الأوهام الشوفينية بين اليوم والأمس
التاريخ: الجمعة 29 شباط 2008
الموضوع: اخبار



  افتتاحية الديمقراطي *

مرت عشرات السنين وأصحاب العقول المريضة لا زالوا يرددون ما كانوا عليه قبل أكثر من نصف قرن ، حيث كانوا ينشرون دعايات كاذبة واتهامات باطلة حول نية مزعومة للحركة الكردية ترمي إلى ( تقسيم سوريا وتشكيل دولة كردية ) أو إلى ( اقتطاع جزء من أراضي البلاد وإلحاقه بدولة أجنبية )  تارة أخرى ، وظلت هذه الاتهامات السخيفة تلصق بالمناضلين الذين يطالبون بالحقوق القومية للشعب الكردي أمام المحاكم بقصد الحكم عليهم بأحكام جائرة وقاسية ، وبهدف إيجاد حاجز نفسي وعنصري بينهم وبين الجماهير العربية وتخويفها من نوايا الحركة الكردية ومراميها (المشبوهة) على حد زعمهم .


وقبل فترة قصيرة أثيرت ضجة حول هذه القضية من جديد في محكمة الجزاء في القصر العدلي بدمشق ، حيث وجه قاضي التحقيق التهمة هذه المرة إلى مناضلين عرب من قيادة إعلان دمشق ، وليس لعناصر كردية ، وقد فند المعتقلون هذه التهمة وقالوا بأننا حريصين على وحدة سوريا ، والأكراد أنفسهم لا يطالبون بالانفصال ، وإنما يطالبون برفع الظلم القومي عنهم ، ومنحهم الحقوق القومية الثقافية والسياسية والاجتماعية في إطار وحدة البلاد ، ومساواتهم في الحقوق والواجبات بباقي المواطنين.
إن هذه الاتهامات بقيت هي هي ولم يطرأ عليها تبدل أو تحول لدى أصحاب الأفكار والمفاهيم الشوفينية ، إلا أننا نود أن يدرك هؤلاء بأن اليوم  يختلف عن الأمس وأن زمانهم قد ولى دون رجعة ، ولم يبق سوى أقلية ضئيلة تردد أقاويلهم ، وان أوساطا واسعة من الرأي العام السوري العربي قد أصبح على يقين بأن إخوانهم الكرد حريصين على وحدة سوريا شأنهم في ذلك شأن إخوانهم العرب والآشوريين وبقية مكونات الشعب السوري ، وقد أثبتوا على مر الأيام هذه الحقيقة في الممارسة العملية ، ولم ينجروا قط إلى مواقف متشنجة وردود أفعال متطرفة ، رغم السياسة العنصرية التي مورست ضدهم ورغم المشاريع والسياسات الاستثنائية التي طبقت بحقهم ، بل ناضلت الحركة الكردية جنبا إلى جنب مع القوى والأحزاب الوطنية من أجل الحرية والديمقراطية في بلادنا ولتمتين الوحدة الوطنية لشعبنا السوري .على هذا الطريق خطت الحركة الكردية خطوات واسعة وباتت القضية الكردية قضية وطنية بامتياز وجزءا لا يتجزأ من القضايا العامة في بلادنا ومن الواجب الوطني إيجاد حل ديمقراطي عادل لهذه القضية في إطار حل القضايا والمشاكل العامة في البلاد التي يمكن أن تجد حلها المناسب في ظل ظروف وأوضاع ديمقراطية تسود سوريا ..
وعلى الذين يسيرون وراء الأوهام ويشجعون ثقافة التفرقة العنصرية ،والكراهية القومية ،أن يتخلوا عن أوهامهم ، وأن يعلموا بأن الركض وراء السراب لن يجدي نفعا  ولن يطفئ الظمأ ، وأن أفكارهم العنصرية قد أضحت شيئا من الماضي البغيض ، وأن الشعوب بحاجة اليوم إلى ثقافة التعايش والتعاون بدلا من ثقافة الكراهية والعداء . ومن الواضح أن سياسة الاضطهاد والتمييز القومي التي مارستها الأوساط الشوفينية الحاكمة في سوريا خلال عقود ضد الشعب الكردي جلبت لهم الفقر والبؤس والحرمان ، ولم تجن البلاد أيضاً سوى التخلف ونشر روح الكراهية .
ووقائع التاريخ لا تدلنا على مثال واحد يدل على ان التمييز القومي والتفرقة العنصرية كانت عاملاً للتقدم والازدهار في بلد ٍ ما ، وإنما كانت في جميع الأحوال وبالاً على الشعوب تزرع الحقد والكراهية بين الشعوب ، وتخلف في النهاية التدمير والخراب.

* جريدة نصف شهرية يصدرها الحزب االديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا – العدد (509) اواخر شباط 2008







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=3427