وهي كجزء من تصدير أزمة داخلية تركية وتناقضات حدية بين الطموح والإرث الكمالي وبين معطيات جيوسياسية جديدة لا يستطيع العقل العسكري التركي قبولها , إلى الملف النووي الإيراني وما يحيط به من تجاذبات سياسية , إقليمية , ومحاولات محمومة لتغيير ميزان القوة في المنطقة , حتى وان كان ذلك على دموع ودماء شعوب بأكملها , وهي أوراق واذرع إقليمية تتشابه في الصفة والسلوك وتختلف في الاسم ومكان التواجد , كحماس وفتح الإسلام وجند الشام والكثير من مسميات وضرورات اللعبة الإقليمية والدولية , وتتشارك في الكثير من هذه الأذرع العديد من الأنظمة المرتبطة بحكم المصلحة والتوجه والخوف على المصير كالنظام السوري والإيراني . وعلى الصعيد الداخلي توقف الاجتماع حول الاعتقالات السياسية كسمة للوضع العام في دولة أمنية بكل دقائقها وتفاصيل حياتها , والمترافق مع تزايد حدة الغلاء المعيشي والبطالة والإفساد المنظم والتفتيت المنهجي لبنى المجتمع السوري , وكل ذلك لتثبيت الديمومة واخصاء المجتمع , مما يجعل من المستقبل في ظل التداعيات السياسية القادمة , قاتما , فالفعل السلطوي يجعل من فاتورة الانتقال نحو الديمقراطية مكلفة , ليس فقط على صعيد الداخل السوري , بل على الصعيد الإقليمي أيضا , ولعل الثنائية الأبرز المحددة لتوجه النظام الأمني , هي معادلة المقايضة بين الاستقرار أو الفوضى .
وفي المجال الكوردي فقد رأى الاجتماع بان المخاضات الحاصلة نتيجة حتمية لإفرازات المرحلة الحساسة والدقيقة , فالحركة في يوبيلها الذهبي أمام معضلات معقدة , تتطلب رؤية سياسية ناضجة وفعلا مقاوما يجسد الهوية القومية للشعب الكوردي وأحقيتهم في التشارك في وطن يضمهم مع شعوب أخرى , ناهيك عن اقتراب اليوم المشؤؤم الذي طبق فيه العقل العنصري حزاما عروبيا لفصل الكورد عن بعضهم وسلبهم أخصب أراضيهم , وأقام بنتيجة ذلك 39 مستوطنة , ولا زال ذات العقل يعمل في تطبيق البنود المتبقية من مشروع محمد طلب هلال وخاصة عسكرة المنطقة وجعل مدارسها ثكنات عسكرية , ناهيك عن ما يتردد مؤخرا من توزيع مساحات شاسعة في منطقة ديريك وبمحاذاة الحدود العراقية على مغمورون جدد لاستكمال الحزام البغيض .
وتوقف الاجتماع أمام انسحاب الخمسة واعتبر انسحابهم وفق الأسباب المعلنة في بيانهم , حالة تخصهم وبالتالي باتوا خارج دائرة التيار وخطه السياسي , واعتبر أن لكل شخص حق الاختيار سواء في البقاء أو في الابتعاد , ومهما كانت الأسباب فنحن حالة حداثية نحترم الراي المختلف ونترك المستقبل يحكم على صحة هذا الطرح أو ذاك .
أما بخصوص بعض الذين ابعدوا عن التيار ومنذ فترات طويلة ولأسباب متعددة فاحدهم يعلم الجميع لماذا ابعد قبل وخلال وبعد اغتيال الأخ أنور حفتارو ؟ والأخر انضم برضاه ومنذ أشهر إلى حزب أخر ؟ ونحن نحترم انتقاله , وهو حق شرعي لاي كان في اختيار ما يناسبه ويلاءم طبيعته ورأيه ؟ لكن الصحوة الانترنيتية لهذا وذاك تضع الأمر ليس في سياق اختلاف الراي وإنما في سياقات أخرى سنتركها أيضا للمستقبل ومعطياته , والانكى أن يصحو السيد احمد حيدر بعد عاما ونصف ليصدر توضيحا يسوغ فيه ابتعاده الهادئ في توضيح صارخ الدلالة , ونحن إذ نبارك له الصحوة المتأخرة جدا , نتساءل فقط عن مشروعه الثقافي والفضاء الذي طرحه فيه وأين أصبح ؟ ونقول للتاريخ فقط , سبحان من يحيي العظام وهي رميم ؟
وقد نصادف اليوم أو غدا احدهم يصدر تصريحا لأننا لم نلقي عليه التحية , أو لأنه توهم بأنه مناضل عتيد سلبه التيار هذا الحق , خاصة وان الانترنت وفر هذه الخاصية , وفي كل الأحوال فقد رأى الاجتماع بان آليات تشكيل وبناء التيار والخط السياسي المقاوم والمواجه والمبني على قيم نضالية تجسد الوضوح في الطرح والمبدئية في الفعل , وما حققه بعد عامين من تأسيسه , باتت حالة وطنية على سكتها الصحيحة , ونحترم من يترجل منها مهما كانت أسبابه ومسوغاته , ونؤمن بان الساحة مفتوحة لاي فعل ثقافي أو سياسي , فالمرحلة التي نمر بها هي مرحلة نجزم بأنها مرحلة اصطفافات جديدة داخل وخارج الأطر الكوردية , سيكون فيها انسحابات وانتقالات من هنا وهناك , فالشكل الذي تسير باتجاهه الحركة , هو نمط نضالي حده الأول تيار معارض للنظام الأمني , يواجه سياساته وعنصريته , وتيار أخر يجسد الموالاة السياسية , ويراهن على النظام في إصلاح ما أفسده .
21-6-2007
مكتب العلاقات العامة
تيار المستقبل الكوردي في سوريا