن يمارس البلبلة سوف يتاذى قبل غيره .
اما  بشان استشارة اي من الاطراف في مسائل كهذه التي نحن في صددها لا يجرى استشارة مع  قوى قد يحث الاستشارة مع شخصيات حيادية لها خبرة نضالية وتملك من المعرفة ما يؤهل هذه  الشخصية الوطنية, وهذا حدث وسيحدث في المستقبل وفي اي تقييم لمجل الفعاليلات السياسية الممارسة على الساحتين الوطنية والقومية

س5- ان غالبية اطراف الحركة الكردية لديها قناعة باحتكارها للساحة السياسية. الا تعتقد ان تجاوز هذه القناعة سيخلق لفصيلكم متاعب جمة ؟

ج5- نعتقد ان ممارسة العمل السياسي وعلى مختلف مستوياته هو عمل يتعلق بشان العام وهو  عمل  طوعي ناتج عن قناعة فكرية ووجدانية واي عمل من هذا نوع لا ينتظر ولا يقف عند  منح رخصة الممارسة من اي كان سواء اكان هذا شخصا او فصيلا سياسيا وحتى السلطة السياسية القائمة ولا تردعهم ممارسات قمع السلطات او حملات الديما غوجية التي قد يحدثها  هذا الفصيل او ذاك ونعتقد ان حدث هذا من جانب اي فصيل فلا مصلحة حقيقه له فيها وهو  بدور هذا يخدم اجندة القوى المناهضة للحرية والديمقراطية سواء اراد ذلك او لم يرد من هنا  لدينا ايمانا قوي ان لا احد قد حاز على منح  الطابو للعمل السياسي باسمه سواء كان فصيلا  واحدا او تكتلا لعدة فصائل وان وجد شيئ من هذ القبيل فان هذا مرض ويوهم نفسه باشياء لا  يملكها . من هنا نقول انه من حق جميع ابناء شعبنا ان يمارس العمل السياسي وان يرتقي بالفكر السياسي  سواء بصياغات فردية او هياكل تنظيمية جامعهة لارادة جمعيه ارتضوها لانفسمهم من هم في  اطار هذا الهيكل التنظيمي او ذاك او نشئ حاله جديدة واي كانت الظروف وان الذين يحددون  خياراتهم هم يتحملون مسؤلية خيارهم اما الشعب والوطن ولا وصاية في ذلك

س6-  برايك ما هو المطلوب اليوم من الاحزاب الكردية في هذه الفترة ؟

ج6- نحن يمكن ان نوضح في هذا الامر رؤيتنا فيما يجب ان نكون عليه وما هو قائم ونبذل الان  وفي المستقبل كذلك جهد الاستيعاب ما يحول دون التماثل بين الحالتين لقد شكلت وما زالت  تشكل انتفاضة 2004منعطفا حادا في واقع وقيمة المسالة الكردية في سورية وكان بالامكان  الارتقاء باهميتها وادامة وتطوير روح المقاومة فيها وانقذاها من المزاد السياسي بين فصائل  الحركة الكوردية في تلك المرحلة االلوحة التي اظهرتها الحركة القومية يومها عجز على كل  المستويات في فهم وادراك منابع هذه الرؤية التاريخية والتي نقلت بها المسالة الكردية السورية  من موقع الى اخر ويمكن القول تدشين مرحلة وبداية اخرى لو ان القوى السياسية الكردية كانت  تملك يومها المقدرات اللوجستية والقدرة على ادارة الحوار السياسي مع السلطة لكن بالامكان  احراز نتائج ذا قيمة تاريخية للمسالة الوطنية الكردية لا لاكون في انتظار من هنا وهناك لبعض الشخصيات من السلطة في هذا الموقع او ذاك والى اليوم نشاهد كيف تتبدد نتائج تلك الانتفاضة  الايجابية ونعتقد ان اهم الاسباب وراء ذلك هو الارباك الذي ساد يومه مجمل فصائل الحركة  الكوردية وعدم قدرتها على القيادة والتوجيه وعلينا ان نستخلص الدروس والعبر من تلك  الانتفاضة ويمكن لكل فصيل ان يعيد ترميم الياته الداخلية وخطابه السياسي ليكون الواقع  السياسي للحركة وللشارع في ايقاع منسجم يتيح للحركة القدرة على التوجيه في اوضاع  وظروف كتلك التي انتجتها الانتفاضة هي التي تؤسس لمرجعية سياسية لا  التكتلات التي  تظهر بين الفصائل هنا وهناك وسرعان ما يفرغ من غاياتها النضالية وتتحول الى محاور لادارة الخلافات البينية بين فصائل الحركة الكردية نفسها.
الحركة مطلوب منها انقاذها من حالة الارباك التي يتخبط فيها في السنوات الاخيرة والشعب  الكردي السوري يعاني من ازمات متعددة الاوجه وذ  طبيعة خاصة مميزة عن حالة الازمات  العامة التي تعيشها البلاد بصورة عامة وهي تضاعف اضرارها مع مرور الزمن.
المجتمع الكردي بحاجة الى مضاعفة جهوده في المرحلة الراهنة وليس الاحزاب السياسية فقط
بل كل الفعاليات المجتمعية (الثقافية – والاقتصادية -  والسياسية ) وكلنا امل ان يتمكن المجتمع  الكردي السوري الخروج من الازمة السياسية والاقتصادية التي يعيشها والمساهمة في ايجاد مناخ سياسي وطني عام يطيح القدرة على انتاج مخارج ايجابية.
وفي الختام  كل الشكر لكم  وللقراء الكرام







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=3670