الشاعر، وخاصة في فترة إدارة صحيفة " كوردستان" ابتعد، ونأى بنفسه، وانزوى في زاوية معتمة في شغاف القلب بانتظار لحظة التجلي الحلوة يوماً ما.
ـ كشاعر عاشر حياتياً بعض الشعراء وتعامل يومياً مع الصحفيين والنقاد، ومع ملاحظة أن النقد في بلادنا لا يزال مختصراً على نماذج محددة، فأين ياترى ممكن الحصول على الناقد المنحاز للمٌنتَج وما جاء فيه من رؤى وأفكار وتصورات، محتفياً بالجمال وحده بغض النظر عن وجهة صاحب المُنتج، جنسه أو انتمائه؟
الفوز بوجود ناقد حصيف، بعيد عن شخصية المبدع، والعلاقة معه ممكن، طبعا هناك مدارس عديدة في النقد والتحليل النقدي، هناك نقاد منحازون للمنتج فقط دون أن يكون من الأهمية النظر لاسم أو لتجربة الكاتب أو الشاعر، بكل حال الناقد الشرقي أقرب للعاطفة والانطباع، بينما الناقد الغربي لا يهمه الكاتب أو المبدع النص الادبي، ومنذ عقود طالب الناقد والفيلسوف الفرنسي رولات بارت لموت المؤلف، والانحياز بالمطلق لاستنطاق النص، والنص فقط، وتقليص نموذ الناقد الذي يكتب من باب الوفاء لصديقه الكاتب، أو ناقد يكتب لغاية وصولية ما، أو ناقدٌ يكتب فقط للكبار بدافع الارتفاع معهم، وناقد آخر هو مجرد حاقد على الكاتب ولا وظيفة له غير التنقيب عن العثرات في المُنتج الذي يتناوله بالنقد. أما كرديا، الناقد المنهجي ... العلمي.. مازال بعيداً. الناقد الكردي باللغة الكردية على وجه التخصيص مازال يكتب بحذر شديد، وينتقد بحذر شديد.