أنت متناقض إذن أنت مغصوب
التاريخ: الخميس 05 تشرين الاول 2017
الموضوع: اخبار



يوسف بويحيى (أيت هادي المغرب)

كلنا نعلم كيف نهجت مدارس البعث العربي مذكرات و مناهج ترسيخ فكرة فوبيا الكورد عند الشعب في جميع مرافق الحياة بأساليب تعليمية و إعلامية و قمعية ،حيث لا يختلف الإسلامي و اليساري العربي كلاهما في هذه النقطة سوى في التسمية.
هذه الأساليب جعلت من الكورد ضحيات مستلبة و متمردة على جوهرها ،كما أدت الإنسان العربي إلى حالة نفسية إنفصامية مازالت تعشش في كل مواقفه الحياتية ،لم ترحم الأنظمة الحاكمة أحدا كان مؤيدا أو معارضا ليصبح الكل ضحية و يجني ثمار غبائه و نصرته للوهم بٱسم الإسلام و الشيوعية دون أن يحلل نقاط بسيطة مهمة كان يراها امام عينيه كانت قد تؤدي به للنجاة.


إبان النظام البعثي في العراق حورب الكورد بالسيستيمات الستالينية الإستعمارية التي مازالت ممنهجة و تناضل للأسف عنها أغلبية الحركات و الأحزاب الكوردية اليسارية ،حيث كان مبدأ تبني وعي قومي كوردي في حركة أو حزب أو جمعية كوردية يعتبر خطوة عنصرية نهايتها القمع و القتل و السجن ،الإنسان الكوردي كان مخيرا بين أمرين إما ان يكون بعثيا في بوتقة العروبة أو يبقى عالقا دون أبسط حقوق المواطنة كالجنسية الوطنية ،دون أن يتساءل الإنسان الكوردي عن حقيقة الفكر البعثي و على اي الأوتار يعزف ،لا اعلم هل إلى هذا الحد من الغباء لم يتم التوصل إلى أن البعث بدوره كان قوميا عربيا خالصا ،و أن الكوردي من خلاله كان يحارب فقط نفسه بنفسه لأجل قومية اخرى غاصبة له.

لقد هيأ النظام البعثي العربي السني الأرضية لتصفية الحسابات الشعبية مع كل الشرائح الإجتماعية الموجودة تحت أقدامه ،كان موقف النظام و مناصريه و اتباعه من الشعب أن الإنسان الكوردي مجرد خائن و إنفصالي بالإعتماد على النزعة القومية الكوردية و الصداقة الكوردية الإسرائيلية التاريخية ،علما أن واقع نظام البعث أنذاك مع إسرائيل كان علاقة سوداء ،كما أن العربي الشيعي كافر و زنديق و منافق لتواطؤه مع الرافضية الشيعية التي كانت تعتبر اليد اليسرى التي تصفق لليمنى الإسرائيلية بإعتبارها مؤامرة إسرائيلية_إيرانية ،حيث أن العربي اليساري المعارض لسياسة النظام كان يتهم بالشيوعية التي كان يروج لها النظام على أنها فكر إسرائيلي يهودي شيطاني ،لم يكتفي النظام على نفسه فقط بل اعطى الضوء الاخضر للشعب المؤيد له لقمع كل من يقول انا كوردي او شيعي على الملأ دون اي حماية قانونية (فوضى القمع).،العرب السنة كانوا يحللون كل شيء بالكفر و التخوين في الكرد و غير الكورد.

بعد سقوط نظام البعث السني و بداية بناء نظام طائفي شيعي لم يتحسن شيء و لم يختلف واقع الكورد المعاش ،حيث إختزل النظام القائم الإنسان الكوردي في خانة الخيانة و الإنفصال و الكفر و الصهيونية ،و العربي السني عدو مباشر  إرتكازا على عدواته لأهل بيت الرسول ،و إقحام الشيعي اليساري في الكفر و الشرك و الصهيونية...

حقبة من الزمن بقي فيها الشعب العراقي تائها على هوامش السنة و الشيعة و الإحتكام إلى رواسخ جعلت منه سوى أداة في أيادي الأنظمة التي مرت في عصره دون أن يؤطر فكرة واحدة عن ماضيه و مستقبله ،بقي ضحية غبائه الذي كلفه ثمنا غاليا و مازال يدفع الثمن إلى يومنا هذا ،تجارب سياسية كلفت العرب السنة خسارة مريرة لن تعوض أبدا مهما حصل ،كما أن تقوي الطائفة العربية الشيعية بشكل تصاعدي ليس بمعيار على أنهم في الطريق الصحيح لما ستطرحه مستقبلا حقيقة الواقع في عزل العرب الشيعة و تهجيرهم و إبادتهم و تصعيد الفرس الشيعة عليهم كما حدث للعرب السنة بالتمام و الكمال.

لم يصل الإنسان العربي العراقي بعد إلى ما تخفيه حقيقة حرب داعش ذات الخلفية العرقية و الطائفية وفق مراحل و أشكال تصعيدية ذكية حسب الظروف التي تتطلبه الحالة ،حيث أن حرب داعش التركية_الإيرانية تمارس على الكورد بوجه مكشوف على أنها حرب عرقية تركية فارسية ضد القومية الكوردية ،بينما حربهما على العرب السنة تتخد أشكالا طائفية و انساق و توجهات دينية لكن في جوهرها الحقيقي كذلك تبقى عرقية تجاه المكون العربي ،بينما يبقى العرب الشيعة سوى أدوات للتسلية و لتطبيق كل المخططات الإيرانية الفارسية مع بقائها مقصية دون وزن يذكر كما هو حال واقع عرب و كورد إيران ،لكن في النهاية سيتم الحسم فيهم كما تم الحسم في العرب السنة ليس لأنهم سنة او شيعة بل لأنهم عرب ،بمقياس جبري محض أن تكون شيعيا حقيقيا في نظر إيران هي أن تكون فارسيا شيعيا.

نتائج الواقع الحالية اثبتت بالملموس على أن المقاومة الكوردية هي الوحيدة التي كانت في الطريق الصحيح و نهج محكم جعل منها ألا تنصهر في ذوات الغير المختلف و ألا تسوق كبضاعة كما هو حال العرب السنة الذي كشف عنهم غطاء الوهم الذي حجب عنهم الحقيقة لعقود ،كما أن نفس الدور جاري و سيجري على العرب الشيعة مستقبلا.

خلفية إعادة بناء إمبراطورية فارسية (إيرانية) و عثمانية (تركية) و سوڤياتية (روسية) بنوايا مختلفة و متعارضة يعطينا نظرة حدس يقينية على أنه مستقبلا لن تجد شيء إسمه "عرب" في الشرق الأوسط ،هذه المخططات الإستعمارية التوسعية الخطيرة المبنية على سحق كل القوميات الأخرى هي من أدت إلى صحوة وعي قومي على يد المقاومة الكوردية تعي من خلالها مأسات مصيرها في حالة تماطلت أو إستصغرت الأمر ،فلم يكن هنالك سوى حل واحد فقط لا ثاني له هو حمل السلاح و تحرير كوردستان.

بعد الإنتفاضة الكوردية سنة 1991 صعدت قادات المقاومة بشكل ذكي لتأمين نفسها أكثر عن طريق المطالبة بالفدرلة التي أعطت إقليم كوردستان رؤية داخلية واضحة ،تلتها تكوين حكومة إقليمية للتنسيق وفق ما يراه الإقليم صائبا و ضروريا سواء خارجيا أو داخليا ،و بعدها الإهتمام بالتنقيب على الثروات من اجل إنعاش الإقليم ،كل هذه الخطوات كان لها وقع كبير في إفشال سقوط الإقليم في الحروب الماضية و الحالية.

ماذا لو كان العرب السنة بمقدار ذكاء الكورد بعد 2003 و طالبوا بفيدرالية إقليم لهم و بنفس الخطوات التي قام بها إقليم كوردستان ،هل سيقع العرب السنة في هذا المأزق ؟؟ شخصيا لا أظن ذلك.

أيها الكورد هل تظنون أن ما يقوله و يشدد عليه الزعيم الكوردي "مسعود بارزاني" فقط كلام عابر ؟؟!!ويحكم و لأحزابكم التي لا تؤمن بكوردستان دولة مستقلة ،من لا يؤمن بكوردستان من الكورد فمصيره كمصير العرب السنة و العرب الشيعة مستقبلا إنشاء القدر ،علما أن الكورد في سوريا (حاملي فكر السيستمات و الإسلاموية) يعيشون نفس واقع العرب السنة في العراق و الكورد في تركيا لإتباعهم نفس رواسخ النقاش على البيض الفاسد.

في كوردستان العظمى هناك زعيم واحد أوحد إسمه "مسعود بارزاني" وحده من حطم "سايكس بيكو" ،أما البقية فكلهم مازالوا يصفقون لمن أبرمها.






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22778