وضع عسكري عسير... وشرق أوسط جديد في طور الولادة - 2
التاريخ: الأثنين 11 كانون الأول 2023
الموضوع: اخبار



عزالدين ملا

تتحرك معظم الدول الإقليمية والعالمية لوقف حرب إسرائيل وحماس، والجميع يتباكى على سقوط ضحايا مدنيين، وخاصة من الأطفال والنساء، دون وضع النقاط على الحروف وردع المسببين لكل ما يحصل من فوضى ودمار وخراب في منطقة الشرق الأوسط.
والسوريون كانوا ضحايا هكذا حروب، حيث نزح وهجر الملايين، وسقطت مئات الآلاف من المدنيين ضحايا، وأمام أنظار العالم دون أن يكترث لكل الجرائم التي حصلت، وتحصل في سوريا.
التخاذل والنفاق التي يخيّم على العلاقات الدولية، والمصالح هي التي تتحرك وفق رؤى وأهداف دول معينة.


1- كيف ترى العلاقات بين الدول؟ وأين يكمن خلل حدوث الفوضى في السياسات الدولية؟ كيف؟ ولماذا؟
2- هل الحرب في فلسطين ستمتد لزمن طويل كما في سوريا أم سيكون هناك حسم قريب؟ كيف؟ ولماذا؟
3- لماذا لا يتم وضع تعريف متفق عليه بشأن الإرهاب، ووضع رؤية عالمية مشتركة للإرهاب؟
4- كيف تربط ما يحصل في فلسطين والوضع السوري؟ هل هناك مشتركات سياسية يُعتمد عليها لإنهاء معاناة كلا المنطقتين في زمن موحد؟ لماذا؟

النمط الصراعي والعلاقات الدولية
تحدث عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكوردستاني- سوريا، نافع عبدالله لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «قديما لم يكن هناك وجود للدول بالمفهوم الحديث بل كانت هناك مدن ضمن الحضارات القديمة كانت تسمى بدولة المدينة، مثال في عهد السلالات السومرية والأكادية والكوتية….. ، وتم بعد ذلك إنشاء إمبراطوريات تحكمها الأباطرة والملوك والقياصرة، ومن ثم قامت الدول الحديثة ورسم الخرائط والحدود بين الدول منها على أساس قومي ( العرق الواحد واللغة الواحدة والتاريخ المشترك…) ومنها على أساس جغرافي يضم شعوباً مختلفة، ونتيجة ذلك عقدت أول معاهدة في العلاقات الدولية سميت بمعاهدة وست فلاين عام ١٦٤٨ لرسم الحدود بين الدول، وتعرف العلاقات الدولية بانها تفاعلات ثنائية الأوجه أو تفاعلات ذات نمطين، الأول نمط تعاوني والثاني نمط صراعي.
إلا أن النمط الصراعي هو النمط الذي يغلب على العلاقات الدولية بالرغم محاولة الدول اخفائها أو التنكر لتلك الحقيقة. وعلى سبيل المثال، الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وتحويل العالم إلى أقطاب الغربي أو الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والشرقي أو وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي السابق كلها كانت حروباً طويلة الأمد، وكانت الضحايا بالملايين. ومن اجل وضع حد لتلك الحروب والأزمات تم تشكيل هيئات دولية (الأمم المتحدة ومجلس الأمن الجمعية العمومية واليونسكو وغيرها…) ورغم ذلك الصراع لم تنته، وانتجت منظمات إرهابية خطيرة على مستقبل البشرية، وخلقت أو كانت السبب في نشر الفوضى على المستوى العالم، وانهيار الاتحاد السوفييتي كان احد الأسباب في إحداث خلل كبير في التوازن العلاقات الدولية، وخاصة عندما تم الهجوم على البرجين للتجارة العالمية في امريكا، وبقاء العالم يقودها الاحادية القطبية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، وفي ظل الأزمات الإقليمية وما تم تسميتها بالربيع العربي بدأت بعض الدول تنشط، وتنافس امريكا اقتصادياً كالصين، وعسكريًا مثل روسيا وبعض الدول الأخرى مثل تركيا وإيران، والكل يحارب الكل عن طريق وكلائها بشكل غير مباشر بدءاً بسوريا ومن ثم أوكرانيا والآن حرب حماس واسرائيل، والسبب هو السيطرة على مقدرات وثروات الشعوب والحفاظ على مصالحهم الجيوسياسية والاقتصادية في المنطقة والعالم دون مراعاة لحقوق الشعوب المنصوص عليها في العهود والمواثيق الدولية والمطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية. والشعب الكوردي أحد ضحايا هذه الفوضى.
الفوضى ستبقى قائمة مازال هناك عدم اعتراف أو ايجاد حلول حقيقية للقضية الكوردية في الدول الأربع تركيا وسوريا والعراق وإيران، وتقرير مصيرها كما في المواثيق الدولية.
ومن جهة ثانية الفوضى ستبقى تهدد العالم وخاصة الشرق الأوسط مازال هناك تنظيمات أو جماعات إرهابية متشددة مدعومة من بعض الدول الإقليمية المعروفة».
يعتقد عبدالله: «ان هناك أيادي وراء الحرب بين حماس واسرائيل، وهناك من يوجّه أصابع الاتهام نحو إيران الحليف غير المعلن لروسيا من أجل تخفيف الضغوط الأمريكية والأوروبية الداعمة لأوكرانيا ضد روسيا، من هنا يستنتج المراقبون بأن حماس لن تفرج أو تطلق سراح المخطوفين إلا بأمر من الجهات الممولة والداعمة رغم عدم الاعتراف من تلك الجهات عن مسؤولياتها تجاه ما يحدث، واسرائيل لن تقبل بأي حل سياسي أو وقف الحرب كما تدعي إلا بالإفراج عن المخطوفين وانهاء حركة حماس، لذلك كل الدلائل تشير إلى طول أمد الحرب رغم بشاعتها.
حركة حماس خذلها حلفائها بعد هجومها على اسرائيل كانت تعتقد بأن كل من إيران وسوريا وحزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن وغيرهم سوف يفتحون جبهات أخرى، ولكن تراجع الجميع عن مساعدة حماس في غزة. واقتصر الدعم كالدعوة إلى تقديم المساعدات والإعلان عن هدنة إنسانية وعقد جلسة مجلس الأمن للمطالبة بحل الدولتين ووقف الحرب والإفراج عن الأسرى والمختطفين».
يشير عبدالله: «أن هناك أنواعاً للإرهاب ويحتل الارهاب الفكري الصدارة، من هنا لم تتفق الدول بعد على تعريف موحد للإرهاب، حتى القانون الدولي لم يقدم تعريفاً واضحاً لمصطلح الارهاب، والجميع يعرف الارهاب محملاً بدلالات سياسية وأيديولوجية حسب أجنداتهم، إذ يمكن لدولة ان يعتبر منظمة أو شخص إرهابيًا وجهة أخرى تعتبره مدافعًا في سبيل الحرية والديمقراطية، ورغم بذل الجهود والمحاولات من قبل منظمة الأمم المتحدة إلا أن مسألة تعريف الإرهاب في القانون الدولي تعترضها جملة من الصعوبات مردها عدم الاتفاق على مضمونه والاختلاف بشأن وضع رؤية عالمية مشتركة.
في الولايات المتحدة الأمريكية يعرف الإرهاب على أنه استخدام العنف أو التهديد به لخدمة أهداف سياسية أو دينية أو أيديولوجية ويتسبب في حدوث الجرائم ووقوع ضحايا أبرياء ومدنيين من أفراد المجتمع».
يضيف عبدالله: «الوضع في فلسطين يختلف عن الوضع في سوريا، والربط بين ما يحصل في فلسطين والوضع السوري غير ممكن، لا من حيث المبدأ ولا من الناحية السياسية والقانونية.
الشعب الفلسطيني بغض النظر عما قامت به حركة حماس من قتل وخطف بحق الإسرائيليين هو صاحب قضية ويطالب بحل الدولتين وفق القوانين والقرارات الدولية، والرد الاسرائيلي كان قاسياً، استهدف كل شيء وخاصة البنية التحتية ونتيجة ذلك تم تهجير قرابة مليونين نسمة من أهل غزة.
أما في سوريا، فطالب الشعب بالتغيير من خلال رفع شعار الحرية والكرامة، ولولا تخاذل المجتمع الدولي والتدخل السافر من قبل بعض الدول الإقليمية لحماية مصالحهم وتحويل الحراك السلمي إلى مسلح لما وصلنا إلى ما نحن عليه الآن.
واعتقد وجود مشتركات إنسانية أكتر من أنه سياسية، في الحالتين هو الحصار والقتل والتهجير. كما استبعد إنهاء معاناة كلا المنطقتين في زمن موحد، بسبب اختلاف مطالب السوريين عن مطالب الفلسطينيين. تكمن إنهاء الأزمة السورية في تطبيق قرارات مجلس الأمن وخاصة ٢٢٥٤، أما إنهاء معاناة الفلسطينيين تكمن في حل الدولتين».

في شرقنا الاوسطي ليس فوضى انما صراع على الوجود
تحدث المستشار الإعلامي للرئيس مسعود بارزاني، الكاتب والإعلامي الدكتور كفاح محمود لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «تخضع مجمل العلاقات الدولية للمصالح المتبادلة بينهم، ويبقى الاقتصاد العامل الرئيسي لتلك العلاقات حيث تتعلق به بقية المجالات الأمنية والعسكرية والنفوذ.
لا أرى أي فوضى في العلاقات بين الدول حيث تخضع جميعها لصراعات أزلية منذ الحقبة البدائية والمشاعية وحتى يومنا هذا، اساسها الحفاظ على الوجود، واساس الوجود الغذاء، ومن ثم بعد تطور الانسان العمليات الاقتصادية والسياسية وهي في غالبيتها صراعات روتينية تتحكم فيها عدة عوامل اساسها الوجود والاقتصاد. ما نراه في شرقنا الاوسطي ليس فوضى انما صراع على الوجود».
يتابع محمود: «ان هذا النوع من الصراع لا يمكن رسم نهاية له بالخيار العسكري لأنه سيستغرق وقتا لا نهاية له إلا الدمار للطرفين واستنزاف قواهم، ولذلك كان الخيار السلمي هو الأكثر واقعية في خضم ظروف غاية في التعقيد بسبب تشابك المصالح الإقليمية والعالمية، وأساسها كنا ذكرت هو العامل الاقتصادي».
يضيف محمود: «لا يمكن وضع تعريف متفق عليه بين كل الشعوب للإرهاب بسبب اختلاف الثقافات والايديولوجيات، فبينما يرى البعض ان ذهاب مدنيين ضحية لعمل عسكري مبرر عقائدياً لسموّ الهدف كما يؤمن ذلك الطرف، يرى الآخرون انه عمل إجرامي إرهابي.
ولذلك لا نستطيع اعتماد مفهوم مطلق للإرهاب في كل العالم، لكن يمكن ان يكون هناك تعريف بالحد الادنى للأعمال الارهابية، وما يتم تداوله اليوم من شجب وادانة لأفعال المنظمات الدينية المتطرفة من قبل رجال دين ومراجع دينية مهمة يؤكد هذا التعريف الوسطي للإرهاب».
يشير محمود: «أنه رغم وجود خلافات بين القضيتين إلا ان مشتركات متشابهة تجعلهما يخضعان لذات المسطرة في الحلول، حيث تتواجد أراض محتلة في كلا البلدين، وهناك تورط دولي إقليمي في الشأن الداخلي اساسه أيضا العامل الاقتصادي ومناطق النفوذ.
يؤكد محمود: «ان الخيار الوحيد هو الحوار والمفاوضات لإنهاء الاحتلال ودون ذلك ستستمر رحى الصراع الدموي دون تحقيق أي نتائج نهائية ترسم السلام والتعايش بين المكونات».

حرب غزة وحقبة جديدة
تحدث رئيس فيدراسيون منظمات المجتمع المدني، حسن قاسم لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «في يناير كانون الثاني من عام 2006 فازت حركة حماس في الانتخابات التشريعية، وحصدت غالبية المقاعد البرلمانية، وكانت نتائج تلك الانتخابات بمثابة الشرارة لاندلاع الأحداث التي أدت إلى تعميق الخلاف بين حركتي حماس وفتح، ورغم التوصل لاتفاق مكة في فبراير شباط 2007 وتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلا أن الخلافات استمرت وتحولت إلى اشتباكات مسلحة انتهت بسيطرة حماس على كامل قطاع غزة في حزيران من نفس العام، الأمر الذي أزعج اسرائيل التي بدأت بالتفكير بإنشاء منطقة عازلة تفصل مستوطناتها عن قطاع غزة خصوصاً ان حركة حماس انتهجت منذ نشأتها عام 1987 سياسة الكفاح المسلح لتحرير فلسطين ورفضت كافة المشاريع السلمية بين فتح وإسرائيل.
في صيف عام 2022 ترأست إيران اجتماعاً في بيروت ضم كافة أذرعها الميليشاتية (حركة حماس- حزب الله- الحشد الشعبي- حركة الحوثيين) تقرر خلاله نقل العمليات العسكرية إلى داخل إسرائيل لعدة أسباب تخدم السياسة العامة لإيران كتوسيع نفوذها في المنطقة ومحاولة منها لتخفيف العقوبات الدولية عنها، وفرض شروطها على الغرب في الوصول الى اتفاق نووي معهم بعد رحيل ترامب عن البيت الأبيض الذي قرر الانسحاب من هذا الملف في وقت سابق ومحاولة احياء المفاوضات من جديد.
بدأت إيران بتزويد حركة حماس كافة أنواع الأسلحة والمعدات القتالية من صواريخ ومدافع وقاذفات وقنابل وغيرها من الأسلحة الخفيفة والثقيلة إلى جانب الطائرات المسيرة والعمودية ومستشارين وخبراء في التصنيع العسكري، كل هذا أدى إلى بناء ترسانة من الأسلحة لا يستهان بها لدى حركة حماس، وفرت لها جميع المقومات والأسباب من قبيل كسر حصار المستوطنين على قطاع غزة وعنفهم المستمر وتدنيس الأقصى لشن هجوم نوعي على غلاف غزة».
يتابع قاسم: «انطلق الهجوم بشكل مُفاجئ شنته حركة حماس على إسرائيل، بدأ في صباح يوم السبت السابع من أكتوبر بإطلاق ما لا يقل عن 3000 صاروخ من قطاع غزة باتجاه إسرائيل. بالموازاة مع اختراق حوالي 2500 مسلح فلسطيني الحاجز العازل وقيامهم بشنّ هجوم سمي بطوفان الأقصى على البلدات المتاخمة للقطاع، حيث سيطروا على عددٍ من المواقع العسكريّة، وخاضوا اشتباكاتٍ عنيفة في المستوطنات كما أسروا عددًا من الجنود واقتادوهم لغَزَّة فضلًا عن اغتنامِ مجموعةٍ من الآليّات العسكريّة الإسرائيليَّة. أدى الهجوم إلى مقتل ما لا يقل عن 1400 اسرائيلي بما في ذلك 260 شخصًاً في مهرجان للرقص، فيما بدأت اسرائيل في شن هجمات انتقامية قبل أن تعلن حرب السيوف الحديدية رسميًا على حماس في اليوم التالي. مازالت الحرب مستمرّة.. وعدد القتلى في ارتفاع ونزوح أكثر من نصف سكان القطاع إلى الداخل، وخلفت دماراً كبيراً، وقضت على معظم البنية التحتية في القطاع».
يضيف قاسم: «أن الولايات المتحدة الأمريكية أدانت في بيان مشترك مع كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا عملية طوفان الأقصى أكدت فيه عن حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها، ويجب دعمها بالأسلحة والذخائر اللازمة، وذلك لكبح جماح حركة حماس كحركة ارهابية وطردها نهائيا من قطاع غزة، فضلا عن إدانة 44 دولة أخرى من مختلف انحاء العالم لهجوم حماس.
إيران وأذرعها الميليشاتية حاولت النأي بنفسها عن الهجوم الذي شنته حماس وأكتفت بتصريحات نارية، تراجعت عنها فيما بعد وأبقت حماس لوحدها تخوض غمار المعارك، فضلا عن بعض المناوشات التي لا ترتقى إلى مستوى قوة الحدث وأهميته بين حزب الله والحوثي من جهة واسرائيل من جهة ثانية انما هي لذر الرماد في العيون.
اسرائيل من جهتها ترفض أيّة دعوات من المجتمع الدولي بوقف الحرب حتى يتحقق هدفها القديم الجديد وهو تقسيم قطاع غزة إلى شطرين وتهجير أهلها إلى سيناء المصرية وغور الأردن، وارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين العزل وإرهابهم».
يشير قاسم: «حرب غزة أعلنت عن حقبة جديدة لوضع يتسم بالمزيد من التعقيد والتوتر في العلاقات الدولية تعقبه تحولات وتطورات هامة في رسم خرائط جديدة تتحكم فيها دول مراكز القرار بحيث تنسجم مع مخططاتها وتراعي مصالحها الحيوية وتزيد من نفوذها».
يعتقد قاسم: «ان منطقتنا لن تنعم بالاستقرار إلا باستقلال جميع الشعوب المضطهدة (بفتح الهاء) وحل قضاياها العادلة حلا جذريًا ونيل حريتها كالشعبين الكوردي والفلسطيني على وجه الخصوص».

تحدث السياسي، صلاح بيرو لصحيفة «كوردستان»، بالقول: «ان العلاقات بين الدول على الاراضي الجمهورية السورية أصبحت حديث الكتاب والسياسيين، يتداولونها من جميع جوانبها خاصة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والجانب الأهم في هذه العلاقات واجمعوا الجميع بأنه لا يمكن حدوث أي اصطدام مسلح، ربما هناك تخوف لاشتعال حرب عبر الحلفاء على الأراضي السورية الذي تسبب في تزايد عدد المهاجرين، ناهيكم عن التشرد والخراب والدمار وشظف العيش، وإن الاتفاقات الدولية من وراء الكواليس تسبب في زيادة الفوضى في السياسات الدولية لاستقدام كل دولة حلفائهم إلى أماكن التوتر لبسط نفوذهم والاستحواذ على منابع النفط والاماكن الاستراتيجية الأخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر العلاقات الروسية الأمريكية أدت إلى تقاسم الثروة ومناطق نفوذ، ونتيجة لهذه العلاقات جهودهم جارية لوقف هذا السيل من المتدفق من المهاجرين والمُهجّرين قصراً من مناطق النزاع إلى مناطق أكثر اماناً».
يتابع بيرو: «كان واضحاً ومنذ البداية ان الخيارات المطروحة امام القوات الإسرائيلية بدعم أمريكي ومعها الدول الغربية كبريطانيا وألمانيا صعوبة القضاء على حركة حماس المدعوم إيرانياً مثلها مثل العديد من الميليشيات والكتائب المسلحة في سوريا. والجدير ذكره تحاول القوات المسلحة الإسرائيلية المدعومة أمريكياً بتهجير سكان قطاع غزة وهدم الانفاق حتى تنتهي من مهمة القضاء على حركة حماس.
إقدام الجيش الإسرائيلي على التوغُّل البري في قطاع غزة، يدركون صعوبة العملية البرية بسبب الكثافة السكانية، وان خروج سكان غزة يقطع أمل العودة إليها ثانية، ولهذا يسعى الدول المعنية بفتح ممرات إنسانية آمنة إلى صحراء سيناء.
ربما ستشهد هذه الساحة تداعيات لفتح جبهات حرب جديدة ولاسيما من طرف حزب الله، هذا ما أكده أمينه العام حسن نصرالله بأنه لن يسمح بهزيمة حماس، ولا يمكن إسقاط هذه الحالة على الحالة السورية لتواجد العديد من الفصائل المسلحة المدعومين من روسيا وتركيا وإيران وأمريكا، قد يكون لإيران اليد الطولى في إحداث هذه الفصائل».
يعتقد بيرو: «انه يمكن الربط بين ما يحدث في فلسطين والوضع في سوريا من خلال منابع الدعم والتمويل اللوجستي لكونهما من صنيعة الارهاب المتمثل بإيران الإسلامي والراعية للإرهاب، ومن مشتركات التي تجمعهم الدعم الإيراني اللامحدود لحركة حماس والنظام السوري من خلال حزب الله اللبناني والحشد الشعبي الإيراني في العراق وتوليهم بالحفاظ على ممرات ترويج المخدرات عبر الأراضي السورية إلى حزب الله في الجنوب اللبناني وكذلك الفصائل المتطرفة في سورية ودول الجوار».







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=29674