مانيفستو ابن المكان انتبهوا: ثمة قنبلة موقوتة في انتظار الانفجار.. إلى روح الشهيدة هفرين خلف الأكثر سورية
التاريخ: الأثنين 14 تشرين الاول 2019
الموضوع: اخبار



إبراهيم اليوسف
 
إنه لمن الخطأ الكبير، أن يتوهم أحد بأن الأحوال في المناطق الكردية في سوريا، قد آلت إلى النظام السوري، و لابد من وضع نقطة انتهاء، لنبدأ من أول السطر، أو لنعود إلى النص ماقبل الماضي، فهي قراءة ساذجة لمقتضى الحال، لأن حرب السنوات الثماني التي لما تزل مستمرة، لم تضع أثقالها بعد، بل تركت ما يشبه أجزاء القنبلة في مكاننا هذا، فبالإضافة إلى وجود احتلالات مختلفة: روسيا-أمريكا- تركيا، ناهيك عن: إيران،  فإن هناك  مخلفات جد خطيرة، كما الأقطاب المتنافرة كهربائياً، والتي لا يحتاج صعقها إلا الضغط على كبسة زر، أو التماس، وذلك بسبب فتح باب الاحتمالات مفتوحاً، بل بسبب استحضار أدوات الحرب المتناقضة، من قبل النظام، أو نتيجة سياساته، 


وغدا هناك الراديكاليون، بتدرجاتهم المتراوحة بين: قاتل عادي، وداعشي، ممن تم جلبهم من وراء الحدود، ناهيك عن تنامي قوة النظام، ولو النسبي، بالإضافة إلى وجود عشرات الآلاف من مقاتلي"قسد" وسواهم ممن هم تابعون للإدارة الذاتية، أو لنقل: قسد، مسايرة، ومن دون أن ننسى الكم الهائل من الأسلحة المستجلبة حتى من لدن الناس البسطاء، بسبب مخلفات الحرب، هذا من جهة، بالإضافة إلى حضور الأجنبي، بشكله الرمزي، أو الحقيقي، الذي يؤثر في أطراف المعادلة، من جهة أخرى.
هذه اللوحة، حتى وإن حاولت-هنا- تناولها- في شكلها، البسيط،  توصيفاً، إلا أنها في حقيقتها، تشكل إطار قنبلة عظمى، تكفي لتدميرالمكان، ولعل هناك من تقتضي مصلحته ضربها جميعها ببعضها بعضاً، سواء من داخل الحدود، أو من خارجها، بل إن مصلحة- المحتل الأجنبي- تستدعي الاستسراع في تأجيج المكونات ضد بعضها بعضاً، حتى وإن راحت تعقد مؤتمرات مصالحاتية، ناهيك عن أن سياسة النظام، على مدى السنوات الماضية تاسست على تأجيج الصراع بين مكونات المكان، في انتظار هذه اللحظة التاريخية التي تواطأت جهات دولية عديدة، كي تحققها، وهو تحقيق لإعادة تأهيل النظام.
وإذا كان النظام السوري قد حكم البلد عقوداً، فإن ثمانية سنوات من الحرب التي خاضتها قوات ب ي د، منحتها من الخبرة مايكفي لتظل جسماً فاعلاً في المعادلة، ويمكنها أن تستفيد من تجربتها الماضية، من خلال قطع الارتباط مع قنديل، والعودة كطرف كردي، لايمكن له أن يستكمل أوراق مشروعيته إلا بلحمته، وتماهيه مع الطرف الكردي الآخر، الذي استبعد خلال الفترة الماضية، وله حضوره التاريخي، والرمزي، لدى كرد سوريا، وكان إقصاؤه له أحد أسباب انهياره!
مكونات المكان التي لطالما استطاعت التغلب على التحديات، وعدم الانصياع لأصوات بث الفتنة، وإشعال شراراته،  غدت الآن أمام مهمة قصوى لترتيب البيت الداخلي، عبر التأسيس لتفاهمات مكانية، بعيدة عن سطوة أي مؤثر، بما فيها: النظام التي تركها في لحظة مفصلية حرجة أمام قدرها، والاخطار المحدقة بها، للحفاظ على كرسيه، وهو ما يدعو للتعالي على الجراحات، وعدم السماح للأصوات التي تريد غرق المركبة، تحت سطوات الراديكاليين، أو تركيا، أو حتى النعرات الضيقة، لأن التأسيس لمكان يكون لكل شركائه حضورهم، عسى أن نضمد جراحاتنا، لهو خيرمن استكمال مخطط الإبادة الذاتية، أو التبايد الذاتي.
لابد من الحوار "البيني" ومن دون استعلاء أحد على أحد
فثمة قنبلة موقوتة  في انتظارالانفجار
قنبلة قد تنفجر بنا جميعاً  حتى بسبب اللاحوار
مثقفونا هناك
سياسيونا هناك
أهلنا الصامتون
أهلنا الغيارى
ومن كل المكونات
عليكم بخلق المبادرات بوعي عال
كونوا عوناً لتعزيز خطاب التعايش
يداً بيد
ولنضع معاً نقطة أخيرة في آخر السطر
ولنبدأ معاً  من أول سطر، في أول صفحة جديدة من كتاب الوطن
من هنا، يبدأ وطن يؤسسه جميعنا، على ضوء إرث مجيد.إرث ماقبل لوثات القتلة والدخلاء، بكل أشكالهم، ولغاتهم، وأسلحتهم..!







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=25372