قائد قوات البيشمركة في محور بعشيقة لـ «ولاتي مه»: نشعر بأن البيشمركة قوة تدافع عن الإنسانية، وهي تجسّد ذلك وتعمّده بدماء الشهداء.
التاريخ: الجمعة 28 تشرين الاول 2016
الموضوع: اخبار



 جبهة محور باشيك ــ محيط قرية فازليّه «الفاضليّة»  خاص «ولاتى مه»:
جنرال البيشمركة بهرام شيخ عريف شيخ ياسين دوسكي ، قائد اللواء السابع قوات بيشمركة ، آمر محور باشيك ( بعشيقة ) في مواجهة داعش ، ينحدر من عائلة عريقة في نضالها ضمن صفوف البيشمركة ، والده الشهيد شيخ عريف دوسكي ، أحد قادة بيشمركة ثورة أيلول ، وأحد مستشاري قائد الثورة ملا مصطفى بارزاني رحمه الله ، وعمه الشهيد اللواء شوكت دوسكي ، آمر محور زومار ، استشهد أثناء دفاعه عن تراب كوردستان ضد الدواعش في ذات المحور ، حاز الجنرال بهرام والذي لايزال في مقتبل العمر على أكثر من ثلاث مائة جائزة وتكريم محلية ودولية ، لم يغادر الجنرال بهرام جبهات القتال منذ أكثر من مائة وخمسين يوماً ، بينما تقوم عائلته بزيارته في مقر عمليات اللواء . خريج كلية الحقوق ، متحدث لبق ، يتابع عمله بدقّة ، ولايزال على رأس قواته التي تحقق الانتصارات المتتالية . وعلى خطوط التماس المباشر مع الدواعش ، افترشنا الأرض على سفح الساتر الترابي الذي تمّ إنشاؤه للتو ، وتحدثنا :


 

جنابكم من عائلة قدّمت العديد من الشهداء ، وأنتم الآن على بعد أمتار قليلة من أعتى قوة إرهابية عرفها التاريخ ، تقودون قواتكم في هذه المعارك الشرسة ، وحققتم انتصارات باهرة هذا الصباح ، هلاّ وصفتم مشاعركم الشخصية إزاء هذه الأوضاع ؟.
بدايةً أرحب بوجودكم بين أخوتكم البيشمركة ، ويشعرنا بالسعادة حضوركم اليوم وتواجدكم في أرض المعركة ، أما بالنسبة لمشاعري فهي لاتختلف كثيراً عن مشاعر إخوتي البيشمركة ، الذين يخوضون معارك الشرف والكرامة على هذه الأرض العزيزة والغالية، لتطهيرها من مجرمي العصر. إننا نشعر بالفخر إزاء اهتمام الرأي العام العالمي ، حكومات وشعوباً ، بتضحيات وانتصارات قوات البيشمركة ، التي تقاتل دفاعاً عن أهلنا الكورد والعرب والمسيحيين ، دون أدنى تمييز ، ودون أي تفريق ، فيتساوى الكوردي اليزيدي والمسلم والشبكي والكاكائي وكذلك العربي السنّي والشيعي ، وغيرهم من المذاهب والطوائف ، إننا نشعر بأن البيشمركة قوة تدافع عن الإنسانية، وهي تجسّد ذلك وتعمّده بدماء الشهداء .

منذ فترة يجري الحديث في الأوساط العامة ، وكذلك على شبكات التواصل ، حول استشهاد عدد من قادة البيشمركة من ذوي  المراتب العليا ، إلى ماذا تعزون ذلك ؟.
أرغب في الإشارة إلى هذه المسألة من زاوية أكثر وضوحاً ، إذا أخذنا عدد الشهداء بالمجمل ، فإننا سنجد أن عدد الشهداء من الرتب العليا سيصل إلى النصف تقريباً ، وهذا يؤكد أن أداء البيشمركة ومشاركته في الأعمال القتالية ، لاتختلف على الإطلاق ، سواء أكان آمِراً أو مأموراً ، وهذه هي مدرسة البيشمركة ، ونهج الثورة الكوردستانية منذ انطلاقها بقيادة البارزاني الخالد ، إذ يقاتل أحدنا إلى جانب أخيه مهما اختلفت الرتبة ، وكما ترون الآن من حولكم هذا المزيج المتجانس الذي يجالسكم دون أن يكون هناك أي شعور بشريحة أو طبقة دون أخرى .

كما يعلم جنابكم أن الحركة السياسية في إقليم كوردستان تعيش حالة اختلاف سياسية بين أحزابها ، هل هناك انعكاسات لهذه الحالة على أدائكم في قوات البيشمركة ؟.
ينبغي أن أؤكد لكم بأن مجموعة الضباط التي تشاركنا في هذه الجلسة الآن ، ينتمون إلى أحزاب مختلفة ، ومهما كان الانتماء السياسي لأحدنا ، فقوات البيشمركة مؤسسة لها تراتبيتها العسكرية ، وجميع من يعمل داخل هذه المؤسسة يخضع لأوامر وتعليمات القيادة العليا المتمثلة بقيادة جناب الرئيس مسعود بارزاني القائد العام لقوات البيشمركة  في إقليم كوردستان ، وحتى هذه اللحظة الراهنة ، يعمل جميع البيشمركة جاهدين لتطبيق الخطط والاستراتيجيات التي تضعها القيادة ، وذلك بهدف تحقيق الانتصارات المرجوّة من تلك الخطط ، ونحن راضون تماماً عن أداء قواتنا في هذا الصدد .

 

جناب اللواء .. كما نلاحظ ، قواتكم تنتشر على مساحات واسعة ، وهناك تداخل في جغرافية المعارك ، وقد قمتم مؤخراً بعملية اختراق لصفوف الدواعش بهدف عزل قرية فازليّه ( الفاضليّة ) وما حولها على سفح جبل باشيك ، ونحن نرى الوضع مربكاً بعض الشيء ، كيف تقودون المعارك وتحرّكون القوات من هنا ، من خلف هذا الساتر الترابي ؟.
كي أوضّح أمراً هاماً للغاية ، ينبغي الإشارة إلى أن كل ضابط في هذه القوة يعرف المهام الموكلة إليه بشكل مسبق ، ويوزعها على القوات التابعة لإدارته بدقة ، وتأتي هذه الآلية ضمن سياق الخطة الشاملة التي وضعها جناب الرئيس مسعود بارزاني ، القائد العام لقوات البيشمركة . وبالتالي فإن دورنا في قيادة المعركة ينحصر في متابعة تنفيذ المهام الموكلة إلينا ، وليست هذه الانتصارات التي حققتها قوات البيشمركة ، والتي تلاحظونها الآن ، سوى تجسيد عملي على أرض الواقع لتعليمات قيادتنا . ناهيك أننا على تواصل مباشر مع قيادتنا العليا ، ويتم تزويدنا بالتوجيهات بين الحين والآخر ، إذا لزم الأمر ، إضافة إلى أننا نمتلك شبكة من وسائل الاتصال بين قواتنا يتم عبرها التأكد من متابعة كل صغيرة وكبيرة . من هنا أقول : نحن نتحرك بأريحية على الأرض ونحصد نتائج طيبة .

ماهي معاييركم للتعامل مع السكان المدنيين في المناطق التي يتم تحريرها ، والتي تدخل ضمن نطاق سيطرة قوات البيشمركة بعد تحريرها من الدواعش ؟. 
نحن نهتم جداً بمسألة قواعد التعامل مع المدنيين ، ارتكازاً على خلفية مفاهيم حقوق الإنسان ، سواء تعلق الأمر بالمدنيين الذين يلجأون إلى قواتنا من المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون ، أو المدنيون الذين يلتزمون منازلهم إلى حين تحريرهم ، نعم .. نحن نتعامل مع مسلحي داعش كقوة إرهابية ويتم استهدافهم أينما وُجدوا ، ويتم القضاء عليهم ، وهذه قواعد اشتباك متعارف عليها لدى كافة قوات البيشمركة ، أما فيما يخص الأسرى فيتم تسليمهم للجهات المختصة . وللتوضيح أكثر ، فإننا نضطر أحياناً وبالاستناد إلى تعليمات قيادتنا إلى تغيير تكتيكاتنا العسكرية في اقتحام بعض المناطق ، أو تأجيل تنفيذها لبعض الوقت ، وذلك بسبب وجود كثافة سكانية ، فقد حدث اليوم أننا تلقينا تعليمات من جناب الرئيس مسعود بارزاني بتأجيل اقتحام فازليّة ( الفاضليّة ) والقرى التي تجاورها ، حتى إخلائها من السكان المدنيين ، وكما ترون الآن وفي هذه اللحظات خروج قوافل العائلات من هذه المناطق ، حيث يلجؤون إلى قواتنا ، ويتم التعامل معهم كلاجئين فارين من بطش الإرهابيين ، وتتم هذه الإجراءات تحت سمع وبصر بعثات وسائل الإعلام . أما فيما يخص بعض تقارير منظمات حقوق الإنسان حول بعض الخروقات التي ترتكبها قوات البشمركة ، فإننا نؤكد عدم مصداقيتها ، وهي تقارير ضعيفة ولا تستند إلى وقائع ، ولا تأخذ بعين الاعتبار طبيعة التعامل مع منظمة إرهابية كمنظمة داعش . 

 

لاحظنا وجود قوات من الجيش العراقي في بعض المحاور ، كيف يتم التعامل مع هكذا تواجد ؟.
مؤخراً حدثت تفاهمات بين القيادة السياسية في بغداد وهولير ، يسمح بتواجد هذه القوات في محاور تابعة لقوات البيشمركة ، وعلى أساس هذه التفاهمات نحن ننسق مع هذه القوات .

 جناب اللواء .. هل لديكم أسرى ؟.
كان لدينا أسير يوم أمس ، وقد قمنا بتسليمه للجهات الأمنية المختصّة .

هل لديكم شهداء ضمن هذه الحملة ؟.
منذ بداية حملة تحرير الموصل ، قدّمنا خمسة وعشرين شهيداً ، نسأل الله الرحمة لجميع شهدائنا . 

ولاتى مه : في النهاية .. نحن نرى التزاماتكم الجمّة ، نشكركم من القلب على وقتكم الذي منحتمونا إياه ، ونتأمل أن نلتقي بكم مرة أخرى عمّا قريب ، دمتم بخير .







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=21412