أساس كوردستان المعاصرة «البارزاني»
التاريخ: الخميس 20 ايلول 2018
الموضوع: اخبار



الأمازيغي: يوسف بويحيى

لا بأس أن نعود بالذاكرة للوراء لنساير فكرة الحاضر على الرغم أننا لا نحتاج مجهودا كبيرا للتبرير ،كون أي فكرة مقرونة بالتاريخ و الحدث و الواقع لا يمكن نفيها و طمسها لأنها تبقى حقيقة تستمد شرعيتها من الوجود.
كي لا أطيل على القارئ رغم أن نوعية هذه المواضيع لا يكفيها مقال أو كتاب مادامت مرتبطة بتاريخ متسلسل يفوق مئتين سنة و أكثر ،هنا على العائلة البارزانية أتحدث ،تلك السلالة التي لم يتوقف وريد النضال الكوردستاني فيها يوما ،التي تحملت عبء الأمانة و المبدأ و الهوية و التاريخ و الجغرافيا ،ودفعت ثمن النضال غاليا و مازالت دون أن تتوقف شلالات الدم الكوردي على يد الغاصبين و الخونة بذريعتهم.


لأني أعرف جيدا ما أقوله و لا أجيد المراوغة ،سأترك الكورد أن يجيبوا على سؤالي الإستنكاري هذا ،من منكم يعرف تاريخ و سلالة عائلة القيادات الكوردية التي سطعت بين ليلة و ضحاها؟! ،أخص بالذكر هنا "عبد الله أوجلان" و "جلال طالباني" و "صالح مسلم" و "شيخ ألي" و "الدار خليل"...،لماذا تاريخهم مكتوم و سري و مجهول لم يكتب أبدا؟! ،أو الأحرى لماذا نضالهم محصور في ذواتهم رغم أنهم يصرحون بجاه أصلهم و فصلهم؟! ،بعبارة أخرى من يعرف شيئا عن تاريخ نضال عائلاتهم قبل أن يأتوا هم إلى الساحة؟! ،كل ما أعرفه أن عائلة البارزاني وحدها من لديها تاريخ معروف و مفتوح و واضح و وراثي أبا عن جد إلى الأحفاد ،ومازال قطار النضال يسير على يد "نيجيرفان بارزاني" و "مسرور بارزاني"...
إن سبب تعمد بعض القادة في كتم أصلهم و تاريخهم يرجع إلى وجود نقاط خطيرة من صنيعة الأنظمة الغاصبة لكوردستان ،والأخطر من ذلك إحتسابهم على الكورد دون أدنى تشكيك في ماهياتهم ،على أيديهم ذاق الشعب الكوردي كل الويلات و المصائب ،مع ذلك هناك من مازال يصفق و يقارن و يحلل و يبرر لهم خياناتهم و خباثهم إما عن جهل أو علم.
مازلت أتساءل ماذا قدم هؤلاء القادة كقرابين لكوردستان لينالوا تلك المناصب و المراتب؟! ،علما اني أجزم قطعا أنه لم تضحي عائلات هؤلاء القادة بقدر ما ضحت عائلة البارزاني تاريخيا إلى حد الآن في سبيل كوردستان كمقارنة ثنائية فقط ،بينما يبقى الشعب الكوردي الأول على كل المستويات تضحية و هذا لم ينكره البارزانيون يوما ،لهذا فالفرق بين العائلة البارزانية و هؤلاء الشلة كبير جدا و جريمة هي المقارنة ،لكن لا بأس في ذلك مادام القصد هو الشرح و التوضيح ،فالبارزنية سعت لتاريخ طويل في حفظ الدم الكوردي و عدم المساومة عليه ،بينما البقية المعنية صنعت خصيصا لأجل سفك الدم الكوردي و محو وجوده و المتاجرة به لصالح الأعداء ،هذا أبسط مثال من بين ملايين الأمثلة التي عرفت بها عائلة البارزانية دون غيرها.
أستغرب مستنكرا لماذا كل الثورات الكوردية بقيادة العائلة البارزانية تأتي بمكاسب و حقوق الشعب الكوردي،  بينما ثورات الشلة المصنوعة تأتي فقط بالدمار و الخراب و الموت على الكورد ،إضافة إلى أن بعض الثورات البارزانية انتكست فقط نتيجة خيانة و تواطؤ الشلة المحسوبة على الكورد ؛كما لم يلاحظ أحد يوما ميزة تخص البارزانيين عن غيرهم مفادها أنهم (البارزانيون) كانوا دائما السباقين إلى  الصفوف الأمامية لقيادة المعارك و الثورة ،بينما قيادات "الميكروفونات" (أوجلان و أتباعه و شيح ألي...) كل اليقين قطعا أنهم لم يشاركوا حتى في معركة صغيرة ،ولا حتى تواجدوا في ساحات المعارك للإطمئنان على شباب الكورد الأبطال.
فإذا كان التاريخ قيمة ملموسة على حد تعبير الفيلسوف "فريدريك هيغل" يمكننا القول أن البارزانيون هم الكورد المؤرخين من حيث المبدأ و النضال و القيمة ،وإذا كان التاريخ جدلية وجود حسب "فريدريك نتشه" يمكننا القول على أن البارزانيون مقرونين مرجع وجودية تاريخ الكورد المعاصر منذ نشأة العائلة البارزانية ،وإذا كان التاريخ أساس الحاضر و المستقبل من منظور "كلود ليفي ستراوس" قلنا أن البارزاني هم حاضر الكورد و مستقبلهم القادم ،وإذا كان التاريخ جزء من الوجود القائم في نظر "ايميل دوركايم" يمكننا القول أن البارزاني جزء لا يتجزأ من ذاك التاريخ الكوردي العظيم ،وإذا كان التاريخ حضارة على حد قول "إمانويل كانط" فللبارزانيين بصمات حضارية في الوسط الكوردي لا تخفى على أحد ،وإذا كان التاريخ أقصوصة الزمن في نظر "فولتير" فالبارزنيون هم أبطالها و مداد حبرها دماؤهم ،إذا كان التاريخ قصيدة عشق الوطن و الحرية على حد قول "معتوب لوناس" فالبارزانيون هم بحور قصائد الحب و التضحية ،وإذا كان التاريخ عجلة في دوران غير منتظم على حد تفسير "آبن خلدون" فالبارزانيون هم محرك تلك العجلة ،وإذا كان التاريخ هو النظام على حد قول "باسكال" فالبارزانيون هم قاعدة ذاك النظام...،ولكثرة أقوال الفلاسفة و المفكرين لا يسعني سردها جميعها لكن يبقى مغزاها واحد عندما نخص بالذكر العائلة البارزانية و ليس البازاريون.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=24114