مآلات تركيا الأردوغانية
التاريخ: الجمعة 09 تشرين الاول 2020
الموضوع: اخبار



تجمع الملاحظين: كاوار خضر

توالي فوز الإسلاميين الأتراك بالسلطة في تركيا الكمالية وإقصائهم بانقلابات عسكرية دعتهم إلى إدراك إمكانية الاحتفاظ بالسلطة. وما حدث لهم فيما بعد أن انشق طيب رجب أردوغان عن ولي نعمته نجم الدين أرباكان الذي كان رصينا في خطواته، متأنيا في تصرفاته، وحكيما في قراراته... حسب أتباعه؛ أما أردوغان متسرع، يحب الظهور، غير آبه بالأتيكيتات، ولا يخجل إن أخل في المواقف. لكنه يحسن استغلال الظروف، وأحيانا بوقاحة فجة. ربما يحسبه البعض على السياسيين، فهو لا ينتمي إليهم، إلا أنه يستغل الظروف، ويحالفه الحظ في كثير من الأحيان.


تبين منذ قصفه الباهر لقوات النظام بطائراته المسمى بالبيرقدار، ومن ثم في ليبيا، وقنابله الإلكترونية في شرقي بحر المتوسط في مواجهة فرنسا وإسرائيل ويونان، وأخيرا أسلحته الحربية في ناغورني قره باغ، فسحت له مساحة في المحافل الدولية، وباتت الدول تحسب له الكثير من الحسابات، التي لم تكن قبل فترة وجيزة بذي بال! إن كان هذه حقيقة يكون الرجل قد تجاوز حاجز الضعف، أما إذا كان ذلك من قبل من وراء الستار سينهار قريبا، وسيذهب إلى متحف التاريخ بسمعة سيئة، كما كان الحال لمن سبقه من هذه الشاكلة.
هذا البروز الفجائي خلق لدينا تساؤلات وتساؤلات. هل كان هذا الرجل يعمل في الخفاء إلا أن اجتاز عتبة الضعف في التصنيع الحربي الدفاعي، وبادر إلى إظهار نفسه للعالم كشخصية مهمة؟ أم أن أطرافا دولية وراءه؛ وما هو سوى واجهة تنفذ ما تأتيه التعليمات من وراء الستار؟ البحث والتنقيب في هذا مهم جدا لنا نحن الكرد. وبدون معرفتنا لما جرى له للوصول إلى هذه المرتبة نرتكب خطأ سنندم عليه في مستقبل الأيام؟
إن كان حقا قد اقتنى هذه التقنية الحربية المدشنة لعهد جديد في الحروب، وتأفل عهد الحروب التقليدية، علينا نحن الكرد أيضا أن ننتقل إلى عهد غير عهدنا هذا، لنجابهه، وإلا إن كان بإمكاننا رؤية قفانا من دون وسيلة، حينها سنكون قادرين على تحرير كردستان. وتوصيف أردوغان بالمجرم والمبطش والقاتل والدكتاتور... لن يهيأنا لنيل حقنا. وإلهاؤنا بهذه المقالات المخدرة، سينحو بنا نحو مصير أسوأ بكثير من مصير هنود الحمر. 
يترجاكم تجمعنا بالكف عن هذه المخدرات والمضيعات للوقت، والتحول إلى الجد والجدية في تطوير ذاتنا للارتقاء بوعي شعبنا ليكون قادرا على تحرير أرضه. إن لم نفعل هذا لن ترحمنا الأجيال القادمة، ولن يذكرونا إلا بالسوء؟ إذا كان هذا يرضينا لنداوم على ما نحن عليه.
rawendkurd3@gmail.com







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=26867