أهداف الحملة الروسية من تدخلها في سوريا
التاريخ: السبت 14 تشرين الثاني 2015
الموضوع: اخبار



عاصم عمر 

التدخل الروسي في الساحة السورية لم يكن عملا مفاجئا,انما كان منذ بداية الحراك السياسي السلمي المطالب باصلاحات سياسية,وما  حصل الآن هو حمل راية الحرب من قبل روسيا ضد تطلعات الشعب السوري علانية  والذي يعتبره الشعب السوري غزو ممنهج لبلاده,وبشكل فاضح ,ونحن كسوريوون نعتقد ان النظام الروسي يقف بشكل مباشر وراء تأزيم الوضع السوري وكارثته الانسانية المستمرة منذ خمس سنوات  وساهمت مع النظام في صنع داعش والتي حصدت حتى الآن أرواح حوالي 300 الف قتيل وملايين المهجرين.ونحلل أهداف التدخل الروسي المباشر كالتالي:


1- استعراض القوة العسكرية في سوريا لأغراض تجارية. منها تحقيق الثقة بنوعية سلاحهم واثبات فعاليتها من أجل زيادة مبيعاته عالميا , ثم لتوسيع سوق العمل الروسية ,تخفيض البطالة,التعويض عن العقوبات الغربية.ورفع قيمة العملة الروسية
2- تدريب القوات العسكرية وخاصة الجوية لاكتساب المهارات الميدانية الى جانب النظرية.والتخفيف من رتابة العمل.
3- زيادة نفوذهم ومواقع وجودهم خاصة على البحر المتوسط - قاعدة  بحرية دائمية في سوريا -,واظهار حقيقة التفوق الروسي عالميا  ومن ثم امكانية السيطرة - سحب البساط من تحت أقدام الغرب  واظهاره بالمتاجر ,اضافة الى تحقيق أهداف استراتيجية تتعلق بالتحكم في أسواق وطرق نقل الطاقة والتحكم بأسعارها,خاصة بعد الضربة  السعودية الذكية في مجال النفط ومشتقاته من الطاقة.
4- ليس الهدف هو حماية بشار الأسد بل تحقيق موطء قدم على المتوسط مستغلا الظروف الجيوسياسية والأسد ليس الا بيدق في اللعبة الهدف منه دعم أصدقائهم وتقوية الثقة  البينية اضافة الى اختبار مدى تماسك حلفائه وولائهم للحلف.
5-اشغال الشعب الروسي بخلق مسائل خارجية تشغله عن الداخل والهائه عن سياسات وأجندات معينة تجري في الداخل .
6- تقوية قبضة الجيش والمخابرات العسكرية في الحياة العامة وتقويض ما أمكن من فاعلية المؤسسات المدنية الغير حكومية اضافة الى خلق حالة عامة تشبه حالة الطوارء واسكات أصوات المعارضة والمعارضين
7- ايهام العالم بأن روسيا كقوة عظمى تساهم في حل مشاكل العالم وابراز دورها كبروباغاندا والتغطية والتبريرعلى استخدامها للفيتو المتعدد في الوضع السوري .
8 - وضع التحالف الغربي الهش على المحك واثبات شكليتها وعدم فاعليتها ,ثم اخافتها واضعاف الثقة البينية واثبات فشلها في وضع الحلول موضوع الحفاظ على السلم العالمي وبذلك فانها تمنعهم من اتخاذ أي قرار مؤثر وكما انها تلعب بسياساتهم ومبادراتهم الغير مجدية وتستفرد بعناصر قوتها
9-ضرب أمريكا في صميم نفوذها العالمي, واضعاف هيبتها اضافة الى اظهار هشاشة النظام الرئاسي الأمريكي واظهار الرئيس الأمريكي بالشخص الضعيف.
10-التهيئة للسيطرة الروسية بعد اختبار الجهد الغربي في عدة مناطق من العالم,آخرها سوريا.
11- بتقويته للجيش و مؤسسة المخابرات يتم تركيز السلطة في يده وتقوية نفوذه الشخصي لتحقيق مطامحه الشخصية.وأعتقد ان لديه نوازع توسعية غير سلمية.
12- ربما ان الروس يستخدمون اليورانيوم المنضب في حربهم في سوريا للتخلص من عبء تخزينه,كهدف ثانوي.وهنا ارغب في لفت انتباه المنظمات الحقوقية والجهات المهتمة التحقق من ذلك.
13-  من خلال حملته العسكرية  الشرسة في سوريا ,وحيث أنه يستهدف المعارضة الوطنية المعتدلة ,ومن أجل تهميش دورها في قيادة المعارضة أو على الأقل الاتيان بمعارضة وهمية  بديلة تخدم مصالح النظام ,وكما انها تستهدف السكان المدنيين  الحاضنة الطبيعية للمقاومة بوحشية تفوق وحشية النظام دون استهداف "داعش" مما يدل بشكل واضح انه لم يأتي الى سوريا من أجل وضع تسوية سياسية  بل لتمزيق سوريا ,وتأمين مصالحه الاستراتيجية في انشاء قاعدة دائمية له على البحر المتوسط من خلال"انشاء كيان لآل الأسد"بمبررات.
 تكاليف الحرب باتت ثقيلة جدا على أصحاب المصالح,الروس والأيرانيين لذلك فهم يسعون الى انهائها عن طريق اتباع سياسة الأرض المحروقة في سوريا ,كل الدلائل حتى الآن تشير الى ان الروس ماضون في تحقيق ما يطمحون اليه نتيجة للوضع الدولي واستراتيجية مكافحة الارهاب, وفي حال التحقيق لأهدافه المبتغاة فان فرص الحفاظ على السلم العالمي تقل كثيرا بل وربما سيمهد لبدايات حرب عالمية ثالثة.
فماهي الاستراتيجية المضادة لكبح جماح طموحات بوتين وعنجهيته؟حيث وضع الحلف الأطلسي يرثى له...!.وفي حال سكوت المجتمع الدولي عما تفعله روسيا فهذا يعني الموافقة الضمنية على تفتيت سوريا .والا فما هو البديل الآني؟
يبقى على رأاس الأولويات  في هذا البديل  تقديم كل الدعم الممكن واللازم للمقاومة الوطنية السورية المعتدلة للدفاع عن نفسها.والواقعة بين نيران نظام الأسد  -الروس –الأيرانيين واخيرا داعش......ولكبح جماح التمدد الروسي وعنجهية بوتين.....ولتجنب عواقب أكثر خطورة  في المستقبل ! 






أتى هذا المقال من Welatê Me
http://www.welateme.net/erebi

عنوان الرابط لهذا المقال هو:
http://www.welateme.net/erebi/modules.php?name=News&file=article&sid=19904