تحية للمرأة السورية في عيدها
التاريخ: الثلاثاء 08 اذار 2016
الموضوع: اخبار



صلاح بدرالدين

مقتضيات وأسباب اضطهاد المرأة عديدة ومتشعبة ونصيبها أكثر بأضعاف من نصيب شريكها الرجل فهما يتشاركان في الظلم الاجتماعي والاستغلال الطبقي على قدم المساواة على أصعدة الفقر والعوز والبطالة وحقوق العمل واستغلال الأيدي العاملة وتوزيع الثروة والضمان الاجتماعي والصحي وكذلك التفرقة والتميز القومي لللأسباب العنصرية وهناك مجالات أخرى تنفرد المرأة فيها بالتعرض للاضطهاد والاستغلال تعود اما الى التقاليد البالية خاصة من جانب الفئات المحافظة التي تعتبرها قاصرة وغير كفوءة ومنقوصة الوعي والادراك أو الى النظرة الدينية الرجعية التي لاترى في المرأة الا كونها للمتعة وخدمة المنزل وتربية الأطفال غير مسموح لها الظهور والتواصل مع المحيط وخارج حدود البيت أو التعلم وارتياد المعاهد والجامعات أو العمل والانتاج .


فصل الدين عن الدولة مدخل رئيسي لتحرر المرأة كما تثبت لنا تجربة أوروبا عندما تم ابعاد رجال الدين عن مفاصل التحكم بالسلطة والقرار وعزل الكنيسة عن ادارة البلاد والتدخل بالسياسة بعد أن كانت المرجعية والآمر الناهي في عقود القرون الوسطى الظلامية التي عاشتها البلدان الأوروبية وذلك بعد تعاقب الانتفاضات والثورات وخاصة الثورة الفرنسية وهذه الحقيقة تفسر مدى تعلق نشطاء ثورات الربيع بمهمة عزل حركات الاسلام السياسي عن موقع القرار التي أرادت تشويهها في أكثر من بلد .
طبعا المرأة ليست طبقة معينة مستقلة لحالها بل تتوزع بين كافة الطبقات والفئات الاجتماعية وعندما تنخرط في حركات ارهابية فأسبابها مثل الأسباب التي تدفع الرجل أيضا للتورط في تلك المنظمات وهناك أسباب عديدة لتلك الظاهرة منها ردود الفعل على الظلم الاجتماعي والاضطهاد ومقارعة الأنظمة الدكتاتورية بنفس وسائلها الارهابية والانطلاق من مفاهيم خاطئة كالبحث عن الجنة والشهادة من أجل الحياة الأخرى الأكثر عدلا واعتناق ثقافة المغامرة والقضاء على الآخر المختلف .
النضال من أجل مساواة المرأة بالرجل لايقتصر على النساء فقط خاصة وأن مسالة تحرير المرأة واستعادة وتعزيز حقوقها يتشابك عضويا مع المجالات النضالية الأخرى ولاتتجزأ عنها كالكفاح من أجل الحرية والكرامة والعدالة وضد الدكتاتورية والاستبداد وفي سبيل التقدم وحقوق الانسان وحرية الشعوب والأقوام الأقل عددا والمغلوبة على أمرها .
الحركات النسوية الموجودة القديمة منها والحديثة تقوم بدور ما في التخفيف من اضطهاد المرأة ولكن في الدول المحكومة بالأنظمة والحكومات الاستبدادية والتي تشن حروبا على شعوبها كالحالة السورية مثلا فان فرص نجاحات تلك المنظمات محدودة ان لم تكن معدومة ولاشك أن الوضع يتطلب تضافر الجهود المشتركة بين تلك المنظمات من جهة وبين باقي الحركات النضالية من أجل الحرية والديموقراطية .
  لقد أثبتت المرأة السورية عن جدارتها مرة أخرى منذ اندلاع الثورة حيث وقفت بصمود منقطع النظير أمام جميع الأهوال وتحملت ومازالت فوق طاقتها مآسي القتل والتدمير والهجرة والنزوح وشاركت في الثورة والعمل السياسي وقدمت الكثير ومازالت من أجل الأجيال القادمة والوطن وسعادة المجتمع .






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=20363