أنا مستعد دائماً للقيام بما يقع على عاتقي
التاريخ: الأثنين 27 اب 2007
الموضوع: اخبار



 لَمْ يَبْدَأ بَعْد تنفيذ عُقُوُبَةَ الحُجْرَةِ الانْفِرَادِيةْ، حيث كنت قد اعترضت بعريضة من خمسة صفحات، عبرّت فيها لمحكمة العقوبات المثقّلة بأن قرار العقوبة هذا قرار إداري وسياسي. كما أبلغتهم وجوب صدور قرار هذه العقوبة من قاضي التنفيذ، وليس من إدارة السجن. يجب على محاميَّ أيضاً الاعتراض على هذه العقوبة. لم يأتِ بعد الرد على طلبي، ولا أعرف فيما إذا كان سيتم تنفيذ الحكم أم لا.


أتابع المرحلة السياسية، وسأقوم ببعض التقييمات. حسب متابعتي للجريدة، هناك بعض المواضيع التي تنشر عني. هناك تقييمات حول توجيهي لحِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي. أنا أقوم بكشف أفكاري فقط. يتم الحديث عن سياسة المُهَرِّجين التي تطرقت لها حول حزب المجتمع الديمقراطي، رغم أنني لم أقل ذلك تماماً، ربما انعكس للإعلام بشكل خاطئ. يبدو أن (محمد متينر) * كتب عني مقالة، عليَّ أن استخدم حقي في الرد على مثل هذه المقالات.
الأصح يجب ممارسة سياسة سليمة. هل يعتبرونني طفلاً!! كان يتعامل بعض من حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي أيضاً معي بهذه المعاملة. كانوا يعاملونني معاملة الشيخ، أو يضعونني مكانَ الطِفْل. لستُ طِفلاً ولا شيخاً، أنا هويةٌ، ولي دورٌ هامٌ في الحياةِ السياسيةِ الفعّالة. أملك القوُّة، ولي طموحاتي السياسية. لا أحد مجبرٌ على قبولي، وحتى المُحامينَ ليسوا مضطرين للقدوم إليّ. ألا يأتون بأنفسهم..؟ تَعي الدولة دوري وقوتي السياسية، ولها حسابات على ذلك. لماذا يتم الحديث عن "إيمرالي" و"سياسة إيمرالي"؟! هاهم يسجّلون أفكاري جملةً جملةً. تستفيد الدولة من آرائي على مدى 24 ساعة، وتقوم بالرد السياسي عليها بشكل يومي، لكن، لا حزب العمال الكردستاني، ولا أولئك الَّـذِيِنَ يقومون بالسياسة الرسمية العلنية يفهمونني. يقولون عن أفكاري أنها غامِضةٌ. هذا غير صحيح، فأنا أقوم بإبداع وصياغة المشاريع منذ اليوم الذي أتيت فيه إلى هذا المكان، وأطرح مقترحات ملموسة منذ 9 سنوات.
لا يجوز أن تكون مسألة توجيهي لطرف ما أو إصداري الأوامر لأحد موضوع نقاش، فقد تطرقت لذلك في مرافعتي الأخيرة. أُفصحُ عن آرائي كمواطن سياسيٍ عادي، وأملك الحق في ذلك. إني أملك شخصية سياسية، وبالطبع سأقوم بالتطرق للقضايا السياسية، وسأعبر عن آرائي السياسية. أنا صاحب دور سياسي، وقد وضحت ذلك في الصفحات الخمسة الأخيرة من عريضة الاعتراض. وضحت الأمر قبل ذلك بشكل مفصّل في اعتراض مؤلف من 124 صفحة. أنا معتقل سياسي، وقضيتي سياسية، وسـأقول الحقائق دائماً دون أن أتحفظ من أي أمر، ولن أخاف من شيء. هذا هو مبرر بقائي حيّاً هنا ضمن هذه الظروف. قرأتُ الريبورتاج مع آلتان تان * في جريدة (حرييت) حيث عبَّر هو الآخر عن آرائه حول نتائج الانتخابات الأخيرة وحِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي.
يقال أنهم يحاولون تخفيض الضغط الذي يرتفع في هذه المرحلة. هل يكون تخفيض التوتر بهذا الشكل! يجب ممارسة السياسة بمبدئية وكرامة. لا تمارس السياسة دون الحصول على مقابل. إنك لا تستطيع التحدث بلغتك بشكل سليم، ولا تعليم أطفالك لغتهم. كيف يُفّكِّر (بخجلي) حول هذه المسألة، وبشكل عام حول القضية الكردية؟ هل يمتلك سياسة لأجل الحل، أم أنهم يصرّون في الإنكار! ما هي آراء بخجلي بهذا الصدد؟ هل تم الحديث؟ إذا كان يقوم بإنكارك، فعلى أي أساس ستقوم بالحوار معه؟ هل يمكن أن تعانق عقلية تقوم على إنكار وجودك؟ وأين ستبقى كرامتك؟ وماذا سيحصل بجهود هذا الشعب وكل المعاناة التي خاضها!! يجب أن تمارس السياسة بشكل مشرّف.
لا أقصد ألا يتم التفاهم والمصافحة، ولكن الأسس التي سيتم عليها ذلك هامة للغاية. إذا تم إظهار إرادة قوية بصدد الحل، وإذا تواجد الصدق، فتجوز المصافحة والمعانقة. أنا أيضاً قمتُ بمصافحة الَّـذِيِنَ حقّقوا معي هنا. هذا ليس بالأمر المعيب. تصافحنا لصدقهم وقناعتهم بوجوب حل هذه القضية، وتعبيرهم عن استعدادهم للقيام بما بوسعهم. لأجل ذلك، ولتواجد الاحترام المتبادل. فأنا لا أعطي مُصْطَفَىْ كَـمَال مثالاً دون سبب، فقد اتَّفَقَ وتصافح مع الكرد منذ بداية تأسيس الجمهورية، وقد قام بتقبيل يد مشايخ الكرد حين استدعت الحاجة. كان بالإمكان تحضير بروتوكول مسبق قبل القَسَمْ، والإدلاء بتصريح للشعب بصدده. كان بالإمكان التطرق إلى الظروف التي سيتم فيها القَسَمْ.
حسناً، هذا القَسَمْ ضرورة دستورية، ويجب النطق به. ولكن ليس صحيحاً قبول كل شيء اعتيادياً. إن عدم أخذ كل جهود ومساعي هذا الشعب بعين الاعتبار ليس أخلاقياً. كان يمكن القول: "ندلي نحن البرلمانيون الكرد والأتراك الديمقراطيون بهذا القسم لأجل حل القضية الكردية، وتجاوز الْمُمَارَسَاْت العنصرية في تركيا، وتحقيق وحدة وأخوة مشرّفة"، وبعدها كان بالإمكان العمل كديمقراطيين أتراك. ويمكن القول بعد ذلك "نحن ديمقراطيون كرد". كان عليهم أخذ البرلمانيين الكرد في المجلس الأول مثالاً لهم على أقل تقدير. هم أيضاً أقسَموا في البرلمان  سنة 1920. هذه نقطة هامة؛ فهم أقسموا على إنقاذ وتحرير الوطن معاً من براثن الاستعمار باسم العيش الحر المشترك. يجب دراسة البرلمان والدستور والظروف في تلك الحقبة. يمكن قبول قَسَمٍ من هذا الشكل. إذا كان بخجلي صادقاً، ويرى المخاطر التي تواجه تركيا، ويرى السياسات الانفصالية والتناقصية التي جلبتها الـْرَأْسمَالية العالمية إلى الشرق الأوسط، كذلك إذا كان يرى ما آل إليه الحال في العراق، وإذا كان وطنياً بالفعل كما يدعي، ومستعداً للاعتراف بهويتنا عوضاً من سياسات الإنكار، إذا كان مستعداًً بالفعل  لتحقيق معانقة 1920؛ فسيتم حينها تحقيق معانقة ومصافحة حقيقيّة. يمكن أن تُصبِح تركيا ديمقراطيةً وقوية، وتتحول إلى موديل  مثالي. يعتقدون بضرورة أخذ الرأسمالية العالمية بعين الاعتبار، والعيش معاً في ظل العولمة. لا أوافق هذا الرأي بتاتاً. سيستمر نضالي ضد الـْرَأْسمَالية العالمية دائماً. لست مجبراً على قبول هذه السياسات، فلست – كما يقال عني في الآونة الأخيرة – صاحب مفهوم ديمقراطي ليبرالي. لقد أفصحت عن أفكاري في المرافعات، إنه مفهوم الْدِيمُقْرَاطِيَّة المشاعية (الكومونية). مكشوف ما آلت إليه الإنسانية بسبب الفردية الفظة والليبرالية.
لو أتينا إلى مسألة حيازة حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي للأسلحة، فلا علاقة لـه بذلك. كما لا علاقة له بـ"حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي". فهو حزب سياسي يمارس السياسة لحل القضية الكردية بالسبل السلمية، ويسعى للقيام بوساطة مع حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي في سَبـِيـِل الحل، وحتى مدى مقدرتهم على القيام بذلك موضوعُ نقاشٍ.
وضّحْتُ في مرافعتي الأخيرة: وكأن تركيا لا تملك خيارات أخرى، وتضطر للوقوف وجهاً للوجه أمام خيارين اثنين مُلِحَيْن؛ أحدهما ممارسة حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ للإسلام المعتدل بتلقي الدعم من الـْرَأْسمَالية العالمية. من جانب آخر سياسات الإنكار التي تفرضها الجبهة القَوْمِيّة العنصرية. يتركون الشعب دون خيارات. يجب طرح الخيارات على الشعب. لم يقم حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي بإفشال هذا المخطط، ولم يقنع الناس بوجود خيار آخر. حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ، الذي قام بتجويع الشعب في ديار بكر والمنطقة، أحوجهم للإدلاء بأصواتهم لصالحه. هذه السياسات لا أخلاقية وليست صائبة. من الواضح أنهم يقومون بتأديب الشعب عبر التجويع، ومن ثم يسعون لشرائه بالقروض الصغيرة والسبل الأخرى. كتبتْ الصحافة عن ذلك: "استغل حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ  في هذه الانتخابات الدعم الذي يتلقاه من الـْرَأْسمَالية العالمية حتى النهاية، حيث قام بالدعم التمويني والغذائي في ديار بكر والمنطقة".
إن بيع الناس أصواتهم مقابل الفائدة المادية ليس سلوكاً مشرِّفاً. لن يعيش الناس جائعين بحجة الكرامة، لكن لا يمكن العيش دون كرامة. ربما لا يصحُّ اتهام شعب المنطقة، فهم مغدورون لدرجةٍ قُصوى، ويتم تركهم جائعين بشكل مقصود ومُخطَّط. والإنسان الجائع يقوم بعمل كل شيء. بالأصل لستُ ضد المساعدة، وإذا كان الناس جائعين، فيجب إشباعهم، وتقديم العون لهم. ولكن، لماذا لم يقم حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي بتوعية الجماهير وتنبيههم وإيقاظهم.
تُساند الـْرَأْسمَالية العالمية حِزْبَ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ. هذا صحيح، ولكن ذلك لا يعني أن حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي لم يكن بمقدوره عملُ شيءٍ ماْ. كان بمقدورهم تنظيمٌ النشاطاتِ والفعالياتِ والحَمَلاتِ لِجَمْعِ التبرعاتِ للمحتاجين. لماذا لا يعملون؟ ألا يقومون بأي شيء؟ ألا يَجِدونَ عملاً ما ضمن كل هذه المشاكل؟ هل يقومون بمشاهدة الوضع فقط ضمن كل سياسات التجويع هذه والأضرار التي تلحق بالبيئة الطبيعية وتفشي البطالة؟! ماذا فعلوا في الوقت الذي عمل فيه حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ بالدرجة القصوى؟ حتى إنهم لا يتخذون من الحزب الاجتماعي الديمقراطي مثالاً لهم، فقد قام هذا الحزب بتأسيس مدرسة سياسية لتدريب كوادرهم بادئ ذي بدء. أما أنا، فقد بذلت كل جهودي في سبيل ذلك، واقترحتُ تأْسيسَ الكثيرِ من المدارس السياسيةِ مُنْذُ 8 - 9 سنوات. فهل تمَّ افتتاحُ ولو واحدةٍ منها؟ ألا يمكنني إِفْهَامَكٌمْ؟ تطرّقْتٌ لأمور مشابِهةٍ في الأسبوع الماضي. ألا تقومون بما يقع على عاتقكم بالشكلِ المطلوب؟ ألا تعكسون آرائي بالشكلِ الكافي للصحافة والجماهير؟ سانَدتْ القِوَىْ الْدِيمُقْرَاطِيَّة الثورية واليسارية في إيران الخميني  قبل الثورة الإسلامية. وبعد انتصار الثورة قام بقتل وإنهاء أغلب هؤلاء. وحصلت أحداث مشابهة في الجزائر أيضاً. أنا من أصول حركة الشباب الثوريين "DEV-GENC" * وأتبنى هذا الإرث. حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ يقوم بتصفية حسابات 1920، وقد ساندهم  العسكر أيضاً. لا أقصد جميعهم. الإسلام المُعْتدل مشروعٌ مَدْعومْ من قبل الـْرَأْسمَالية العالمية، إنه ليس سهلاً. لأي حالٍ أوصلوا حزب الشعب الجمهوري!!. حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي سهل بالنسبة لهم، ولقمة صغيرة. إن استمر حزب الشعب الجمهوري في سياساته القوموية العنصرية، فستبقى نسبة أصواته في الانتخابات القادمة تحت حد الـ10%. لقد انتهى هذا الحزب، وإذا كانت القَوْموِيّة ستتصاعدُ في تركيا، فسيكون ذلك على يد حزب الشعب القومي.
أنتم لا تفهمونني. إن أردتم يمكنكم الذهاب إلى المعنيين والحديث معهم. تحدثوا لهم مطوّلاً. يوجد محامون من هيئة الدفاع عني من بين البرلمانيين الجدد. هناك آيسل، لقد أتوا كثيراً إلى هنا. ألا يفهمونني أبداً؟ لماذا وصلت الأمور إلى هذا الحالْ؟ إنّ فهمي يعني النضال. ألا يعمل هؤلاء أبداً؟ هل حصلت كل هذه الأحداث عن فراغ؟ يجب ألا يُسْنِدَ أحدٌ ظهره لي. على هؤلاء العمل ليلَ نهارٍ، وأن يجتمعوا حتى الصباح ليناقشوا حولَ سُبُلِ حلِّ مشاكلِ هذا الشعبِ. يجب ألا يكونوا منقطعين عن مسائل الشعب. عليهم أن يكونوا ضمن الشعب بشكلٍ دائمٍ. ماذا يفعل هؤلاء!.
هناك ما أقولُهٌ للنساءِ أيضاً. أنا مقاتلٌ في سَبـِيـِل حريةِ المَرأة. أنا أُصُوليٌ في هذا الموضوع. المَرْأةُ هَامَّةٌ بالنسبة لي، وقد أوليتُ أهميةَ الآلِهةِ لِلِمرأةِ. معروفةٌ تحليلاتي بِصَدَدِ المرأةِ. هناك برلمانياتنا أيضاً. يجب أن يعملْنَ ما يقع على عاتقهنَّ. فليهتممن بمشاكل النساء. بالطبع يجب أن يكنَّّ برلمانيات، وعليهن التطبيق الصحيح عبر فهمي الصحيح. الأهَّمُ هو أنه عليهن العمل. كما أن بعضاً من إداريِّي حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي تعرَّضوا للمحاكمةِ بِسببِ مدْحِي وتلفظهم لاسمي. أعتقدُ أنَّ بعض النُوّاب أيضاً تلقّوَا عقوباتٍ بالسجن لِعِدّةِ سَنَواتٍ لهذا السبب. لا حَاجةَ لِذلِكْ. فَلْيتعاملوا معي معاملةَ سُجَناءِ الحُجْرَةِ الانفرادية من طراز (F)*. ما من شيء لدي مميز عن رفاقي السُجَناء الآخرين. فليفعلوا لي ما يفعلونه لأجل السجناء الآخرين.
الممثلية هامة. الإمكانات، الخِبرة، الاستيعاب، الالتزام، التَضْحِية، والميِّزات الأخرى هامة. ولكن، حتى الراعي في الجبل يملك حقَّ مُمَارسةِ السِياسَةِ. لَنْ نخرج ذلك من عين الاعتبار. أعرف أيضاً أنهم سيتهجمون على هؤلاء البرلمانيين، وسيسعون لإسقاطهم، وسيستخدمون العنف، وإن تطلب الأمر فسيسعون لشرائهم، وستكون مليارات الليرات موضوع نقاش. نعم هذه الأمور هي بهذا الشكل. إنهم لا يدركون هذه المخاطر، فقد حصلت هذه الأمور في السابق أيضا. يمكن أن تحصل مشاكل الانجراف في السمسرة. يجب الانتباه لذلك، وبينهم أعضاء من هيئة الدفاع عني، يترددون لهنا ثم يصبحون برلمانيون. يجوز ذلك، ولكن عليهم تفّهمي، والعمل حسب ذلك. عليهم عدم الانخراط في أمور أخرى، وإلا، فسيفضح أمرهم.
سأقول الحقيقة، ولو فقدتُ حياتي جراءها. مسألة عُقُوُبَةَ الحُجْرَةِ الانْفِرَادِيةْ ليست هامة. لا يعطون الجرائد والمجلات، حتى لو كان صعباً، فيمكن أن أتدبر أموري بهذا الشكل. قلت في كل مرة، حتى قبل مرحلة إيمرالي وبعدها، كل الأمور التي أقتنع بها. قاومتْ أمريكا كثيراً في مرحلة المؤامرة كي لا تظهر الحقائق، لكنني كشفت تلك الحقائق تحت اسم التقاسم مع الرأي العام، فليقبلني  الجميع بهذا الشكل. أفكاري مكشوفةُ وواضحة، وطرحت مقترحاتي الملموسة، وهي معروفة لدى الجميع. ليس ضرورياً أن يتبّنّى الجميع أفكاري، لكنني أؤيد مشاركة الجميع ضمن النضال بشكل جوهري رغم اختلاف آرائهم. تحدثتُ دائماً عن تنظيمٍ سقفي يحوي ضمنه كل الأحزاب اليسارية والثوريين والديمقراطيين، وأيّدْتُ توسيع الرقعة قدر الإمكان. لهذا السبب حصَلَ تقرّبي من باسكن أوران* إنه ديمقراطي حقيقي وطني تركي وكمالي أصلي. والده باشا، وأحد الَّـذِيِنَ يرغبون فعلاً تحقيق الْدِيمُقْرَاطِيَّة في تركيا.
سينعقد مؤتمر حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي. للجميع مسؤولياتهم فيه، وأن يتصرّفوا بوعي في هذه المسؤوليات، وألا يبحث أحد عن الحجج. يتم الحديث عن دستور مدني جديد. على حِزْب المُجْتَمَعِ الديمُقْراطِي أن يستفيد من الفرصة، ويعلن للرأي العام والجهات المعنية عن مطالبه واقتراحاته الملموسة في سَبـِيـِل حل المشاكل. ما هو مفهوم المواطنة في الدستور الجديد؟ هل سيتم الرد الإيجابي على حقوق الشعب الكردي بالحد الأدنى؟.
سمعتُ أن ما يقارب 700 يزيدي فقدوا حياتهم في هجوم انتحاري في شنكال. حزنت كثيراً، وأُعَزِّي أقارب القتلى وشعبنا الكردي، وعلى رأسهم الإيزيديون. لكنني حذّرت قبل الآن، وقلت لكم يجب حماية الإيزيديين. ماذا أفعل بعد! حذرت بأن الإيزيديين معرضون للخطر، وحذرت أموراً أخرى مراراً. قمت بما يقع على عاتقي وأكثر. لكن، هل يستمعون لي؟ هل يقومون بما يقع على عاتقهم؟ لا أعلم.
يقال أن إيران وتركيا ستقومان بعمليات مشتركة على الحدود العراقية، وسيقومون بقَصْفٍ مِدْفَعِيٍّ، وربما تقوم إيران بالتحضير للقيام بعمليات وحملات عسكرية في جبال قـَنْدِيل. ألا يَرَوْنَ ذلك؟ يمكن نقل رسالتي هذه إلى البرزاني والطلباني: هناك حرب تقوم بها إيران وسوريا بقيادة تركيا، وقد بدأت هذه الحرب. لن تترك تركيا العراقَ بسهولة؟ يجب أن يجلس كل من الطلباني والبرزاني مع تركيا ويتحاوروا لحل هذه المشكلة بشكل معقول. يجب التراجع عن استخدام حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي كـُطُعْمٍ. على حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي أيضاً ألا يسمح استخدامه كـَطُعْمٍ. كذلك لا يملكون هذه القوة ضد حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي. إذا خاضت سوريا وتركيا هذه الحرب، فسيتحقق الاتفاق الشيعي. أعرف؛ سيدافعون عن أنفسهم ضد هذه الهجمات. وكما حذّرتُ في موضوع الإيزيديين، أحذر في موضوع ديار بكر، الذي يلقي حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ بكل ثقله عليها ليقوم بإسقاطها. إنه يسعى لاستلام بلدية مدينة ديار بكر، ويبيح في سَبـِيـِل ذلك كل الطرق. أحذر من ذلك، فسيكون ردُّ حزب العمال الكردستاني قوياً على ذلك. لا تعتبروا ذلك تهديداً. أحذر من ذلك لأنني أعلم أنه سيحصل. يقومون بتأديب وتربية شعب ديار بكر بالتجويع، بالنقود، بالرشاوي والسمسرة. فليكن رد جماهير ديار بكر على هذه الْمُمَارَسَاْت اللاأخلاقية مناسباً. شعب ديار بكر مضحٍّ وشهمٌ. إنهم يحملون عبء النضال على أكتافهم حتى لو كانت حياتهم ثمن ذلك. لا يمكن غض النظر عن كل هذه الجهود التي بذلها شعب ديار بكر ونسيانها. يجب أن تترك العائلات المتعاطية والجارية خلف المال والسمسرة عن مواقفها. يجب الحديث مع هذه العائلات، والقيام بالتحذيرات المطلوبة. إن أصر حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ في هذه الأساليب، فستنزف دماء كثيرة في ديار بكر. أنبهكم. لا أعلم وضع حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي. علاقاتي معهم لا يمكن أن تكون موضوع نقاش، ولن تكون. لا يمكن قيادة التـَنـْظِيِـم ضمن هذه الظروف. لا يمكن توجيه تنظيم بعدة ساعات كل شهر. هذا غير ممكن. فكي تدير تنظيماً، أحياناً لا يكفي إصدار أربعين أمراً خلال يومٍ واحد. كل أحاديثي مسجلة في الأشرطة. الأمور مكشوفة، وقد سردتُ مراراً وجودَ العديد من المجموعات الخارجةِ عن السيطرة سابقاً، رغم وجودي بشكل فعلي في قيادة التـَنـْظِيِـم حينها. لا أعلم مدى وجود مجموعات بهذا الشكل أم لا في هذه المرحلة. كما قلت، لا توجد أيةُ سيطرةٍ من قبلي على حِزْب العُمَّاْلِ الكُرْدِسْتَانِي. لا أعلم ما ستفعله مثل هذه المجموعات، إذا ما  توجه حِزْبُ العَدَاْلَةِ والِتْنمِيَةْ إلى المدن، كـ"وان وديار بكر..الخ". لهذا أحذر. هؤلاء خارج السيطرة، وهناك احتمال استخدام العنف. حَاْوَلَتْ مجموعات مماثلة تصفيتي أيضاً. شاهين بالِجْ، مَحْمَدْ شَنَرْ، سَاْرِي باران، هوكِرْ، كور جمال، عصابات شَمْدِينْ وأمثاله. لم أنسَ استشهاد (حَسَنْ بِيِنْدَاْلْ) العزيز عليَّ. لقد وُجِدَ (حَسَنْ) في كَهْفٍ على عمق 300 متر بعد أن تخرّب جسده. رأيته ميتاً وقد مزقت رصاصة خاصة صدره. أقول ذلك كمثال. قال لي المحققون أثناء فترة التحقيق: "آبو، كان قياديوك يرسلون لك تقارير خاطئة، وكنا نفهم ذلك". نعم إنهم كانوا كذلك، أمثال بوطان الهارب وآخرين. كما قلت، فقد حصلت ممارسات خارجة عن سيطرتي، ودون علمي. وقلت في جلسات المحكمة وفي مرافعاتي أيضاً أنني كافحت خلال عشرين سنة ضد هذه المفاهيم.
تابعت من الصحافة تقليد جاك كامهي* بميدالية الدولة من قبل رئيس الجمهورية. لا يعطون هذه الميدالية دون مقابل. قلت منذ زمن  أنهم يستندون إلى إسرائيل من جهة. ومن جهة أخرى لأمراء السعودية ودبي ومشايخ العرب، ويتلقون دعماً مالياً منهم. هذا واضح جداً. تظهر الجبهتان نفسيهما ككماليين. هل هذه هي القَوْمِيّة؟ هل هي الاعتماد على الـْرَأْسمَال الأجنبي؟ هؤلاء لا يحترمون مُصْطَفَىْ كَـمَال. ولو كان مُصْطَفَىْ كَـمَال موجوداً، أكانوا سيتحركون بهذا الشكل؟ لقد قام الماسونيون حينها بمضايقته كثيراً للحصول على سَلانيك*، لكنهم لم يقنعوه. كان مُصْطَفَىْ كَـمَال قد تصرف بعقلانية فائقة. هذه الميدالية تظهر مدى تناقض هؤلاء المدّعين للقوموية مع مُصْطَفَىْ كَـمَال. يجب شرح هذه الحوادث والأمور الأخرى المشابهة بشكل جيد لشعب تركيا.
أنا مستعدٌّ للقيام بما يقع على عاتقي بشكل دائم، وقد عبَّرت عن ذلك في السابق أيضاً. إذا كان سيتم إلقاء خطوات لأجل الحل على أسس الأخوة، وإذا كانوا سيلقون الخطوة على أساس الوحدة الحرّة، فسأقوم بما في مقدوري. يمكن لأحد المسؤولين أن يأتي ويناقش معي هذه الأمور بشكل واضح. لم نعد نرغب في أن تنزف قطرة دماءٍ، لا من الجُنودِ، ولا من المقاتلين الأنصار. إن إنهاء هذا الوَضْعِ مُمْكُنٌ بالفعل. فلتُظْهِر الأطرافُ الإرادةَ، وليكونوا صادقين. في النتيجةِ، هناك مجموعةٌ في البرلمان. يُمكنُ فَتْحُ الطريقِ في البرلمان أمامَ الحوارِ والسلام. أعطوني هذه الرسائل حديثاً. إنها 12 رسالة.
لا وقتَ لِذِكْرِ الأسماءِ واحداً واحداً. إنهم الرفاقُ الَّـذِيِنَ يرسلون الرسائلَ دائماً؛ شاديا ماناب، وآيسل دوغان. هناك تقييمات الرفيق جاهد من (كاندرا). إنها تقييمات في محلها. لقد أعجبني. بلِّغُوا سلامي لهمْ.
تحياتي للجميع.
طَابَتْ أَوْقاتكم.
22/8/2007


(1) محمد متينر: كردي متديّن – عمل مستشاراً لأردوغان، ومن ثم دخل DHAP، ثم طرد منه. يكتب مقالات ضد حركة التحرر الكردية في هذه المرحلة. (نقشبندي كردي).
(2) آلتان تان: متدين تركي يكتب في الصحف الرسمية، يتهم الحركة الكردية بعدم القيام بفروض الدين الإسلامي كالصلاة والصيام. يدعو الكرد لهذا السبب لعدم تأييد الحركة والقائد.
(3) DEV-GENC: اختصار لـ(دفرمجي كينجليك) – الشبيبة الثورية - أكبر حركة شبابية يسارية في تركيا أعوام السبعينات.
(4) آيسل: آيسل توغلوق - إحدى قياديي حزب المجتمع الديمقراطي – برلمانية حالية – ومحامية سابقة للقائد.
(5) سجن طراز (F): نوع من السجون يجمعون فيه أربعة سجناء على الأكثر. يمنع فيها التقاء السجناء واجتماعهم، ويحدّ فيها من حقوقهم واطلاعهم على العالم الخارجي.
(6) باسكن أوران: مرشحنا في استنبول في الانتخابات الأخيرة. لم يحصل على الأصوات الكافية – معروف بأصوليته الأتاتوركية (ديمقراطي).
(7) جاك كامهي: رجل أعمال تركي من أصول يهودية - صاحب شركة هولدينك – بروفيلو -  ولد في استبول 1925 – عمل في رئاسة رابطة رجال الأعمال الترك - يعرف لغات عديدة، وله علاقات مع الدول الغربية واسرائيل.
(8) سَلانيك: مدينة يونانية ولد فيها مصطفى كمال.
(9) كاندرا: سجن إزمير، سجن المعتقلين السياسيين.






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2530