د. أحمد شوقي: نداء «بريمن» جاء ليبرر ممارسات على الأرض تضر بالصميم جوهر القضية الكوردية العادلة في سوريا
التاريخ: الجمعة 27 كانون الثاني 2017
الموضوع: اخبار



حاوره: ماجد ع محمد 

 بعد دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التفيذ في سوريا، وعقب تسلم دونالد ترامب مقاليد الحكم في أمريكا، وحول مباحثات الاستانة واستمرار الاتحاد الديمقراطي في اعتقالاته لكوادر وقادة أحزاب المجلس الوطني الكردي وفرضه الضرائب اليومية على المواطنين، وللوقوف على كل هذه المستجدات كان لنا الحوار التالي مع الدكتور أحمد شوقي العضو القيادي السابق في المجلس الوطني الكردي وعضو الحزب الديمقراطي الكوردستاني ـ سوريا.


ــ بعد تسنم الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب هل تعتقد بأن تغييراً جذرياً سيحدث في السياسة الأمريكية حيال سوريا أم سيبقى الرئيس الجديد ملتزماً بالشراكات والعلاقات السابقة للادارة الامريكية؟

السيد ترامب شخص مثير للجدل في كل شيء حتى بطريقة وصوله إلى البيت الابيض كرئيس 45 للولايات المتحدة فهو أول من قال بأنه سيطعن بنتائج الإنتخابات في حال عدم فوزه بها، واثيرت حوله شكوك في أن يكون الروس من ساعدوه في حملته الإنتخابية عبر عمليات قرصنة إلكترونية لمواقع الحزب الديمقراطي، عدا عن مجموعة لا حصر لها من القضايا المتعلقة بشخص السيد ترامب كقضية إستهزائه بالمرأة وموقفه غير العقلاني من منظمة حلف الشمال الاطلسي والإتحاد الأوربي عموماً، وإعجابه بالسيد فلاديمير بوتين وموقفه من المهاجرين في الولايات المتحدة وموقفه من المسلمين، وغيرها من المواقف المسيئة لقضايا الشعوب ومعتقداتهم كموقفه المنحاز لدولة إسرائيل وحل الصراع على أساس الدولتين ...إلخ، فكل ذلك يجعلنا نعتقد بأن ثمة إنعطافة قوية في المواقف الأمريكية حيال كل القضايا ومنها القضية السوريةـ وأن تغييراً جزرياً سيحدث حيال الملف السوري.

ــ ترامب حدد موقفه من الإرهاب الإسلامي سلفاً وياترى لماذا غاب الإرهاب الأسدي وإرهاب الميلشيات الموالية له من تصريحاته؟

ترامب سياسي شعبوي بإمتياز ولا يمتلك من المعارف مايكفي كرئيس لأعظم قوة عالمية، وما الذي قد يحدد موقفه السليم من مجمل القضايا المهمة في العالم، والتي تعني السياسة الخارجية الأمريكية  بالدرجة الأولى ومنها قضية الإرهاب، ترامب وبتفكيره الشعبوي يشعر بأن الإرهاب يتمثل فقط بتلك المنظمات الإسلامية والحركات الجهادية التي تذبح الناس أمام كاميرات التلفزيون، وهو لا يملك أبسط المعلومات الحقيقية عن طبيعة الأنظمة في الشرق الأوسط التي استولدت كل هذا التطرف الديني، وهو إلى حد ما يحدد موقفه من الإرهاب بمقدار ما يؤذي هذا الإرهاب الولايات المتحدة، ولهذا أعتقد بأن ترامب سوف لا يعنيه كثيراً طبيعة الحركات الميليشاوية الموالية لنظام بشار الأسد أوالطبيعة الفاشية للنظام نفسه.

ــ هل ترى بأن نظام الأسد جاد بهدنة وقف إطلاق النار بينما يخترقها باستمرار في وادي بردى؟ 

لا اعتقد بأن النظام مهتم بكل عملية أو اتفاقية وقف إطلاق النارالتي تم توقيعها في أنقرة وبرعاية روسية وتركية، والنظام لايزال يراهن على الحسم العسكري وخصوصاً بعد ان تلقى كل هذا الدعم الجوي العسكري من روسيا والنظام الإيراني، ومع ذلك أنا أعتقد بأن روسيا ستجبر النظام على الإلتزام بوقف إطلاق النار الشامل وستمهد الطريق أمام نجاح مؤتمر استانا ولو بصورة لا ترضي النظام وحلفائه أو المعارضة المسلحة وبعض الأطراف المهمة في الهيئة العليا للمفاوضات.

ــ أتراه كان انتصاراً دبلوماسياً للمجلس الوطني الكردي حضوره مباحثات الأستانة مقابل فشل الاتحاد الديمقراطي في إثبات حضوره؟

حتى أكون واقعياً فأرى بأن طرفي المعادلة في المناطق الكردية بسوريا لا يقدران على أي إنجاز يمكن تسميته بالنصر لا الـ:  T E V DEM ولا الـ: E N K S في سوريا، الأول يسيطر على كامل الحياة السياسية في سوريا وله تحالفات عسكرية قوية جداً مع الولايات المتحدة وروسيا إلى حد بعيد والنظام أيضا، بينما الثاني لا يزال يقتصر حضوره على الوجود المعنوي إن صح التعبير في الجانب المتعلق بالمشروع القومي الكوردي وبقاعدة شعبية جلها تقيم في دول المنافي والمهجر، وفيما يتعلق بوجود المجلس في مؤتمر استانا فهو لم يتخطى الجانب المعنوي ولم يأتي بأي إنجاز حقيقي فيما يتعلق بتحقيق شيء ولو بالحد الأدنى للكورد ولهذا أعتقد بأنه من الإجحاف ان نسمي حضور المجلس للمؤتمر إنتصاراً.
أما حزب الإتحاد الديمقراطي فهو الآخر يفشل في أن يكسب شرعية دولية أو إعترافا بسبب سياساته المريبة ومشاريعه غير الواقعية وعقيدته الشمولية المطلقة في الإستحواذ على كل السلطة في المناطق التي يسيطر عليها.

ــ هل تعتقد بأن الاستانة ستكون العتبة التي ستنطلق منها العملية السياسية في سوريا؟ أم سيبقى دورها مقتصراً على الجانب العسكري؟

بالتأكيد أستانا ستكون العتبة التي سينطلق منها العملية السياسية وهذا ما نريده وتريده الأطراف الضامنة لتثبيت وقف إطلاق النار في أستانه مع كامل إيماني بأن  قوات النظام والميليشيات الموالية لها وإلى حد بعيد إيران ستحاولان عرقلة وقف إطلا ق النار أو تثبيته، ولكني أعتقد بأن روسيا هذه المرة جادة في التعاون مع كل الأطراف لضمان تثبيت وقف إطلاق النار والتمهيد لمفا وضات جنيف المرتقبة في شهر شباط المقبل لتسوية الصراع السوري سياسياً على أساس الإتفاقيات الاممية ذات الصلة بالشأن السوري ومنه القرار الأممي 2254 وتفاهمات فينا 1 و2 ومخرجات جنيف 1 لعام 2012والتي سيعمل عليها بعد وقف إطلاق.

ــ أمازلتَ قلقاً على مصير عفرين أم ثمة ما يبشرك بالخير وبأن المنطقة لن تتعرض إلى المخاطر مع دخول هدنة وقف اطلاق النار حيز التنفيذ منذ أكثر من اسبوعين؟

عفرين لاتزال في دائرة الخطر وأنا قلق جداً عليها وعلى من بقي فيها من أبنائها الطيبين وخصوصاً بعد هذا التكديس الهائل لكال الجماعات المتشددة في جوارها كإدلب وأعزاز، ولكن لا أعتقد بأن الأمور ستتطور سلباً إلى درجة الخوف لا بسبب تثبيت وقف اطلاق النار فقط، وإنما هناك قوة فعلية تحمي تخوم عفرين وليس من المعقول أن يتجرأ احد في الهجوم على عفرين كل ما هنالك ستكون هناك محاولات من جانب النصرة ومن على شاكلتها.

ــ برأيك هل كان نداء بريمن الذي أطلقه بعد المثقفين ضرورة مرحلية؟ أم أن النداء كان أعرجاً باعتباره ساوى بين طرفين أحدهما متسلط ويمارس السطوة على الثاني؟

أنا شخصياً لم أوقع على نداء بريمن لا لأنه كان أعرجاً كما تفضلت به، كونه ساوى بين الطرفين أحدهما متسلط ومتعجرف ومغامر إلى حد فقط، وإنما شعرت وكأن النداء جاء ليبرر ممارسات على الأرض تضر بالصميم جوهر القضية الكوردية العادلة في سوريا، وإلا ما معنى أن لا يشير النداء ولو بإقتضاب شديد إلى بعض المشاريع المريبة التي تتحفنا بها منظومة الاتحاد الديمقراطي ولم يطالب النداء بإلغائها.

ــ أتظن بأن البيان الامتعاضي لمثقفي منطقة عفرين كان ضرورياً حيال مسودة الدستور الذي طرحه المجلس الوطني الكردي أم جاء البيان متسرعاً؟

البيان كان ضرورياً ولو أنه جاء متسرعاً ولكني لا أعتبر ما طرحه المجلس هو مسودة دستور كل ما هنالك أن المجلس يحاول أو يجتهد في أن يؤكد رؤيته القانونية لما ستكون عليه شكل العلاقات في المناطق الكردية في سوريا الفيديرالية القادمة، طبقا لتصور المجلس السياسي حيال سوريا المستقبل، وهذا يصح مع العقد الإجتماعي الذي تبناه مجلس سوريا الفيديرالي التابع لمنظومة ت ف دم.

ــ باعتباركم مقيمون في منطقة عفرين فهل حاولت جهة كردية ما اقناع الاتحاد الديمقراطي ليكف عن فرض الضرائب وملاحقة الناس لتجنيدهم في مناطق لا تخص الكرد بشيء؟

أنا لا أعتقد بأن كل منظومة حزب الاتحاد الديمقراطي مع فروعه وروافده تستمع لأحد باعتباره صاحبة نهج شمولي وتدعي امتلاك الحق والحقيقة، وبقناعتي لا توجد جهة تنصحهم أو تتجرأ أن تطالبهم بشيء من هذا القبيل.

ــ هل تتصور بأن الاتحاد الديمقراطي بعد استخدامه كمجرد أداة وقتية من قبل النظام والروس قد يرعوي ويعود الى رشده السياسي؟ أم مطلوب منه أن يستنزف طاقات المجتمع الكردي؟  

من المبكر التكهن بما ستؤول إليه الأوضاع في سوريا، ولكن وفي كل الأحوال واهم من يعتقد بأن حزب الاتحاد الديمقراطي سيتخلى بسهولة عن كل ما يعتقد به من فلسفة وإيمان بالطوباويات وما إلى ذلك من مفاهيم ومشاريع غير قابلة للتطبيق، مع أن أغلب هذه المفاهيم أثبت فشلها منذ ما يزيد عن ربع قرن.

ــ سؤال أخير برأيك لو لم يكن الاتحاد الديمقراطي موجوداً هل كان بمقدور المجلس الوطني الكردي إدارة المناطق الكردية مع مرضه المزمن بناءً على المحاصصات السياسية لديه؟ 

أظن بأن المجلس الوطني لم يكن يفكر ولا فكر للحظة بأن يدير المناطق الكوردية بسبب الخلافات عميقة بين مختلف مكونات المجلس من أحزاب ومستقلين على الحصص وليس بإمكان المجلس أن يدير المناطق الكوردية وهو على هذه الحالة من الاستقتال على المغانم الحزبية، حيث لا تزال ثقافة المحسوبيات والمحاصصات التنظيمية مستشرية في صفوف أحزابها.







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=21780