عندما تتحول الخيانات إلى (عسى) خيرة محفورة على جبين النصر (الى الرئيس البيشمركة مسعود البارزاني)
التاريخ: الأربعاء 18 تشرين الاول 2017
الموضوع: اخبار



بيوار إبراهيم

سيادة الرئيس:
في زمن الحرب يبقى الكلام بلا معنى، لأن حاضره لا يطلب شيئاً إما الهزيمة أو النصر. الفرق شاسع بين تدريب الجنود و تدريب الثوار و أنت دربت الإثنين معاً و جعلت من الثوار جنوداً و من الجنود ثواراً و أبيت طرح الأمكنة التي خذلت كل أحلام أجدادك و أحلامك و أحلام الكثيرين من شعبك، أقول الكثيرين و لم أقل الجميع لأن الحقيقة الموجعة باتت شمساً تخترق جبين الأمل بالخلاص و بوطنٍ حلمنا و سنحلم بحريته حتى يصبح واقعاً مريراً على كل من أبى و وقف في وجه استقلاله. الحديث عن الثورة و الثوار بات عاطفياً، الأهم من الحديث هو التحكم بالثقة و عدم القنوت و الإعتصام بحبل الله تعالى الذي يراقب العباد و هم لا يبصرون... لن أقول سقوط كركوك، كركوك لم تسقط بل سُقِطتْ لعدم ثقة البعض بأنفسهم و عدم ثقتهم بوطن سقي بالدم و بني من تلال الجماجم، ألمه أقسى من الجوع و أعمق من الطعن في الظهر و أحرق من الجمر و أبعد بكثير الكثير من البكاء... كم أخذ مني القدرة على تمالك النفس كي أبخر دموعاً أسخن من نزيف الدم و أشرب بديله ماء الوضوء و التضرع الى السكينة و الإبتهال إلى الله لأنه الواحد القادر على شد أزرك و أزرنا و يقوي ضعفنا و يجبر كسرنا و يداوي آلامنا.


سيادة الرئيس:
انتصر مسعود البارزاني فكان رئيساً كوردياً لو هزم مسعود البارزاني لكان خائناً قبلياً، هذا هو منطق البشر، المنطق الصارخ الصوت الذي لا ضمير له:( مصلحتنا فوق كل المصالح ), عن أية مصالح يتحدثون؟ عن مصالح ملذاتهم و مصالح أولادهم و أحفادهم و عائلاتهم؟ أليس للوطن أولاد و أحفاد و عائلات؟ ماذا اقترفت من ذنوب كي يبتليك الله بهم شعبِ أرخص السلع لديهم هي الخيانة؟ حبذا لو يبيعون الوطن بأثمانٍ باهظة، لكن مع الأسف يتم البيع و الشراء من أول جلسة ظلامية في حضور سلاطين الشياطين الذين يتناوبون على إغتصاب الحقوق المشروعة للشعوب بحجة المساندة و ينتهكون حرمات النضال المقدس بحجة الحفاظ على وحدة أرضٍ جذورها معلقة بأثواب الرياح و يهدمون قلاع المبادئ و الأخلاق بحجة الحفاظ على ما تبقى من قوانين. كلهم يعرفون أنك أنت الحليم عند الغضب و الشجاع في جبهات الحروب و الأخ المفدى عند الحاجة, لكنهم ينكرون و يخدعون و يتقاعسون و يهربون من كل صوب و حدب، لأنهم يرغبون بوضع النهايات كما يرغبون لا كما يرغب الوطن، لكنهم شعروا بنهاية كل شيء الذي يمنحه الموت الحقيقي لهم و لمسيرتهم و تاريخهم المليء بالخيانات. هكذا هم البشر الذين يعيشون السادية و المازوشية الاجتماعية معاً بعيداً عن الأخلاق و عن الدين و أكبر من هذا و ذاك يعيشون بعيداً عن إنسانيتهم.
سيادة الرئيس:
ما آلمنا حقاً هو التنكيل بالعلم الكوردي من قبل شعب تقبلناهم بصعوبة تحت خانة أخوة الشعوب و التعايش السلمي بين المجتمعات، أقول شعب و لا أقول جنودهم لأن أجدادنا أوصونا أن لا نأتمن لأعدائنا عرباً كانوا أو عجماً أو روماً و مع ذلك آثرنا في أنفسنا وصايا الأجداد و حاولنا و سنحاول التعايش معهم بسلام. لكننا هنا نعيش تحت شعار الديمقراطية و لا نرى سوى الإستبداد و أنتم هناك تعيشون تحت شعار الإتحادية و التي جعلتنا نبتلع أحلى المر و هي طعنات الخيانة في ظهر نضالكم و مسيرتكم في سبيل استقلال جزء من وطن. ترى هل بقيت ذرات عدل في الأرض أو بالأحرى هل ولدت العدالة بالأصل في الأرض؟ لا أعتقد أنها نزلت من السماء أصلاً, لو وجدت ذرة من العدل العادل لأعطت الكورد حق تقريرهم للمصير. لكنك حققت أكبر عدل لنفسك على الأقل عندما تضع نفسك مكان غيرك قبل الحكم عليه و هي مرحلة نقية من العدل و التعقل الفردي يهبها الله لمن أحبه من عباده. هكذا يكون العلم و التعلم و قد علمت شعبك معنى الإدراك و النضج و إن الإنسان لا بد أن يكون واعياً و متعقلاً بما يكفي ليقر بأخطائه و ذكياً بما يكفي ليتعلم منها و قوياً حد الشجاعة و أكثر مما يكفي ليصحح أخطائه. لكنهم متوهمون أنهم ملائكة لا يخطأون. 
سيادة الرئيس: 
العلم الكوردي الذي بات مارداً يهدد الكون برفرفته في الجبهات، لأنك كسيت سماء الإستفتاء بهذا العلم بات كفناً أبيضاً لأحلامهم المسعورة، بات مقبرة لخططهم الدنيئة  و مرآة لكشف عوراتهم القبيحة, فليحرقوه و يمزوقوه و يدوسون عليه في كل أصقاع الأرض، ما دام هناك عيون البيشمركة تبكي في الجبهات يتحدون الموت و يبتهلون للإستشهاد في سبيل كردستان حرة مستقلة. مواكب الضوء تشتاق من تراه يبحث عنه بلهفة الحياة, حتى لو كانت لهفة يائسة لإجتياز الألم و إجتياز الأرض الفاصلة بين الوفاء و الخيانة و بين الخنادق التي تكشر عن أنيابها و الرغبة في الوصول إلى مدى النور. حان الوقت مجدداً للعب بالشطرنج و استنشاق لهفات النرجس البري بمزار الخالدين, صحيح أن موسم النرجس ما زال بعيداً لكن نور الله و من ثم نور النهج يقدم ما هو مؤخر و يجعل من كل عسر يسراً و من كل ضائقة فرجاً.

سيادة الرئيس:
مهزوماً كنت أو منتصراً، حياً أو منتقلاً إلى جوار العزة و الجلالة, ستظل في قلبي و في قلوب أغلبية الشعب الكوردي في كل أنحاء العالم ذلك  البيشمركة الذي واجه الدول في سبيل الشعب و الوطن، يحاول بكل قوة إنقاذ ما يتمكن من إنقاذه من حقوق هذا الشعب دون أن يتعدى على حقوق الآخرين. عندما يغيب الوطن في أعماق القهر و الوجع و عندما يغيب الضوء وراء ملامح تعابير السرور الشيطانية ينتصر الظلام على النور و تبقى أبواب الأمل مغلقة على نفسها. لم نكن ننتظر الموت الحي أمام شاشات عربية تضحك منا بسخرية, شاشات إذا ما تنحى الكوردي من الواجهة و عن المشهد باتت تهشم وجوه بعضها البعض، لكنها اليوم تنهش بجسد الكوردي الذي خان نفسه قبل أن يخونه كل شيء، كل هذه العداوات و كل هذه الخيانات فقط ليلجموا جموح طلبك للحرية و يغتالوا حلمك للحق و للإستقلال . لكن لجامهم ألجمتهم و نصرك للحق عاجلاً أم آجلاَ اغتالهم و اغتال ما تبقى لهم من كرامة في وطن هدموا فيها آخر جدار من وفاء و مع الأسف كان جداراً من ورق طار مع أول هبوب الريح جعلنا نرى الموت أجمل أمنية على وجه الأرض.
سيادة الرئيس:
تعلمنا من نهج الخالدين و منك إن الصخور و الجبال و الوديان تسد الدروب امام الضعفاء فقط، لكنها تصبح معابر و قلاع و مرتكزات للأقوياء للوصول الى الأهداف المرجوة. تعلمنا أن يكرهنا الآخرين خير لنا من كره أنفسنا لإرضائهم. لقد حفر الله على جبينك آيةً تصبرك و تصبر شعبك و تنصرك على كل كيد و مكر و خديعة( عسى أن تكرهوا شيئاً و هو خيرٌ لكم و عسى أن تحبوا شيئاً و هو شر لكم) الله شاهد على نيتك أنك أردت الحق و من يطالب بالحق يكن الله نصيره. تعلمنا أن النجاح و الإنتصار أفضل أداة لتعذيب الحاقدين و الحاسدين. تعلمنا ان الحياة تحتاج إلى التجاهل في كثير من الأحيان، تجاهل الأشخاص تجاهل الأفعال و تجاهل المواقف، تعلمنا أن الكثير من الأمور لا يستحق الوقوف امامها و بعض الخيانات لا تستحق حتى أن نعبرها لأنها تخون أصحابها أولاً و اخيراً، تعلمنا التحمل و الصبر على مرارات أمر من الصبر كفرش العلم الكوردي تحت أقدام الطغاة، أحياناً تمر علينا لحظات نكتفي بالصمت و النظر أو إعادة النظر في تصرفات الآخرين أولئك الآخرون الذين كانوا بجانبنا يوماً و تغيروا،هكذا عندما تغتال المصالح الثقة حينها لا فرق بين البقاء و الغياب، وجودهم كما عدمهم و حياتهم كما موتهم.
سيادة الرئيس:
أصعب اللحظات عندما يحاول المرء مواساة شخص يشكو من نفس الألم. يؤلمنا الصمت و تؤلمنا الحياة و توجعنا عواقب البوح و كل هذا الألم و الوجع لا يضاهي ذرة من وجعك و ألمك و حسراتك التي بقيت صامتة و مكتومة في صدرك الجبلي الذي هزم كل أساطير الطغاة. مهما صرخوا و تستروا بدم الحسين و نادوا (لبيك يا حسين) سيلعنهم جد الحسين محمد(ص) لأن الكورد من دم الحسين براء،  سينجدنا الله و تنجدنا صلاتك التي تركت الشعب من أجلها في فرح الإستفتاء، سينجدنا إيمانك بالحق و الحقوق التي طالما طالبت بها.عندما علقت قطعة مقدسة من ستار الكعبة الشريفة في البيت الله الحرام في ديوانك الرئاسي، أبداً لم يكن تملقاً بالملوك بل تعبداً لمالك الملك و خالق الملوك. ليكن الله ناصركم و ملائكته حرسكم و جنوده سندكم في السلم و الحرب.
دموعكم أيها البيشمركة حزن مؤقت لوطن أنهكه الخيانات لكنه لن يركع ما دمتم حرساً له
 قالوا:
( إذا رأيت الليل يسود و يسود فإعلم إن الفجر قريب و إذا رأيت الكرب يحتد و يحتد فإعلم إن الفرج قريب). 
اللهم أعنا و لا تعن علينا و إنصرنا على من خاننا و خذ لنا منهم بثأرنا
اللهم أرنا الحق حقاً و أرزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلاً و أرزقنا إجتنابه
Bêwar Brahîm
Qamişlo
 17-10-2017







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22864