حوض السمك الكردي
التاريخ: السبت 01 كانون الأول 2007
الموضوع: اخبار



بافي ايمي *

وحدة الخطاب الكردي شيء مهم جدا، أغلبنا متفقين على هذا الرأي, لنا أعداء أكثر من الأصدقاء و هذا واقع لا محال مع الأسف منه، و حتى أن توحد الصف فهذه ليست إلا بالخطوة الأولى نحو الأمام و أضعف الأيمان، لكن لنتفق معا طريق الألف ميل والهدف يبدأ بخطوة.
أي بعد نحن عن تلك الخطوة بعيدين؟
- منقسمون نحن ما بين أربع دول و لا ننسى الخامسة أيضا، لكل دولة منها نظام وحكم مغاير للأخرى، يمارسون شتى الأساليب بحقنا من ظلم و تعذيب و تجويع و تحطيم وتلاشي شعب بكامله، و فيما بينهم كبرى الخلافات و أعقد المشكلات
ولكن ما هو لافت للنظر حينما يتعلق الموضوع بالكرد فكلهم أخوة و رفاق و أصدقاء و ينادون بعضهم يا أخا لم تلده أمي,


- لغتنا الغير موحدة مع الأسف و لهجاتنا المتباينة دون الأتفاق على لغة رسمية واحدة و حرف يجمعنا، حينما تتصل بي جهة رسمية للترجمة باللغة الأم يفضلون أن أستمع إلى الأخ أو الأخت الكردية بالهاتف أولا والسؤال الدائم هل تفهم عليه, عليها ؟؟؟
- الديانة والأعتقاد المختلف من مسلم سني إلى شيعي، و من يزيدي إلى مسيحي و علوي و يهودي, إن نسينا البعض فهذا ليس الموضوع لذا يرجى الأعتذار و تذكيرنا بالمزيد, عفوا حتى شبابنا صاروا يعتنقون اعتقادات جديدة مثل يهودا - يهوفا - و غيرها, و بالطبع كل من قيادات و خلافات هذه الأديان أدخلوا في دمنا و جسمنا اعتباراتهم و قيمهم مثلما يحلو لهم,
- تاريخنا المنسي والذي نفتخر به طبعا أينما كان، لكن لا ننسى فقط نحن الشعب الوحيد أو لنقل الجهة السياسية الرسمية الوحيدة اللتي نعترف به و لا نحرفه كما يحلو لأهوائهم و أهدافهم - نعني الأخرين- لكن كما ذكرنا أية جهة رسمية و طبعا قوية لها رأي في العالم تعترف بهذا التاريخ العريق ؟
- تصوروا في عصر النهضة و العلمانية و التطور الهائل مازلنا نعترف و بشكل ضمني أو علني بالعلاقة العشائرية و أوصولها و كذلك نفضل هذا على ذاك و  هل هذا من أسماك السلمون أم السرطان أم ؟؟ اما أن نكون حضاريين و نأخذ الطريق السليم أو لنبقى قابعين في حوضنا دون خروج,
- انقساماتنا السياسية - صلب الموضوع-  تعدد أحزابنا لما صرنا نشك في العدد الحقيقي لها و كل فترة يلد حزب جديد وباسم مغاير للآخر، فقط اسم , - مع ذكر فضل الحركة الكردية بشكل عام و تاريخها النضالي العريق والعميق، ننحني لها و لشهدائنا من أجلها رؤوسنا- لكن لنطالع أنفسنا جميعا على أهداف كل حزب على حدى و نظامه الداخلي، هل من فرق جوهري بين هذا أو ذاك ؟؟
هذا طبعا في الوطن و في بلاد الغربة طبعا عملناها مودرن و بشكل جديد حضاري حيث سميناها بالجمعيات والمنظمات و الحركات التحررية الثقافية و مئات الأسماء, جلبنا مرضنا معنا و أدمنا في أخذ المهدئات و الأحتفاظ بالأسماء,
نعم هل الأسم هو المهم و الأهم ؟ هل هذا أم ذاك هو الوطني الحقيقي  و الآخر هو الخائن والناسي والبعيد والمصلحجي و و و ,,,؟
ثم تتكاثر الإجتماعات و تنمو النقاشات و تتداول غرف البالتوكات و الدعاية الكبرى للفعاليات والمظاهرات و الإعتصامات, هلا فكرنا بها ما تجلب لنا من أهداف أم أن أهدافنا اقتصرت على من نظم و من شارك و من وقع و من البطل الحقيقي؟ هل بقي جتو بطلنا - جتو بطل أوربا، لاجئنا السياسي- مجموعة حلقات كتبناها لمن يثير اهتمامه نذكر بقرائتها لمن لم يحب الأطلاع عليها في المواقع  الكردية و هي لم تنتهي بعد.
ثم يأتي دور الرأي الشعبي للشعوب اللتي نعيش ما بينها في بلد واحد سواء في الوطن الأم أم في بلاد المهجر و شعوبها، نعم شعوبها اللتي ما تزال تسألنا و هل هناك فرق بين كردي وتركي؟ أليست اللغة الكردية نفسها الفارسية والعربية؟ من هم الكرد ؟ أين يعيشون ؟ سمعت أيضا أن منهم في جنوب أفريقيا ,,,,؟؟ نعم هذه مع الأسف أسئلة الشارع الأوربي أيضا و القلائل جدا منهم من المتطلعين على واقعنا و يعرفوننا و يبدون اهتمامهم بنا.
أليس الأجدر بنا أن نعرفهم علينا، من نحن ؟ من أين جئنا؟ ماهو الفرق بيننا و بين الترك والفرس والعرب والأفريقان ؟
أليست هناك آلاف الطرق والأساليب لذلك؟ موسيقانا, أشعارنا, مطبخنا, أزيائنا, دبكاتنا,  ثقافاتنا, نسائنا الذكيات و مستوى تعليمهن بالمقارنة مع الآخرين وهذه أيضا ليست بنقطة غير مهمة في العالم.
و أين الطريق إلى كل هذا؟ هل نتعلم لغاتهم، عاداتهم، تقاليدهم و نأخذ السليمة منها ؟ أم أن هذا خطر علينا و على تراثنا وحضاراتنا ؟ هل حضاراتنا بهذا الضعف لأن نخاف عليها من مهب الريح أم أن هناك طرق سليمة للأندماج ؟
مقطوعيين عن العالم الخارجي و ملتهين بخلافات و نقاشات بيزنطينة, نتنفس في الحوض بالكاد و منطويين على أنفسنا و نقول هذا قضاء الله و قدره علينا.
هل سنخرج من الحوض يوما ما؟ هل مستعدين لتحمل أعباء السفر والطريق للتعرف على أسماك الأنهار و منها إلى البحار و المحيطات؟ هل سنتخذ الخطوة الأولى نكمل المشوار للوصول إلى أعماق تلك المحيطات.

* مرشد اجتماعي، مترجم، النمسا.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=3068