جتو بطلنا السياسي، زيارة صديقه المعلم 2
التاريخ: الثلاثاء 12 حزيران 2007
الموضوع: اخبار



بافي ايمي

بعد كتابة المقالة الأولى بخصوص العزيز جتو، تلقيت الكثير من الأتصالات والرسائل، من أصدقاء ورفاق وزملاء، بادين أعجاب آرائهم الكريمة و حثوني على كتابة المزيد من هذا القبيل.
كما حسبت من قبل أن يكتب الأخرين عن آرائهم، ضد ما كتب في المقال و هذا حق شرعي لكل إنسان حسب رأي الشخصي، ولكن بصورة موضوعية، انتقادية، بناءة، لكن مع الأسف و كما تعودت في مسيرة حياتي من ذوي النظر القصير، الهجوم على الشخص وليس على المقال


و هذا ما أعتبره أسلوب الجهل في الحياة بكافة مجالاتها سياسيا كانت أم اجتماعية أم ثقافية ودليل لي على نقص في الشخصية، مع الأسف.
و كما كتب كثير من نقادنا وكتابنا في كثير من كتاباتهم، إن كان بيتك من زجاج فلا ترمي بالحجارة على بيوت الجيران.
لن أنزل من مكانتي و مستوى شخصي لمستويات الحضيض، ممن يعرفون تماما، أن مأربهم هو تلويث شخصية أو لغاية في نفس معاوية.
مع الأسف و رب السماء يعلم، يحترق قلبي على من لم يحصل على حق إقامته الرسمية في بلاد الغربة وخصوصا أوروبا ملاذ لاجئينا على الأغلب، و لكن جتو العزيز له صديق لم يحصل بعد على اللجوء السياسي، رغم أنه لقن جتو شخصيا، يوما ما قصته الجديدة اللتي سردها في المحكمة و لله في خلقه وقوانينه شؤون.
جتو يعود من محكمته و يسرد لصديقه الأكبر من عمره و أبو أطفال عن نصره في المحكمة محملا بقرار الإقامة و الحماية السياسية و كان بينهما الحوار التالي::
يا عزيزي أبو رويال: لقد أقنعت المحقق – الحاكم- بقصتي و قدمت له صوري في المظاهرة، و شرحت له كيف أننا نطالب حتى بوطن مستقل و حق تقرير مصير، فما من أحد يحاسبنا هنا على شعاراتنا، و بعد أن دخلت مجال السياسة من أوسع أبوابها، لا أخاف أبدا، و من شبابيك أوربا سنصرخ، ألا تتذكر ملوك الكويت أيام احتلالها كيف كانوا يحاربون النظام العراقي من وراء شبابيك فنادق أوروبا، سأعمل مثلهم على الأقل.
أبو رويال: بالله عليك هل ذكرت اسمي و اسم عائلتي في محكمتك، فهذا مفيد جدا لمحكمتنا القادمة أيضا.
جتو: يا عزيزي أبو رويال، أنت لم تتذكر حتى أن تبارك لي على نصري العظيم و فقط يهمك اسمك؟ أو حتى لم تقدم لي قهوة الضيافة بعد؟
أبو رويال: هيا هيا يا أم رويال الجميلة - فقد بهرت بجمالك شبابنا كلهم وأحببتي جتو من ورائي، لكن لا يهم نحن في أوروبا ديمقراطيتنا واسعة و صدرك واسع أيضا للجميع- قومي بتحضير القهوة المحببة لجتو العزيز.
جتو يحمر وجهه قليلا و لكن يتابع مغيرا الحديث قليلا: يا أبو رويال: يا عزيزي المحكمة و حق الإقامة يلزمها رجال و سياسين بمعنى الكلمة، مثلي و مثل أصدقائي في الحزب و الجمعية الوطنية.
أبو رويال: نعم و يا سيدي لهذا، هذا هو الحزب الثالث الذي أدخل فيه منذ وصولي لأوروبا، و قد رشحت أم رويال شخصيا لقيادة الحزب لهذا الغرض، نعم نحن من نناضل والآخرين من يجنوا الثمار، هل هذا معقول؟
جتو: يا أخي ليس المهم فقط ما عملته هنا، نعم أعرف نظرا لظروف البطالة، قد ناضلت كثيرا بدخولك لغرف البالتوك الوطنية مرارا، و غيرت الأحزاب كما يغير الشخص بنطلونه، و لكن ليس هنا مكمن الفرس، المهم ما هو تاريخك السياسي في الوطن ؟
أبو رويال: والله يا جتو العزير- خليها بيناتنا- ما دخلت حزبا كرديا يوما ما، و هناك في الوطن كنت من الأوائل المعزومين على فناجين قهوة فروع الأمن و المخابرات، ولكن أثق فيك و بما أنك دخلت باب عائلتنا من أوسع أبوابها و تدير بالك أحيانا على عائلتي أيضا في ساعات عملي الأسود خارج البيت و تزورها، فأثق بك و أسرد لك كل شيء.
جتو: دعنا من صداقتنا العميقة هنا، فنحن أخوان والله أنا من البيت و نتقاسم فيه كل شيء كما تعرف، ولكن ركز يا عزيزي أبو رويال على نقطة زياراتك للفروع الأمنية هناك و قل للجميع أنك كنت تدعى بشكل رسمي هناك لاشتراكك في النشاطات السياسية و غرض التحقيق، ألا تتذكر أنني أيضا قلت ذلك، و ها أنت ترى لقد بلغت قمة البطولة السياسية.
ولكن كيف أسرد قصصي و أغير حقيقتها؟ أبو رويال محتارا؟
جتو: أسردها لنفسك عشرة مرات متتالية و في المرة الحادية عشر سترى بأنها صارت أسهل شيء للسرد، بشكل تلقائي كما تصحو كل يوم و تدخل دورة المياه في بيتك بكل سهولة، ايه كبرها بتكبر، صغرها بتصغر يااااه.
و إن احتجت لمعلومات خاصة، مثلا الأمور السياسية، سأشرحها لك بالتفصيل، و تحفظها عن ظهر قلب، و كما سأكتب لك مقالات إنترنيتية خاصة باسمك، يا أخي بعرف أنو لغتك الكتابية مو قوية، بس ولا يهمك أنا بعملك كل شي.
أبو رويال: ها قد طبخت قائدتنا القهوة المحببة لديك، ذقها و اشكر نعمة ربك علينا. يا أخي لك حسب و نسب سياسي طويل في كل المجالات، حتى في بيتي.
جتو: ايه لكن، يا صديقي، اسأل عن تاريخي السياسي الطويل، والله ما بنكتب في موسوعات، و أنا كمان متلي متلك، أجيت هون و ما بعرف كل شيء - هاي خليها بيناتنا كمان- متلك كنت بعيد عن الأحزاب كلها، بس ما كنت بزور الفروع جهارة، أنا كنت عمبكتب ألهم تقارير خاصة بس من البيت، بس الله فتحها علينا هون و هاي يا سيدي صرنا وطنين، يعني اتزوجنا القضية، شىه.
أبو رويال : هاي حلوة يا عزيزي لازم أحفظها و أزيد عليها نحن وطنيون بالدم والعرق والدم.
جتو: حلال عليك، هاي أول جملة بتتعلمها، يعني بدك تدور على أكبر الكلمات و تتجاوز حدود اللغة الكتابية حتى، كلماتك لازم تكون ملتهبة، يعني بالفصيح يا أخي صدق كذبتك و كل واحد راح يصدقها من بعدك، بس المهم أنو أنت تصدقها هاه.
أبو رويال: والله أنت مدرسة وطنية يا جتو، ولازم نتعلم منك الكتير.
جتو: ولا تنسى أنو تكتب هاه، حتى ضد المقالات العامة للآخرين، و لا تدير بالك، يعني اشتمهم متل ما بدك، أصلهم، حزبهم، دراستهم، أهلهم، ولا يهمك، و الأهم أن تهاجمهم شخصيا.
أبو رويال: بس يا أخي أنا بعرف كتير من الناس هون، يعني ناضلوا و تعبوا، و إلهم قصص حقيقة.
جتو: يا أم رويال والله زوجك ما بيفهم، خليه يتعلم الكذب والأفتراء، اىه ياأخي مافي وطنية من دون كذب، اخترع لك شي كم كذبة و هاجم الناس، ايه كيف راح يصير الك اسم سياسي؟
أم رويال: ولا يهمك جتو حبيب العائلة، أنا راح أساعدوا، و هاي جملة نحن وطنيون بدمنا وعرقنا و... نقطة بداية حلوة و بكرة من بكير راح اتصل بناس تانيين كمان و نساعدوا على كتابة مقال قوي، هاي الخطوة التانية.
جتو: هادا شوف، هي اتعلمت اكتر منك يا أخي، يعني ولو أنو الجمعية اللي هي فيها كلهم مندوبين من الأحزاب و مافي غير مصالح حزبية بحتة، بس هي عمبتعرفها للناس، هي جمعية وطنية، ثقافية، كولتورية، يا أخي اتعلم منها شي.
يلا، أنا ماشي هلا و اذا احتجتوا شي، بكرة بتصلوا في، راح اجي اعلمك أكتر و أكتر، بس لاتنسى المقالة تكتبها متل ما علمتك، بكرة هاه، فكل لحظة صالحة للبدء، فابدأ الآن.
أبو رويال: والله صح لسانو من قال: التلميذ بيصير أذكى من المعلم.
--------
* بافي ايمي، مرشد اجتماعي، مترجم، النمسا






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=2126