لواء المنتصر بقلمه: إبراهيم محمود، عن بسالاته، وعنا جميعاً
التاريخ: الجمعة 01 تشرين الثاني 2019
الموضوع: اخبار



إبراهيم اليوسف
 
يفاجئنا إبراهيم محمود، منذ بداية الحرب التركية صحبة ميلشيات المرتزقة "المعارضة"، ومع كل صباح جديد،  وحتى الآن، بمقال، أو اثنين، ولربما ثلاثة أو أربعة مقالات، منها ما هو نتاج رؤاه، ومنها ما هو من ترجماته عن الفرنسية  في إطار تجنيده لقلمه في مواجهة المحتل التركي، وكل من في ركبه، في مواجهة حرب قوى الشر التي يقودها في هذه الجبهة بالوكالة غير القانونية المدعو رجب طيب أردوغان، طاغية تركيا. أحد رموز الإجرام في التاريخ المعاصر، وأحد قادة الجينوسايد ضد وجود الشعب الكردي، خارج حدود ما سمي على أنه: الجمهورية التركية،


وفي هذا " أوراق اعتماد" كاملة لترشيحه، بجدارة، لمحكمة التاريخ، ولأية محكمة دولية  لتطالب بمحاكمته، بعيداً عن سطوات تواقيع وقوة أي من القوى المتحكمة بالأسرة الدولية، وأولها: أمريكا الترامبية، وثانيها روسيا البوتينية التي جعلت من تراب سوريا، ودماء السوريين، منصة، لتسترد فحولة قوتها كدولة عظمى، مندثرة، بعد تواطؤات: أوباومية- ترامبية، إذ راحت  تتحرك من نقطة بدء: الخفية والخجل، إلى نقطة صفر العلن، وما بعدها، من وقاحة، عندما تأكدت أن العالم برمته مستمتع بهدر دماء السوريين، وأن خط أوباما الأحمر تم اختراقه، كما خط أردوغان المخادع الذي جذب بالإعلان الكاذب عنه بعض السذج من السوريين، ليتم استغلال بؤس أحوالهم، وحاجاتهم، ويتسول بسجلات أعدادهم الوهمية: الثلاثة ملايين والستمئة ألف لاجئ سوري، وهو رقم كاذب، وأتحدى – كشخص- تركيا قيادة ومؤسسات أن تقدم  للعالم مثل هذا الرقم العياني من السوريين على أنه عدد المقيمين فعلياً  في تركيا. إنها أرقام يشبه لغة أعداد الذين طالما كانوا موجودين-اسمياً أو رقمياً- في بعض قطعات الجيش السوري، أو بعض دوائرسوريا، نتيجة الفساد، ليقبض عنهم: الضباط والمسؤولون استحقاقتهم.
لا اريد أن أستطرد بعيداً، كما تمَّ، بعد هذه الإضاءة على مقتضى الحال، وواقع الحال، أو المآل، تحت نير الغزو الطوراني، ومن في ركبه من مرتزقة ميليشات الفصائل السورية الذين بلغت قائمتها العشرات من دكاكين الدم. دكاكين المافيا. دكاكين التكسب، وأمام عيني لا وطنيي قيادة- الائتلاف- من الأخوان، وسواهم من السوريين الذين باعوا سوريا، منذ تشكل هذه المؤسسة- القابضة- وباتت أكبر معين لتغول الدكتاتور بشار الأسد، واستئساده، حتى أكثر من أبيه، وهو ما حدث نتيجة أمرين: تخاذل الأخوان المسلمين أمام إملاءات سفاح تركيا، وتغلغل بعثيي الأمس- ومن يشبههم- في مركز القرار في الائتلاف وواجهات المعارضة، ممن لا يختلفون عن/مع  النظام ورأسه سوى على كرسي الحكم، ماعدا قلة قليلة إما بقيت في الائتلاف لتحافظ على موقفها، أو تغادره، بالرغم من أن من غادروه- صنفان- أحدهما لأنه كان مسلوب القرار والمكاسب، وذلك بعد موات الائتلاف، أو نتيجة موقف مبدئي وطني، وهو موقف قلة جد قليلة، من المعروفين بأسمائهم..!
وأنا أتوقف عند مايقدمه لنا إبراهيم محمود، في موقع" ولاتي مه"، آخر القلاع الإلكترونية الكردية التي نتعامل معها، فإنه لابد من أن أذكر أن لا كردي، إلا وقلبه على أهله، ويتصرف أمام هذا الحريق الذي يجهز على أخضرنا، وإن كان لنا أصدقاؤنا في العالم، وفي الوطن ممن لم يتم تلويث ضميرهم بكربون الإعلام الجينوسايدي ضد الكرد، إلى أن غدونا كما هو الحال أمام أسطورة حرق النبي إبراهيم، إذ كان هناك من يؤدي دور: السحلاة ومنهم من يؤدي دور الضَّبِّ. إذ ثمة من يريد إطفاء النار، وثمة من يريد النفخ فيها.
حقيقة، ثمة تداع لافت، لنصرة شعبنا. قضيتنا، كل بطريقته، وأعني هنا من هم خارج ميدان الحرب/ المواجهة المباشرة بأشكالها، وتحديداً: الكتابة/ الموقف، لاسيما من قبل كل من لديه: حساب فيسبوكي، أو أحد منابر التواصل الاجتماعي ليقول كلمته، وثمة جيل جديد من شبابنا ممن يظهرون عبر الفضائيات، إلى جانب من سبق وأن ظهروا وواجهوا ثقافات محاولات محونا كشعب، مدفوعين بكم هائل من أدوات إقناعهم و فضحهم لمن قدموا على أنهم محللون سياسيون وماهم إلا محللو دم الكرد-غالباً- ماعدا وجوهاً معروفة بنظافة أيديها وضمائرها، إلا أن مايلاحظ وها نحن ندخل حرم الأسبوع الرابع من دمنا، وتهجيرنا، وتراجيديانا، في ذيل سنة 2019، أننا نكاد لا نجد ما يرتقي إلى مستوى هذه المؤامرة من لدن كثيرين ممن يعول عليهم، في هذا المقام، خارج وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الوسائل التي لم يحصل إبراهيم محمود على إقامته فيها بعد، لأسبابه، لأن ما يبث عبر هذه الوسائل إنما يمحى- إلا ما ندر- في تلاطم أمواج المساهمات، لاسيما إن هناك من بين هؤلاء، وبداعي الوفاء لإنسانهم، راحوا يسيئون لجوهر القضية، بل إن هناك من يتعمَّد الإساءة، نتيجة خريطة تخندقاته، وهو أمر آخر، لطالما طرحته في مواقع ومحطات أخرى.
إبراهيم محمود الذي وصفته يوماً ما بأنه يساهم في تحريك الساحة الراكدة بأصبع واحد، يستخدمها أثناء تنضيده، على كمبيوتره، ما يقدمه لنا يومياً، من كتابات مختلفة، مؤتلفة. هو بروحه الكتابية هذه معجزة، حقاً، إذ أن المقالات الثلاث أو الأربع التي يكتبها ويترجمها- يومياً في أكثر المرات- ليست على حساب مشروعه الكتابي الاستراتيجي، وهو: إنتاج كتاب كل شهرين، أو حتى كل شهر، ومن بين هذه الكتب: ثلاثيات تتجاوز الألف صفحة، وبلغة باحث أمين، وقارىء، لا يقصر في واجباته الاجتماعية، ولا البيتية، ولا القرائية، بالرغم مما أعرفه عنه من وضعين جد صعبين: أحدهما صحي و ثانيهما تفاصيل ضيق ذات اليد.
 
مادعاني أن أكتب عن صديقي إبراهيم محمود- بالرغم من اختلافنا في بعض الأمور أحياناً- أنه يكتب بروح مقاتل في هذا الامتحان الجديد ضد: أهله. مكانه. بيته. مكتبته. ذكرياته. وجوده، إذ بزَّنا ، الآن، جميعاً، في أجزاء كردستان،  و ليس من أحد من بيننا ككتاب  قدم مثل هذا الكمّ  الوفير الوازن من الكتابات- المدونة- وإن كانت متابعاتنا جميعاً- وأنا من بينهم- لا تتوقف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، في مواجهة أعدائنا. بلى، أعدائنا، لكن جهد إبراهيم لمختلف عن جهود أحدنا، وإن كنت لا أشكك بغيرة أحد البتة، إذ لا أريد أن أتصور وجود أحد لديه- الاستعداد- لتعلم التركية لمواصلة حياته بطمأنينة، تحت أي علم كان سوى علمه، فلا مانع لديه، وهو ما أقوله بالرغم من صدمتي بالحضور الفاعل الضئيل من لدن بعضنا، في معمعان هذه المواجهة، لأسباب تخصهم، وذلك حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي نفسها، وإن كان هناك من يعملون بوتائر وجدانية حماسية، في حرب الأعداء المزدوجة: العسكرية والإعلامية. التركية منها، وماهو سوري منها، بأسف، وخجل عنها..!
من هنا، فإن إبراهيم ليس مقاتلاً *فحسب، عبر منصة مدونته، وإنما هو لواء، بل جيش عرمرم، جند نفسه في خدمة أهله، بعد أن وقعت الواقعة- المخشى منها- أو بعد أن تمت الوقيعة، خارج إرادتنا جميعاً، بالرغم من أن كاتباً- بحجمه- ليس في كردستان، وليس في العالم العربي، ولا عالمياً، إلا ندرة من أمثاله ممن قدموا كماً كبيراً من المنجز الكتابي، في مجالات متعددة، وليس له أي منبر يكتب فيه، بعد غزو إعلام النفط من قبل كتائب من المرتزقة- الذين سأكتب عنهم قريباً- بل وعدم وجود منبر كردستاني بحجم الحرب علينا، وهو ما أراه من صميم اهتمامات حكومة الإقليم التي نراها عنواناً مقاوماً معترفاً به لنا، ولكم كنت أتمنى أن يكون حتى ل- ب ي د- مثل هذا الإعلام المستقل، وأعني هنا: فضائية كردية بالعربية والإنكليزية- في أقل تقدير- وصحيفة كردستانية كبرى- بالعربية والإنكليزية، وحتى موقعاً إلكترونياً بمواصفات جاذبة لحملة الأقلام عربياً وكردستانياً وعالمياً.
أما في ما يتعلق بموقع "ولاتي مه"، الذي سنحاول تكريمه - إن شاء الله- كاتحاد عام للكتاب والصحفيين الكرد، في عيد الصحافة الكردية - المقبل- نظراً لدوره الكبير الذي يلعبه، ومهنيته، فهو الحاضن لما يكتبه إبراهيم محمود، في الوقت الذي تنغلق في وجهه وفي وجوهنا جميعاً المنابر المؤدلجة لأننا أصحاب موقف، وتتم محاربتنا، ولعل الحرب الكبرى علينا، تمت وتتم منذ مرحلة ما بعد غزو سري كانيي2012، ومروراً بمحطات الموقف من االميليشيات التكفيرية الراديكالية القومجية الإسلاموية، وفي مطلعها: النصرة وداعش وشبيهاتهما ما بعد القاعدية والتي يعمل قسم منها تحت اسم" ميليشيا": الجيش الوطني، وداعميها، لاسيما من  قبل طاغية تركيا و صبي قطر، وما خفي من الأمر أعظم، وأوسخ..!
 
*بعد انتهائي من كتابة المقال حاولت أن أكتبه بعنوان: إبراهيم محمود مقاتلاً، إلا أنني تذكرت مقالاً للكاتب إبراهيم محمود عني في ولاتي مه، مادعاني لتغييره..!







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=25535