الشذوذ
التاريخ: الأثنين 24 تموز 2017
الموضوع: اخبار



محمد قاسم " ابن الجزيرة "
 ديرك 20/7/2017 

في اللغة العربية تعني كلمة شاذ-شذوذ-شواذ...- الأحوال المختلفة عن ما هو طبيعي. فمثلا وجود أسود بين عدد من البيض هو حالة شذوذ، والعكس صحيح-هنا يعني الشذوذ الاختلاف فحسب. لكن الشذوذ يأخذ معنى ذا طبيعة أخلاقية أيضا، فالزواج المثلي مثلا غير مشروع بحسب قواعد وقوانين وأعراف سائدة تاريخيا ولا تزال غالبة في الثقافة العالمية. ... هذا النوع من الشذوذ يعنى الاختلاف من جهة، يعنى شذوذا أخلاقيا أيضا (الحالة الشاذة هنا لا توافق المعاير المعتمدة...) وبالتالي، فهذه الحالات وما يشابهها من أحوال وأفعال ... مرفوضة أخلاقيا، وغير مرغوبة، عندما تكون عامدة خاصة. الشذوذ الذي يكون نتيجة حالة خَلقية يعتبر حالة طبيعية لجهة الخَلق –أي ليس الشاذ مسؤولا عنها – لكنها تبقى بمعنى الاختلاف، حالة شاذة للتوصيف فحسب. كالخنثى مثلا.


 من المعروف من خلال التجربة -فلا نملك إحصائيات –بأن نسبة الشذوذ او الشواذ قليلة عادة. ونعني هنا، الشذوذ الخَلْقي. بعض المنابر الإعلامية خاصة، جعلت من الموضوع قضية رئيسة لها-ومنها منابر أوروبية وغربية عموما ...-ونتساءل: لماذا هذا التركيز على قضايا الشذوذ بهذا الزخم–ولسنا في المبدأ ضد تسليط الضوء عليها ككل الأمور الأخرى وفقا لحجمها وحاجة البشر إلى الوعي بها ... لكن الزيادة والإلحاح والتكرار في نهجها يثير تساؤلات عن الجدوى والغايات. ترى هل هذا الاهتمام القوي وغزارة العرض قضية بريئة؟ ! نعلم ان الإعلام بطبيعته يهدف لغايات تخصه –او له منها فوائد... فمعظم الإعلام بأصنافه المختلفة أصبح إما تابعا مباشرة لنظم سياسية، او لرأسمال هو شريك في هذه النظم في صورة ما – لذا لم تعد له تلك الوظيفة –والمهمة –التي نشأت الصحافة أصلا من أجلها كسلطة رابعة كما كانت تسمى تكشف عن ممارسات ظالمة ومنحرفة... 
وإذا كنا لا نستطيع –من الناحية العملية –مواجهة هذه الأمواج الملتبسة من الإعلام والإعلانات والدعايات... سواء في عروضها المباشرة، ام في عروض غير مباشرة؛ عبر مسلسلات وأفلام وعروض أزياء وموضة وشركات إنتاج الماكياج وغيرها... مما يعتبر في الثقافة الاجتماعية مباحة. فكيف يمكننا مواجهة الكثير من مواد وسلع وأشياء غير مباحة اجتماعيا بحسب قيمها وقناعاتها وقيمها عموما. والخطورة هي في ان كثيرين جدا لا ينتبهون اليها في خضم ما يجري، وفي ظروف غزارة صخب ...شديد، وإغراءات نفسية مباشرة، وغير مباشرة. جميعا مغلف بجاذبية تستهوي النفوس الغضة (مراحل عمرية معينة كالطفولة والشباب –خاصة المراهقة و بيئة انتشار الأمية وقلة التجربة والخبرة والمعرفة عموما... ومن المؤسف ان تُستقطب هذه الأعمار والفئات والشرائح ... والأشد أسفا تمرير كثير من هذه المعروضات والمنشورات تحت أسماء تبدو بريئة كالفنون والحريات الفردية وحقوق نساء وأطفال وشباب و... غير ذلك.(جميعا مفاهيم قابلة للنقاش والاختلاف والخلاف أيضا لكنها تعامل عمدا كانها مفاهيم نهائية الدلالة) لذا فلا يمكن لفئات وشرائح... كثيرة، إدراك خلفيات وغايات ...هذه المعروضات والبرامج التي تتخذ من هذه المواضيع مادة رئيسة –وكثيرا ما يكون الشباب –من الجنسين-عنصرا موظفا في اصطياد بني جنسه او فئته او شريحته؛ بعد ان زرعت القيم المادية في النفوس، والتي تستسهل السعي وراء الملذات الجسدية بلا قيود-هذه الملذات الجسدية التي أصبحت أساسا في الثقافة المادية، وتستجيب لغرائز وأهواء البشر. لكنها تؤدي –إلى حرمانهم من كثير من عناصر الإرادة والعلاقات المنظمة في ممارسة الحياة الفردية في سياق حياة اجتماعية، بحيث تنتظم العلاقات ضمن منظومة ثقافية تنظم الحياة لما فيه المصلحة بعيدة المدى للبشرية ونموها وتطورها على أساس أفضل ومتكامل. 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22447