إحمل قلمك و اتبعني لنثقب البالونات ؟؟
التاريخ: السبت 25 ايار 2019
الموضوع: اخبار



عماد الدين شيخ حسن 

التقيت بالأمس أحد المعارف ( بالوناً ) يبدو في حيرةٍ من أمره و يتأفف و يضرب أخماساً في أسداس ، فسألته المشكلة و السبب فأجاب بعد تردد :
راسلتُ تلك الدائرة الألمانية التي كنت انت قد راسلتها قبلي و قلت بأنه من المفروض أن يأتيك ردّ آلي مباشر منهم يتضمن ملفّاً بمعلوماتك ، و لكن هذا لم يحدث رغم محاولتي لعشرات المرات ، فقلت له : غريبٌ هذا ، و أظنّ الخطأ منك ، فانزعج مما قلته و ألقى باللوم على كل شيء مستثنياً نفسه ( على الدائرة و على البريد و على الرابط الذي ارسلته له و عليّ و على هاتفه ) .


قلت له لا بأس تعال لنجرب سويةً ، حينها قمنا بتخزين معلوماته لإرسالها و بالنتيجة أدركت بأنه جاهلٌ حتى بعنوان حسابه الالكتروني و يدخل عنواناً لا يمكن أن يصلح اصلاً لعنوان بريد الكتروني .
حينها رأيت من واجبي أن أفرغ البالون الذي أمامي فقلت : 
إعلم أنك لو بقيت آلاف المرات  ترسل لا العشرات كما تقول فستكون النتيجة ذاتها و لن تنجح طالما بقيت تُراجع كل شيء إلا نفسك المغرورة المكابرة .
من الطبيعي و من غير المعيب أن لا نحيط بكل شيءٍ علماً و دراية و معرفة و لكن العيب في أن نكابر و نعاند و يصيبنا الغرور و إدعاء المعرفة و أننا بمنزلة دون الله بنصف درجةٍ تُجبر ، فلا نشعر بنواقصنا و حاجتنا الدائمة الى الغير و لأهل الاختصاص و الخبرة و التجربة لنُكمل بعضنا .
رأيت في هذا المثال أو ذكّرني بحالتنا الكوردية و كيف أننا ضحايا البالونات من ولاة أمرنا و شأننا و قضايانا ، البالونات المنفوخة هواءً ليس إلا ، و لكن لا يشعرون  ، بل يرون أنفسهم ما شاء الله و بارك وحوشاً في القدرات و الإمكانيات و المواهب ، كوحوش من سألوه بماذا يتكاثر الوحش ، هل بالبيض أم الولادة ؟ فأجاب 
الوحش و حش ، إن أراد أن يلد فيلد و إن أراد أن يبيض فيبيض  .
آن بقناعتي أن تُثقب كل البوالين و تدرك أحجامها دون الهواء ،  و القلم هو خير من نعوّل عليه في المهمّة .
دمتم في رعايته .
في ٢٤/٥/٢٠١٩







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=24952