شـهر العسـل الكـوردي، الى متى؟ الى أين؟
التاريخ: الجمعة 02 تشرين الثاني 2007
الموضوع: اخبار



ديـــار ســـليمان

تفاجـأ الكـورد بتسونامي الحقـد و الكراهيـة الغير مـبرر والذي ضـرب كوردستان من كل حـدب و صـوب وخلـق نوعآ من الفوضى والإرباك فإنشغل الجميع و كل حسب إمكاناته في التصـدي لهـذه الأمـواج العاتية التي لم تعـط الفرصة لاحـد لالتقـاط الأنفـاس و التساؤل عن أسـباب تفجـر الأزمـة الحاليـة و تداعياتها و ترتيب أولويات البيت الكوردي بعيـدآ عن ردود الأفعـال التي سـيطرت على البعض. فقد كانت العملية العسكرية الأخيرة ل ب. ك. ك. ضد الجيش التركي كالشرارة التي أشعلت برميل البارود وفتحت أكياس الشـرور و ذهبت بالأزمـة الى حافات خطـيرة لم يتوقعها أو يرغب فيها أحـد سوى هؤلاء الذين كانوا بانتظـار مثل هذه الحادثة لركـوب موجـة التطـرف بشكليه الديني و القومي و توجيهها الى حيث الشعب الكوردي الآمـن لتصفية حسابات مريضـة غير موجودة سوى في ارصدتهم


لذلك لم تصمد الدفاعات التي اعدها البعض على عجـل أمام هذا الهجـوم الشرس، لكونها قد إقتصـرت على مخاطبة الـذات مع محاولات خجـولة هنا وهناك  لشرح الموقف الكوردي.
و رغم أن البعض كان يتغنى ليل نهار بفتوحاته في معارك الأخوة العربيةـ الكوردية و بكسب التعاطف مع القضية الكوردية في محيطها، و بعبدالناصر صديق الكورد، فقد سمعت مثلآ المواطن المصري ضياء مرسي في اتصاله مع قناة (المستقلة) يقول بأنه لن يفرط بحبة تراب من شمال العراق العربي و بتمنياته بأن يكون قائدآ للجيش التركي لكي يدخل شمال العراق ليلقي القبض على الطالباني و البارزاني و يؤدب الأكـراد... هذا عدا عن العزف على النغمة ذاتهاعلى مدى الأربع و العشرين ساعة يوميآ بصورة تدفع الى التيقن بأننا نعاني فشلآ ذريعآ في شرح قضيتنا و كسب الأصدقاء لها.
وإذا كانت الأمـة الكوردية لم تتفق بشـأن أسـباب الأزمة الأخيرة فلقد وجـدت نفسها نتيجـة الخطر المحـدق محشـورة سواء بارادتها أو رغمـآ عنها في المربع نفسه، و لكن ليس من الواضح الى متى بقـاؤها فيه، و لذلك فالمسألـة بحاجة الى دراسـة الآليات التي دفعتها للألتقـاء حيث هي و هو ما يعتبره البعض رغم ظروف اللقاء بشرى خير، و كذلك الأسـباب التي من الممـكن ان تجنبها مغادرة حالة الوحـدة هذه و التي  بلغت أقـوى درجاتها مع تجنيبها المخاطر القائمة، و ذلك لا يكـون إلا بتوحيـد مرجعية القـرار الكردي ووضعـه في أيادي أمينـة، ولست أذهب بعيـدآ عن الحقيقة إذا قلت أن المؤسسـة الأجـدر بحمـل مثـل هذه الأمانـة هي برلمـان كوردسـتان بأعتباره يمثل جميـع أطياف الشعب الكوردستاني و يعتبر بالتالي و بشكل ما ممـثلآ شـرعيآ للأمـة الكـوردية و مرجعية لها، فلقـد عفى الزمـن على تلك الحالات التي كانت تعتبر فيها القرارات المصيرية للأمة أو لجزء منها من الأمـلاك الشخصية لأحـدهم، حيث كان يعلـن حروبه أو حروب الآخرين و يوجه سـلاحه الى حيث تشـاء أهوائـه أو مصالح الآخرين و كأنه يمـارس إحدى إلعاب التسلية، التي كان حصادها مـرآ شهدنا نتائجه و لا زلنا نعاني منها. وهنا يجب التفريق بين القضايـا المصيرية للأمة التي ينبغي الألتفاف حولها و الدفاع عنها و بين اهداف مشبوهة قـام البعض بفرضها عليها ولا تخـدم سوى اجنـدات معادية رغم أنها لا تعنينـا في شـئ  و ينبغـي تركها لأصحابها، و في الحقيقة فـأني لا أجد نفسي  معنيـآ (بالجمهورية الديمقراطية) التي  يدعو حزب العمال الكوردستاني الى تحقيقها في تركيا كهدف استراتيجي له، لا بل يقاتل من أجلها الى حد المغامرة بالقضية الكوردية بمجملها في سبيلها، و لأن هذه المغامرة و ليس تلك الجمهورية تمسني في الصميم فأني أجد من الأفضل ترك أمـر هذه الأخـيرة للأحـزاب التركية التي أختارت صناديق الانتخاب وسيلة لذلك، لأن الوسيلة الأخرى و كما هو واضح  يمكن أن تعرض القضية الكوردية في مكان آخر من كوردستان الى أخطـار جديـة، فقضية الديمقراطية في تركيا ليست قضيتي الكبرى وليست من أولوياتي لا من قريب و لا من بعيد، و هي ليست من الأهمية بمكـان حتى تتحـول كوردستان بسببها الى رهينـة واقعـة تحت رحمـة العسكرتاريا التركية التي تستخدم هذا الحزب كحصـان طـراودة للدخـول الى أراضي اقليم كوردستان و حـرق منجـزات شعب كوردستان التي دفع ثمنها دمـآ و دموعآ، و بالنتيجة فاذا لم تكن قضية الديمقراطية في تركيا تستحق إشعال الحروب لأجلها فان قضية بناء كوردستان تستحق من هذا الحزب أن يضع سـلاحه جانبـآ في هذه الظروف الاستثنائية. نعم تجربة أقليم كوردستان هي المستهدفة، و لكن يجب الا تتحـول أية مجموعة كوردستانية الى وسيلة لتقويـض هذه التجربة، و يجب عمـلآ بمبدأ سـد الذرائع الألـتزام بقرارات حكومة كوردستان المنبثقة عن برلمان كوردستان، ونـزع الحـجج التي يستند إليها الأعـداء و ليس القيام بخطـوات غير محسوبة في الهـواء قد تجر الدمـار على التجربة.

 02.10.2007







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2898