هنُ النساءُ الكُرديّات اللواتي...
التاريخ: الأثنين 18 كانون الثاني 2016
الموضوع: اخبار



 ابراهيم محمود

هن النساء الكرديات اللواتي كُنَّ ويكونن وسيكونن نساء بالغات وإن كن صغيرات السن، وصغيرات السن والعقل رغم كل المنجزات العلمية والتحولات الاجتماعية والفكرية، وإن كن بالغات وعلى مشارف أبعد من خريف أعمارهن الفعلية، خريف يتلبسهن رغم يفاعتهن.
هن النساء الكرديات اللواتي يدركن كما يتم إسماعهن أنهن يمثّلن نصف المجتمع وفي قرارة أنفسهن يمضين أطوارهن على وعي نازف في أرواحهن حيث إنهن في واقعهن وكما يُتصرَّف بهن، وإن كُن في المدى الأبعد من حدود كردستانهن المصرَّف بها مثلهن، أو بهن مثلها، لسن حتى ما دون عُشر المجتمع إن رُمن حقيقة ما يحوَّل باسمهن ويعزَّز فيهن.


هن النساء الكرديات اللواتي يعشن عويل أرواحهن مذ كن ولو بدرجات لا تلغي طرق التصريف في مشاعرهن وأفكارهن وأحلامهن وشهواتهن ومتعهن وملذاتهن وآلامهن وإن كن في حاضرة القرن الحادي والعشرين الذي يكون مجرد تلقيم رقمي في دواخلهن وينمّي فيهن ما يضاعف أوجاعهن وكيف يتم إلهاءهن مهما كان مداهنَّ المجدي في الوعي بمحيطهن، أو كن لافتات الأنظار إلى مناقبهن في فنون القول والفعل، في الصوت والحركة.
هن النساء الكرديات اللواتي يتظللن بقانون الأبوية التليدة رغم أنوفهن، وما في سياق الأبوية من تصميت لهن: أبوية اجتماعية وسياسية وثقافية وفكرية ونفسية، ورغم تبصرهن بما يجري لكنهن مغلولات الروح بهن وفيهن.
هن النساء الكرديات اللواتي تعدَّى عويلهن كل حدود الممكن في مآسيهن، عويل متعدد الدرجات والهيئات والحالات والمناسبات والمهمات، إذ يبكين كما هو المفعَّل فيهن ما يلزمْن به أو يلزمن أنفسهن به، أزواجهن وأخوتهن وأعمامهن وخؤولتهن وأولادهن كما لو أن منبهات حياتهن في استمرار ما هو مطلوب منهن، طي أعينهن وهي تمثّل، غالباً، خلاصة عقولهن وقواهن النفسية، وخصوصاً في آنهن في برار لم يخترن بإرادتهن وبحار لم يجتزنها برغبة منهن، وفي أماكن ومساكن لم يحلن فيها إلا بمن هم أوصياء لهن وعليهن وفي إثرهن.
هن النساء الكرديات اللواتي يمثّل قياديات خلف قياديي قيادييهن، وإن كن يبرعن في التسديد على كل ما يؤمرن به بأيديهن ولسانهن، يمثلن مسئولات يتحركن في ظل مسئولي مسئوليهن وإن كن يعلمن كل العلم أن ما يوعز إليهن يوجههن إلى ليس في مقدورهن رفضه أو تعديله أو اختصاره بما أنهن يتنفسن وينظرن ويتحسسن ويشربن ويأكلن ويتصرفن من جهة أولئك.
هن النساء الكرديات اللواتي يجاورن أزواجهن ليس مساواة بهم، كما يخيّل إليهن وإنما ليشهدن أنهن مجرد زوجات، وأن يجلسن وراء آبائهن أو أخوة لهن ديكوراً حياً، وعليهن وهن في وضعيتهن التزام الصمت عموماً، وهن يتلقمن ما يراد منهم نظراً وسماعاً، فما أدبهن إلا ما هو خارج حدود الأدب الذي يفصح عن إبداع لا يستثنى منهن.
هن النساء الكرديات اللواتي توجب كما يتوجب عليهن أن يدوزن أوتار " آلاتهن " الروحية، وكل ضابطة إيقاع لكينوناتهن على صعيد واقعهن في ليلهن ونهارهن، في قيامهن وجلوسهن، تبعاً لقواعد المعنيين بهن وإن كن في العمر متقدمات عليهم، وإن كن في الوعي سابقات عليهم، وإن كن في النباهة متفوقات عليهم.
هن النساء الكرديات اللواتي يعشن حيث يجب أن يعشن كما هن النساء، ويبزن في كل ما يخصهن النساء الأخريات استناداً إلى مرارة واقعهن وما يطلَب منهن، وما يتعرضن له من كيد ونكد وكمد .
هن النساء الكرديات اللواتي يتمثلن جُلَّ ما يعرّف بهن تابعات رغم كل بهرجة المرئي فيهن، وهن يتكلمن وبأعلى صوتهن، وهن يلبسن ما يشأْنَ أحياناً ما يحلو لهن ويتمكيجن كما يردن أيضاً، شهادة عيان على أنهن وليات أمرهن وهو البؤس الدال عليهن، بما أن كل ما يعهَد إلى المتصرف بهن يبقيهن في حفظ أولي أمرهن وصونهم.
هن النساء الكرديات اللواتي يخضع لقانون رعبهن المغروس فيهن مذ كن دون أن يدركن تاريخه، وهو أنهم يمثلن" الشرف الرفيع " لأزواجهن وأخوة أزواجهن وأبناء أعمامهم وجل أقربائهن، ولأخوتهن وذوي قرباهن، وأن ليس لنون نسوتهن إلا ما يجعل الواحدة منهن حتى اللحظة، أنَّى كن أو حللن أو رحلن، نوناً دون الملحق بها، وما يجعل من النون بؤرة مكابداتهن وعجزهن في الخروج من غور النون ومناخها النفسي الخانق، من مهدهن إلى لحدهن، لأن ليس لهن إلا ما يتردد في الملقّن القبري يا ابن " أمَة الله "، ويُسمع الاسم النسوي للمرة الوحيدة تأكيد مأساتهن ما عشن دهرهن.
دهوك- في 18 كانون الثاني 2016 







أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=20153