بين فرهاد بيربال الهوليري ومحتج برج عبدالو (الكورداغي)
التاريخ: الجمعة 14 نيسان 2017
الموضوع: اخبار



وليد معمو

ذات يوم ، وذات مكان ، في قرية برجة (Bircê) الساحرة ، العفرينية ، في مناسبة أنيقة ونقية وهي زفة عروس .
كانت القرية  هادئة جميلة ، تجمع بين السهل والجبل ففي خلفيتها واجهة ربانية صخرية كلسية ، أما في مقدمها فجنان الخلد بحالها ، بساتين التفاح والرمان والدرّاق الممتدة في السهل الاخضر ، ومن تحتها وبالقرب منها يجري نهر عفرين منذ الأزل ، بالمختصر المفيد إنها كانت أشبه بجنان عدن .
أما الصبايا فكن في أبهى حللهن ، وأزهى ألوانهن ، وكيف لا ?!. 
فالمناسبة عرس ، والعروس عفرينية ، نهروانية ترعرت  بين الأعناب والطيوب … 


وهناك في وسط القرية تفاجئت بظهور رجل بالغ عاري ، كما ولدته أمه ، وفي وسطه شيء كالوتد ، يجوح ذات اليمين وذات الشمال ، ولكن دهشتى كانت عادية بالقياس مع دهشة الصبايا ، فمنهن من أدرن بخدودهن الموردة حياءً  في الإتجاه الآخر وهن يصرخن من  فانتازيا المشهد  ، ولم يخلو الأمر  من أن بعضهن تصنّعن الدهشة والإندهاش .
أما أهل القرية فقد كانوا متصالحين مع انفسهم والحالة هذه ، فقد اعتادوا عليها ، كما اعتادوا على خرافهم ونعاجهم .
واليوم وأنا أسمع بقصة الأستاذ فرهاد بيربال وطريقته في الاحتجاج السلمي بساحات هولير ، تذكرت قصة ذلك الرجل في  "برجة"… 
وليست هناك مشكلة معه أبداً ، كما لم تكن هناك مشكلة ، مع الحالة التى رأيناها في  "برجة" .
فيما لو أن الهوليريون اعتادوا وتصالحوا مع الحالة ، أسوة بإخوانهم البرجاويين الكورداغيين .
وقتها فقط لا بأس بالحالة !!.
ودون أن نحمل هولير و "برجة" تبعات الحالتين ، فهما نوع من الاحتجاج ربما لا يمر بسلام دوماً .
وربما يحتاج الهوليريون والكورداغيون إلى كثير من الجهد والوقت ، للتصالح مع الذات والغير ،  ففي الدروب إلى البناء ، لا بد من بناء الانسان أولاً ، حتى لا يهدم  هذا الانسان يوماً ما بني بجهد وعرق الآخرين !!.
كورداغ  في 14-4-2017    






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=22070