الحركة الكردية ما بين الشمولية والازدواجية
التاريخ: الجمعة 26 ايار 2006
الموضوع: اخبار



بقلم: داوود جيجك  

daudcicek@yahoo.com


 

يقول فولتير " انا اكره ماتقول ولكنني سأدافع حتى الموت عن حقك في ان تقوله" .
 ان الليبرالية تمضي يداً بيد مع التعددية ، فيعتبر تعدد القيم والآراء والمصالح في حد ذاته قيمة وفضيلة ، والتسامح يعني التقبل ، اي الاستعداد لترك الناس يفكرون ويتكلمون ويتصرفون بأسلوب قد لا يتفق المرء معه ، ويعتبر التسامح لدى الليبراليين خلقا مثالياً ومبدأً اجتماعياً .

في الحقيقة ان وضع الحركة الكردية وللايضاح اكثر وضع قياداتها يرثى لها ، وهنا لا اشمل كل الحركة حتى لا اظلم او ادخل في اطار التهجم اوالرياء اوالاقصاء ، الا ان بعض التصرفات التي لا تليق بسياسيينا وبعض قياديينا الذين يرون في التهجم والازدواجية حقاً لهم ، وترك الامور الاساسية والانطلاق على اساس التشهير ببعضها البعض ، وكانها واجب اساسي من واجباته لكي يعي ويثقف ويوجه او يغني الشعب الكردي ببعض الحقائق التي هي بغنى عنها ، متناسياً بان الجماهير تعرف قيادتها وحركاتها عن قرب ، ومنها من تنادي ببعض الشعارات  وكانها هي الوحيدة التي تنادي بها وكانها جديدة على اذهاننا ، فمن لا يعرف بان القضية الكردية في سوريا هي قضية ارض وشعب ، ومن لا يدري باننا القومية الثانية فيها ، ومن يتغفل من حركاتنا السياسية او قياديينا باننا لنا حق مشروع ومحرومون منها ........ ان الوحيد الذي ينكر ورغم معرفته بها هو النظام الحاكم والقوى الشوفينية حتى وان كانت ضمن المعارضة العربية ، وما علينا الا الاصرار والنضال من اجل هذه الحقوق المشروعة ، وشعبنا بغنى عن بعض التصرفات او المهاترات التي تظهر وبكل وضوح من بعض حركاتنا ، وليس المهم ذكر الاسماء هنا بل المهم هو التخلص من هذه المفاهيم والاساليب التي تقيء المجتمع منها .
ان الاحزاب الكردية لا يمكن ان تتعاظم قواها على حساب بعضها البعض لاننا لم نصل الى تلك المرحلة التي نقوم فيها بتشهير اساليب البعض ومن يخدم الشعب ومن لا يخدمه ومن ينادي ويؤمن بمصالح الشعب ومن لا يؤمن به ، ولسنا بصدد من سيقوم بتطوير المجتمع ويقدم المشاريع التنموية والمجتمعاتية  ومن لا يقدمه ، لانه ليس لنا سوى المشاريع السياسية والبيانات والتصاريح التي نطلقها ، لان امامنا مهمة اساسية واولية ألا وهي تغيير النظام ، وهذا التغيير لا يمكن الا بالاستعداد لهكذا تغيير وبتنظيم المجتمع بكافة الوانه واطيافه وشرائحه و ان لا يكون هذا على حساب البعض او التهجم على البعض وبنظرة شمولية،  بل على اساس برنامجه وسياسته ومشروعه والمواطن هو سيقرر ويؤيد ولا حاجة الى التهميش لان الجماهير يعرف كيف يخطو خطاه ، وبما ان الحركة الكردية بشكل عام مؤمنة بالتغيير هذا يعني تكثيف جميع الجهود لهذا الهدف الذي لا خلاف عليه ، وكل حزب يناضل باسلوبه وبالطراز المقتنع بها وبالتكتيكات والاستراتيجيات التي يؤمن بها ، وان كانت صائبة ام خاطئة فالشعب سيختار ما يحلو له ، ولا حاجة الى واحد مثلي او آخر ليوجه الجماهير الى ما هو صائب وخاصة عندما نكون صادقين وشفافين وديمقراطيين ووطنيين .
يوجد مثل شعبي يقول " لا لك ولا لي " ( بمعنى ان لم يكن لي فلن يكون لاحد )او ما اراه خاطئاً على الجميع ان يراه خاطئ وما اراه صائبا ً على الجميع ان يراه كذلك ، فهذه هي الشمولية ، فكيف احارب الشمولية وفي نفس الوقت ارى لي الحق في تمثيلها وكيف ادعي الديمقراطية ولا اعطي حرية الاختيار الا لنفسي وتحت اسم الراديكالية والمواقف الصارمة ، وكانهم هم الوحيدون المدافعون عن حق الشعب ،والدفاع لا يحتاج الى اقوال وانما الى افعال وليس على حساب احد وانما بالجهود والنضال .
فعلى سبيل المثال الهجوم والتشهير باعلان دمشق  والاحزاب الكردية المشاركة فيها ، اصبحت الشغل الشاغل لبعض قيادي الاحزاب واصبحت تتهجم عليها اكثر من هجومها على النظام  ولمصلحة من ، وهل ينقصنا هذا ، فان لم تشارك او تصادق عليها فلماذا التهجم اذا ، وان اقتنعت بعض الاحزاب الكردية وشاركت في مثل هكذا تكوين فماذا يضرك اخي العزيز ، وماذا يمنعنا او يقيدنا ان قمنا بتوثيق العلاقة مع القوى الديمقراطية وتطوير الحوار الكردي والعربي والكوردي الكوردي ، ونحن احوج الى مثل هكذا حوار وفي هذه المرحلة الغنية بالتطورات والمستجدات واقول ما افكر به وجهاً لوجه وعلى نفس الطاولة ، واقنع اخي الكردي اوالعربي بالنضال معا لاجل التغيير الديمقراطي و النقاش لحل جميع القضايا التي تتطلب الحل ، القضية التي اهتم بها كممثل اولاً والقضايا الاخرى الموجودة في الوطن ثانيا ، وكل حركة او تجمع تمثل مطاليبها في مثل هكذا تجمع ،والاهم هو ان هذه التجمعات يعطينا فرصة التشاور والتحاور لتعريف الطرف الاخر ايضا بمطاليبنا وعدالة قضيتنا ،  ولسنا بصدد ان نطلب حقنا لا من النظام ولا من المعارضة وانما سنحصل على حقوقنا بنضالنا وبجماهيرنا والعمل المتواصل في جميع المجالات ، ولنعمل على تطوير الحوار والتفاهم والتسامح ضمن المعارضة عامة وضمن الحركة الكردية بشكل خاص .
ان الاجتماعات والمؤتمرات التي تعقد في هذه المرحلة ، هي اكبر مثال على فعالية الحركة السياسية الكردية  هذه الحركة التي تقوم بقفزات نوعية في هذا المجال ، وهو نموذج بارز على مدى الامل في التضامن والحراك السياسي الكردي على الساحة القومية والوطنية والدولية ،ولكن كل ذلك ايضا لايخلو من التهجم والاقصاء والشمولية ، فمثلا رئيس مؤتمر بروكسل يقول من معنا هو الجيد ومن ليس معنا فهو مع النظام ، ويعتبر هذا تهجم واقصاء للحركة الكردية بشكل عام ولا اقصد احد تياراتها ، لانها تعمم التيار الشمولي والاقصائي والانكاري ، مع العلم ان هذه المؤتمرات والتي تاخذ طابعاً ديمقراطيا وعصريا في حل القضية الكردية في سوريا والاحزاب الكردية احوج الى التآلف والحوار وتقدير الظروف ومساعدة كافة التيارات ، وعليها الابتعاد عن الاساليب التي تقلص وتهمش القضية والابتعاد عن التهجم وترك الخلافات جانبا في هذه المرحلة والتركيز على بذل كل الطاقات في سبيل رص الصفوف ولنترك المصالح الحزبية الضيقة جانباً ولنفكر بمصالح الشعب ومآسيه ومتطلباته ، ولن تثمر هذه المؤتمرات نتائج جيدة الا بمشاركة اغلبية الحركة الكردية وليس بحزبين او ثلاث الذين يرون انهم هم الفعالة والوحيدة والمؤثرة على الشارع السوري والكردي وعليها الابتعاد من هذه التقربات الشمولية ، وهناك تجارب كثيرة ظهرت على الساحة العراقية قبل وبعد سقوط النظام وسيظهر فرز حقيقي في الساحة العملية مستقبلا , وفي النهاية اقول لنترك الجماهير يختار ممثليه والمدافعين عن مصالحه وحريته وكرامته ، وما تراه لنفسك حق، عليك ان تفكر للاخر ايضا بان له نفس الحق ، وما تراه صائبا لنفسك عليك ان تراه صائباً لغيرك ايضا وخير الكلام ما قلّ ودلّ .





أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=343