الطّلاق وآثاره النّفسية على المرأة
التاريخ: الأثنين 15 ايار 2006
الموضوع: اخبار


بقلم: نارين عمر

لن أتحدّثَ عن الطّلاق من النّاحية القانونية ولا الاجتماعية ولا حتى الأخلاقية بل سأحاولُ ملامسته من ناحيةٍ أخرى ينساها المجتمعُ أو يتناساها ويتجاهلها عمداً وهي النّاحية النّفسية.
بمجرّدِ حصولِ الانفصال بين الزّوجين تنشأ خلافاتٌ حادة بين طرفي النقيض(أهل الزّوج وأهل الزّوجة) تتعلقُ بالمهر والجهاز والحلي  والأولاد والنَفَقةو....و...).
بالطّبع كلّ طرفٍ يحاولُ إثبات صدق أقواله وبطلان أقوال الطّرف الآخر واالمجتمعُ بدوره يؤيّدُ هذا الطّرف ويزجرُ الطّرف الآخر قد توصلهم خلافاتهم إلى المحاكم أو غيرها.


ولكن كم من البشر يتوقّفُ ولو للحظات على الحالة النّفسية المنهارة التي تدخلُ في معمعانها هذه المسكينة ومنذ اللحظة الأولى من إصابتها بآفة الطلاق تلك اللحظة التي تفقدها كرامتها وكيانها وجزءاً كبيراً من أنوثتها التي طالما تعتزّ بها وتحافظُ عليها.
قبل أن أتابعَ حديثي أودّ التوقفَ عند لفظة الزّواج وفروعه وأيضاً بعيداً عن/التّعريف القانوني والتّشريعي/له.
/الزّواج/ وبحسبِ كلّ الأعراف السّماوية والدّنيوية يكمنُ سرّه في كونه علاقة إنسانية مقدّسة تربطُ بين بشرين عاقلين وتساهمُ في اندماج قلبيهما ونفسيهما اندماجاً روحانياً مقدّساً ليساهما معاً في بناء صرح الإنسانية الذي يعدّ أسمى وأنبل صرح يُبنى منذ بدء الخليقة الأوّل وحتى يومنا هذا وما بعده أيضاً.
(بيت الزّوجية) كما يُسمّى, تعتبره المرأة عرينها المنتظر المفعم بالحنان والأمان والاستقرارتعلقُ عليه آمالاً وأحلاماً سلبتها وأفقدتها نوم ليالي الفصول بطولها وقصرها. ترى فيه عرشها الذي تتربّعُ عليه بدون منافس ومنذ اليوم الأوّل من امتلاكها له تعصرُ كلّ خلايا جسدها ونفسها وقلبها لتقطرَ جميعها رشفات حبّ ووفاءٍ وحنان لزوجها أوّلاً وأولادها إنْ كان لها نصيبٌ معهم.
بعد سنواتٍ من الكرّ والفرّ لتحسين وضع الأسرة المادي والمعنوي والأخلاقي تجدُ نفسها وبقدرةِ قرارٍ من الزّوج الذي لايُشقّ له رأي ولا قرار فاقدةً العرش مسلوبة الكيان والرّأي والوجود بعدما سلبتها سرعة الأيّام نضارة الشّباب.
ومهما تعدّدت أسباب الطّلاق ودواعيه فالحقّ يكونُ مع الرّجل وضدّ المرأة بل يعدّونها السّبب المباشر في تفكيكِ الأسرة لأنّ عليها تحمّل كلّ تصرّفات الزّوج وأهله كيفما كانت لأنّه رجل وهي امرأة.
إذا قلبنا الآية فكانت المرأة ولأسبابٍ ما هي التي تملّ الحياة مع زوجها حتى وإن كان يضمرُ لها الحبّ والودّ وطلبت الانفصال والطّلاق لأنّها بدأتْ تحسّ بنوعٍ من الفتور النّفسي تجاهه.كيف سيتقبّل المجتمع هذه الفكرة ؟هل هناك امرأة تفكر وحتى لمجرّد الافتراض بمثل هذا التّفكير؟ لا...لأنّها تعرفُ مسبقاً أنّ قنابل اللوم والعتاب وقلة الحياء والحشمة ستتهافتُ عليها من كلّ الاتجاهات. كيف لا وهي التي تحاولُ تلويث سمعة الأهل والأسرة وتغيير قانون الحياة والكون.
السّؤال الذي يطرحُ نفسه وبقوّة إزاء مثل هذه المواقف هو:
متى سيُنظر للمرأة على أنّها كائنٌ من روح وجسد لها مشاعر وأحاسيس هي قوت يومها وزادها الذي لاتستطيع العيش بدونهما؟ على الرّغم من أنّ نسائم التّغيير تهب علينا ونستقبلها برحابة صدرٍ وابتهاج في الكثير من الأوقات.








أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=275