لكنهم : البيشمركة من انتزعوا حق تقرير المصير .. رد على مصطفى زين ومقاله / الدساتير لا تليق بالميليشيات /
التاريخ: الأحد 18 حزيران 2017
الموضوع: اخبار



وليد حاج عبدالقادر / دبي 

عندما يتحكم النقص المعرفي بمنطق أحدهم فيتجاهل الحقائق التاريخية خاصة ممن تكثف ذهنيا بإرث عفلق وصدام وغيرهما من عتاة العقل المتأزم في صيرورة وعي ماكانت متجلية مطلقا إن عربيا او لأية قومية بسماتها الإنسانية ومن خلالها يشطح بنا الكاتب مصطفى زين في تغريبة جديدة و صياغة الواقع بمفاهيمه وإفرازاته بدءا من التحولات التاريخية التي سادت في المنطقة منذ تفتت الدولة العباسية مرورا الى ظهور الدولتين الصفوية والعثمانية ومآلات صراعهما ، ومن جديد وبإختصار ! حقيقة أتساءل ؟ أيمكن لهكذا كاتب وبهذه السطحية المعرفية في آفاق المنطقة تاريخيا وجغرافيا بشرية وأقله : العناوين الرئيسة من الإتفاقات والمعاهدات التي واكبت التشكلات الدولانية بعيد سايكس بيكو وماقبلها من صيغ تموضعت في مراسلات فيصل كليمنصو مرورا الى مراسلات الشريف حسين ومكماهون ؟! ..


وفي العودة الى مشاريع إعادة رسم الخرائط الجديدة والتي تمأسيت حينها على ارضية الجغرافيات المحدثة عراقيا وسوريا ، إيرانيا وتركيا وعلى منصة لوزان وارتداداتها البينية من اتفاقات قطع ووصل بالتناغم مع مسألة الموصل والتي / كلها / تموضعت على قاعدة إقصاء سيفر ولكن بإبقاء جينة صراعها فيها ، تلك الجينة بصيرورتها أصبحت كمرتكز أساس للمسألة الشرقية والتي يبدو بأننا بحاجة مستدامة في إعادة بوصلة التذكير بها ومن ثم توضيح الوعي التاريخي بحيثياتها ومتوالياتها كما نتائجها سيما اذا ما تنطح واحدهم ليفرض علينا مثل السيد مصطفى زين / من جديد / رؤية تسطيحية كنتاج لأزمة فكرية لا يرى في كل من لا ينتمي الى حميمية صومعته مجرد قبائل !! .. وكأنهم / القبائل / ليست هي من تتوحد فتؤشكل شعوبا وترتقي لأمم ؟! .. وشخصيا لم ولن أتفاجأ بزوايا مصطفى زين كما هذه المنشورة في جريدة الحياة عدد ١٩٧٩٧ الصفحة التاسعة تاريخ ١٧/٦/٢٠١٧ وبعنوان - الدساتير لا تليق بالميليشيات - فيلتجئ وبلغة إنشائية أشبه ببلاغات السلخ السلطوي خالية تماما وما تقتضيه بداهة حرفية المهنة فيستعيض عنها مواربة تنظيرية ليعكس رغباته وكما يريده هو ان من الحقيقة او التاريخ بجغرافيته !! وليبدو / لي أقله / بأنه فقط وكتلميذ فرض عليه واجب مدرسي فينفذها وبتسرع ودونما تقص او تمحيص ! ومن حقنا هنا ومن شخص مثله ان ندرك اسباب تهربه من الإستحقاقات الجغرافية والتاريخية والتجائه الى جدلية نظرية حتى البعث في أوج قوته عجز ان يفسر / التشديد على الوحدة - أرضا وشعبا - لم يكن يوما من الأيام محل احترام الزعماء الأكراد / وكأني به يعود القهقرى الى تلك الرومانسية البعثية ( أمة عربية واحدة ) وليتحفنا بأن / الأكراد / منعوا العراقيين الدخول الى / إقليمهم / متجاهلا الأسباب التي دفعت الكرد لذلك وبعد كم عملية ارهابية جبانة تم اتخاذ ذلك القرار !! وليمضي السيد مصطفى زين في تسطيح غير بريء بقوله / وكردوا مناطق كثيرة في الشمال خصوصا في كركوك بحجة تعريبها أيام صدام / !! وهنا ؟ أفلا يحق لنا التساؤل : من أين استقى هذه المعلومات وعلى اية حقائق استند في هذا التوصيف ؟ وهل كلف نفسه في العودة الى حيثيات التاريخ حتى ماقبل ستين سنة مثلا ؟! وهل لديه ولو إلمام بسيط / مثلا / بتشكيلات الإيالية في الدولة العثمانية وبالتالي افرازات الحلول وفق معطيات ما بعد انهيار الدولة العثمانية ؟! افترض جدلا بأنه لم يسمع بأزمة الموصل والتي اقرت عصبة الأمم بضمها للملكة العراقية المحدثة وفق سايكس بيكو وبالتالي تقاطعها مع كركوك واكتشاف النفط وماتم البناء عليها وعين الأمر انشاء اقنية ومشاريع الري في قضاء الحويجة وجلب العرب من قبيلة العبيد وتوطينهم هناك عام ١٩٣٧ !! وهل كلف نفسه بالإطلاع على التشكيل الإداري لمحافظة كركوك والموصل ومتتالياتها إن في احداث محافظات وممارسة سياسة القص واللصق بعثيا وهذه ما هي المناطق التي سميت بالمتنازعة عليها وفق المادة ١٤٠ !! وهنا : أوليست الأمانة الصحفية ودقة المعلومة تفرض على امثال زين بذل بعض من الجهد يستهلكها في توثيق معلوماته بدل - شطحنتها / على قاعدة - العصبوية - القومية ؟!! والمؤسف هنا حقا ان يقفز كاتب مثله - مكررا - وبعقلية تبريرية باطنية فيؤجرم الكرد ويعتبرهم جناة كانوا على سيادة الدولة العراقية !! في نضالاتهم التي ما وهنت مذ كانت العراق ذاتها مجرد إيالة تابعة للدولة العثمانية ، وفي الواقع هي ليست بسطحية معرفية بقدر ماهي تبريرية مقرفة للحقائق وبالتالي تشويه لنضالات شعب ما وهن يدافع عن عدالة قضيته وحقوق شعبه وقدم من اجل ذلك مئات الألوف من الشهداء وتآلفت / قبائلها / في حركة تحررية شكلت نواة لحركة مقاومة ونضال سعى ليصل الى مرحلة تقرير المصير . فهل هي التبريرية التي يبتغي مصطفى زين ليمنح على أساسها او يسقط كل الإتهامات بحق كل النظم التي تتالت على حكم العراق بحق كردستان وشعبها ؟! . لنقرأ سوية ما كتبه مصطفى زين .. / .. مسعود بارزاني الذي حدد ٢٥ أيلول سبتمبر المقبل موعدا للإستفتاء على الإنفصال عن العراق ، إن خطوته تنسجم مع القانون الدولي الذي ينص على حق الشعوب في تقرير مستقبلها لكن المنطق يؤكد أنه وزعماء بقية القبائل الكردية مارسوا هذا الحق عندما ارتضوا الدستور وشاركوا في صوغه ، فماذا حصل كي ينقلب عليه ؟ / .. والسؤال هنا ؟ هل تقصى زين في الذي حصل ؟! ومن ثم أولم يكن ذلك الدستور توافقيا وبالتالي وضعيا ؟ ومن ثم مجرد العبث بها او الخروج عن موادها تفقد توافقيتها سيما عندما تستخدم سلاحا من جديد بيد جهة يفسرها كما يشاء ؟ وببساطة شديدة ان كل الصيغ عندما تفقد موائمتها للواقع فهي تحتاج الى صياغة جديدة وبمفاهيم جديدة وواثق / انا / بأن السيد زين لو كلف نفسه بحثا عن مبرر الكورد لذلك لضاعف هو لهم من مبررات وعلى سبيل المثال ممارسات المالكي وما فعله بحق كوردستان وشعبها ، وهنا ، هل التجويع وقطع المستحقات كانت في صميم بنود الدستور التوافقي ؟ أم ايجاد الحلول للمناطق المتنازعة ؟! وباختصار في هذا الجانب لم استغرب مطلقا العقلية التبريرية المبطنة لمصطفى زين في شرعنة كل حروب الإبادات من كيمياء وانفال وتدمير للقرى والبنى التحتية وتدمير الغابات وطمر الآبار وتسميم الماشية وآخرها ممارسات المالكي التجويعية فيبررها حماية الدولة لوحدة اراضيها في وجه قبائل !! لا تعي في الدولانية والدساتير شيئا !! .. ومن هنا وكورديا : ولكونهم من واضعي الدستور الذي قصقص و حيث ان الدستور وضعي وتوافقي ومشاركتك ايضا في بترمضامينه على قاعدة / لا تقربوا الصلاة / !! أوليس من حق / القبائل الكردية / سيما وقد نص ذلك الدستور على ان من تصفهم انت بالقبائل هم / الشعب الكردي / وكذلك مستقرهم ب / إقليم كوردستان / الفيدرالي و : من جديد في العودة الى نص مصطفى زين فيعدد خروقات إقليم كردستان وممارستها لحقها كإقليم برئاسة وجيش وووو .. حتى أنهم يقيمون علاقة مع إسرائيل !! وكأن محمود عباس وهنية لا يقيمان علاقات مع اسرائيل ! أوليست هي عينها عقلية سنوات ١٩٦٧ وحكايا الجيوب العميلة ؟! وماذا اذن عن الدول العربية التي لها وفيها سفارات لإسرائيل وليت السيد زين اكتفى بهذا وما تطرق لما جرى في الموصل سنة ٢٠١٤ واعتبر ذلك نتاجا لهزيمة جيش أمريكا في تجن واضح على الحقيقة التي تمثلت بقرار المالكي مدفوعا بتعليمات اعطيت له لتخفيف الضغط على رأس النظام في دمشق ، ولا يفوتني هنا الإشارة الى تلك التكويعة على عين الدستور الذي يتباكى السيد زين عليها ويطوبها في موضوعة ماقالها الرئيس البرازاني بأن البيشمركة لن تنسحب من الأراضي التي حررتها بدمائها من المناطق التنازعة عليها وفق المادة ١٤٠ من الدستور العراقي ! أوليست هي مادة مثبتة قانونيا بأنها مناطق قيد تحديد تابعيتها وكل حكومة العراق بعيد سايكس بيكو وإلى الآن تتهرب من حلها وضمن الأطر القانونية ؟! .. ويحلق السيد زين عاليا في توجهه الشوفيني يلتمس رهابا مدغمة بفزاعة تهديدية تتوائم تحديدا مع تلك النزعة السايكولوجية التي لا تستطيع التحكم الى المنطق وبالتالي تقبل حقيقة وجود شعوب وأمم أخرى يحق لها ما للأمم الأخرى في حق تقرير مصيرها فيلتجئ وبمواربة الى ما يتأمله لا الواقع الموجود فيقول ( سينفذ بارزاني وعده بالإستفتاء على الإنفصال عن العراق ، وسيفوز ويحظى بشعبية واسعة في إقليم كردستان ويعزز موقعه في مواجهة زعماء القبائل الكردية وفي مواجهة الحكم في بغداد ، ولكن هل يقدم على إعلان الإنفصال فعلا وتشكيل دولة كردية ؟! وهل تقف إيران وتركيا متفرجتين على الخطر الذي يهدد وحدتهما .. ) .. والسؤال البديهي هنا للسيد زين : لماذا سيهدد اعلان استقلال كردستان العراق سيهدد وحدة أراضي تركيا وإيران ؟ واين هي سوريا سايكس بيكو من هذا المؤثر ؟! إذن فأنك تقر بوجود قضية لا قبلية وحتى لو وسمتها بالقبلية فلتكن !! فهي ستودي بك الى تلك الحقيقة التي رغم براعتك في إخفائها ولكنك فشلت للأسف وأعني بها قضية شعب ووطن جزء وشعب كردستان هو من ضحى ليحافظ على خصائصه وبالتالي يرتقي بنضاله في سبيل قضيته القومية على أرضية شعب ووطن ندرك بأن كردستان قد قسمت الى أربعة أجزاء ، والتجربة علمتنا بأن تلك الدول الغاصبة لكردستان ومهما وصلت خلافاتهما ومحاورهما البينية إلا أنهم يتحدون في الموقف بالضد من طموحات كردستان وشعبها ، ولربما توفقوا احيانا واستطاعوا الحد من حيوية الحق القومي الكردستاني في مفاصل سابقة ، إلا أنهم مجتمعين ما استطاعوا النيل من إرادة واستمرارية النضال القومي الكردي في كل جزء على حدة ، ويبدو جليا ثانية مدى القصور المعرفي للسيد زين وتاريخ نضالات شعب كردستان منذ سنين طويلة تعود لأوائل القرن الخامس عشر الميلادي في كردستان إيران مرورا بقوائم عديدة ومثبتة تاريخيا يمكن له الرجوع اليها ببساطة ، وسيلاحظ وبالتأكيد بأن تلك الثورات لم تقم لنزاعات قبلية بقدر ماكانت نواة لحركة تحرر قومية لازالت تتدفق في لا إبالية من فزاعة الترهيب السوري والتركي والإيراني والتي جربتها ستينيات القرن الماضي بعملية عرفت بطوق الكماشة وارتدت عليهم ، وهنا كان من المفترض على الكاتب مصطفى زين ان يركز على العوامل المؤدية الى التوجه نحو الإستقلال ، وأن ينبه تلك الدول على الإستحقاقات الحقيقة المطلوبة منها ، واعني بها حقوق الشعب الكردي فيها ، والتي هي بحد ذاتها ستنتزع . وقبل ان يفوتني ! نعم هي جملة واحدة مردودة لك وعليك أن تعدلها : الدساتير لا تليق بمن يدير مصائر اكثر من شعب في دولة واحدة وبنزعة إقصائية !! تلك الدول التي ولدت كنتاج لإتفاقات فرضت من تحالفات دولية وبظروف تاريخية وبتجاوز لرغبة شعوبها ومن هنا فأن من حق المتضرر قوميا فك ارتباطه الجمعي قوميا لطالما فشلت الدولة المتعددة في طرح ذاتها كحاضنة شاملة . كنا نتأمل بعضا من الموضوعية والتحليل المنطقي بعيدا عن عسف تلبست السيد زين في مواقف عديدة نقرأوها له بين الحين والآخر وأحب أن أذكر السيد مصطفى زين وأبشر الشعب الكردي بأن كردستان قادمة كحق مشروع لشعب عشق وطنه ورواها بدماء طاهرة وزكية وبكلمات نختصرة أضيف نداء الرئيس مسعود البرازاني في سياق مقابلته الأخيرة للمجلة الأمريكية فورين بوليسي حيث يقول : / .. في الحقيقة، إنها فرصة رائعة لألقي هذا البيان؛ نحن نفضّل أن نموت جوعاً على أن نعيش تحت القمع واحتلال الآخرين لنا. وإذا تم أخذ القرار بعزلنا بسبب هذا الاستفتاء، دعوا شعبنا يموت. وسيكون ذلك بمثابة “فخرٍ” للعالم أجمع لأنهم قتلوا شعبنا من خلال تجويعه لمجرّد أن هؤلاء الناس قرروا مصيرهم من خلال وسائل ديمقراطية. / 
نعم مصطفى زين صدقت :في مقولتك / الدساتير لا تليق بالميليشيات / ولكن اتمنى ان تدرك بأنها - وبالعذر من الإعلامي الكوردي آكو محمد محمد / أنه استقلال كردستان والبشمركة من سيصنعها






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22308