حوار مع الأستاذ عبد الرحمن آلوجي
التاريخ: الأثنين 22 ايار 2006
الموضوع: اخبار


أجرى الحوار: حسين أحمد

في الوقت الذي نشهد فيه وقائع ساخنة على الساحتين الدولية و الإقليمية
وفي الوقت الذي تتحرك فيه الديبلوماسية الكردية على كل صعيد , لتلمس مواقعها, وإدراك دورها ,وفهم المعادلة السياسية , والخروج من كل ذلك بالنصيب المطلوب, لتحقيق مكاسب وبرمجة سياسية واقعية مقتدرة, وفي الوقت الذي تشتد حاجة المجتمع الكردي في كل مكان الى الانعتاق والتحرر, وإبراز الشخصية الكردية والطموح الكردي المشروع , في هذا الوقت الدقيق كان لا بد لنا من تسليط الأضواء على واقع الحركة الكردية وطموحاتها ومواقعها ومواقفها في سوريا,أين تقف؟ وعلى أية أرض تتحرك؟ وما هو المطلوب والملح... في ضوء ذلك كان لنا لقاء مع الكاتب والشاعر والسياسي عبد الرحمن آلوجي عضو المكتب السياسي للبارتي الديمقراتي الكردي في سوريا..

السؤال الأول : من هو عبد الرحمن آلوجي - الإنسان و الرؤية السياسية ؟؟
جواب: لا يمكن  لعبد الرحمن آلوجي أن يحدد معالم شخصيته ورؤيته الفكرية والسياسية إلا من خلال استعراض مكثف وسريع لتركيبته الشخصية ومعالم رؤيته, وما يؤمن به, دون مواربة وشطط أو مبالغة.. إذ أن عبد الرحمن الإنسان يتجلى في شاعريته, ورقة مشاعره, وانطلاقته الإنسانية الرفيعة و الهادئة.. يتوجع للألم الإنساني, و يبوح به و يصوره و يتعمق آهاته واناته, لتنعكس في ألم و معاناة شعبه آثار ذلك في أعماق اغترابه الروحي.. وهو ما عكسه في محطات كثيرة, ولوحات تصويرية ضمت العديد من اللقطات و الآهات و المواجع.. أما رؤيته السياسية فكانت ثمرة معاناة و قهر وتغريب و إقصاء, و دراسة أيضا لواقع أمة كانت ظروفها التاريخية جائرة, وكان واقعها في ظل مواجهات عنصرية دامية أشد إيلاما, مما استوجب أن تتحرك الأقلام والضمائر الكردية لتصطبغ رؤية عبد الرحمن آلوجي السياسية بأثر عميق و بصمات واضحة من تلك الآلام الكبرى و الجراحات المثخنة...

السؤال الثاني : برؤية سياسية كيف يمكن لنا قراءة الواقع السياسي الكردي السوري أمام كل هذه التغيرات الجارية في منطقة الشرق الاوسط و اين هو موقع الكرد من ذلك؟
جواب: لا يمكن عزل الواقع السياسي الكردي في سوريا عن مجمل العملية السياسية و تطوراتها في سوريا و المنطقة و ذلك للترابط الدقيق و العمق الاستراتيجي بعملية التحول الجارية محليا و عالميا لما  للحرب على الإرهاب المنظم و غير المنظم من آثار و تعقيدات على مجمل الأوضاع السياسية و لما نجده من ترابط عميق و جذري بين التحولات الديمقراطية و حقوق الإنسان وعمليات التغيير والتحول الأساسي في الذهنية الإنسانية, وأثر ذلك كله في الإعلام و الفكر والسياسية و الثقافة, بشكل لا يمكن تصور أي فكاك في ذلك الارتباط الجدلي المتنامي, مما يستدعي قراءة واقعية و جادة لموقع الكرد و الحركة التحررية الكردية في المنطقة, بما يجعل القضية الكردية عامة و  في سوريا خاصة جزءً أساسيا من عضوية النسيج السياسي واستحقاقاته وترتيباته الجارية, الامر الذي يجعل من الواقع السياسي الكردي في سوريا في الصميم من القضايا الوطنية والسياسية بجدارة.

السؤال الثالث: الاستاذ عبد الرحمن آلوجي , هل تعتقد ان الدبلوماسية الكردية استطاعت أن تحقق للكرد مكاسب عبر و ثيقة (إعلان دمشق) للمعارضة السورية ؟ أم أنها كانت مجرد إثبات وجود ؟!
جواب: استطاعت الدبلوماسية الكردية خلال السنوات الأخيرة و بجهود جادة و حثيثة ان تنقل وبالتزامن مع أحداث دامية ومثيرة (أحداث 12 آذار) واستشهاد الشيخ (معشوق الخزنوي)  القضية الكردية في سوريا من الواقع الكردي و الوعي الجماهيري إلى الساحة السياسية العربية, لتثبت وطنية هذه القضية ومصداقية توجهها الإنساني الرفيع, ودرجة الحاجة الملحة إلى حلها سلميا و ديمقراطيا لتكون على رأس القضايا الوطنية الملحة و لتأتي وثيقة إعلان دمشق ترجمة عملية لهذه الانتقالة الجادة, على نواقص و علل هذه الوثيقة و عثراتها, لتخرج من إطار إثبات الوجود إلى إطار الاستحقاق الدستوري و القانوني بضرورة طرح مشروع قومي و وطني متكامل, يمثل طموحات الشعب الكردي في سوريا, القائم على أرضه التاريخية, و محاولة توحيد خطابه السياسي وتلبية رؤية شاملة للحركة تخرجها من إطار التوجس والانقسام والتشتت.

السؤال الرابع: من الواضح أن هنا ك تغيرات كبيرة ستجري في منطقة الشرق الأوسط ومن أبرز تداعيات هذا التغير قضيتا الديمقراطية و حقوق الإنسان وضمن هذا السجال, الكل يبحث له عن الخلاص .. برأيك أما آن للكرد أن يتحدوا في المطلب و الرؤى ليتفاعلوا مع مستجدات المرحلة القادمة ؟
جواب: لا شك أن مد التسارع في تداعيات التغيير واستحقاقاته, وجدية المجتمع الدولي ومؤسساته ومنظماته وأنظمته وحكوماته الديمقراطية, في دفع عملية التسارع تستوجب موقفا ورؤية ومطلبا تتوحد فيه الجهود والأدوات والوسائل, بما في ذلك الأطراف والقوى المجتمعية الفاعلة على الساحة, لتنخرط مجمل الأطراف والهيئات  والنخب والطاقات المبدعة, لتتجاوب مع المد المتسارع و تنسجم مع آفاقه و رؤاه ومتطلباته, في كلمة جامعة وخطاب سياسي موحد و رؤية تنظيمية تتسم بالجدية و الجدة, و تلبي طموح الشارع الكردي و تطلعاته وآفاقه ليتناغم الموقف والمطلب مع الرؤية الفكرية و السياسية المتقدمة و المرتسمة في أفق يتسم بالوضوح والشفافية, ومستجدات المرحلة, بما يزيح كل هامشي ومعوق ومهترئ من المواقف الهزيلة و الذاتية غير المنسجمة مع آفاق عمل وطني جاد و ملتزم.

السؤال الخامس: واجهت الاحزاب الكردية منذ تأسيسها عام 1957 و حتى الآن أحداث كثيرة, كان حدث الثاني عشر من آذار الاكثر دموية وإشكالية... لتدفع الحركة الكردية باتجاه التوحد إلى حد كبير.... برأيك هل للأحزاب الكردية أن تنتظر احداثأ كبرى دامية لتوحد صفوفها ؟ أم أنها تنتظر من يوحدها ؟
جواب: لا ريب أن الأحداث الدامية في 12 آذار كانت دافعا قويا لتوحيد صفوف الحركة, و الخروج من حالة الخمود و الركود , و الانطلاق إلى فضاءات رحبة و آفاق لم تكن مرسومة, لتخرج القضية و حركتها من الأفق المحلي الضيق إلى الرؤية العالمية معلنة عن معاناة وتراكمات و احتقانات لم يتصورها العالم المتمدن, الامر الذي ساهم في توحيد الخطاب السياسي الكردي إلى حد كبير و تناسي الخلافات والتورمات و التعقيدات البائسة للوصول إلى قلب الحدث, والانسجام إلى حد ما مع تطلعات الجماهير الكردية الغاضبة, ورسم سياستها و بلورة وتأطير وعيها, و نقل ذلك عبر مواقف و بيانات و تصريحات و توضيحات موحدة, سرعان ما ترجمت على شكل تشكيلات و أطر توحيدية تجلت في وحدات تنظيمية, و أخرى جامعة : (وحدة حزبين في حزب آزادي, وحدة طرفي البارتي بانتظار التوحيد الشامل , تفاهم واضح بين البارتي و حزب يكتي , وصولا إلى الهيئة العامة العليا بين الجبهة و التحالف), و لكن كل ذلك بحاجة إلى مزيد من الجهود التوحيدية, دون ان ننتظر من ياخد بيدنا و يوحد شملنا ويجمع كلمة الأحزاب على صعيد موقف واحد و رؤية مشتركةو دون أن ننسى دور الوطنيين الشرفاء الضاغط و الموجه ,و الادوار الكردستانية التي ينبغي أن تجمع وتوحد, و تبتعد عن أي تاثيرات  جانبية أو محورية, غير التأثير الإيجابي على توحيد الاطر التنظيمية المتقاربة أولا والإطار الجامع المتكامل لمجمل الحركة ثانيا, وتجنب الخوض في المسائل التفصيلية, وتركها في إطار الخطوط والثوابت الكبرى, بما يؤسس لعملية سياسية مثمرة وذات مصداقية وجدوى.

السؤال السادس: برأيك ما الأسباب الحقيقية التي حالت دون إتمام الوحدة بينكم وبين الطرف الآخر للبارتي, على الرغم من المساعي الحثيثة وطنيا وكردستانيا ...؟؟ هل هي أنانية أم تشبث بالكراسي أم استعلاء وعنجهية أم لا مبالاة أم ماذا ؟؟
جواب: إن الحديث عن الوحدة ذو شجون, فهو مؤسف ومؤس معا, كما يحمل منغصات وكروبا وألما حقيقيا, فهو يعيدنا إلى وقائع وذكريات وأحداث الانشقاقات التي اكتوينا بنارها, وتجرعنا مرارتها ,وحاولنا العودة عنها وتحمل نسيان الماضي ونتائجه المروعة, وغسل أوضاره , بطريقة البدء من جديد على الرغم من كل العقبات والعراقيل , وكل محاولات صناع الانشقاقات ليَ وسحق المكاسب إلى الوحدة المرتقبة والتي لاأريد إثارة أي غبار في وجهها حيث تجري محاولات جادة ومنتجة كردستانيا ووطنيا, لا أريد أن أنكأ الجراحات وأثيرتفسيرات وعللا, لئلا تضار عملية الوحدة, مؤكدا على ضرورة كشف الحقائق دون تجريح او طعن في المستقبل في حال إخفاقنا – لاسمح الله – في تحقيق أمنية شعبنا في التوحد , وتخطي الصعاب, والتي سوف تؤول بكل تأكيد إلى عوامل ذاتية مغرقة في الحسابات الحزبية والأنانية الضيقة.

السؤال السابع: في الى ونة الاخيرة قرانا في صحيفتكم (دنكي كرد) ما أسهبتم فيه حول مشروع الوحدة بينكم و بين حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكتي) أين أنتم الآن من هذه اللقاءات؟ وإلى أين وصلت جهودكم في هذا المجال ؟
جواب: إن هذا المشروع الوحدوي يتسم بالهدوء و الاتزان و المواقف العملية و الميدانية في القاعدة التنظيمية للحزبين على مستوى رفيع من التأهل و الإعداد , و اللقاءات على الصعد التنظيمية و الاجتماعية و المواقف السياسية بإشراف مباشر و فعال من لجنة قيادية عليا مشتركة, سوف تلتقي دوريا لترمج و تأطر بعملية التنسيق و تقعيد العلاقات و تطويرها وصولا إلى قواعد مشتركة و رؤىً معمقة تفاديا لأي تلكأ أو تراجع أو انحسار أو فتور في العلاقات, استفادة من التجارب الوحدوية السابقة , والتي نأمل أن تكون تجربة متقدمة و أن تقود إلى عمل ثلاثي يحقق الوحدة الشاملة لقواعد البارتي وأنصاره  جماهيره الملتفة حوله, ترسيخا لنهج قومي ووطني متميز يقود بالضرورة إلى توفير الأرضية المناسبة لوحدة الحركة الكردية في سوريا وفق آلية جديدة ناظمة للعمل السياسي تنفتح على عمل تداولي مستقبلي يعصم منة الانقسامات غير المجدية و الاخرى المسيئة لنصاعة الحركة و نقاءها.

السؤال الثامن: جهودكم الثلاثية في تحقيق الوحدة بين اليسار الكردي و الديمقراطي الكردي السوري و البارتي إلى أين و ما معنى هذا الصمت؟
جواب: كانت جهودنا منضصبة على وضع قواسم عليا مشتركة سياسيا و تنظيميا على قاعدة الاتحاد أولا و التوحد ثانيا , وما حصل كان تقاربا في الرؤية و لا يزال باتجاه تعميق خط وحدوي جامع يؤدي بالضرورة إلى تفاهمات و أسس لمجمل العملية السياسية الكردية في سوريا, بغض النظر عما تحقق و ما لم يتحقق و دون أن يعني ذلك خرقا لأي تقاطع او تقارن و اقتراب على قاعدة الاحترام و منخ الثقة المشترك و أرضية التفاهم لاحقا مع كل أطراف الحركة و بنبذ المتراكم و إضاءة المتشابه و ترسيم الخط إلى الثوابت النضالية العليا لشعبنا الكردي في سوريا وهو ينسجم مع خط وحودي رسمناه لأنفسنا ينبغي أن يوفر الحد المطلوب من الثقة و المصداقية و حسن التعامل مع الحدث بروح رفاقية مسؤولة, وهو ما نأمل تحقيقه.

كلمة أخيرة: آمل أن نكون عامل وحدة و جمع نرتقي من خلال هذا الهدف النبيل إلى فهم أبعاد المرحلة و ضروراتها و المسؤولية التاريخية الملحة و التي تستوجب عملا منظما و فكرا ثاقبا ورؤية شاملة و قراءة صحيحة للواقع, و استشرافا لآفاق المستقبل, و ما للكرد من دور إيجابي إنسانيا ومدنيا و على مستوى الفكر الرفيع و ملامح الثقافة العالمية, بما يحقق الملح و المستوجب لرؤية حضارية شاملة.





أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=322