شتَّان بين الثُّرَيَّـا (أهل الإصْلاح) والثَّـرَى (أهل الهَلاك).؟
التاريخ: الأربعاء 04 كانون الأول 2019
الموضوع: اخبار



خليل مصطفى 

 قال الله تعالى: ( إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شيئاً ولكنَّ النَّاسَ أنفُسَهُمْ يظْلِمُونَ. يونس/آية 44). كلمة النَّاس لفظ يُفيد العمُوم قد يَرِدُ عامَّاً يُرَادُ به العمُوم وقد يَرِدُ عامَّاً يُرَادُ به الخصُوص. لأنَّ للنَّاس (بني آدم) ثلاثةُ أنواع: مُسلِمٌ (مُؤمِنٌ) وكافِرٌ (مُشرِكٌ) ومُنافِقٌ (مُسلم بلسانه وكافر بقلبه).  أوَّلاًــ النَّاسُ في الماضي (عهد الرَّسُول ﷺ وصحابته والتَّابعين):  نبيُّ الله ورسولهُ محمد ﷺ أشرف الخلق كان (في حياته) رءوفاً رحيماً شفوقاً مع عامَّة النَّاس (بني آدم). فلذا مالت قٌلٌوبُ المُؤمنين إلى النَّبيِّ الشَّفيعِ في يوم المحشر.


 وعليه قال (المُؤرِّخون):
 1ــ في السنة الـ 2 لبعثة النَّبي ﷺ وفد إلى مكَّة 12 رجُلاً مِنْ يثرب، بايعوا النَّبي على الإسلام (عند العقبة). فبعث معهُم الصَّحابي مُصعب بن عُمير (سفيراً ومُعلِّماً) يُقرِئَهُم القُرآن ويُبصِّرَهُم بعلوم الدِّين. ثُمَّ في السِّنة التالية جاء إليه (في مكَّة) 70 رجُلاً وامْرأَتان، وبعد مُبايعتهُ (عند العقبة) دعُوهُ إلى الانتقال إليهم (في يثرب).
 2ــ بتوجيه نبيُّ الله ورسولهُ محمد ﷺ بدأ المُسلِمُون يُغادرون مكَّة (سِرَّاً) إلى يثرب، ثُمَّ تبعهُم ﷺ إليها وسمَّاها المدينة، فبنى المسجد وآخى بين المُسلِمين المُهاجرين والأنصار (أهل المدينة)، وأقام الدَّولة الإسلامية وجعل المدينة أوَّل عاصمة لها.
 3ــ نبيُّ الله ورسولهُ محمد ﷺ وضع دستوراً للمدينة (كونه حاكم الدَّولة الإسلامية) وقَّع عليه يهودُ المدينة، وأبرم ﷺ معاهدات مع القبائل المُشركة (القاطنة حول المدينة)، وبقي قسمٌ من أهل المدينة على شركهم (دُون أن يُجْبِر أحداً على الإسلام). بل أنهُم دخلوا الإسلام طوعاً في السنة الـ 5 للهجرة.
 4ــ النَّاس من أهلُ الطَّائف (المُشركين) جهَّزوا جيشاً من رجالهم واصطحبُوا نساءهُم وأولادهُم وأموالهُم لقتال رسُول الله محمد ﷺ والمُسلِمين (في حنين)، فهزمهُم ﷺ وغنِمَ أموالهُم وسبى نساءهُم وأولادهُم. وحين جاؤوا إلى الرَّسُول ﷺ مُستشفعين أطلق النساء والأولاد وكساهُم وبرَّهُم، والنَّبي ﷺ بذلكَ أنهى كُلَّ حقد، فدخل النَّاس في دين الله (الإسلام) أفواجاً.
 5ــ نبيُّ الله ورسولهُ محمد ﷺ خلال 10 سنوات من مواجهاته مع المُشركين (في 27 غزوة غزاها و 27 سرية بعثها)، قُتِلَ 440 رجُلاً مِنَ النَّاس (بني آدم/ المُسلِمين والمُشركين).
 ثانياًــ النَّاسُ في الحاضِر (المُسلِمُون المُعاصِرون) يقول (المُؤمن العاقل):
 1ــ قال سيدنا علي (عليه السَّلام): (النَّاسُ كالشَّـجَرِ شَرابُهُ واحِدٌ وثَمَرُهُ مُخْتَلِفٌ.). وأضاف قائلاً: (ارْضَ للنَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لِنَفْسِكَ تكُنْ مُسْلِمَاً.). وعليه فإنَّ النَّاسُ (بني آدم) أحرارٌ... ولكن لا يجوزُ لأحدٍ (منهُم) أن يضْرِبَ كِتاب الله (ما ورد في القرآن) بعضَهُ بِبَعض (يأخُذُ ما يشاء ويتْرُكُ ما يشاء).؟
 2ــ شتَّان بين النَّاس (المُسلِمين) في عهد النَّبي ﷺ وصحابته والتَّابعين وبين النَّاس (المُسلِمين) في عهد الدَّواعش ومُرتزِقةُ أردوغان.؟
 3ــ شتَّان بين أهل الإصلاح (النَّبي ﷺ وصحابته والتَّابعين) وبين أهل الهلاك (دواعش ومرتزقة أردوغان)، الفَـارِقُ بينهُمَا كالفَـارِقِ بيْنَ الثُّرَيَّـا والثَّرَى.؟   
الأربعاء 4/12/2019 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=25712