رسالة مفتوحة إلى الأحزاب الكردية
التاريخ: الخميس 18 ايار 2006
الموضوع: اخبار


بقلم: Falcon

في ظل حالة الفوضى  التي لم تتضح معالمها و توجهاتها الراهنة والمستقبلية بعد نجد لكل مرحلة ميزاتها...... وميزة هذه المرحلة التي نعيشها تكاد تكون الحلقة
الأضعف بما هو ظاهر على الساحة نجد بأن إدراك والبحث عن الشكل الذي يضمن الوحدة وقوة الكلمة الكردية السياسية والبحث عن الإستراتجية في الوقت ذاته ... نجد أنفسنا ضعفاء أمام الحالة الراهنة نعتقد بأنها المرحلة الأكثر حساسة والحرجة بالنسبة للكرد وللأحزاب السياسية جمعاء حيث تحتوي في طياتها إمكانيات التطور الأعظم وكذلك المخاطر الجدية بشكل متشابك ومتدخل تمر بها منطقة الشرق الأوسط من الفوضى والصراعات المحتدمة تحت خفاية والاعيب سياسية محترفة والتي تقع كردستان في مركز هذه الصراعات والتناقضات الدائرة وأمام هذه المرحلة العصيبة نجد بأن حركتنا السياسية ما تزال تعاند وتقاوم تجاه الأوضاع القائمة من السياسات الإمحاء و الإنكار للقومية الكردية وللوجود الكردي فأمام مفهوم نضال الشعوب المنطقة ومحولة النفاد من حالة الفوضى بتطوير أنظمتها الديموقراطية تحت ضغط خارجي أو إصلاح إرادياً .....


نرى بأن الأحزاب السياسية الكردية بمختلف اتجاهاتها مازالت تعاني من الانعدام البنية التحتية و الإستراتجية السياسية أو بالمعنى الأصح المرجعية الكردية.
وفي ظل النظام السياسي المتسلط الهجين بالإشتركية السوفياتية والصقل بالرأسمالية البرجوازية الصغيرة وأتباعها السياسة الإمحاء والتهميش للمعارضة الداخلية
والمناداة بالحزب الواحد والقائد الواحد.
يطرح عدة أسئلة لتترك في النهاية بدون أجوبة أو حلول فمنذ أوائل ميلاد لهوية الكردية مع تأسيس( الحزب الديموقراطي الكردستاني –السوري) عام (1957)وفي ظل مواصلة نضال أبنائها والمثقفون المتنورين بمدى الكفاح السياسي وتحقيق لكرامته عبر وسائل النضال السياسي والثقافي.... نجد في الجانب الأخر بداية جذور الانشقاق في الحزب ونشأت أكثر من حزب وتيار بمختلف الاتجاهات  والذي أدى إلى الكثير من التعقيد والى خلق حالة من الفوضى والى فقدان الأمل أحياناً.
وهذا برهان واضح على مدى ضعف البنية التحتية والأرضية التي قامت عليها تلك الأحزاب ونستطيع أن نقول أيضا بمدى سلبية سيطرة الذهنية العشائرية والإقطاعية و النزعة القومية الإصلاحية  المشبعة بالفكر القومي على الاحزب والتنظيمات التي شكلت  وكذلك دور الشخصيات وأعضاء المكاتب السياسية بحسب نزواتهم الشخصية  دون النظرية الاستراتيجية والاديولوجية لسياسة الحزب .
في وصف الواقع الحركة السياسية عبر تاريخها الطويل حتى يومنا الراهن شهد العديد من التيارات والاتجاهات منها القوة الحزبية التي استندت الى أرادة الجماهير .واتجاهات أخرى استندت الى السلطة العشائرية والعائلية الموجودة في الواقع  الكردي  وبرأينا لا يستطيع احد إنكار ذلك ............
وهذا ما هو إلا نتاج الواقع الفكري والعقائدي والاثني  ومدى تأثر الدين بالدولة والحزب في المجتمع الكردي ومنطقة الشرق الأوسط منذ القدم.
وعبر المناقشات والأراء السياسية المتداولة لبعض الكوادر والأعضاء الحزبية والطلاب الجامعين المنظمين بمختلف الاتجاهات وضعونا أمام نفس الموقف الذي كنا نتناوله ونناقشه أيام الحرب الباردة والصراع الدائر بين المعسكر الشرقي والغربي.... وفقاً لما تضمنه المناقشات بالاختلاف والإنطوائية لكل منهم الى حزبه السياسي وشخصية المكتب السياسي ومعاكسات وغالباً ما تضمنه من شتائم وانتقادات غير مبررة وموالاة وتقديس لدور  القائد أو سكرتير الحزب المنتمي إليه نفس الموقف الذي يعيشه الوضع العربي الراهن في العراق (من سنة وشيعة) أو التكوين العرقي أو المذهب الديني .
ووفقاً لهذا النمط العقائدي و الإيديولوجية الطائفية الحزبية .... يطرح سؤالاً أخر.
هل سيجلب هذا التوجه والفكر السياسي الحل الأمثل للشعب الكردي ....نحن ندرك بأنه وفقاً لهذا الفكر العقائدي لن يجلب معها أية حلول للمشاكل المتواجدة فأن لم تقم بالإصلاحات وبنيان الصياغة المرجعية السياسية وبنيان الأحزاب أدارياً وسياسياً على أسس ديموقراطية لن تحقق أية حلول باتة.
فعند قراءة تاريخ الثورات والأحزاب والتيارات في الشرق الأوسط ففي منطقة كردستان نجد بأن أغلبها بات فيها الشعب يختصر بالدولة والدولة بالحزب والحزب بالقيادة والقيادة بشخصية الرئيس وعائلته ضمان لأستمرارها ومهمين عليها وجعله المقدس الراهب.
وحقيقة نجد بعض الأحزاب الكردية تقسم كردستان جغرافياً واجتماعيا تحت انطواء وموالاة حزبية فأين سيكون الخلاص..........؟؟؟؟؟؟
وللتغلب على هذه الإيديولوجية الحزبية الأثنية ....ينبغي منح الإرادة والفكر الحر للفرد والمواطن الكردي وإعطائه حق تقرير المصير ..... سنجده دوماً عند تحليل شخصية الفرد الكردي متجه الى فطرته القومية الواحدة وهو الكردستانية وهذا ما وجدناه بصورة واضحة وجلية بكل أبعاده في انتفاضة القامشلو....(عام2004)
في الآونة الأخيرة وجدنا عدة محاولات للتقرب من أطراف مدنية وكذلك حزبية من نظرية المرجعية الكردية أو الإطار الوحدوي .
وكانت هذه المساعي حميدة ومشرفة لها الأبعاد السياسية والتاريخية والمستقبلية. فأمام أية حركة أو ثورة كردية قامت في السابق كان العائق الأول والأخير في عدم
نجاحها هي وقوفها وحيدة في الساحة النضالية .
يا سادة أعضاء المكاتب السياسية للأحزاب والحركة الكردية أين  يتجه سفينة حركتنا السياسية ؟؟
وكم من التيارات مستقبلا ؟؟
الفكرة كما هي رائدة........... بتعدد هذه الأحزاب  وعصبية أعضائها وتمجيد دور القائد المقدس  سنجد من الصعب جدا صهرها في بوتقة واحدة وإضفاء الصفة الأوحد على سياستها في المستقبل معها لن نجد اعترافا حتى  بهوية الشعب الكردي وثقافته وجغرافية كردستان ونعتقد يا سادة السياسيون الكرد بأننا سوف يجدر بنا في الحقبة المستقبلية بان نفكر كيف نحمي المجمع الكردي في عدم وقوعها في الحرب والخلافات الأهلية والتي نجدها الآن بشكل  واضح في التكوينية الطائفية العرقية و السياسية العربية في العراق .
وليكن في الحسبان أمام الواقع المتردي لن تستطيعوا من وقف هذا التجاوز والتفرقة الحزبية آنذاك .....والتي هي بالمحصلة نتاج السياسات الخفية للسلطات المهيمنة
والتي دامت من العهود الإسلامية حتى الوقت الراهن  على رأس نظامها الهرمي وهيكلها المهيمن المعيق الدائم للديموقراطية والمساواة الاجتماعية والحقوق المشروعة في المنطقة و كردستان بالأخص
متى الحل يا سادة الأفاضل......؟؟






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=286