آراء متباينة في انتخابات الإدارة المحلية
التاريخ: السبت 25 اب 2007
الموضوع: اخبار



محي الدين عيسو

إن الأمناء الذين انتخبوا في الدورة السابقة لم يظهروا أي شيء يذكر من الأمانة و مسؤوليتها, و طبعاً أتقصد كلمة الضخمة, لأننا نعيش حالة من التعتيم المدقع فلا و جود لأي دعاية أو حتى لأي نشاط يبرز من هم المرشحون أو ما سيقومون به حيال هذه الأمانة التي ستوضع بين أيديهم بعد فترة ليست بطويلة , فارجوا أن لا نلقى ما لقيناه على أيدي ما يسمون بالأمناء السابقين و لكن الذي يحدث أمامنا شيء غريب، هذا ما قاله الفنان (دلدار . ف) الذي عبر عن استيائه من هذه الانتخابات وشبه مقاعد مجالس الإدارة المحلية كغنائم حرب و الذي لا يمنح شيئاً من هذه المعركة سيمنح حتماً في المرة القادمة مكافئة له على عدد ضحاياه، هذا التوزيع الخطأ في المقاعد أو لنقل في الغنيمة بالنسبة لمقايسهم أحدثت مشاكل كبيرة بين البعثيين انفسهم .



فلم يبقى إلا أيام معدودة لا تعد على أصابع اليد الواحد ة وستجرى انتخابات الإدارة المحلية وسط مقاطعة قوة أحزاب المعارضة السورية " إعلان دمشق " وسط آراء متباينة من الشارع السوري لمن يؤيد قرار المعارضة السورية بمقاطعة هذه الانتخابات ويقتنع بالحجج والأسباب التي دعتها إلى ذلك، ومن يعارض هذا القرار ويجد بأن الإدارة المحلية هي عملية خدمية أكثر ما هي عملية سياسية، حيث قال الناشط الحقوقي حسان أيو بأنه من المعروف بأن أوكسجين الديمقراطية هي الانتخابات لكن هل تستطيع الرئة أن تتنفس الأوكسجين الصحي في بلادنا ، وهل هناك حالة وفاق بين ما نطرحه من النظريات وما نمارسه في حياتنا اليومية ، ولماذا هذه الغربة في الشارع والعزوف عن ممارسة الحق الطبيعي في خوض التجارب الانتخابية ، والتي من خلالها نختار ما ينوب عنا من ممثلين ، وحتى الآن ما زلنا نختبئ في قميص عثمان ، ونعزف عن المشاركة في شكل من أشكال الانتخابات تحت يافطة المقاطعة ، مقنعين أنفسنا بأننا نستطيع أن نغير شيء في الحراك السياسي في البلاد ، ومن هذا المنطلق أجد بأنه من الضروري ومن خلال قراءة الواقع بشكل هادئ يجب تحريك الشعب وبكامل نسيجه إلى خوض الانتخابات ، لعلى ولعسى أن نقدر إعادة الثقة للشارع ودمجه في الحياة السياسية الذي بدا غربياً عنه ، وأنني أجد بأن الانتخابات الإدارة المحلية هي أداة مطلبيه أكثر من إنها حالة سياسية ويجب خوض المعركة الانتخابية، وأننا لا نستطيع أن نفعل المفاهيم الديمقراطية إلا من خلال ممارستنا الجو العام وبما يخص ظروف التي تواجها البلاد، فكيف نستطيع أن ننشر ثقافة الديمقراطية والأداة الأساسية عازفة على دخول في الحراك العام، فخوض الانتخابات بات شيء لا بد منه ، حتى نثبت كثير من القضايا الأخرى والتي مازالت معلقة .
وأكد " أيو " بأنه بغض النظر من نتائج الانتخابات والتي من الممكن أن يكون هناك غبن في عمليات الانتخابات من الغرفة السرية حتى الفرز وحتى مراقبة الانتخابات ، لكن هذا لا يعني التخلي عن الحق في خوض المعركة الانتخابية وبكل قوى ، وتفعيل القوى السياسية من أحزاب ومستقلين آخذين بعين الاعتبار الحالة الوطنية والتي تجمعنا في بوتقة واحدة في مواجهة الظروف الصعبة التي نمر بها، وأنا مع المشاركة في الانتخابات الإدارة المحلية لأنني أجدها محطة مطلبية أكثر من محتواها السياسي، بينما أكد سمير آشوري المهتم بالقضايا الآشورية بأن قرار المعارضة السورية المتمثلة بالأحزاب المنضوية تحت لواء إعلان دمشق صائب لعدة أمور موضوعية منها استمرارية حالة الطوارئ، ووجود العشرات من المعتقلين السياسيين في سجون البلاد، والفساد الذي يحوط الانتخابات بشكل عام، وغيرها من الأمور الهامة التي جعلت من موقف إعلان دمشق منسجما مع موقف الشارع السوري .
المراقب الخارجي يلاحظ مدى تدني الاهتمام الشعبي بانتخابات الإدارة المحلية كنتيجة طبيعية لتدني شعوره في كل المحافظات السورية بعملية الإصلاح التي يتنادى بها النظام الحاكم، لهذا نلاحظ في محافظة الحسكة على سبيل المثال الشوارع خالية من أي لافتة أو صورة أو شعار لأي مرشح سواء من السلطة أو من " المستقلين " فالنتيجة حسب رأي المواطن المسكين محسومة والمنافسة غير متكافئة، وهؤلاء المرشحين لا يعبرون عن هموم وشجون المواطنين، فمن ينجح بأي عملية انتخابية عن طريق الواسطة والرشاوى والمحسوبية ودفع الأموال لمن يتبناه لن يخدم المواطن بأي شيء بل سيحاول قبل كل شيء إعادة تلك الأموال التي دفعها ومن ثم تكوين نفسه وتأمين مستقبل أطفالها وأحفاده بالطرق المعروفة للقاصي والداني، كما اعتبر الناشط الحقوقي كمال شيخو بأن انتخابات الإدارة المحلية أهم من الانتخابات البرلمانية , لان هذه الانتخابات هي لتحديد المجالس المحلية المجالس التي ستقدم خدمات الحكومة للمواطنين و عامة الشعب أي إنها انتخابات ميدانية خدمية اجتماعية و اقتصادية أكثر ما أنها سياسية، والانتخابات المحلية هي مهمة جدا في جميع الدول , و حتى في سوريا مهمة و لكن الأمر اختلف بعد أن استغل رؤساء تلك المجالس المنصب الوظيفي لمأربهم الخاصة و سرقة المال العام , مما أدى إلى استياء عامة الناس منها , ففي دمشق العاصمة تجد اغلب شوارعها غير نظيفة باستثناء بعض الأحياء الراقية من الطبقات الغنية , و ما زالت مناطق كثيرة من ريف دمشق بلا رصيف و شوارع منظمة , و بالعلم أن الميزانية المخصص لتلك المناطق تؤهل لان تكون أكثر انتظاما و نظافة .
وعلق " شيخو " على مقاطعة إعلان دمشق لهذه الانتخابات بأنه قرار سياسي و هذه الانتخابات كما هي ميدانية , و أنا انتقد إعلان دمشق على قراره هذا لأنه الأجدر به أن يكون اتخذ قرارا بالمشاركة لأنها تختلف عن الرئاسية و البرلمانية لان هناك عشرات المناطق قد يجوز فوز إعلان دمشق أو مؤيديهم و بذلك خسروا وصول صوتهم إلى تلك المجالس و قيام أعضاء نزيهين في تلك المجالس لفضح الممارسات التي تقوم بها بعض الجهات لتغطية ما تقوم به من مخالفات و سرقة للمال العام فإعلان دمشق قاطع الانتخابات البرلمانية و ها هو يقاطع المحلية أيضا و و و و و إلى متى سيبقى إعلان دمشق بعيد عن هموم الشارع السوري و يتقرب منهم أكثر من أي وقت من الأوقات .
بينما اعتبر الناشط السياسي شهاب عبدكي بأن انتخابات مجالس الإدارة المحلية في سوريا تأتي ضمن سلسلة الانتخابات التي حصلت في هذا العام والتي قاطعتها المعارضة السورية بشكل عام مع وجود بعض المجموعات الصغيرة التي شاركت علما أنها قد قاطعتها في مناسبات أخرى مثلا عام 2003 ، وقد يكون من حيث المنطق المشاركة في انتخابات مجالس المحلية لسبب بسيط وهو أن هذه المجالس تؤدي خدمات  فنية بعيدا عن السياسة  والمقاطعة عنها يكون مقاطعة تقديم خدمات معينة للمواطن قد يكون قادرا ً عليها في هذه المجالس  أي انه يختلف نوعا ما عن انتخابات مجلس الشعب ، ولكن السؤال لماذا المقاطعة بعد هذه المقدمة أن المقاطعة هي في صلب سياسة المعارضة وأضم صوتي لها  حيث تقاطع بذلك كل مؤسسات التي تحتكرها السلطة التابعة لحزب البعث والتي تسيطر على مجمل حياة السياسية في البلد مع عدم وجود أي مجال لحرية التعبير والنقد البناء لسياسات النظام وفي جميع المجالات، وأكد " عبدكي " بأنه لابد أن ترتفع أصوات المعارضة في وجهة الظلم من أي باب حتى لو كان صغيرا والمواطن السوري بدأ  يقتنع أن المعارضة وبرغم ضعفها الحالي أنها تسير بخطوات ايجابية ولها تصورات ايجابية لجميع السوريين  لذلك تأتي المقاطعة ضمن أسلوب أن الزمن لا يتوقف ولكن لابد من تغير مساره لأن هذا المسار يؤدي إلى كارثة على مستوى الوطن والمواطن .
كما وقال الناشط عبد الرحيم تمه بأن الانتخابات هي وسيلة تداول للسلطة ، وهي السلطة الممنوحة بالقانون لممثلي الشعب والمساهمة في الحياة العامة مباشرة ، أو بالنيابة عن طريق الإفصاح عن إرادتهم فيما يتعلق بتعيين الحكام وتسير شؤون الحكم ، وتزيد الانتخابات فرصا ً جديدة ذات أهمية لإشراك المواطنين في الشؤون العامة .
بالنسبة للانتخابات الإدارة المحلية المزمع أجراءها .
وقال " تمه " بأنه هناك موقفين بالنسبة للمعارضة في سوريا  ، موقف مقاطع ، وموقف مشارك.
الموقف المقاطع : أعتقد ان المقاطعة من موقع الموالاة المتمثلة بالقوى و الأحزاب المشاركة والملتزمة سابقاً بالهامش البعثي بدلالة المادة الثامنة ، تنادي بالمقاطعة دون أن تحاول ترجمة مصطلح "المقاطعة " إلى فعل نضالي ، ميداني ، وما قدرتها على إقناع الناخب السوري  بجدوى مقاطعتها، هنا أشيد بالتجربة المصرية أو (الهامش الديمقراطي في مصر) فالمعارضة نزلت الى الشارع المصري ، وقاطعت الانتخابات بفعالية ، وعمل ميداني ، وشاركت أيضاً بفعالية في انتخابات مجلس الشعب ، ولكن لم نرى أي عمل للمعارضة  السورية على أرض الواقع  سوى المقاطعة عن طريق البيانات الأنترنتيه ، وندوات في الغرف السرية  بشكل محدود ، وهذا ما رأيناه في ما يسمى بانتخابات مجلس الشعب السوري  ، وما سنراه أيضاً  في انتخابات الإدارة المحلية، وهنا أريد أن أسأل الحركة الكوردية لمن يريدون  ترك رئيس وأعضاء مجلس بلدية قرمانية وغناميه و الدرباسية.. و و و و وغيرها من القرى والقصبات التي لا يتواجد بها سوى الكوردي .
الموقف الثاني : المشاركة وهنا أعتقد أن المشاركة بقوائم كاملة تأتي من الموقع النقيض للسلطة في انتخابات الإدارة المحلية مع علمنا مسبقاً بان لا يوجد حتى هامش بسيط من الديمقراطية في خوض انتخابات الإدارة المحلية بحرية كاملة .
وهنا يأتي دور توظيف الفعل السياسي في الوصول إلى التغير الديمقراطي السلمي بالاعتماد على إمكانات قوى المجتمع السوري و تهيئته للفعل السياسي ، وكسر لحاجز الخوف والرعب والهامش البائس بتبنيها الشكل السلمي على أرضية أن الانتخابات وممارستها هي ألف باء العمل الديمقراطي المعارض  .
وأخيرا تبقى وليمة مجالس الإدارة المحلية دسمة لا تخلوا من بعض الشحم فقد أكد بعض المواطنين بأن الجميع قام بإعداد تكاليفه المالية كرشاوى التي دفعت إلى مكاتب الرشاوى لإعداد جبهة مجالس إدارة محلية أيضا وطنية و كأن هذه الانتخابات استهزاء واضح بكل من يحمل الحس الوطني و إعلان صريح أن الحالة الديمقراطية قد توفيت منذ أمد بعيد، فأبواق الانتخابات ما هي إلا أبواق المبالغ المالية الكبيرة والجيوب الممتلئة فمن كانت جيبه تخوله فليتقدم أما الباقي فلينطحوا الجدران إن هذه الحالة المتردية التي تعيشها الديمقراطية في بلدنا قد ألقت بظلالها على جميع المجالات فماذا نتوقع من أمناء مجالس الإدارة الجدد بعد كل هذا...... أهذه أمانة؟؟!







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2524