واحد×واحد= صفر 1/ 3
التاريخ: الأثنين 28 اذار 2016
الموضوع: اخبار



 ابراهيم محمود

" إلى إبراهيم يوسف، لأمر هام وعام "
صدق الرئيس بشّار حافظ الأسد

نعم، ثم نعم، لقد صدَق الرئيس السوري بشار حافظ الأسد، حين قال عن أن نسبة السكان الكُرد " الأكراد عنده " إلى مجموع السوريين، وفي مناطق سكناهم، لا تتعدَّى الـ " 23 بالمائة "، قالها وصدق كل الصدق فيما ذهب إليه، ولعلَّه بالغ قليلاً في العدد المذكور، لأن الرجل على علم بكل صغيرة وكبيرة في البلد، وكل مستجد يصله مبتدأه وخبره أول بأول: من يدخله ومن يخرج منه. وفي وسع المتنرفزين من كردنا، ممَّن يعرفون حساب المساحة والانتشار السكاني، قبل الاحتجاج والصراخ أن يتساءلوا عن خلفية هذه النسبة التي تهين الكرد شعباً وجغرافية وقومية، ثم أن أن يتروّوا لمعرفة الدائر، قبل إطلاق العنان لشعاراتهم وهتافاتهم هنا وهناك.


لنحسبها ببساطة: كم عدد الكرد الذين اضطَّروا إلى الخروج من ديارهم، في البدايات الأولى للحدث السوري المنفجر والملتهب، تاركين كل ما يعنيهم خلفهم، بحثاً عن أمان ما، في جهة، جهات أخرى، قبل فوات الأوان، إدراكاً لا شعورياً منهم ربما، أنهم بشر لا يمثّلهم أحد حتى من بني جلدتهم، والأفضل هو أن يخرجوا لأن ثمة متسعاً من الوقت، إلى جانب متسع من المكان ينتظرانهم ؟
كم عدد الكرد الذين شعروا بالتهديد من أخوتهم الكرد عند تنامي وتيرة العنف، أو أنهم لا يستطيعون الاستمرار بمعايير غير متوفرة لهم كما هي متوفرة لآخرين من الكرد، فرأوا في الخروج الاضطراري هرباً من عنف أهليهم فيهم هنا وهناك، نشدان أمل ما ؟
كم عدد الكرد الذين لم يجدوا بداً من الخروج القسري شيباً وشباناً، رجالاً ونساء، وقد تجرَّعوا غصصاً، ثم رأوا أن لا مفر من الخروج قبل أن يُرمى بهم في زوايا معتمة محلياً، وأن يخضعوا لتوجيهات محلية كردية المصدر، تفقِدهم كلَّ الجهات الفعلية على الأرض ؟
كم عدد الكرد الذين هاموا على وجوههم، أو تخلوا عن كل شيء، ليس لأن آلة النظام توعدتهم وتهددتهم، وإنما لأنهم تلمَّسوا في سلوكيات من فرضوا عليهم " وصاياهم " وبمقاييسهم الكردية الخاصة، ما يعادل موتهم وهم أحياء؟ وهنا تكون النسبة العددية الكبرى، ذات الصلة بحب التملك وإصدار الأوامر ولزوم تنفيذهم وإلا... وأحسب أن مئات الألوف الذين خرجوا على دفعات، أو زرافات، كانوا يكتوون بالنار داخلهم، سوى أنهم لم يجدوا سوى أهون الشرور في الخروج، مع ما يتبع ذلك من عذابات وآلام وصنوف حنين إلى المكان في " روجآفاهم " العزيزة ؟!
كم عدد الكرد الذين يتحينون الفرص ليل نهار، ليهيموا على وجوههم كالذين سبقوهم؟ ليقتفوا آثار أهل، أقرباء، معارف، أصدقاء كرد لهم، غير عابئين بالموت بأجناسه، في طرق غير سالكة، وممرات مائية تبث أهوالاً، لكنها إرادة البحث عن حياة وقد ضاقت بهم سبل الحياة بمعناها الكردي، وتنفس الهواء الكردي، هي التي تحفّز فيهم هذه الرغبة .
صدق الرئيس السوري بشار حافظ الأسد، وأي صدق، وبين بين يديه كل هذه الأشكال من الحسابات وأصناف الخروج، وهو الذي مارس ويمارس التدقيق الصائب في التفريق بين الكرد الذي يسمّون الكردية فيهم، ولكنهم بالقرب منه، والذين يعيشون احتضارهم بين جنبيهم. صدق وأي صدق، لأن التجربة التاريخية الطويلة في علاقة السابقين عليه وعلى مستوى سلطوي بـ" أبناء الجن " من الكرد، علَّمته جيداً، كيف يتقن فن الحساب، وفق: إما- أو، وليس من المعقول أن الذين يؤمنون له ولرموز سلطته في مناطقهم " الكردية "، الكثير مما يحتاجون إليه، وهم مشمولون بالحساب وتحديد نوع الكردية واتجاهها، وفي بلد يعيش خرابات مادية ومعنوية، وهم كرد، يمكنه أن يغفل عنهم في طريقة الحساب الدقيقة، وحيث لم يعد  في مقدور الجن أنفسهم أن  يقدّموا مساعدة ما لذوي قرباهم، بينما هم أنفسهم، لا يدخرون جهداً في تأكيد ما يقوله خصومهم فيهم، والدقة الحسابية التي تخصهم، باسم الديمقراطية التي ربما استفاد منها جل الذين احتموا بهم لاجئين، مهجرين مهاجرين، وأثبتوا أنهم كرد كرماء بكل ما لديهم، حتى بجغرافيتهم الروجآفاوية، إلا من أرادوا الترداد أنها تمتلك سهماً من الكردية، ولهذا، فإن الواحد الكردي هنا، مضروب في الواحد الكردي بالمقابل، لا يساوي إلا الصفر السلبي. هل ثمة داع ٍ للتوضيح ؟!
دهوك- في 28 آذار 2016 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=20464